مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 25-11-2001, 05:10 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي ثقافة النماذج المفروضة

ثقافة النماذج المفروضة
أولاً-العملية النفسية-الاجتماعية الموصلة للاستلاب:
نحن إلى الآن كنا نهتم بتحليل ظاهرة الاستلاب كحالة عقلية-نفسية-سلوكية متحققة بالفعل. من الآن فصاعداً من المفيد أن نضيف إلى هذا محاولة تحليل الآليات التي توصل مجوعة بشرية معينة إلى حالة الاستلاب الناجز، و هي العملية التي تصنع "الاستلاب " لنسم العملية"التحويل الاستلابي"،و"الاستلاب" سنبقيه اسماً للحالة الناجزة التي تنتج عن نجاح هذه العملية.
المكونات الأساسية لعملية التحويل الاستلابي":
تتوزع عملية التحويل الاستلابي في اتجاهات أربع تقود إلى المكونات الاستلابية الأربع الموصوفة في مقالات سابقة لكاتب هذه السطور
التحويل الاستلابي التغلبي والتحويل الاستلابي الأخلاقي والتحويل الاستلابي الطبقي والتحويل الاستلابي العنصري هي العمليات البانية لأنواع الاستلاب: التغلبي والأخلاقي والطبقي والعنصري على الترتيب.
ينتج عن عملية "التحويل الاستلابي التغلبي" إيصال ضحية هذه العملية(وهي التي نسميها بالاصطلاح العلمي "المحايد" "الموضوع") إلى قناعة داخلية عميقة بصفرية القوة التغالبية الذاتية تجاه القوى القاهرة.
و"التحويل الاستلابي الأخلاقي" ينسي موضوعه أو يفقده الشعور بأن له حقاً أو أنه على حق ويضعه في موضع القناعة بأنه مذنب وأنه "مدين أخلاقياً" تجاه القوى القاهرة وأنه مهدد كل لحظة بإمكانية مطالبة القوى القاهرة له بديونه الأخلاقية تجاهها أو بتعويضها عن عدم أدائه لهذه الديون بالعقاب.وفي الحالات الكاملة من الاستلاب الأخلاقي يحس المستلب أن وجوده ونشاطاته الحياتية ما هي إلا تورط مستمر في الإثم.
و"التحويل الاستلابي الطبقي" يوصل موضوعه إلى اليأس الكامل من الوصول إلى الترف المفقود في جانب الموضوع والموجود في الجانب القاهر وهذا التحويل عند نجاحه يجعل الموضوع يرى القبح التام صفة للذات والجمال الكامل صفة للطرف القاهر كما رأينا في مقالات ذكرناها قبل قليل.
و"التحويل الاستلابي العنصري" يوصل الموضوع إلى القناعة بأنه دوني القيمة بحكم الولادة بالذات وأنه ينتمي إلى عنصر متخلف بالطبيعة عن "العنصر" القاهر.
ثانياً: النموذج المفروض،التحويل الاستلابي،الاستلاب:
سأستعمل مفهوماً شهيراً هو"الأيديولوجيا" وأعني به نموذجاً مثالياً متكاملاً يحتوى على مفهوم للعالم ومعيار للسلوك الصائب تحاول شريحة اجتماعية فرضه على المجتمع.وفي الصراع الأيديولوجي تحاول الشريحة المعنية إظهار نموذجها على أنه هو النموذج الوحيد الصحيح وأن ما عداه شذوذ مدان. تعود الفكر النقدي الغربي ،ولا سيما المتأثر منه بالنظرية الماركسية،أن يتحدث عن وجود أيديولوجيتين سائدتين في المجتمع:واحدة سائدة تعبر عن الطبقة المسيطرة وثانية معارضة تعبر عن الطبقة الصاعدة البديلة .أنا أفضل الآن أن أشخص الوضع الأيديولوجي في مجتمعنا بطريقة مغايرة: في رأيي أن في مجتمعنا نوعين من الأيديولوجيا:واحدة "سائدة" وأخرى "مسيطرة".الأيديولوجيا السائدة هي تلك المعتمدة عند المجتمع الأهلي و المسيطرة هي تلك التي تتبناها القوى المهيمنة سياسياً واقتصادياً.
كان الكتاب الماركسيون يفترضون عادة أن الطبقة السائدة تنشر أيديولوجيتها التي تبرر سيطرتها على المجتمع بأسره وبين هؤلاء الكتاب فروق في شرح الآلية التي تؤدي إلى نجاح الطبقة السائدة في هذا،وليس هذا المقال هو المكان الملائم لبحث هذه المسألة ويكفيني هنا القول إن التقليد الماركسي قد تعود على عد الأفكار السائدة في المجتمع مجرد وعي زائف عند الجماهير مصدره رغبة القوة الاجتماعية المسيطرة في إبقاء هيمنتها.وبالنسبة لهذا التقليد سيعتبر تفريقنا بين "أيديولوجيا مسيطرة" و"أيديولوجيا سائدة" أمراً غريباً غير مفهوم.
هذا التفريق أعده الأساس الذي يقوم عليه الاتجاه التأصيلي العربي.فاعتباراً من بداية القرن الميلادي التاسع عشر بدأ الافتراق الفكري بين النخب السائرة في طريق الهيمنة بالتعاون الوثيق مع القوى الأوروبية الكبرى والمجتمع الأهلي الذي احتفظ لحد الآن بثوابته الفكرية وظل متميزاً في الفكر عن الفكر المتسلط الذي يحاول منذ ذلك الوقت أن يصبح سائداً وليس فقط مسيطراً. وهذا التشخيص صالح في نظري على عموم البلاد العربية والإسلامية وإن اختلفت أشكاله الملموسة وتوازناته بين مكان وآخر.
وإذا سمينا النموذج الذي تأتي به الأيديولوجيا المسيطرة "بالنموذج المسيطر" والنموذج الذي تأتي به الأيديولوجيا السائدة "بالنموذج السائد" فإنه يبقى علينا أن نرى العلاقة بين النموذجين(اللذين يتألف كل منهما من نماذج فرعية تشمل جوانب الحياة) وكيف يظهر التحويل الاستلابي خلال هذه العلاقة وسنختار هنا مثالين:
أ- الحياة العائلية في الكتاب المدرسي:
هل فكرتم يوماً في نموذج الحياة الذي تقدمه الكتب المدرسية للتلميذ وكيف يؤثر هذا النموذج عليه؟ لن أضرب هنا أمثلة من بلاد كثيرة تمتاز بالتجاهل المطلق لمشاعر الغالبية ولا يخطر لها على بال أن تراعيها بل سأضرب المثال من مناهج مدرسية أعدت في بلد كان يرفع شعار الانحياز للغالبية الفقيرة وهو مثال سورية في الزمن الذي كنت فيه تلميذاً في المدرسة الابتدائية (نهاية الستينات وبداية السبعينات).
بالتحديد سأذكر ما كنا نقرؤه في مادة القراءة عن "الحياة العادية"لتلاميذ يفترض فيهم أن يكونوا مثالاًَ نحتذيه:
كانت النصوص تصور(وهذا على سبيل المثال لا الحصر):
· عائلة مدنية
· الأب والأم شابان
· يرتديان أزياء مدنية
· يعيشان في بناء حديث من طوابق عديدة
· الشوارع حول البيت معبدة عريضة
· ثمة أثاث غربي وعادات غربية توافقه(مثلاً العائلة تأكل على الطاولة)
· الأولاد مهندمون
· حين تصف النصوص اجتماعاً لأولاد أخيار وأولاد أشرار فقد كان الأخيار مهندمين على حين كان الأشرار يلبسون في الحقيقة مثلما كنا نلبس!
جميع الأولاد في رسوم الكتاب المرفقة بالنصوص كان لديهم شعر يسرحونه بينما كانت المدرسة تفرض علينا حلاقة شعرنا"على الصفر" أي إلى أن تلمع صلعتنا(قاتلهم الله فرضوا علينا الصلع حتى حين كان لا يزال على رأسنا شعر!)
أي قارئ من جيلنا ومن شريحتنا الاجتماعية سيرى بوضوح أن هذه الصورة النموذجية كانت بعيدة عن حقيقة وضعنا:
· أغلبنا كان أبواه من أصول ريفية وعاداتهما ولغتهما ريفية لا مدنية
· الكثير منا كان أبواه غير شابين لأننا من شريحة اجتماعية يستمر فيها إنجاب الأطفال حتى تبلغ المرأة الخامسة والأربعين(ويكون الزوج عندها قد تجاوز الخمسين)
· أزياء الوالدين ريفية أو هي على أقل تقدير بعيدة كل البعد عن الأزياء المدنية "النموذجية" التي تصورها الرسوم المرفقة بالنصوص
· الغالبية كانت تعيش في بيت من طابق واحد بني عشوائياً
· شوارعنا كانت في غالبيتها غير معبدة غير واسعة تغرق في الطين حين ينزل المطر
· الأثاث بسيط وخلافاً لعائلة الكتاب التي تنام على السرير وتأكل على الطاولة كنا نحن ننام على الأرض ونأكل عليها بلا شوكة ولا سكين وصفوهما في الكتاب ولم نعرف لهما وجهاً في الاستعمال
· الغالبية منا كانت بعيدة عن الهندمة وهناك من يرتدي ثياب أخوته الذين هم أكبر منه سناً
· وأحب أن ينتبه القارئ إلى هذه النقطة الأخيرة في هذه المقارنة التي أردتها ممنهجة على شكل"نقطة مقابل نقطة":لقد كانت صورة الشرير النموذجي هي صورتنا نحن أولاد الفقراء على حين كانت صورة الأخيار هي صورة أولاد تلك الطبقة الأعلى البعيدة.
هذه الصورة النموذجية لم يكن من الممكن لنا أن نعدها تصورنا نحن بل كنا نعدها تصور أناساً بعيدين لا نستطيع أن نقول عنهم إلا ما قال أحمد فؤاد نجم عن أهل الزمالك:
لذلك..
إذا ردت توصف حياتهم..
تقول:الحياة عندنا مش كذلك!
وطالما ظل الأمر علاقة مع صورة خيالية عن أناس في الكتاب فما كان هناك مشكلة ولكن المشكلة كانت تبدأ بمجرد ما يطلب منا احتذاء هذا النموذج الموصوف فقد كنا نكتشف أننا حقاً مختلفون وغير قادرين على أن نكون مثلهم ولما كان الكتاب يعرض صورة هؤلاء على أنها هي الصورة التي يجب أن يكون عليها الإنسان فقد كان من الطبيعي أن نستنتج أن عندنا نقصاً جوهرياً يستحيل سده وهذا هو الذي كنت أسميته ذات يوم "الأزمة الاستلابية".
ب- زي المرأة في الصراع الثقافي:
كانت المذيعة المتميزة في قناة الجزيرة لأول إنشائها السيدة إلهام بدر المذيعة العربية الوحيدة في هذه القناة،في حدود علمي، التي تضع على رأسها خماراً .ولا أعرف إن كان اختفاؤها بعد قليل من بدء بث القناة له علاقة بهذه الواقعة الفريدة"الشاذة" التي هي ارتداؤها ما ترتديه تسعون بالمائة من فتياتنا ونسائنا!
من المعروف في الغرب أن الفتيات من بلادنا يعانين تمييزاً بسبب ارتدائهن لهذا الخمار وهذا أمر يرفضه كثير من الغربيين أنفسهم لأنه سلوك عنصري وتدخل في الحريات الشخصية للناس.ولكن الواضح أن هذا التمييز مقبول في بلادنا في كافة الأماكن التي يطلب فيها من المرأة أن يكون منظرها "نموذجياً"-مثلاً حين تريد أن تعمل مذيعة في التلفزيون وهذا القول يصح بصورة شبه مطلقة في بلاد الشام ومصروتونس والقنوات الفضائية الخاصة التي تبث من إيطاليا وإنكلترا ولا يصح في السودان بتاتاً ويصح إلى حد لا بأس به في كافة أقطار الخليج عدا السعودية التي لتلفزيونها الرسمي وضع خاص.
وفي بلاد عربية محددة يحظر ارتداء الخمار في المدارس وفي بعضها يحظر ارتداءه في الجامعات وأماكن العمل.
ببساطة: هنا نموذجان :"نموذج سائد" هو ما ترتديه أغلب نسائنا وفتياتنا و"نموذج مسيطر" هو النموذج الذي تقدمه مذيعات التلفزيون وعارضات الأزياء والفتيات اللواتي يقدمن الدعايات(وثمة استثناء أحييه حتى لو افترضنا أن المعنيين تبنوه لأسباب نفعية صرفة هو دعايات المنتجات المنزلية الموجهة لنساء السعودية والخليج).
لدينا هنا فرض واضح لنموذج غريب على المجتمع الأهلي فالنموذج السائد جرد من مشروعيته فهو يقيم إما بصفته "متخلفاً" أو بصفته "قبيحاً" وأنا يدهشني جداً بالمناسبة هذا التعصب عندنا للنموذج الغربي للزي -زي الرجال أيضاً وليس زي النساء فقط- فلنقارن مثلاً وضعنا بوضع الهند مثلاً حيث احتفظت الهنديات بأزيائهن الجميلة وبالنقطة الحمراء على جباههن ولم تمنعهن الحداثة من ذلك!
وعند دراسة العلاقة بين النموذجين لاحظت أربع حالات مختلفة:
الحالة الأولى:الالتزام التلقائي البسيط بالنموذج السائد:حالة "الأصل":
وهذه الحالة تقدمها أمهاتنا وجداتنا-أغلبهن- وفيها تسير المرأة تلقائياً وفق عادات أهلها الموروثة بلا تساؤل ولا عقد نقص ولا غرور ولا اعتبارات أيديولوجية فهي تعامل مظهرها بالتلقائية وانعدام التساؤل نفسه الذي تعامل به ملامحها الجسدية التي خلقها الله عليها،وهؤلاء النساء لا يغيرن زيهن حتى في بيوتهن،مما يدلك على أنه لا يخطر على بالهن أن هذا الزي واجب ثقيل تتخفف المرأة منه بمجرد ما تجد إلى هذا التخفف سبيلاً.
الحالة الثانية:النموذج السائد المخترق استلابياً:
هذه الحالة هي حالة الفتيات والنساء اللواتي يرتدين الزي السائد لأن المجتمع المحيط يريد ذلك(ولا أستبعد أيضاً وجود قناعة داخلية تصارع التحويل الاستلابي أيضاً لأن ما أسميه "الذات الحقيقية" لا تختفي كلياً عادة ولا يكون هذا التحويل في الحالة المعتادة كامل النجاح).
والمعتاد في حالة هؤلاء أن يكن أقررن بصورة صريحة أو مضمرة بأن ارتداء الخمار يقبّح المرأة أو يخفض على الأقل من درجة جمالها،ولذلك على حين نرى النساء في الحالة الأولى،حالة الالتزام البسيط بالزي السائد أو حالة "الأصل"، لا يفكرن في خلع غطاء الرأس حتى في الخلوة نرى النساء في حالتنا هذه يسارعن إلى نزع الغطاء والعودة إلى النموذج المسيطر بمجرد أن يصبحن لوحدهن بل يعددن ارتداء الزي المسيطر علامة احتفال وبهجة لأنه هو "الجمال"،وهذا ما قد يدلك على أن هؤلاء النساء سيخلعن الخمار لو استطعن وإن كنت كما قلت أعد علاقتهن بالزي السائد ليست علاقة إكراهية مائة بالمائة لأن هناك قناعة لا استلابية موجودة عادة وإن تكن مقهورة.
الحالة الثالثة:الحالة العقائدية:
وهذه حالة النساء الملتزمات بصورة معينة من الزي يعتقدن أن الالتزام العقائدي يتطلبه، وهذه الحالة يمكن تصور أشكال عديدة تتجلى فيها غير أن الشكل السائد منها عندنا الآن هو شكل نساء الحركة الإسلامية.
وللحكم على موقع هذه الحالة من ميزان الصراع بين الذات الحقيقية والاستلاب نحتاج إلى بحث أعم يتعلق بموقع الحركة الإسلامية من الصراع الثقافي بين الأيديولوجيا السائدة والأيديولوجيا المسيطرة ليس هذا مكانه.وسأكتفي هنا بالقول إن مقدرة هؤلاء النساء على تحدي ما يصفه المفكر الإسلامي الكبير جودت سعيد "الشعور بالمنبوذية" هي شيء جدير بالتأكيد بالاحترام.
وهذا الاحترام الذي أكنه لمقدرتهن على تحدي النموذجين المسيطر والسائد معاً(والعداء مع النموذج الأول أكبر بالتأكيد وإن كانت العلاقة مع النموذج الثاني لا تخلو أيضاً من العداء) لا يمنعني من الملاحظة أن هؤلاء النسوة يقررن أيضاَ بأن النموذج المسيطر "هو حقاً الأجمل!" بدليل أنه هو النموذج الذي يأخذن به مع أزواجهن وفي حفلاتهن الخاصة غير المختلطة وهذا ما يدلنا على أن هذا النموذج هو أيضاً مخترق اختراقاً خطيراً وهذا الاختراق ناتج في رأيي عن الخلل الخطير في الفكر الإسلامي المعاصر وهو الانتقائية في التعامل مع ظاهرة الغزو الثقافي والرؤية السطحية لها ومن المفكرين الذين انتبهوا إلى هذه الظاهرة(وهم قلائل)محمد أسد رحمه الله في كتابه"الإسلام على مفترق طرق".
الحالة الرابعة:حالة الانخلاع المخترق من النموذج السائد:
وهذه الحالة هي نقيض الحالة الثانية ولكنها كما سنرى تتطابق معها في كونها حالة صراع بين النموذجين المسيطر والسائد ولكن في الحالة الثانية كان النموذج السائد قد فرض الالتزام به على حين أنه في هذه الحالة الرابعة قهره النموذج المسيطر ولكنه لم يقض عليه. هذه الحالة لا أقصد بها حالات الخروج البسيط على المألوف القديم(مثلاً لا أقصد الحالة الشائعة التي تكتفي فيها فتياتنا بعدم لبس المنديل على شعورهن) بل أقصد حالة النسوة اللواتي قررن السير بعكس النموذج السائد ووفق النموذج المسيطر بالمناطحة مع التقاليد الأساسية لكافة شرائح المجتمع الأهلي. وهذه الحالة أيضاً لا تخلو من صراع داخلي عند المرأة لأن النموذج السائد ببساطة لم يزل سائداً فهو المتعارف عليه عند الأغلبية ومن النادر أن لا يكون للمرأة المنخلعة علاقات اجتماعية مع هذه الأغلبية.
وبعد استعراض هذه النماذج يبقى أن أقول أن من الممكن تحول النموذج الرابع،نموذج الانخلاع، إلى نموذج بسيط تلقائي في حالة الانقلاب الاجتماعي الكامل وزوال النموذج السائد وهذا الاحتمال لم يزل غير مطروح إلى الآن.
ويبقى أن أقول أيضاً إن ثمة نموذجاً تأصيلياً ينتج عن الانتقال من الانخلاع إلى التأصيل وهو عودة إلى الأصل بعد الانتصار على الانخلاع وهذا ما تريد التأصيلية تحقيقه.
المرأة المؤصّلة(بتشديد الصاد وفتحها) كما أتصورها هي المرأة التي تحافظ على الثوابت عن قناعة وعلامتها أنها بينها وبين نفسها لا ترى أن الزي المسيطر"أجمل" لذلك لا تفكر في لبسه بمجرد ما تختلي بنفسها أو بزوجها أو بقريناتها.
ثالثاُ:الاستلاب بما هو "خرس" والتأصيل بما هو "نطق":
يمكن تمثيل ضحية الاستلاب بشخص لا يستطيع الكلام بلغته الخاصة وبهذا المعنى يمكننا أن نعده "أخرس".
تتولى العملية التي سميناها "التحويل الاستلابي" تجريد الفرد والجماعة من إمكانية التعبير عن ذاتهم الحقيقية وللوصول إلى هذه النتيجة لا بد أن يقذف في قلوبهم اليقين أن نموذجهم السائد "رجعي تجاوزه الزمن" أو "قبيح" أو "محكوم عليه بالزوال" وهذا يتم جزئياً عبر التعليم ووسائل الإعلام الجبارة ولكنه يتم أيضاً بالقمع الجسدي للمقاومة وبمحاصرة الأمثلة الحية الناجحة للنموذج السائد ومنع نسغ الحياة عنها(كما يمنع خريجوا المعاهد التقليدية من فرص العمل مثلاً،وتمنع النساء المحجبات من دخول المدارس والجامعة والبرلمان)
ولكن المقاومة موجودة:وسأضرب أمثلة من ميادين مختلفة: في ميدان نموذجنا للمرأة رأينا نساءنا الباسلات:نساء الانتفاضة والمقاومة اللبنانية يقدمن أمثلة ملموسة على المقدرة المباركة لنموذجنا الأهلي الذي لا زيف فيه ولا اصطناع ولا أيديولوجيا مفروضة من أي طرف من خارج الجماعة الأهلية،حتى لو كان طرفاً يدعي أنه يمثل الهوية العقدية لمجتمعنا.وفي المقابل قدم الولد صاحب "اليدين من حجر وزعتر" في مخيماتنا في بلدان الطوق وفي فلسطين المغتصبة 48و67نموذجنا لأبناء الفقراء بشائر المجتمع الأهلي المنتصر وحماته ويتزايد الصوت التأصيلي ارتفاعاً في ميدان الفكر العربي ولو أنه لم يزل غير متميز بما فيه الكفاية عن المدارس الفكرية التي احتكرت طويلاً ساحتنا الفكرية ليقدم لسان الفكر التأصيلي ومفهومه عن العالم.
التحويل الاستلابي يعني محاولة دائبة لإفشال النموذج الأصيل والتأصيل على الجبهة النقيضة لا يعني أكثر من السعي الحثيث نظرياً وعملياً لإنجاح نموذجنا المعبر عن هويتنا وإظهار أنه قادر على الحياة وعنده كل شيء ليقوله للعالم.هذا المجهود التأصيلي العملي والنظري هو الذي سيقود إلى إنطاق المجتمع الأهلي بعد أن سكت مائة عام لأن الثرثارين من الجبهة الأخرى الذين احتكروا الكلام في مائة العام تلك ثبت أن كلامهم كذب وأنهم في الحقيقة ليس لديهم ما يقولونه!
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 26-11-2001, 11:06 AM
الصمصام الصمصام غير متصل
ذهـَــبَ مـَــعَ الرِيحْ
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 1,410
إفتراضي

أخي محمد
ماشاء الله
زادك الله من علمه
حقيقة موضوع رائع ودراسة تحليلية ممتازة
__________________
-----------------------------
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
-----------------------------
إن عـُـلـّب المـجـدُ في صفـراءَ قـد بليتْ
غــــداً ســـنلبسـهُ ثـوباً مـن الذهـــــــــبِ
إنّـي لأنـظـر للأيـّام أرقـــــــــــــــــــبـهــــا
فألمحُ اليســْــر يأتي من لظى الكــــــرَبِ


( الصـمــــــصـام )
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 27-11-2001, 08:32 PM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

شكراً أخي الصمصام.
يسرني أن المقال نال رضى أديب مثلك.
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 28-11-2001, 07:46 AM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

السلام عليكم

اليوم فقط سنحت لي الفرصة أن أقرأ مقالتك، وقد أخذت مني 37 دقيقة بالضبط.

فإما أن أكون بطيء القراءة أو تكون المقالة حبلى بالمعلومات التي لا تدخل العقل بسهولة.

في خضم تحليلك وجد نفسي أسأل نفسي: ليتني أعرف كيف كانت نساء سلفنا تلبس في خلوتهن بأنفسهن أو مع أزواجهن حتى أرد عليك في بعض ما ذهبت إليه.

طبعا مثال الزي كان لتوضيح الهدف الأكبر، ولكني تعلقت به، ووجدت نفسي متحيرا قليلا في قبول كل ما فيه. أولا، هل نزع المرأة حجابها في خلوتها مؤشر إلى ميلها إلى النموذج المسيطر -كما تسميه-؟ أليس من نوذجنا المحلي الأهلي السائد ما يسمح بهذا بل يحث عليه من باب التزين والتجمل؟

قد يقول لك قائل، بل إن الشريحة الأولى التي وصفتها قد تمثل تلك النساء المستلبات من قبل النموذج السائد، فهن يرين أن لباس الحجاب أمام الزوج هو من التأصيل ومن الوفاء للنموذج المحلي أو للطبقة السائدة.

بصراحة أعتقد أن مثال الزي هو مثال معقد قليلا، لأنه ليس فيه حد فاصل وارتباطه مع الفكر هو ارتباط نسبي، يذكر لنا ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يلبس ثياب للنصارى أو الأقباط -لا أذكر بالتحديد ما قاله- كانت قد أهديت إليه، وأجد هذه الملاحظة قيمة جدا فليس من تأصيلي خير من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتساهله في الخروج عن الزي المحلي أو النموذج السائد يسوقني إلى افتراض أن المسألة ليس تتمثل في صغار الأمور كالتي قد تفعلها بعض النساء من التزين لأزواجهن بأساليب قد يصفها البعض بأنها غربية أو مسيطرة، فهل ستقول لي أن المرأة التي تضع أحمر الشفاه أو الظل هي مستلبة للغرب؟ بل السؤال هو كيف كانت النساء التأصيليات يتزين لأزواجهن؟ لا شك أن هناك مجالا لتطور وسائل التزين، ولا أعتقد أن المرأة تفعلها افتتانا بالغرب ولكن كوسيلة للتزين المشروع، ولا أزال أتكلم عن التزين للزوج وليس التزين للشارع.

أما إذا تركنا مسألة الزي وفكرنا في الصورة الكبرى، فإنك على حق في أن الالتزام بالنموذج المحلي له أربعة أوجه كما ذكرت، وقد شهدت فترة الستينات برحة م الزمان كان الاقتداء بالغرب في الزي وفي معالم الحياة هو الطابع على البلدان العربية، والمراقب للوضع خلال السنوات العشر الأخيرة يجد أن التخلي عن النموذج المسيطر والعودة إلى النموذج السائد قد بدأ بل وأصبح أصحاب النموذج السائد والملتزمين به ينظر إليهم بأنهم أهل الثبات وأصحاب أدوات التقدم وبات الملاحقون لركب الغرب بالتقليد ينظر إليهم نظرة البصير إلى الأعمى.

هذا رد فعلي المباشر بعد قراءة المقالة، وقد أعود عن بعض آرائي إذا هددتني أو أقنعتني.

الرد أخذ 18 دقيقة من الزمن.

السلام عليكم

عمر مطر
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 28-11-2001, 01:53 PM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

أخي عمر
شكراً على مجهودك في قراءة ما كتبت وسبع وثلاثون دقيقة أنت مشكور على إعطائها من وقتك على أنك كريم ونحن نستأهل أم ماذا! ولعلها ليست كثيرة على مقال كتب بما يزيد على سبع وثلاثين ساعة! وهو مقال يحاول أن يكون منهجياً وهو متابعة لمقالات سابقة في نفس الموضوع الذي اسمه العام عندي:نظرية الاستلاب.
يا سيدي هناك مصطلحات لها معنى خاص في كتابات أخيك في هذا الموضوع ومعك حق أن لا تأخذها بعين الاعتبار إذ الكتابات السابقة نشرت أولاً في كتاب ثم توبعت في مقالات متفرقة في المجلات والجرائد وجاء بعض ما في المقال يفترض أن القارئ قرأ ما سبق والسبب هو أن المقال جزء من كتاب المفروض أنه قيد الصدور.ولعلي الآن أعزلها نوعاً ما عن سياقها.
لم آخذ مفهومي عن نساء السلف من القصص أو الكتب بل من الملاحظة المباشرة بالعين المجردة لجيل أمهاتنا وجداتنا.
وهذا الجيل يا أخي لا أسميه "الجيل التأصيلي" بل أسميه "الجيل الأصل" وأديب وشاعر مثلك لا يفوته الفرق اللغوي بين "الأصل" و"التأصيل" فأنا أدعو بالتأصيل مرحلة من تطور الثقافة العربية المعاصرة يحاول فيها المثقف التأصيلي بوعي وقصد تجاوز حالة الاغتراب عن "الأصل" الذي هو المجتمع الأهلي. فكأنه الأطروحة الثالثة في ثلاثيات الجدل الهيغلي:أصل-اغتراب- تأصيل.
وأما الفكرة التي طرحتها عن موضوع تزين النساء لأزواجهن وما يرتدينه في حفلاتهن غير المختلطة فعددته برهاناً على اختراق المنطق الاستلابي لهن والسبب أنهن لم يخترن زياً وطنياً مثلاً والمرء يسأل نفسه: لماذا تركنا الزي الوطني الذي هو مناسب لبيئتنا ومناخنا ومنطقنا الديني والأخلاقي أيضاً لنتبنى زياً أوروبياً يناسبهم هم! والقضية لا تقارن بما كان يرتديه النبي عليه الصلاة والسلام لأنه لم يكن لما يرتديه معنى ثقافي أو اختيار حضاري ووضع الثياب في ذلك العصر كان مختلفاً فالآن أنا أناقش عقدة النقص التي تكمن وراء اختياراتنا للثياب و حتى للأسماء فلماذا اختفت من تداول أسماء الأطفال عائشة وفاطمة وخديجة لتظهر أسماء أجنبية لا معنى لها إلا أنها ينظر إليها على أنها "الأجمل"؟هل تعلم أن "فلورا" كاسم يعتبره بعضهم أنه أجمل من "زهرة"؟ والمعنى يا مولانا واحد ولكن من أين جاء اسم فلورا الجمال؟ من القاعدة إياها.
وباختصار:ما دامت المرأة المحجبة ترى أن زي المرأة الأوروبية "هو حقاً أجمل" فهذا عندي دليل على أنها بالداخل مقسورة على الحجاب وليكن قسراً دينياً وليس بالضرورة قسراً من الناس وحين نعتقد أن زينا الوطني هو الطبيعي لنا-كما في حالة الخليج والسودان وبعض أهل مصر والمغرب العربي الكبير عندها أقول إننا في نقطة اللباس موقفنا صحيح نفسياً.ومن هنا أعلق الأهمية على هذا الموضوع إذ اللباس يستعمل في مثل هذا السياق كمقياس للاستلاب الذي من تعريفاته عدم الرضى عن الذات والنظر إليها على أنها ناقصة نقصاً وجودياً أصلياً لا يمكن إصلاحه وهذا لا ينتج عن نقد ذاتي موضوعي بل عن عقدة نقص غير موضوعية ولا عقلية ويترافق مع النظر إلى الآخر على أنه كامل "في زيه ونحلته وسائر عوائده" والتعبير لابن خلدون في المقدمة
هذا هو الرد العفوي الذي خطر على بالي ولا أعرف كم استغرق من الوقت!
مع خالص التحية..
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 29-11-2001, 03:42 PM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
إفتراضي

أخي محمد ب.
أتأخر في قراءة ما تكتب لأني أدرك ما فيه من عمق وما يتطلبه من تركيز، ولهذا أتعمد أن لا أقرأه إلا في وقت يكون لي فيه من التركيز الذهني ما يناسبه.
أنا معك جملة وتفصيلا لأنك تأخذ بمنهجية الفريضة الأولى في الإسلام وهي التفكير وركناها بل لعله ركنها الحكم على الشيء في سياقه والانطلاق من القاعدة إلى الفروع التي تنحسم تلقائيا بمرجعية أصلها، وليس الضياع في متاهات الفروع.
وانطلاقا من ذات الأصل إلى فروع جديدة أعدد فيما يلي مظاهر من هذا الإستلاب.
1. الاستلاب اللغوي، حيث يرى طائفة من الناس في لغتهم مثالا للتخلف، فترى منهم من يمزجها مع عبارات أجنبية ميسورة البديل، وتعضهم يأرز إلى العامية منهجيا حتى وصل هذا التيار إلى الفضائيات والإذاعة على ما فيه من قبح لمن أوتي حدا أدنى من سلامة الفطرة. هذا في الوقت الذي يدرس فيه عدونا العلوم بالعبرية المبعوثة من القبر لمن هم في معظمهم أهل اللغات الحية. تصور أن الجامعة الأميركية في بيروت كانت تدرس الطب يالعربية قبل مطلع القرن المنصرم بثا لروح القومية ضد الأتراك، والآن الأغلبية لا تراها أهلا لذلك بل إن بعض الدول في المشرق أقرت تدريس العلوم من الإبتدائي بالإنجليزية.
2. الاستلاب السياسي وحدث ولا حرج، ألا يكفي استلابا أن يتمنى أحدهم أن يموت شهيدا كأخيه رابين. وأن يكرر الآخر ما يسمعه كالببغاء من قيامه بجهد 100% لمكافحة الإرهاب وأنت أدرى ما هو الإرهاب في مفهوم حرابي (جمع حرباة) ثوارنا الأشاوس. وكما سبق وأشرت في مشاركة سابقة أليس في قبولنا بكيان فلسطين الذي شجبه وشجب اسمه المؤتمر السوري العام سنة 1922 ثم قبولنا تقليص هذه الكيان إلى أقل من خمس كيانه المصطنع نزولا عند مفهوم أسياد نواطيرنا. ثم غياب كلمة الخيانة من القاموس السياسي وكأن الكل مخلص وأسوأ ما هنالك من سوء هو خطأ في الاجتهاد، وفي هذا من التجني على الحقيقة أضعاف ما كان في تعميم الخيانة على كل تصرف خاطئ. ثم ألا ترى معي من صور الاستلاب السياسي أن كلمة (خلافة ) لا زالت مستهجنة لدى الكثيرين، وكم هي حالنا حينما نستعمل عبارة الاستعمار التركي نعني به الخلافة العثمانية والحلفاء نعني بهم اليهود والإنجليز. يكفي أن تعلم يا أخي أنه في عاصمة عربية يوجد واد اسمه (وادي الرمم) واشتق الإسم ذاك له من جثث شهداء الجيش التركي الذين خروا فيه صامدين في دفاعهم عن بلاد الشام في وجه حلفائنا الإنجليز. وليس أسوأ من ذلك إلا حال بعض الأتراك الذين يخجلون أمام الغرب من عزهم في عصر الخلافة الذي يرونه متخلفا عن ذلهم متفرنجين. ثم هذه الشرعية المضفاة على الدولة القطرية التي تسربت إلى نفوس قطاع من الأمة، ولم يكن لها مثل ذلك إلا حديثا، فحتى في ظل المد الذي سمي قوميا على علاته كانت الدولة القطرية ينظر إليها على أنها كيان مصطنع، وأن أقصى درجاتها هو التعامل معها كضرورة مؤقتة وصولا إلى الوحدة. ووصل هذا الاستلاب في بعض بلاد المسلمين إلى التدريس في المدارس أن المتوحشين في الفلبين قتلوا ماجلان والذي قتله المسلمون دفاعا عن أرض الإسلام وعقيدته. ثم لماذا نبتعد كثيرا في الماضي ونحن لا زلنا نرى استنكار شيوخ سفك دم ما وسكوتهم عن سفك سواه، ومقاطعة الببسي وشراء الطائرات ومقاومة التطبيع وشرعنة الاعتراف.
3. الاستلاب الديني وهو أمر يهون عنده العداء للإسلام، فالعداء السافر خطره معروف ومحدد ولا ينحاز له إلا من هو كافر بالإسلام أصلا. ولكن الإسلام المستلب المدجن هو الذي أصبح يفصل حسب مصالح المستعمر أو ناطوره ، وقد بدأ هذا الإسلام يفعل فعله في قطاعات لا يستهان بها، وأصبح الولاء لشيخ ما أو جماعة منا يتقدم على الولاء لكتاب الله ثم يجير هذا الولاء لصالح من يسخر هذا الشيخ أو تلك الفئة. ثم إذا خالفت هذا أو ذاك قيل لك (دمه مسموم) وأما فتاوى بوش وبلير عن الإسلام فصار ينظر لها باحترام وتقدير. ولعل أول استلاب هو عبارة (دين الدولة) فجعل الدين مضافا للدولة يدل على ملكيتها له، كقولك (كتابي) فمثلما لك حق التصرف في كتابك لها حق التصرف في دينها، والأصل أن يقال دولة الإسلام، وهي الدولة المنبثقة من القرآن الكريم والتي يوجه سياستها ويتحكم في قادتها منهاجه، فلا يعلوه حاكم كما لم يعله في الماضي رسول الله ولا أحد من خلفائه الراشدين.
ماذا أعدد يا أخي الاستلاب هذا يتسع ليسع خيبتنا كاملة.
وصدق الله العظيم:" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملنهم."
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 30-11-2001, 12:01 PM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

أخي سلاف
دائماً تتحفني بتعليقات قيمة توسع امتداد المفاهيم وتجعل التحليل أوسع أفقاً.
وبسبب وجودك ووجود إخوة آخرين يقرؤون ويناقشون بقيت أكتب في هذه الخيمة بعد أن راودتني نفسي مراراً أن أهجر ساحة الإنترنيت.
يا سيدي أنت تمد نطاق النقاش إلى ساحة السياسة العربية الحديثة وتلاحظ وجود نماذج مفروضة من المنطق الأعوج الذي عودونا عليه حتى صار ينظر شزراً لمن يتكلم بالبديهيات فكأنه مجنون وأقل ما يتهم به إن لم يقولوا عنه مجنون أن يقولوا عنه إنه إنسان غير ناضج لا يفهم في السياسة والواقع.
إنها لغة كاملة مفروضة وقد توقفنا عن النطق بلغتنا الأصلية.
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م