إلى الجميــــــع أتحدث

[قصي]

لا يعلم الجميع الحالة التي أعايشها والمصاب الجلل الذي باغتني ،وما أراكم إلا سعداء تقرؤون وتكتبون ،وأما أنا على النقيض من ذلك ،فهنيئا لكم بذلك .

ما سأقوله ليس بالضرورة أن يكون مقبولا إلا أنه يحمل في طياته حقائق مدسوسة حجبت لخدمة نظام ما من الأنظمة الآيلة للسقوط
وغالبا ما أسمع من المتطفلين للسياسة سامحهم الله بأن الرئيس صدام بن حسين بعثي وكأن الكلمة تشير فقط الى يوم البعث ،أقول لمثل هذا وزمرته أنه لا تعارض بين البعث والمذهب السني فالبعث الذي يزيدني شرفا أن أنتسب إليه حزب سياسي وليس مذهب ديني فصدام سني أبا عن جد وينتسب الى الحزب السياسي المشهور بالبعث وأما معنى البعث الذي نشير إليه فهو بعث أمجاد الأمة العربية ورجوعها إلى سابق عهدها وأما تبجيله العربية فليس خرقا وخروجا عن الإسلام لأن العربية مصدر اعتزازنا نحن العرب فالقران عربي وخير الرسل عربي والصحابة عرب بالأصل أو الإنتساب أو النشأة الى آخر مآثر العربية فهي أكثر مما أصفها بعبارات فلا يعرفها إلا من حاك وصالها ،فالقومية إذا تغذي الإسلام ولاتهدمه بل يهدمه الوطني وفي الفرق نظر.
وأما الإشتراكية العربية كما أقولها لا كما يفندها الأقزام فهي اشتراك ثروات الأمة العربية سواء الإقتصادية والعلمية والطبية وغيرها.
ومن حقي كذلك أن أؤمن بما أعتقد بعد توضيح ما جهلت وأن يفسر على ما ذكرت لا كما يقوله المرتزقة من همزات الشياطين .
ويفترض بالقراء أن يعيدوا النظر في حكمهم عن القائد خاصة بعد تفنيد ما قيل من أهل لهو الحديث ،فالمرء يفترض في الآخر الخير إلى أن يثبت خلافه
أعتقد أنكم تعتقدون جازمين بأن العراق كان قاب قوسين أو أدنى من مقارعة الكيان الصهيوني والامبريالية الأمريكية ، فكان كما قالت وكالات الأنباء حينها بأن العراق يعتبر رابع أقوى دولة وكان السؤال الذي طرح نفسه أليس هذا في مصلحة العرب جمعاء والمسلمين جميعا؟
قرائي الأعزاء لو تعلمون بما أعلم لوقفتم ساعات إن لم تكن أياما تبجيلا لهذا القائد الذي كان يعطي النصيب والسواد الأعظم من ميزانية العراق للجيش بشراء الأسلحة وبناء المصانع ،وتمنيت ثانيا أنكم سمعتم فحوى حواره على قناة العراق قبل السقوط بأشهر والذي قال فيه أن أي اعتداء على السعودية اعتداء على العراق رغم الخلاف بينهما .
وأعقب بالقول أن السيد الرئيس كان رجل العراق الأول ،فقد رأيتم ما رأيتم بأم أعينكم ماحصل لأهل السنة عقب السقوط من مضايقات وفتن حتى أصبح غير السني يجهر بالقول والآن جاء دورنا قالها الرافضي والكردي وحتى الأمريكي والإيراني ،وسبب تلك المضايقات أنهم كانوا منعمين في ضل قيادة القائد ومن يطالع الجيش العراقي الجديد يجد أن جله من الشيعة إن لم يكن كله ولك أن تفسر سر هذا التوجه بالتدخل الإيراني .
فالإنتقام على أهل السنة إنما هو من قبيل ولائهم للسيد الرئيس فلا ينبغي منكم أن تكونوا عراقيين أكثر من العراقيين أنفسهم وثانيا ردهم في ظنهم الصاع صاعين .لذا أرجو من القارئ الكريم عدم التجريح فكما قلت ليس لشيء فالقائد يظل قائدا ولكن ربما لو أبيح التجريح لكان مساوئ بعضنا تفوق البعض ولنال النصيب الأعظم الكويتيون لغدرهم وخيانتهم العراق وفلسطين تحديدا .
أرأيتم لو أن أحدا ما قام بسب أبيك أتراك أن تسكت عنه؟ فالسيد الرئيس وإن لم يكن والدي فهو بمثل وقدر والدي .قد يكون السيد الرئيس عمل ما عمل من أخطاء وإن لم أرها أخطاء إلا أنها تضل سياسة وحكم البشر وهل من قائد لايخطئ وربما أن البعض أخطأ في مصير حياة الآخرين والعياذ بالله من هؤلاء وأذكركم بقول الناظم :
من الذي ما ساء قط ومن الذي يحسن فقط
وأخيرا أذكر حوارا قصيرا في أعقاب الغزو الصليبي على العراق وهي أنني عندما كنت في زيارة إلى دولة ما التقيت بشخص من نفس هذه الدولة كنا نتجاذب أطراف الحديث يقول الرجل :لئن أكون جنديا في جيش الرئيس صدام خيرا لي من أن أكون ضابطا في جيش دولة عربية أخرى،وقلت حينها بلسان الحال ما زال هنالك أحرارا .
وختاما أنوه أنه منذ زمن ليس بالقريب تمنيت أن أكون ممن حالفه الحظ بالتقاط صورة تاريخية من رجل تاريخي،وليشهد القراءبأنه لو كان حب صدام جريمة فليشهد التاريخ أني مجرم.
عاشت العراق وعاشت فلسطين من النهر إلى البحر وعاشت الأمة العربية وليخسأ الخاسئون ودمتم بموفور الصحة .