أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   اللهم اني قد بلغت اللهم فشهد ( للشيعه فقط ) (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=22488)

khatm 05-05-2002 05:36 PM

اللهم اني قد بلغت اللهم فشهد ( للشيعه فقط )
 
هذه نصيحتي إلى كل شيعي
للشيخ/أبي بكر الجزائري حفظه الله

إهـــداء
إلى كل شيعي
حر الضمير، والفكر، محب للحق والخير يرغب في العلم والمعرفة.
أهدي هذه الكلمة القصيرة، ولا آمل منه أكثر من أن يقرأها، معتقدا أني قدمت له فيها نصيحة كما اعتقدت أنا ذلك.
والســــلام،،،
أبو بكر الجزائري

مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه.
وبعد: فإني كنت- والحق يقال- لا أعرف عن شيعة آل البيت إلا أنهم جماعة من المسلمين يغالون في حب آل البيت، وينتصرون لهم، وأنهم يخالفون أهل السنة في بعض الفروع الشرعية بتأولات قريبة أو بعيدة ولذلك كنت امتعض كثيرا بل أتألم لتفسيق بعض الأخوان لهم، ورميهم أحيانا بما يخرجهم من دائرة الإسلام، غير أن الأمر لم يدم طويلا حتى أشار علي أحد الإخوان بالنظر في كتاب لهذه الجماعة لاستخلاص الحكم الصحيح عليها، ووقع الاختيار على كتاب (الكافي) وهو عمدة القوم في إثبات مذهبهم، وطالعته، وخرجت منه بحقائق علمية جعلتني أعذر من كان يخطئني في عطفي على القوم، و ينكر علي ميلي إلى مداراتهم رجاء زوال بعض الجفوة التي لاشك في وجودها بين أهل السنة وهذه الفئة التي تنتسب إلى الإسلام بحق أو بباطل، وهاأنذا أورد تلك الحقائق المستخلصة من أهم كتاب تعتمد عليه الشيعة في إثبات مذهبها وإني لأهيب بكل شيعي أن يتأمل هذه الحقائق بإخلاص، وإنصاف، وأن يصدر حكمه بعد ذلك على مذهبه، وعلى نسبته إليه، فان كان الحكم قاضيا بصحة هذا المذهب، وسلامة النسبة إليه أقام الشيعي على مذهبه، واستمر عليه، وإن كان الحكم قاضيا ببطلان هذا المذهب وفساده، وقبح النسبة إليه وجب على كل شيعي، نصحا لنفسه، وطلبا لمنجاتها أن يتركه ويتبرأ منه وليسعه ما وسع ملايين المسلمين كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. كما أني أعيذ بالله تعالى كل مسلم يتبين له الحق ثم يصر على الباطل جمودا وتقليدا أو عصبية شعوبية أو حفاظا على منفعة دنيوية فيعيش غاشا لنفسه، سالكا معها مسلك النفاق والخداع، فتنة لأولاده وإخوانه ولأجيال تأتي من بعده يصرفهم عن الحق بباطله ويبعدهم عن السنة ببدعته، وعن الإسلام الصحيح بمذهبه القبيح.
وهاك أيها الشيعي هذه الحقائق العلمية التي هي أصل مذهبك، وقواعد نحلتك. كما وضعتها لك ولأجيال خلت من قبلك، يد الإجرام الماكرة، ونفوس الشر الفاجرة. لتبعدك وقومك عن الإسلام باسم الإسلام. وعن الحق باسم الحق.
هاكها يا شيعي سبعا من الحقائق تضمنها كتاب (الكافي) الذي هو عمدة مذهبك، ومصدر شيعتك، فأجل فيها النظر، وأعمل فيها الفكر، وأسأل الله تعالى أن يريك فيها الحق كما هو الحق، وأن يعينك على انتحاله و يقدرك على احتماله.
إنه لا إله إلا هو، ولا قادر سواه.
============================
الحقيقة الأولى
========
استغناء آل البيت وشيعتهم عن القرآن الكريم
بما عند آل البيت من الكتب الإلهية الأولى
التي هي التوراة والزبور والإنجيل!
إن الذي يثبت هذه الحقيقة و يؤكدها، و يلزمك أيها الشيعي بها: هو ما جاء في كتاب (الكافي) من قول المؤلف ((باب (1))) إن الأئمة عليهم السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من الله عز وجل وأنهم يعرفونها كلها على اختلاف ألسنتها، مستدلا على ذلك بحديثين يرفعهما إلى أبي عبد الله وأنه كان يقرأ الإنجيل، والتوراة والزبور بالسريانية.
وقصد المؤلف من وراء هذا معروف، وهو أن آل البيت وشيعتهم تبع لهم، يمكنهم الاستغناء عن القرآن الكريم بما يعلمون من كتب الأولين.
وهذه خطوة عظيمة في فصل الشيعة عن الإسلام والمسلمين، إذ ما من شك في أن من اعتقد الاستغناء عن القرآن الكريم بأي وجه من الوجوه فقد خرج من الإسلام، وانسلخ من جماعة المسلمين، أليس من الرغبة عن القرآن الذي يربط الأمة الإسلامية بعقائده، وأحكامه، وآدابه فيجعلها أمة واحدة؟ أليس من الرغبة عنه دراسة الكتب المحرفة المنسوخة والعناية بها، والعمل بما فيها؟!
وهل الرغبة عن القرآن لا تعد مروقا من الإسلام وكفرا؟ وكيف تجوز قراءة تلك الكتب المنسوخة المحرفة والرسول صلى الله عليه وسلم يرى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي يده ورقة من التوراة فينتهره قائلا: ألم آتيكم بها بيضاء نقية؟!
إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يرض لعمر مجرد النظر في تلك الورقة من التوراة، فهل يعقل أن أحدا من آل البيت الطاهرين يجمع كل الكتب القديمة و يقبل عليها يدرسها بألسنتها المختلفة، ولماذا؟! الحاجة إليها أم لأمر ما يريده منها؟!
اللهم إنه لاذا، ولا ذاك وإنما هو افتراء المبطلين على آل بيت رسول رب العالمين، من أجل القضاء على الإسلام والمسلمين.
وأخيرا فإن الذي ينبغي أن يعرفه كل شيعي هو أن اعتقاد الاستغناء عن القرآن الكريم، كتاب الله الذي حفظه الله في صدور المسلمين، وهو الآن بين أيديهم لم تنقص منه كلمة، ولم تزد فيه أخرى ولا يمكن ذلك أبدا لأن الله تعالى تعهد بحفظه في قوله: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) (2) وهو كما نزل به جبريل الأمين على قلب سيد المرسلين، وكما قرأه رسول الله صلى الله عليه سلم، وقرأه عنه آلاف أصحابه، وقرأه من بعدهم من ملايين المسلمين متواترا إلى يومنا هذا.
إن اعتقاد امرئ الاستغناء عنه أو عن بعضه بأي حال من الأحوال، هو ردة عن الإسلام ومروق منه لا يبقيان لصاحبها نسبة إلى الإسلام، ولا إلى المسلمين.
_____________
(1) ج1 كتاب الحجة ص 207 الكافي.
(2) سورة الحجر الآية: 9.
====================================
الحقيقة الثانية
========
اعتقاد أن القرآن الكريم لم يجمعه ولم يحفظه أحد من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم، إلا علي والأئمة من آل البيت!
هذا الاعتقاد أثبته صاحب كتاب (الكافي) (1) جازما به مستدلا عليه بقوله: عن جابر قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده.
والآن، فاعلم أيها الشيعي، هداني الله وإياك لدينه الحق وصراطه المستقيم أن اعتقادا كهذا وهو عدم وجود من جمع القرآن وحفظه من المسلمين إلا الأئمة من آل البيت اعتقاد فاسد وباطل، القصد منه عند واضعه هو تكفير المسلمين من غير آل البيت وشيعتهم وكفى بذلك فسادا و باطلا وشرا والعياذ بالله تعالى. وإليك بيان ذلك:
1- تكذيب كل من ادعى حفظ كتاب الله وجمعه في صدره أو في مصحفه كعثمان، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبدالله بن مسعود وغيرهم من مئات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكذيبهم يقتضي فجورهم وإسقاط عدالتهم، وهذا ما لا يقوله أهل البيت الطاهرون، وإنما يقوله أعداء الإسلام وخصوم المسلمين؟ للفتنة والتفريق.
2- ضلال عامة المسلمين ما عدا شيعة آل البيت، وذلك أن من عمل ببعض القرآن دون البعض لاشك في كفره وضلاله، لأنه لم يعبد الله تعالى بما ما شرع، إذ من المحتمل أن يكون بعض القرآن الذي لم يحصل عليه المسلمون مشتملا على العقائد والعبادات والآداب والأحكام.
3- هذا الاعتقاد لازمه تكذيب الله تعالى في قوله "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" (2) وتكذيب الله تعالى كفر، وأي كفر؟!
4- هل يجوز لأهل البيت أن يستأثروا بكتاب الله تعالى وحدهم دون المسلمين إلا من شاءوا من شيعتهم؟! أليس هذا احتكارا لرحمة الله، واغتصابا لها ينزه عنه آل البيت؟ اللهم إنا لنعلم أن آل بيت رسولك براء من هذا الكذب، فالعن اللهم من كذب عليهم وافترى.
5- لازم هذا الاعتقاد أن طائفة الشيعة هم وحدهم أهل الحق والقائمون عليه؟ لأنهم هم الذين بأيديهم كتاب الله كاملا غير منقوص فهم يعبدون الله بما ما شرع، وأما من عداهم من المسلمين فهم ضالون لحرمانهم من كثير من كتاب الله تعالى، وهدايته فيه!! يا أيها الشيعي إن مثل هذا الهراء ينزه عنه الرجل العاقل فضلا عمن ينسب إلى الإسلام والمسلمين، إنه ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أكمل الله تعالى نزول كتابه، وأتم بيانه، وحفظه المسلمون في صدورهم وسطورهم وانتشر فيهم، وعمهم، وحفظه الخاص والعام، ولم يكن آل البيت في شأن القرآن وجمعه وحفظه إلا كسائر المسلمين وسواء بسواء، فكيف يقال: إنه لم يجمع القرآن ولم يحفظه أحدا إلا آل البيت، ومن ادعى ذلك فهو كذاب!!
أرأيت لو قيل لهذا القائل: أرنا هذا القرآن الذي خص به آل البيت شيعتهم أرنا منه سورة أو سورا، يتحداه في ذلك، فماذا يكون موقفه؟ سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
_____________
(1) ج 1كتاب الحجة ص26 الكافي.
(2) سورة الحجر الآية: 9.
=====================================

الحقيقة الثالثة
=======
استئثار آل البيت وشيعتهم دون المسلمين بآيات الأنبياء كالحجر والعصا
يشهد لهذه الحقيقة و يثبتها ما أورده صاحب الكافي بقوله: عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: خرج أمير المؤمنين عليه السلام في ليلة مظلمة وهو يقول: همهمة، همهمة، وليلة مظلمة، خرج عليكم الإمام عليه قميص آدم، وفي يده خاتم سليمان، وعصا موسى!!.
وأورد أيضا قوله عن أبي حمزة عن أبي عبدالله (1) عليه السلام قال سمعته يقول ألواح موسى عندنا وعصا موسى عندنا، ونحن ورثة النبيين!!.
وبعد: أيها الشيعي إن هذا المعتقد في هذه الحقيقة بالذات يلزمك أمورا في غاية الفساد والقبح، لا يمكنك
وأنت العاقل إلا أن تتبرأ منها ولا تعترف بها وهي:
ا- تكذيب علي رضي الله عنه في قوله:- وقد سئل: هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، آل البيت بشيء؟ فقال: لا. إلا ما كان في قراب سيفي هذا، فأخرج صحيفة مكتوبا فيها أمور أربعة، ذكرها أهل الحديث كالبخاري ومسلم.
2- الكذب عليه رضي الله عنه، بنسبة هذا القول إليه.
3- الازدراء من نفس صاحب هذا المعتقد، والدلالة القاطعة على تفاهة فهمه، ونقصان عقله وعدم احترامه لنفسه، إذ لو قيل له: أين الخاتم أو أين العصا، أو أين الألواح مثلا؟ لما حار جوابا، ولما استطاع أن يأتي بشيء من ذلك. وبه يتبين كذب القصة من أولها إلى آخرها. وأوضح من ذلك: فإنه قد يقال لو كان ما قيل حقا لم لا يستخدم آل البيت هذه الآيات كالعصا والخاتم في تدمير أعدائهم والقضاء عليهم، وهم قد تعرضوا لكثير من الأذى والشر من قبلهم؟!.
4- إن الهدف من هذا الكذب المرذول هو إثبات هداية الشيعة وضلال من عداهم من المسلمين، والقصد من وراء ذلك الإبقاء على المذهب الشيعي ذا كيان مستقل عن جسم الأمة الإسلامية، ليتحقق لرؤساء الطائفة، ولمن وراءهم من ذوي النيات الفاسدة والأطماع الخبيثة ما يريدونه من العيش على حساب هدم الإسلام وتمزيق شمل المسلمين، وإذا كان هذا المعتقد يحقق مثل هذا الفساد والشر فبئس من معتقد هو، و بئس من يعتقده، أو يرضى به.
______________
(1) ج1 كتاب الحجة ص227 الكافي.
======================================

تابع انشاء الله

khatm 05-05-2002 05:37 PM

الحقيقة الرابعة
=======
اعتقاد اختصاص آل البيت وشيعتهم بعلوم
ومعارف نبوية وإلهية دون سائر المسلمين
ومستند هذه الحقيقة ما أورده (1) صاحب (الكافي) بقوله: عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، علم عليا عليه السلام ألف باب من العلم يفتح منه ألف باب قال: فقال: يا أبا محمد علم رسول الله صلى عليه وسلم، عليا عليه السلام ألف باب يفتح له من كل باب ألف باب. قال: قلت: هذا بذاك، قال ثم قال يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة؟ قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟ قال: صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع النبي صلى الله عليه وسلم، وأملاه من فلق فيه، وخط علي بيمينه كل حلال وحرام، وكل شيء يحتاج إليه الناس حتى الإرش والخدش. قال: قلت: هذا والله العلم! قال: إنه لعلم وليس بذاك، ثم نكت ساعة، ثم قال: عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر؟ قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل، قال: قلت: إن هذا العلم! قال: إنه العلم وليس بذاك، ثم سكت ساعة، ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام، وما يدريهم ما مصحف فاطمة؟ قال: قلت: وما مصحف فاطمة؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاثة مرات!، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد! قال: قلت: هذا والله العلم! قال: إنه العلم وليس بذاك، ثم سكت ساعة، ثم قال: وإن عندنا علم ما كان، وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة!!!. انتهى بالحرف الواحد.
وبعد إن النتيجة الحقيقية لهذا الاعتقاد الباطل لا يمكن أن تكون إلا كما يلي:
1- الاستغناء عن كتاب الله تعالى وهو كفر صراح.
2- اختصاص آل البيت بعلوم ومعارف دون سائر المسلمين، وهو خيانة صريحة تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ونسبة الخيانة إليه صلى الله عليه وسلم، كفر لاشك فيه ولا جدال.
3- تكذيب علي رضي الله عنه في قوله الثابت الصحيح: لم يخصنا رسول الله آل البيت بشيء، وكذب على علي، كالكذب على غيره، حرام لا يحل أبدا.
4- الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أعظم الذنوب، وأقبحها عند الله؟ إذ قال عليه الصلاة والسلام: إن كذبا علي ليس ككذب على أحدكم، من كذب علي متعمدا فليلج النار.
5- الكذب على فاطمة رضي الله عنها، بأن لها مصحفا خاصا يعدل القرآن ثلاث مرات، وليس فيه من القرآن حرف واحد.
6- صاحب هذا الاعتقاد لا يمكن أن يكون من المسلمين، أو يعد من جماعتهم، وهو يعيش على علوم ومعارف، وهداية ليس للمسلمين منها شيء.
7- وأخيرا فهل مثل هذا الهراء، الباطل والكذب السخيف، تصح نسبته إلى الإسلام، دين الله الذي لا يقبل الله دينا غيره؟!. " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)) (2).
وعليه فقل أيها الشيعي معي لننجو معا من هذه الورطة الكبيرة: اللهم إنا نبرأ إليك مما صنع هؤلاء الكاذبون عليك وعلى رسولك وآل بيته الطاهرين. من أجل إضلال عبادك، وإفساد دينك، وتمزيق شمل أمة نبيك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم.
___________________
(1) ج1 كتاب الحجة ص 138 من الكافي.
(2) سورة آل عمران الآية: 85.
======================================
الحقيقة الخامسة
==========
اعتقاد أن موسى الكاظم قد فدى الشيعة بنفسه!!
أورد صاحب الكافي هذه الحقيقة (1) بقوله: إن أبا الحسن موسى الكاظم- وهو الإمام السابع من أئمة الشيعة الاثنى عشرية- قال: الله عز وجل، غضب على الشيعة، فخيرني نفسي، أو هم، فوقيتهم بنفسي. والآن أيها الشيعي فما هو مدلول هذه الحكاية التي ألزموك باعتقادها، بعد ما فرضوا عليك الإيمان بها وتصديق مدلولها حسب ألفاظها قطعا؟
إن موسى الكاظم رحمه الله تعالى، قد رضي بقتل نفسه، فداء لأتباعه؟ من أجل أن يغفر الله لهم، و يدخلهم الجنة بغير حساب.
تأمل أيها الشيعي، وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه: من صالح المعتقد والقول والعمل، تأمل هذه
الفرية ولا أقول غير الفرية، وذلك لمجانبتها الحق وبعدها كل البعد عن الواقع، والصدق، تأملها فإنك تجدها تلزم معتقدها بأمور عظيمة، كل واحد منها لا ترضى أن ينسب إليك، أو تنتسب أنت إليه، ما دمت ترضى بالله ربا، و بالإسلام دينا، وبمحمد نبيا ورسولا، وتلك الأمور هي:
ا- الكذب على الله عز وجل في أنه أوحى إلى موسى الكاظم بأنه غضب على الشيعة، وأنه خيره نفسه أو شيعته، وأنه فداهم بنفسه، فهذا والله لكذب عليه عز وجل، وهو يقول "ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا" (2).
2- الكذب على موسى الكاظم رحمه الله، وبهته بهذه الفرية التي هو منها والله لبراء!!.
3- اعتقاد نبوة موسى الكاظم رحمه الله، وما هو والله بنبي، ولا رسول فقول المفتري: إن الله أخبر موسى الكاظم بأنه غضبان على الشيعة! وأنه يخيره بين نفسه وشيعته، فاختار شيعته، ورضي لنفسه بالقتل فداء لهم، يدل دلالة واضحة بمنطوقه ومفهومه على نبوة موسى الكاظم!!!
مع العلم بأن المسلمين مجمعون على كفر من اعتقد نبوة أحد بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لتكذيبه بصريح قوله تعالى "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)) (3).
4- اتحاد الشيعة والنصارى في عقيدة الصلب والفداء، فكما أن النصارى يعتقدون أن عيسى فدى البشرية بنفسه؟ إذ رضي بالصلب تكفيرا عن خطيئة البشرية، وفداء لها من غضب الرب وعذابه، فكذلك الشيعة يعتدون بحكم هذه الحقيقة، أن موسى الكاظم خيره ربه بين إهلاك شيعته، أو قتل نفسه، فرضي بالقتل وفدى الشيعة من غضب الرب، وعذابه، فالشيعة إذا والنصارى عقيدتهما واحدة. والنصارى كفار بصريح كتاب الله عز وجل، فهل يرضى الشيعي بالكفر بعد الإيمان؟!.
قد هيؤوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
وأخيرا، أنقذ نفسك أيها الشيعي وتبرأ من هذه الخزعبلات والأباطيل، ودونك صراط الله وسبيل المؤمنين.
__________________
(1) ج1 كتاب الحجة ص 260 الكافي.
(2) سورة الأنعام الآية: 93.
(3) سورة الأحزاب الآية: 40.
===================================
الحقيقة السادسة
==========
اعتقاد أن أئمة الشيعة، بمنزلة رسول الله صلى الله
عليه وسلم: في العصمة، والوحي، والطاعة، وغيرها،
إلا في أمر النساء، فلا يحل لهم ما يحل له صلى الله عليه وسلم.
هذا المعتقد الذي يجعل أئمة الشيعة بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أثبته صاحب الكافي بروايتين. أولهما أنه قال: قال كان المفضل عند أبي عبد الله فقال له: جعلت (1) فداك، أيفرض الله طاعة عبد على العباد ويحجب عنه خبر السماء؟ فقال له أبوعبدالله - الإمام- لا، الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده، من أن يفرض طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء صباحا ومساء.
فهذه الرواية تثبت بمنطوقها أن أئمة الشيعة، قد فرض الله طاعتهم على الناس مطلقا، كما فرض طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنهم- أئمة الشيعة- يوحى إليهم، و يتلقون خبر السماء صباح مساء، وهم بذلك أنبياء مرسلون أو كالأنبياء المرسلين سواء بسواء. واعتقاد نبي يوحي الله إليه بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ردة في الإسلام، وكفر بإجماع المسلمين، فسبحان الله كيف يرضى الشيعي المغرور بعقيدة تفترى له افتراء، و يلزم اعتقادها ليعيش بعيدا عن الإسلام كافرا من حيث أنه ما أعتقد هذا الباطل إلا من أجل الإيمان والإسلام ليفوز بهما و يكون من أهلهما.
اللهم أقطع يد الإجرام الأولى التي قطعت هؤلاء الناس عنك، وأضلتهم عن سبيلك.
وثانيتهما قال: عن محمد بن سالم قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: الأئمة (2) بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنهم ليسوا بأنبياء، ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي، فأما ما خلا ذلك فهم بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم.</sp

++++++++++++++++++++++++++++

اللهم قد بلغت اللهم فشهد
khatm

shaltiail 06-05-2002 08:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ المحترم khatm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النصيحة ( نصيحة الجزائري ) ناقصة لم تنقلها كاملة ،،، وسأكملها بنفسي لنحصل على الفائدة المرجوة إنشاء الله ،،،

(( وثانيتهما قال: عن محمد بن سالم قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: الأئمة (2) بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنهم ليسوا بأنبياء، ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي، فأما ما خلا ذلك فهم بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه الرواية، فإنها وإن كان في ظاهرها بعض التناقض، فإنها كسابقتها، تقرر عصمة الأئمة ووجوب طاعتهم، وأنهم يوحى إليهم؟ لأن عبارة الأئمة بمنزلة الرسول إلا في موضوع النساء، صريحة في أنهم يوحى إليهم، وأنهم معصومون، وأن طاعتهم واجبة، وأن لهم جميع الكمالات والخصائص التي هي للنبي صلى الله عليه وسلم.
والقصد الصحيح من وراء هذا الاختلاق والكذب الملفق- أيها الشيعي- هو دائما فصل أمة الشيعة عن الإسلام والمسلمين، للقضاء على الإسلام والمسلمين بحجة أن أمة الشيعة، في غنى عما عند المسلمين من وحي الكتاب الكريم، وهداية السنة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم وذلك بما لديها من مصحف فاطمة، الذي يفوق القرآن الكريم، والجفر والجامعة، وعلوم النبيين السابقين ووحي الأئمة المعصومين الذين هم بمنزلة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا في مسألة نكاح أكثر من أربع نسوة، وما إلى ذلك مما سلخ أمة الشيعة المعتقدة لهذا الاعتقاد من الإسلام، وسلها من المسلمين انسلال الشعرة من العجين.
ألا قاتل الله روح الشر، التي اقتطعت قطعة عزيزة من جسم أمة الإسلام، باسم الإسلام وأبعدت خلقا كثيرا عن طريق آل البيت باسم نصرة آل البيت.
______________
(1) ج1 كتاب الحجة 229 من الكافي.
(2) ج1 كتاب الحجة ص 270 الكافي.



الحقيقة السابعة

اعتقاد ردة وكفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
بعد وفاته ما عدا آل البيت ونفرا قليلا كسلمان، وعمار، وبلال

هذا المعتقد، يكاد يجمع عليه رؤساء الشيعة: من فقهائهم وعلمائهم، و بذلك تنطق تآليفهم وتصرح كتبهم، وما ترك الإعلان به أحد منهم غالبا إلا من باب التقية الواجبة عندهم.
وتدليلا على هذه الحقيقة وتوكيدا لها نورد النصوص الآتية:
جاء في كتاب روضة الكافي للكليني صاحب كتاب الكافي صفحة 202 قوله: عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر قال: ارتد الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم، إلا ثلاثة: هم المقداد، وسلمان، وأبو ذر، كما جاء في تفسير الصافي- والذي هو من أشهر وأجل تفاسير الشيعة وأكثرها اعتبارا- روايات كثيرة تؤكد هذا المعتقد وهو أن أصحاب رسول الله قد ارتدوا بعد وفاته إلا آل البيت ونفرا قليلا كسلمان وعمار وبلال رضي الله تعالى عنهم.
أما بخاصة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ففي كتب القوم نصوص لا تحصى كثرة، في تكفير الشيعة لهم، ومن ذلك ما جاء في كتاب الكليني صفحة 25 حيث قال: سألت أبا جعفر عن الشيخين فقال: فارقا الدنيا ولم يتوبا، ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين!! وأورد أيضا في صفحة 107 قوله: تسألني عن أبي بكر وعمر؟ فلعمري لقد نافقا وردا على الله كلامه وهزئا برسوله، وهما الكافران عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.!!!
وبعد: أيها الشيعي فهل من المعقول الحكم بالكفر والردة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم حواريوه وأنصار دينه، وحملة شريعته، رضي الله عنهم: في كتابه وبشرهم بجنته على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، حمى الله بهم الدين، وأعز بهم المسلمين، وخلد لهم ذكرا في العالمين، وإلى يوم الدين، فقل لي بربك أيها الشيعي، ألم يكن لهذا التكفير واللعن والبراء لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هدف وغاية؟ بلى أيها الشيعي، إن هناك هدفا وأي هدف؟ وغاية وأية غاية؟ إن الهدف هو القضاء على الإسلام خصم اليهودية والمجوسية وعدو كل شرك ووثنية.
وإن الغاية هي إعادة دولة المجوس الكسروية بعد أن هدم الإسلام أركانها، وقوض عروشها، ومحا أثر وجودها، وإلى الأبد إن شاء الله تعالى، وهاك إشارة مغنية عن عبارة: ألم يقتل ثاني خليفة للمسلمين بيد غلام مجوسي؟
ألم يحمل راية الفتنة ضد الخليفة عثمان فيذهب ضحيتها، وتكون أول بذرة للشر والفتنة في ديار المسلمين، اليهودي عبد الله بن سبأ؟ وفي هذه الرحم المشؤومة، تخلق شيطان الشيعة، وولد من ساعته، راية بدعة (الولاية) (والإمامة) كسيفين مصلتين على رأس الإسلام والمسلمين.
وبالدعوة إلى الولاية، كفّر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعنوا وكفّر ولعن كل من يرضى عنهم أو يترضى عليهم من المسلمين.
و ببدعة الإمامة حيكت المؤامرات ضد خلافة المسلمين وأثيرت الحروب الطاحنة بين المسلمين وسفكت دماء، وهدم بناء، وعاش الإسلام مفكك الأوصال، مزعزع الأركان، أعداؤه منه كأعدائه من غيره، وخصومه من المنتسبين إليه، كخصومه من الكافرين به.
على هذا الأساس أيها الشيعي، وضعت عقائد الشيعة، وسن مذهبها، فكان دينا مستقلا عن دين المسلمين، له أصوله ومبادئه، وكتابه وسنته، وعلومه ومعارفه. وقد تقدم في هذه الرسالة مصداق ذلك وشاهده. فارجع إليه وتأمله، إن كنت فيه من الممترين ولولا القصد السيء، والغرض الخبيث، لما كان للولاية من معنى يفرق المسلمين، ويبذر بذرة الشر، والفتنة،
والعداء فيهم.
إذ المسلمون أهل السنة والجماعة والذين هم وحدهم يطلق عليهم بحق كلمة المسلمين، لا يوجد بينهم فرد واحد يكره آل بيت رسول الله، فلماذا تمتاز طائفة الشيعة بوصف الولاية، وتجعلها هدفا وغاية. وتعادي، من أجلها المسلمين بل وتكفرهم وتلعنهم كما سبق أن عرفت وقدمناه؟!.
والإمامة أيضا: أليس من السخرية والعبث، أن يترك الإسلام للمسلمين أمر اختيار من يحكمهم بشريعة الإله ربهم، وهدي نبيهم، فيختارون من شاءوا، ممن يرونه صالحا لإمامتهم، وقيادتهم، بحسب كفاءته ومؤهلاته، فتقول جماعة الشيعة لا، لا، يجب أن يكون موصى به، منصوصا عليه، ومعصوما ويوحى إليه، ومتى يجد المسلمون هذا الإمام؟ أمن أجل هذا تنحاز الشيعة جانبا، تلعن المسلمين وتعاديهم؟
إذا أيها الشيعي إن عقيدة الولاية، والإمامة، لم تكن إلا وسيلة للتضليل والتغرير؟ الغرض منها هدم الإسلام وتمزيق شمل المسلمين.
فهلا تربأ بنفسك فتعتقها من أسر هذه العقيدة الباطلة، وتخلصها من هذا المذهب المظلم الهدام!!
أيها الشيعي اعلم أنك مسؤول عن نجاة نفسك ونجاة أسرتك، فابدأ بإنقاذهما من عذاب الله، واعلم أن ذلك لا يكون إلا بالإيمان الصحيح، والعمل الصالح، وأن الإيمان الصحيح، كالعمل الصالح لا تجدهما إلا في كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنك- وأنت محصور في سجن المذهب الشيعي المظلم- لا يمكنك أن تظفر بمعرفة الإيمان الصحيح، ولا العمل الصالح إلا إذا فررت إلى ساحة أهل السنة والجماعة، حيث تجد كتاب الله خاليا من شوائب التأويل الباطل، الذي تعمده المغرضون من دعاة الشيعة للإضلال والإفساد.
وتجد السنة النبوية الصحيحة خالية من الكذب والتشيع، و بذلك يمكنك أن تفوز بالإيمان الصحيح والعقيدة الإسلامية السليمة، وبالعمل الصالح الذي شرعه الله تعالى لعباده يزكي به أنفسهم، و يعدهم به للفوز والفلاح.
فهاجر أيها الشيعي إلى رحاب كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإنك تجد مراغما كثيرا وسعة.
واعلم أخيرا أني لم أتقدم إليك بهذه النصيحة طمعا فيما عندك، أو عند غيرك من بني الناس، أو خوفا منك أومن غيرك من البشر، كلا والله، وإنما هو الإخاء الإسلامي وواجب النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، هذا الذي حملني على أن أقدم إليك هذه النصيحة راجيا من الله تعالى أن يشرح صدرك لها، وأن يهديك بها إلى ما فيه سعادتك في دنياك وآخرتك.
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين


أبوبكر جابر الجزائري-المدينة المنورة
)))

هذه هي تكملة النصيحة ،،، ولكم مني خالص تحياتي ،،،

shaltiail 06-05-2002 10:39 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

لنكمل قطف الثمار ،،، سأضع هنا ردا على هذه النصيحة بعنوان

( كشف الحقائق ) للشيخ علي المحسن ،،،

===========

بسم الله الرحمن الرحيم


المقدمَة



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أفضل خلقه ، وأشرف بريته محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم إلى قيام يوم الدين ، وبعد :
فقد صدر منذ مدة في البلاد السعودية كُتَيِب صغير ، أسماه مؤلِّفه :


« هذه نصيحتي إلى كل شيعي »


ولقي هذا الكتيب قبولاً عظيماً في أوساط أهل السنة في هذه البلاد ، إذ رأى فيه كثير منهم أنه قد حقَّق نصراً عظيماً وفتحاً كبيراً لمذهب أهل السنـة عـلى مذهـب شيعة أهل البيت عليهم السلام. كما لـقي رواجـاً كبيراً ، فطُبع عدة طبعات ، ووُزِع مجـاناً على نطـاقٍ واسـع ، وضويق به كثير من الشيعة في في أماكن كثيرة من هذه البلاد.


--------------------------------------------------------------------------------

( 10 )

والسبب في كل هذه العناية يرجع إلى أمرين :
الأمر الأول : أن المؤلف زعـم أنـه قـد اعتمد فيما وصل إليه من نتائج على كتاب « الكافي » ، الذي يعتبر من أهم مصادر استنباط الأحكام الفرعية عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية.
والأمر الثاني : أن المـؤلف ظهر في زي الناصح المشفق على الشيعة ، الذي يريد لهم الهداية والخير والسعادة في الدين والدنيا.
إلا أني لما تأملت هـذا الكتيب وجدته ركيك الأُسلوب ، واهي المعـاني، متـداعـي المبـاني، ممـلـوءاً بالحجـج الضعيفة ، والمغالطات المكشوفة ، والتُهم المفضوحة ، والأكاذيب الملفقة. قد سمَّى المؤلف الفرية حقيقة ، والخديعة نصيحة ، والضلال هداية ، وتلبَّس بالنصيحة وهو بعيد عنها ، وتظاهر بالمحبة وهو بمنأىً منها.
ووجدتُه قد بادر إلى تكفير الشيعة بلا حجَّة صحيحة ، وسارع إلى تضليلهم بلا بيِّنة معتمدة ، فوقع في خطأ فاحش ، وأقدم على ظلم عظيم بتكفير طائفة كبيرة من طوائف المسلمين ، مخالفاً بذلك ما نصَّ عليه المنصفون من علماء أهل السنة من حرمة تكفير أحد من أهل القبلة بذنب.
هذا مع أن هذا الكتيب لا يعدو أن يكون واحداً من كثيرٍ من الكتب والكراسات والنشرات التي ظهرت في السنين الأخيرة ضد الشيعة ، بسبب الأوضاع السياسية المعاصرة في المنطقة.
ومع كل هذا فقد رأيت أن أكتب في ردّه ما يرفع الشبهة ، ويدفع الفرية ، ويكشف الباطل من الحق ، والكذب من الصدق ، نظراً للاهتمام الكبير الذي حظي به هذا الكتيب عند كثيرٍ من الناس.
سائلاً المولى جل شأنه أن ينفع به إخواني المؤمنين ، وينفعني بـه يوم


--------------------------------------------------------------------------------

( 11 )

فـقري وفاقتي ، إنه سميع قريب مجيب ، وهو الهادي إلى الحق والصواب ، وإليه المرجع والمآب ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين الأطياب.

علي آل محسن
السبت 1 / 9 / 1414 هـ



( يتبع )

shaltiail 06-05-2002 10:41 AM

رَدّ
ما جاء في المقدِّمة



--------------------------------------------------------------------------------

( 14 )



--------------------------------------------------------------------------------

( 15 )


مخالفة المؤلف لمنهج البحث العلمي

اعتمد المؤلف في كل ما أورده في هذا الكتيب عـلى أحاديث وردت في كتاب « الكافي » ، الذي يُعتبر من مصادر استنباط الأحكام الفرعية عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية ، لمؤلفه ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني ، المتوفى سنة 329هـ.
ووصف المؤلف كتاب « الكافي » بأنه عمدة القوم ـ يعني الشيعة ـ في إثبات مذهبهم (1) ، وأنه أهم كتاب يعتمد عليه الشيعة في إثبات مذهبهم (2) ، وأنه عمدة مذهب الشيعة ومصدر تشيعهم (3).
كما وصف ما ذكره في كتيبه بأنها حقائق علمية ، وكرَّر ذلك كثيراً ، وزعم أنه استخلصها من كتاب « الكافي » (4) ، وأن هذه « الحقائق » هي أصـل مذهـب كـل شيـعي ، وهـي قواعد نِحلته (5) التي تأسس عليها مذهبه ، وتوطد بها.
ووصل المؤلف في خاتمة بحثه إلى نتائج كثيرة ، منها :
____________
(1) ص4.
(2) ص5.
(3) ص6.
(4) ص4 ، 5.
(5) ص6.
--------------------------------------------------------------------------------

( 16 )

ـ أن المذهب الشيعي دين مستقل عن دين المسلمين ، له أصوله ومبادؤه وكتابه وسنِّته وعلومه ومعارفه (1).
ـ وأن مذهب الشيعة مذهب هدَّام مظلم ، وأن عقيدتهم عقيدة باطلة (2).
ـ وأن الشيعة يكفِّرون المسلمين ويلعنونهم ويعادونهم (3) ، وأنهم يحيكون المؤامرات ببدعة الإمامة ضد خلافة المسلمين ، ويثيرون الحروب الطاحنة بين المسلمين (4) ، وأن غرضهم هو هدم الإسلام وتمزيق شمل المسلمين (5) ، والقضاء على الإسلام خصم اليهودية والمجوسية ، وإعادة دولة المجوس الكسروية التي هدم الإسلام أركانها وقوَّض عروشها (6).
إلى غير ذلك من الأمور العظيمة التي أودعها في ثنايا كلامه.
إلا أن المؤلف لم يُثبت لقارئه أن كتاب « الكافي » هو من كتب الشيعة المعتمدة في إثبات المذهب ، فضلاً عن كونه أهم كتاب يعتمدون عليه في ذلك .
كما أنـه لم يُثـبت أن الشيعـة يصحِّحون كل أحاديث الكافي أو أكثرها، أو عـلى الأقـل يصحِّحون الأحاديث التي احتج بها في حقائقه السبع ، أو يعتقدون بمضمون ما دلَّت عليه تلك الأحاديث.
فالمؤلف لم يُثبت ذلك ولم يبيِّنه ولم يحم حوله مع أنه أمر مهم ينبغي
____________
(1) ص35.
(2) ص36.
(3) ص35.
(4) ص34.
(5) ص36.
(6) ص33.

--------------------------------------------------------------------------------

( 17 )

إثباته وإيضاحه ، لأن كل نتائجه التي استخلصها من حقائقه السبع كانت معتمدة على هذا الإثبات.
و من الواضح أن كل تلك النتائج تسقط عن الاعتبار لو ثبت أن الشيعة لا يرون كتاب « الكافي » بهذه المنزلة ، ولا يعتمدون عليه في إثبات مذهبهم ، ولا يعوّلون على كل حديث فيه ، ولا سيما ما يرتبط منها بالأصول الاعتقادية ، بل يُضعِّفون كثيراً من رواياته ويُسقطونها عن الحجيَّة والاعتبار كما سيأتي بيانه.
وعليه ، فاللازم على المؤلف قبل كل شيء أن يبرهن على ما اعتـمد علـيه في إثبات حقـائقه ، بنقـل ما قاله علماء الشيعة في كتاب « الكافي » وما اشتمل عليه من أحاديث ، ولا سيما الأحاديث التي احتج بها في حقائقه السبع.
ونحن إن شـاء الله تعالى سنذكـر فيما يـأتي مـن الكـلام منزلـة كتاب « الكافي » عند الشيعة الإمامية ، وما قاله أعلام الطائفة في هذا الشأن ، ليتضح أن المؤلف لم يتبع الأسلوب الصحيح للبحث العلمي ، وأنه أسَّس بنيانه على شفا جرف هارٍ ، فأخطأ المرمى ، وابتعد عن القصد.


( يتبع )

shaltiail 06-05-2002 10:43 AM

كتاب الكافي


منزلته عند الشيعة ومزاياه
كتاب الكافي لثقة الإسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي من أجّل كتب الحديث المعتمدة التي دارت عليها رحى استنباط الأحكام الفقهية عند الشيعة الإمامية ، يحتوي على ما لا يحويه غيره ، جليل القدر عظيم المنزلة ، جامع لكثير من الأحاديث المنقولة عن آل الرسول عليهم السلام في الفروع والأصول ، حسن التبويب والترتيب ، ألَّفه الكليني في عشرين سنة في زمن السفارة في الغيبة الصغرى.
يشتـمل على أربعـة وثلاثين كتابـاً ، وثلاثمائة وستة وعشرين باباً، وأحاديثه حُصرت في 16199 حديثاً ، فتكون أحاديثه أكثر من أحاديث الصحاح الستة عند أهل السنة.
ومـن خصائصه أن مؤلفه كان حياً في زمن سفراء المهدي عليه السلام ، وأنه حاوٍ لكثير من العلوم الإلهية التي لم يحوها غيره في الأصول والفروع.
وقد طُبع طبعات كثيرة ، وكثرت عليه الشروح والحواشي، وتعاهده الشيعة على ممر العصور بالعناية والضبط.
من أجَل شروحه وأشهرها كتاب « مرآة العقول في شرح أخبار


--------------------------------------------------------------------------------

( 19 )

الرسول » في ستة وعشرين مجلداً ، لصاحب موسوعة « بحار الأنوار » المولى محمد باقر المجلسي أعلى الله مقامه ، المتوفى سنة 1110هـ ، وشرح المولى محمد صالح المازندراني المتوفى سنة 1080هـ وغيرهما.

ثناء العلماء عليه
1 ـ قال الشيخ المفيد ( ت413 هـ ) : كتاب الكافي وهو من أجل كتب الشيعة وأكثرها فائدة (1).
2 ـ وقال الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي ( ت 786هـ ) في إجـازته لابن الخازن : كتاب الكافي في الحديث الذي لم يُعمل للإمامية مثله ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني (2).
3 ـ وقال المحقق الشيخ عـلي الكركي ( ت 940هـ ) في إجازته للقاضي صفي الدين عيسى : ومنها جميع مصنفات ومرويات الشيخ الإمام السعيد الحافظ المحدِّث الثقة جامع أحاديث أهل البيت عليهم السلام أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني صاحب الكتاب الكبير في الحديث المسمَّى بالكافي الذي لم يُعمل مثله... وقد جمع هذا الكتاب من الأحاديث الشرعية والأسرار الدينية ما لا يوجد في غيره (3).
4 ـ وقال الشيخ إبراهيم القطيفي ( ت 950هـ ) في إجازته للشيخ شمس الدين الإسترابادي : وكتاب محمد بن يعقوب الكليني ، فإنه كاسمه كافٍ شافٍ واف (4).
5 ـ وقال الفيض الكاشاني ( ت 1091هـ ) : أما الكافي فهو... أشرفها ـ
____________
(1) تصحيح الاعتقاد ، ص55.
(2) بحار الأنوار 107|190.
(3) المصدر السابق 108|75.
(4) المصدر السابق 108|114.
--------------------------------------------------------------------------------

( 20 )

يعني الكتب الأربعة ـ وأوثقها وأتمها وأجمعها ، لاشتماله على الأصول من بينها ، وخلوِّه من الفضول وشينها (1).
6 ـ وقال المولى محمد باقر المجلسي : كتاب الكافي للشيخ الصدوق ثقة الإسلام ، مقبول طوائف الأنام ، ممدوح الخاص والعام ، محمد بن يعقوب الكليني... كان أضبط الأصول وأجمعها ، وأحسن مؤلفات الفرقة الناجية وأعظمها (2).
7 ـ وقال السيد بحر العلوم ( ت 1212هـ ) : كتاب الكافي الذي صنَّفه هذا الإمام طاب ثراه … كتاب جليل عظيم النفع، عديم النظير ، فائـق عـلى جميع كتب الحـديث بحسن الترتيب ، وزيـادة الضبط والتهذيب ، وجمعه للأصول والفروع، واشتماله على أكثر الأخبار الواردة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام (3).

أسباب شهرة الكافي وسموّ مكانته
لقد نصَّ غير واحد من الأعلام على أن من الأسباب التي جعلت هذا الكتاب يتبوأ هذه المكانة بين كتب الحديث المعروفة عند الشيعة الإمامية هي أن الكافي حوى ما لم يحوه غيره من أحاديث الأصول والفروع والأخلاق والمواعظ وغيرها من فنون الدين.
قال الميرزا حسين النوري قدس سره ( ت 1330هـ ) بعد أن أورد كلمة الشيخ المفيد المتقدمة : إنما كان أكثر فائدة من غيره من حيث إنه جامع للأصول والأخلاق والفروع والمواعظ والآداب وغير ذلك من المواضيع (4).
____________
(1) الوافي 1|6.
(2) مرآة العقول 1|3.
(3) رجال بحر العلوم 3|330.
(4) مستدرك الوسائل ج3.

--------------------------------------------------------------------------------

وقال السيد هاشم معروف : ويؤيد ذلك ما جاء في أسباب تأليف الكافي من أنه ألَّفه إجابة لمن طلب منه كتاباً يجمع من جميع فنون الدين ما يكتفي به المتعلم ، ويرجع إليه المسترشد ، ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل بالآثار الصحيحة عن الصادقِين عليهم السلام ، والسنن القائمة التي عليها العمل ، وبها يؤدَّى فرض الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله (1). فاستجاب لطلبهم وألَّفه في تلك المدة الطويلة التي حدَّدها كل من ترجمه وتعرض لتاريخه بعشرين عاماً ، فجاء جامعاً لما يحتاج إليه المحدِّث والفقيه والمتكلم والواعظ والمجادل والمتعلم . والكتاب الذي يحتوي على هذه المواضيع لا بد وأن يُلفت الأنظار ، ويصادف تقدير الباحثين من العلماء ، لأنه يوفِّر عليهم عناء البحث عن الروايات ، ويسد حاجة الفقيه والمحدِّث والمتكلم وغيرهم في آن واحد.
هذا بالإضافة إلى ما كان يتمتع به مؤلفه من ثقة عالية ، وشهرة واسعة ، ومكانة في العلم والدين تؤهله لأن يحتل المكانة التي تليق به في النفوس (2).
ومن أسباب شهرة هذا الكتاب أيضاً وسمو مكانته أنه امتاز بحسن الترتيب ، وزيادة الضبط والإتقان كما مر ، وذلك لأن الكليني رحمه الله قد تأنَّى في تأليفه ، فصرف في جمعه من عمره الشريف عشرين سنة ، بذل فيها جهده ، وسافر فيها إلى البلدان الكثيرة لمصاحبة شيوخ الإجازات ، وملاقاة المهرة في معرفة الأحاديث.
هذا مع أنه عاش في زمن سفراء الإمام المهدي عليه السلام حيث كانت الأصول الأربعمائة التي حوت آثار الصادقين عليهم السلام متداولة ومتوافرة ،
____________
(1) الكافي 1|8.
(2) دراسات في الحديث والمحدثين ص131.
--------------------------------------------------------------------------------

( 22 )

وهذان الأمران ربما يسَّرا له السبيل للتحقق من صحة رواياته

( يتبع )

shaltiail 06-05-2002 10:44 AM

كتاب الكافي فيه الصحيح والضعيف
إن علماء الشيعة الإمامية لم يعطوا كتاب الكافي ولا غيره من كتب الحديث تلك المنزلة التي أعطاها علماء أهل السنة إلى صحيحي البخاري ومسلم ، الذين أجمعوا على صحة كل ما فيهما من أحاديث ، وحكموا بأنها صادرة من النبي صلى الله عليه وآله قطعاً. وإنما حكم علماء الإمامية بأن ما في الكافي من الأحاديث ، منه الصحيح المعتبر ، ومنه الضعيف الذي لا يُحتج به ولا يعوَّل عليه.
قال المحقق السيد الخوئي أعلى الله مقامه : لم تثبت صحة جميع روايات الكافي ، بل لا شك في أن بعضها ضعيفة ، بل إن بعضها يُطمأن بعدم صدورها من المعصوم عليه السلام (1).
وقال السيد محمد المجاهد قدس سره ( ت 1242هـ ) : الذي عليه محققو أصحابنا عدم حجية ما ذكره الكليني ، ولهذا لم يعتمدوا على كل رواية مروية في الكافي ، بل شاع بين المتأخرين تضعيف كثير من الأخبار المروية فيه سنداً... وقد اتفق لجماعة من القدماء كالمفيد وابن زهرة وابن إدريس والشيخ والصدوق الطعن في بعض أخبار الكافي... وقد ذُكرت عباراتهم في الوسائل (2).
وبهـذا يتضح أن علـماء الإمامية وقفوا من كتاب الكافي موقفاً معتدلاً ، لم يجنحوا فيه إلى طرف الإفراط بتصحيح كل أحاديثه ، فيسـاووه بكتاب الله العزيـز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ولم يميلوا إلى جانب التفريط بإسقاطه عن الحجية والاعتبار فيبخسوه حقه.
____________
(1) معجم رجال الحديث 1|92.
(2) مفاتيح الأصول ، ص334.
--------------------------------------------------------------------------------

( 23 )

قال السيد هاشم معروف : ومع أنه نال إعجاب الجميع وتقديرهم لم يغالِ به أحد غلو محدِّثي السنة في البخاري ، ولم يدَّعِ أحد بأنه صحيح بجميع مروياته لا يَقبل المراجعة والمناقشة ، سوى جماعة من المتقدمين تعرضوا للنقد اللاذع من بعض من تأخر عنهم من الفقهاء والمحدثين ، ولم يقل أحد بأن من روى عنه الكليني فقد جاز القنطرة كما قال الكثيرون من محدّثي السنة في البخاري ، بل وقف منه بعضهم موقف الناقد لمروياته من ناحية ضعف رجالها ، وإرسال بعضها ، وتقطيعها ، وغير ذلك من الطعون التي تخفف من حدة الحماس له والتعصب لمروياته (1).
فأحاديث الكافي إذن فيها الصحيح وفيها الضعيف ، بل إن الضعيف منها أكثر من الصحيح كما نص عليه كثير من الأعلام ، مثل فخر الدين الطريحي ( ت 1085هـ ) (2) ، والشيـخ يـوسف البحـراني ( ت 1186هـ ) عـن بعـض مشائـخه المتـأخرين (3) ، والسيد بحر العلوم (4) ، والميرزا محمد بن سليمان التنكابني ( ت 1310هـ ) (5) ، وآغـا بزرك الطهراني (6) ، وغيرهم.
قـال الطـريحي قـدس سـره : أمـا الكـافي فجميع أحاديثه حُصرت في [16199 ] ستة عشر ألف حديث ومائة وتسعة وتسعين حديثاً ، الصحـيح منها باصـطلاح مَن تأخر [ 5072 ] خمسة آلاف واثنان وسبعون ، [ والحسن مائة وأربعة وأربعون حديثاً ] ، والموثَّق [ 1118 ] ألـف ومـائة وثمانية عشر حديثاً ، والقوي منها [ 302 ] اثنان وثلاثمائة ، والضعيف منها [ 9485 ]
____________
(1) دراسات في الحديث والمحدثين ص132.
(2) جامع المقال ، ص193.
(3) لؤلؤة البحرين ، ص394.
(4) رجال السيد بحر العلوم 3|331.
(5) قصص العلماء ، ص420.
(6) الذريعة إلى تصانيف الشيعة 17|245.
--------------------------------------------------------------------------------

( 24 )

أربعمائة وتسعة آلاف وخمسة وثمانون حديثاً ، والله أعلم.
والحاصل أن الكليني رضوان الله عليه مع أنه حاول أن يجمع في كتابه الكافي الأحاديث الصحيحة التي يكون بنظره عليها المعوّل ، وبها يؤدَّى فرض الله عز وجل كما أوضح في مقدمة الكتاب ، إلا أن علـماء الإمـامية لـم يتابعوه في تصحيح كل الأحاديث التي رواها في كتابه ، وفي جواز العمل بها ، بل ضعَّفوا كثيراً من أحاديثه كما تقدم ، مع أنه من أجَل الكتب عندهم وأكثرها فائدة ، من حيث إنه حوى أكثر من ستة آلاف وسبعمائة حديث معتبر.
وبذلك يتضح الفارق بين نظر أهل السنة إلى صحيح البخاري ، ونظر الشيعة إلى كتاب الكافي ، فإن مكانة صحيح البخاري التي تبوَّأها عند أهل السنة إنما حصلت بسبب إجماع علماء أهل السنة على صحة أحاديثه كلها (1) ، بخلاف الكافي وغيره من كتب الحديث عند الشيعة الإمامية ، فإنها لم تنل هذه المنزلة عندهم.
ولهذا نرى جمعاً من حفَّاظ الحديث من أهل السنة مع أنهم صنَّفوا
____________
(1) قال الحافظ أبو نصر الوايلي السجزي : أجمع أهل العلم ـ الفقهاء وغيرهم ـ على أن رجلاً لو حلف بالطلاق أن جميع ما في كتاب البخاري مما روي عن النبي قد صح عنه ، ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قاله ، لا شك أنه لا يحنث ، والمرأة بحالها في حبالته ( مقدمة ابن الصلاح ، ص13 ). وقال أبو المعالي الجويني : لو حلف إنسان بطلاق امرأته ان ما في كتابي البخاري ومسلم مما حكما بصحته من قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما ألزمته الصلاق ولا حنثته ، لإجماع علماء المسلمين على صحتهما ( صحيح مسلم بشرح النووي 1|20 ، تدريب الراوي 1|131 ). وقال ابن تيمية في كتابه علوم الحديث ، ص72 : ومن الصحيح ما تلقاه بالقبول والتصديق أهل العلم بالحديث ، كجمهور أحاديث البخاري ومسلم ، فإن جميع أهل العلم بالحديث يجزمون بصحة جمهور أحاديث الكتابين ، وسائر الناس تبع لهم في معرفة الحديث.
--------------------------------------------------------------------------------

( 25 )

كتباً التزموا فيها جمع الصحيح من الحديث بنظرهم (1) ، إلا أن كتبهم تلك لم تنل مكانة صحيح البخاري عند أهل السنة ، فإن العلماء لم يُجْمِعوا على صحَّة كل ما روي فيها من أحاديث ، كما كان الحال في أحاديث صحيح البخاري.
ومن ذلك يتضح أن حال كتاب الكافي عند الشيعة الإمامية حال المستدرك على الصحيحين أو صحيح ابن حبان وغيرهما من المصنفات التي حاول مؤلفوها جمع الصحيح فيها فقط ، ولم يتحقق إجماع على قبول كل ما فيها من أحاديث.
وحينئذ فلا مناص من عرض أحاديث هذه المجاميع على قواعد علم الدراية ، لتمييز الصحيح من غيره ، فيُحكم بصحة ما كان مستجمعاً لشرائط الصحة ، وبضعف ما لم يستجمع تلك الشرائط وإن حكم مؤلفٌ ما بصحة هذا الحديث أو ذاك ، لأن اجتهاد مجتهد لا يكون حجَّة على غيره من المجتهدين.

لا يُحتج بكتاب الكافي في إثبات المذهب
وهذه المسألة تتضح بأمور :
1ـ أن كتـاب الكـافي ـ كمـا أوضحنا ـ فيه الأحاديث الصحيحة المعتبرة ، وفيه الأحـاديث الضعيفة ، وعليه فلا يصح الاستناد في إثبات شيء من الأحكام الشرعية الفقهية ، فضلاً عن إثبات المذاهب الكلامية والأصول الاعتقادية على أي حديث مروي في كتاب الكافي ما لم يستجمع شرائط الاعتبار والحجية.
____________
(1) مثل كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ، والمسند الصحيح على التقاسيم والأنواع ، المعروف بصحيح ابن حبان ، وكذلك صحيح ابن خزيمة.
--------------------------------------------------------------------------------

( 26 )

2ـ أن أصول الدين لا يصح إثباتها بأخبار الآحاد (1) وإن كانت تلك الأخبار صحيحة ، وذلك لأن المسائل الاعتقادية يشترط فيها أن تكون قطعية ، وأخبار الآحاد لا تفيد إلا الظن الذي لا يجوز التعويل عليه في هذه المسائل.
قـال السيد المرتضى أعـلى الله مـقامـه ( ت 436هـ ) في معرض الجواب عـن جـواز الرجـوع في تعرُّف الأحـكام إلى رسالـة « المقنعة » للمفيد ، أو رسالة ابن بابويه ، أو كتاب « الكافي » للكليني ، أو غيرها : إن الرجوع فيالأصول إلى هذه الكتب خطأ وجهل (2).
وقال في النكير على من يعمل بأخبار الآحاد مطلقاً : ألا ترى أن هؤلاء بأعيانهم قد يحتجّون في أصول الدين من التوحيد والعدل والنبوة والإمامة بأخبار الآحاد ، ومعلوم عند كل عاقل أنها ليست بحجة في ذلك (3).
وقال الشيخ الأعظم الشيخ مرتضى الأنصاري أعلى الله مقامه ( ت 1281هـ ) : ظاهر الشيخ [ الطوسي ] في « العُدّة » أن عدم جواز التعويل في أصول الدين على أخبار الآحاد اتفاقي ، إلا عن بعض غَفَلة أصحاب الحديث. وظاهر المحكي في « السرائر » عن السيد المرتضى عدم الخلاف فيه أصلاً (4).
وقال شيخنا الشهيد الثاني أعلى الله مقامه ( ت 966هـ ) في « المقاصد العلية » بعد أن ذكر أن المعرفة بتفاصيل البرزخ والمعاد غير
____________
(1) وهي الأحايث غير المتواترة. وكون أكثر أحاديث الكافي من أخبار الآحاد مما لا نزاع فيه.
(2) رسائل الشريف المرتضى 2 | 333.
(3) المصدر السابق 1 | 211.
(4) فرائد الاصول 1 | 372.
--------------------------------------------------------------------------------

( 27 )

لازمة : وأما ما ورد عنه صلى الله عليه وآله في ذلك من طريق الآحاد فلا يجب التصـديق بـه مطلقاً وإن كان طريقه صحيحاً ، لأن الخبر الواحد ظني ، وقد اختُلف في جواز العمل به في الأحكام الشرعية الظنية ، فكيف بالأحكام الاعتقادية العلمية ؟! (1).
وعليه ، فالـذي يجب اعتقاده هـو مـا دلَّ عليه ظاهر كتاب الله المجيد ، وما عُلم بالتواتر من أقوال النبي صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين من أهل بيته عليهم السلام وأفعالهم وتقريرهم ، وما عُلم بالضرورة أنه من دين الإسلام.
وأما ما عدا ذلك فهو موضوع عن الناس ، لا يجب عليهم الاعتقاد به إلا إذا حصل لهم العلم به.
قال الشيخ الأنصاري قدس سره : المستفاد من الأخبار المصرّحة بعدم اعتبار معـرفة أزيد مما ذُكـر فيها ـ وهو الظاهر من جماعة من علمائنا الأخيار ، كالشهيدين في الألفية وشرحها ، والمحقق الثاني في الجعفرية وشارحها وغيرهم ـ هو أنه يكفي في معرفة الرب التصديق بكونه موجوداً ، وواجب الوجود لذاته ، والتصديق بصفاته الثبوتية الراجعة إلى صفتي العلم والقدرة ، ونفي الصفات الراجعة إلى الحاجة والحدوث ، وأنه لا يصدر منه القبيح فعلاً أو تركاً...
ويكفي في معرفة النبي صلى الله عليه وآله معرفة شخصه بالنسب المعروف المختص بـه ، والتصديق بنبوته وصدقه ، فلا يعتبر في ذلك الاعتقاد بعصمته ـ أعني كـونه معصوماً بالملكة ـ من أول عمره إلى آخره...
إلى أن قال : ويكفي في معرفة الأئمة صلوات الله عليهم معرفتهم بنسبهم المعروف ، والتصديق بأنهم أئمة يهدون بالحق ، ويجب الانقياد إليهم والأخذ منهم ، وفي وجوب الزائد على ما ذُكر من عصمتهم الوجهان...
____________
(1) المصدر السابق 1|371.
--------------------------------------------------------------------------------

( 28 )

ويكفي في التصديق بما جاء به النبي صلى الله عليه وآله التصديق بما عُلم مجيئه به متواتراً من أحوال المبدأ والمعاد ، كالتكليف بالعبادات ، والسؤال في القبر وعذابه ، والمعاد الجسماني ، والحساب والصراط والميزان والجنة والنار إجمالاً...
ثم قال : وما استقربناه فيما يعتبر في الإيمان وجَدْتُه بعد ذلك في كلام محكي عن المحقق الورع الأردبيلي في شرح إرشاد الأذهان (1).

( يتبع )

shaltiail 06-05-2002 10:45 AM

الخلاصة
أن أبا بكر الجزائري لم يتَّبع في « نصيحته » إلى كل شيعي المنهج الصحيح للبحث العلمي ، إذ وصف كتاب الكافي بأنه عمدة الشيعة في إثبات مذهبهم ، وأنه أهم كتاب يعتمدون عليه في إثبات المذهب ، وأنه عمدة مذهب الشيعة ، ومصدر تشيعهم.
وهـذا كـله لـم يثبت ، بل الثابت خلافه ، فإن كتاب الكافي وإن كان من أجَل الكتب المعتمدة عند الشيعة الإمامية في استنباط الأحكام الشرعية ، إلا أن فيه أحاديث ضعيفة لا يجوز الاستناد إليها في فروع الدين فضلاً عن أصوله ، كما لا يصح الاستناد إلى أحاديث الكافي وغيره ـ وإن كـانت صحيحة ـ في إثبات المذهب ، أو إثبات شيء من أصوله وعقائده التي لا بد أن تكون معلومة بالقطع واليقين ، اللهم إلا ما كان منها متواتراً قد عُلم صدوره من النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الطاهرين من أهل البيت عليهم السلام.
ثم إن علماء المذهب قدس الله أسرارهم قد أثبتوا صحة مذهب الإمامية وسلامة عقائده بالأدلة القطعية ، العقلية منها والنقلية ، واحتجوا على خصومهم بما صحَّ من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله مما رواه الخصوم في كتبهم المعتمدة ، ولم يُلزِموا مخالفيهم بما رووه هم في كتبهم من الأحاديث التي لا يسلِّم بها غيرهم.
____________
(1) فرائد الاصول 1|377 ـ 380.
--------------------------------------------------------------------------------

( 29 )

وهذا معلوم من حالهم ، يعرفه كل من اطّلع على ما حرروه في كتبهم الكلامية ، وما كتبوه في إثبات المذهب وإبطال مذاهب أهل الخلاف ، فراجـع إن شئت كتاب « الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد » للشيخ محمد بـن الحسن الطوسي ، وكتاب « كشف المراد » و « نهج المسترشدين » و « الباب الحادي عشر » و « نهج الحق وكشف الصدق » و « كشف اليقين » كلها للعلامة الحلّي ، وكتاب « الغدير » للشيخ عبد الحسين الأميني ، وكتاب « المراجعات » للسيد عبد الحسين شرف الدين... وغيرها من الكتب التي لا تحصى كثرة.
ولهذا كله لم يحاول الجزائري أن يُثْبت شيئاً مما ادّعاه ، بالنقل عن جهابذة علماء الشيعة وأساطين المذهب الذين حرّروا هذه المسألة في مصنفاتهم المعروفة.
كما أنـه لـم يحاول أن يُثبت لقارئـه أيضـاً أن « حقائقه » التي ذكرها في كُتيّبه قد استخلصها من أحاديث صحيحة ، وأن الشيعة يعتقدون بمفادها ، ويعدُّونها من أُسس تشيّعهم وأصول مذهبهم.
وهذا كله لو حاول إثباته فلن يتأتى له ، لأن علماءنا الأبرار قد أثبتوا في مصنفاتهم أن كتـاب الكافي ـ كما تقـدم ـ فيه جملة وافرة من الأحاديث الضعيفة التي لا يجوز العمل بها ، ولا يصح الاحتجاج بها في فروع الدين وأصوله ، وصرَّحوا أنه لا يلزم الشيعي حتى يكون شيعياً أن يعتقد بتفاصيل التوحيد والنبوة والإمامة وغيرها ، بل يجب عليه أن يعتقد بالأُسس العامة للمذهب كما أوضحناه مفصلاً.
ومـن الغـريب أن هذا الرجل قد اختار أحاديث ضعيفة زعم أن الشيعة تعتقد بمفادها ، وزعم أنه توصَّل بها إلى حقائق ثابتة هي أصل مذهب التشيع ، مع أن تلك الأحاديث ـ مضافاً إلى ضعف سندها ـ لا تدل على ما ادّعى أنها تدل عليه ، فإنه حمَّلها ما لا تحتمل من الوجوه الضعيفة


--------------------------------------------------------------------------------

( 30 )

والمعاني الباطلة.
هذا مضافاً إلى أنه جاء ببعض الأحاديث التي حرَّفها بأبشع تحريف ، ونسبها إلى الكافي كما سيتضح في كشف الحقيقة السابعة إن شاء الله تعالى. وهذا مما يؤسف له ، ويدل على أن الرجل لم يكن مخلصاً في نصيحته ، ولا صادقاً في دعوته ، ولا أميناً في نقله ، ولا ثقة في قوله ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )


( يتبع )

shaltiail 06-05-2002 10:48 AM

كشف
الحقيقة الأولى


--------------------------------------------------------------------------------

( 32 )


--------------------------------------------------------------------------------

( 33 )

قال الجزائري :


الحقيقة الأولى


استغناء آل البيت وشيعتهم عن القرآن الكريم بما عند آل البيت
من الكتب الإلهية الأولى التي هي التوراة والزبور والإنجيل

إن الذي يثبت هذه الحقيقة ويؤكدها ، ويلزمك أيها الشيعي بها : هو ما جاء في كتاب الكافي من قول المؤلف : « باب أن الأئمة عليهم السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من الله عز وجل ، وأنهم يعرفونها كلها على اختلاف ألسنتها » مستدلاً على ذلك بحديثين يرفعهما إلى أبي عبد الله ، وأنه كان يقرأ الإنجيل والتوراة والزبور بالسريانية.

وأقول :
الحديث الأول : أخرجه الكليني رحمه الله بسنده عن هشام بن الحكم في حديث بُرَيه ، أنه لما جاء معه إلى أبي عبد الله عليه السلام فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ، فحكى له هشام الحكاية ، فلما فرغ قال أبو الحسن عليه السلام لبريه : يا بريه ، كيف علمك بكتابك ؟ قال : أنا به عالم. ثم قال : كيف ثقتك بتأويله ؟ قال : ما أوثقني بعلمي فيه. قال : فابتدأ أبو الحسن عليه السلام يقرأ الإنجيل ، فقال بريه : إيَّاك كنتُ أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك. قال : فآمن بريه ، وحسن إيمانه ، وآمنت المرأة التي كانت معه.
فدخل هشام وبريه والمرأة على أبي عبد الله عليه السلام ، فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى عليه السلام وبين بريه ، فقال أبو


--------------------------------------------------------------------------------

( 34 )

عبد الله عليه السلام : ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ). فقال بريه : أنَّى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء ؟ قال : هي عندنا وراثة من عندهم ، نقرأها كما قرأوها ، ونـقولها كمـا قـالوا ، إن الله لا يجعل حـجَّة في أرضه يُسأل عن شيء فيقول : لا أدري (1).

سند الحديث
هذا الحديث ضعيف السند ، لجهالة أحد رواته ، وهو الحسن بن إبراهيم.
قال المولى محمد باقر المجلسي قدس سره : [ في سنده ] مجهول (2).
وقال المامقاني قدس سره في ترجمة الراوي المذكور : الحسن بن إبراهيم الكوفي ، عـدَّه الشيخ في رجـاله مـن أصحاب الرضا عليهم السلام... وظاهره كونه إمامياً إلا أن حاله مجهول (3).
والحديث الثاني : رواه الكليني أيضاً عن مفضل بن عمر ، قال : أتينا باب أبي عبد الله ونحن نريد الإذن عليه ، فسمعناه يتكلم بكلام ليس بالعربية ، فتوهمنا أنه بالسريانية ، ثم بكى فبكينا لبكائه ، ثم خـرج إلينا الغلام ، فـأذن لنا فدخلنا عليه ، فقلت : أصلحك الله ، أتيناك نريد الإذن عليك ، فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية ، فتوهمنا أنه بالسريانية ، ثم بكيت فبكينا لبكائك. فقال : نعم ، ذكرتُ إلياس النبي ، وكان من عبَّاد أنبياء بني إسرائيل ، فقلت كما كان يقول في سجوده. ثم اندفع فيه بالسريانية ، فلا والله ما رأينا قسًّاً ولا جاثليقاً أفصح لهجة منه به ، ثم فسره
____________
(1) أصول الكافي 1|227. والحديث بطوله مذكور في مرآة العقول 3|25 ، وكتاب التوحيد ، ص270.
(2) مرآة العقول 3|24.
(3) تنقيح المقال 1|265.
--------------------------------------------------------------------------------

( 35 )

لنا بالعربية ، فقال : كان يقول في سجوده : أتراك معذِّبي وقد أظمأتُ لك هواجري ؟ أتراك معذّبي وقد عفّرت لك في التراب وجهي ؟ أتراك معذّبي وقد اجتنبتُ لك المعاصي ؟ أتراك معذبي وقـد أسهرت لك ليلي ؟. قال : فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك ، فإني غير معذبك ، قال : فقال : إن قلتَ : « لا أعذِّبك » ثم عذَّبتَني ماذا ؟ ألستُ عبدك ، وأنت ربّي ؟! قال : فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك ، فإني غير معذّبك ، إني إذا وعدتُ وعداً وفيتُ به (1).

سند الحديث
هذا الحديث أيضاً ضعيف السند.
قال المولى المجلسي قدس سره : الحديث الثاني ضعيف (2).
وحسبك أن من جملة رواته سهل بن زياد ، وبكر بن صالح ، ومحمد بن سنان.
أما سهل بن زياد فذهب المشهور إلى أنه ضعيف.
قال المامقاني قدس سره : إن علماء الرجال قد اختلفوا في الرجل على قولين :
أحدهما : أنه ضعيف ، وهو خيرة النجاشي وابن الغضائري والشيخ في الفهرست ، والعلاَّمة في الخلاصة وجملة من كتبه الفقهية كالمنتهى والمختلف وغيرهما ، وابن داود في رجاله ، والمحقق في الشرائع ومواضع من نكت النهاية والمعتبر ، والآبي في محكي كشف الرموز ، والسيوري في التنقيح ، والشهيد الثاني والشيخ البهائي وصاحب المدارك والمولى الصالح المازندراني والمحقق الأردبيلي والسبزواري وغيرهم ، بل هو المشهور بين
____________
(1) أصول الكافي 1|227.
(2) مرآة العقول 3|28.
--------------------------------------------------------------------------------

( 36 )

الفقهاء وأصحاب الحديث وعلماء الرجال (1).
وقـال المحقق الخوئي قـدس سـره : وكيف كان فسهل بن زياد الآدمي ضعيف جزماً ، أو لم تثبت وثاقته (2).
وأما بكر بن صالح فقد ضعَّفه النجاشي (3).
وقال ابن الغضائري : بكر بن صالح الرازي ضعيف جـداً ، كثير التفـرد بالغرائب (4).
وضعَّفه العلاَّمة في الخلاصة بنحو ما قاله ابن الغضائري (5).
وذكره ابن داود في القسم الثاني وضعَّفه ، ونقل كلام ابن الغضائري ، كما ضعَّفه الشيخ البهائي في الوجيزة (6).
قال المامقاني قدس سره : ضعْف بكر بن صالح الضبي الرازي الراوي عن الكاظم عليه السلام مما لا ينبغي الريب فيه ، واشتراك غيره معه مـن دون تمييز صحيح يُسقِط كـل رواية لبكر بن صالح ـ أيّ بكر كان ـ عن الاعتبار (7).
وأما محمد بن سنان فالمشهور أيضاً أنه ضعيف.
قال المامقاني بعد أن ذكر أنه اختلف فيه على قولين : أحدهما : أنه ضعيف ، وهو المشهور بين الفقهاء وعلماء الرجال.
ثم نقل تضعيفه عن الشيخ الطوسي في رجاله وفهرسته ، والنجاشي وابن عقدة أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد وابن الغضائري والمفيد
____________
(1) تنقيح المقال 2|75.
(2) معجم رجال الحديث 8|340.
(3) رجال النجاشي 1|270.
(4) تنقيح المقال 1|178.
(5) رجال العلامة الحلي ، ص207.
(6) تنقيح المقال 1|178.
(7) المصدر السابق 1|179.
--------------------------------------------------------------------------------

( 37 )

الذي قال فيه : محمد بن سنان وهو مطعون فيه ، لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه ، ومن كان هذا سبيله لا يُعتمد عليه في الدين (1).
قال المامقاني : وممن ضعَّفه المحقق رحمه الله في مواضـع من المعتبر ، والعلاّمة في موضع من المختلف ، وكاشف الرموز والشهيد الثاني في باب المهور من المسالك ، وصاحب المدارك ، والمحقق الأردبيلي في مجمع الفائدة ، وصاحب الذخيرة ، وهو المحكي عن المعتصم والمنتقى ومشرق الشمسين والحبل المتين وحاشية المولى صالح والتنقيح والفخري في مرتب مشيخة الصدوق والذكرى والروضة وغيرها (2).
قال السيد الخوئي قدس سره : تضعيف هؤلاء الأعلام يصدّنا عن الاعتماد عليه والعمل برواياته (3).


( يتبع )

shaltiail 06-05-2002 10:50 AM

مناقشة الجزائري في دلالة الحديثين :
قال الجزائري : وقصد المؤلف من وراء هذا معروف ، وهو أن آل البيت ـ وشيعتهم تبع لهم ـ يمكنهم الاستغناء عن القرآن الكريم بما يعلمون من كتب الأوّلين.
وهذه خطوة عظيمة في فصل الشيعة عن الإسلام والمسلمين ، إذ ما من شك في أن من اعتقد الاستغناء عن القرآن الكريم بأي وجه من الوجوه فقد خرج من الإسلام ، وانسلخ من جماعة المسلمين.
ثم قال : إن اعتقاد امرئ الاستغناء عنه أو عن بعضه بأي حال من الأحوال ، هو ردَّة عن الإسلام ومروق منه ، لا يبقيان لصاحبها نسبة إلى الإسلام ولا إلى المسلمين.
____________
(1) المصدر السابق 3|124.
(2) المصدر السابق 3|125.
(3) معجم رجال الحديث 16|160.
--------------------------------------------------------------------------------

أقول :
لو سلمنا بصحَّة الحديثين جدلاً فهما مع ذلك لا يدلان على شيء مما قاله.
أما الحديث الأول : فهو لا يدل على أن أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم قـد استغنوا بكتب الأوَّلِين عن القرآن الكريم ، وإنما يدل بوضوح على أن أهل البيت عليهم السلام عندهم تلك الكتب غير محرَّفة ولا مبدَّلة ، ورثوها من النبي صلى الله عليه وآله ، وهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها كما عنْوَنَ الكليني رحمه الله الباب بذلك.
وظاهر الحديث أن أبا الحسن موسى عليه السلام قرأ على بُريه من الإنجيل ما يُلزمه ويأخذ بعنقه للدخول في الإسلام ، بدليل أنه أسلم في الحال ، ولعلَّه قرأ عليه من الإنجيل ما يدل على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله ، فإن ذلك مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل كما أخبر سبحانه وتعالى في محكم كتابـه إذ قـال : ( والذين هـم بآياتنا يؤمنون * الذين يتبعون الرسول الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم... ) (1).
قال ابن كثير : هذه ـ يعني قوله تعالى ( يأمرهم بالمعروف... ) الآية ـ صفة محمد صلى الله عليه وآله في كتب الأنبياء ، بشَّروا أُممهم ببعثه ، وأمروهم بمتابعته ، ولم تزل صفاته موجودة في كتبهم ، يعرفها علماؤهم وأحبارهم (2).
وقال : إن الأنبياء عليهم السلام لم تزل تنعته وتحكيه في كتبها على أممها ،
____________
(1) سورة الاعراف ، الآتيان 156 ـ 157.
(2) تفسير القرآن العظيم 2|251.
--------------------------------------------------------------------------------

( 39 )

وتأمرهم باتّباعه ونصره ومؤازرته إذا بعث (1).
وقال البيهقي : إن الله تعالى أمَر عيسى عليه السلام فبشَّر به قومه ، فعرفه بنو إسرائيل قبل أن يُخلق (2).
قلت : يدل على ذلك قوله تعالى ( وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدِّقاً لما بين يدي من التوراة ومبشِّراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) (3).
والاحتجاج بالتوراة والإنجيل على أهل تلك الملل جائز لا ضير فيه ، فقد أخرج البخاري في صحيحه بسنده عن عبد الله بن عمر ( رض ) أن اليهود جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله برجل منهم وامرأة قد زنيا ، فقـال لهم : كيف تفعـلون بمن زنى منكم ؟ قالوا : نُحمِّمُهما (4) ونضربهما. فقال : لا تجدون في التوراة الرجم ؟ فقالوا : لا نجد فيها شيئاً. فقال لهم عبد الله بن سلام : كذبتم ، فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين. فوضع مِدْراسها الذي يُدَرِّسها منهم كفَّه على آية الرجم ، فقال : ما هذه ؟ فلما رأوا ذلك قالوا : هي آية الرجم. فأمر بهما فرجما قريباً من حيث موضع الجنائز عند المسجد ، فرأيت صاحبها يجنأ عليها (5) ، يقيها الحجارة (6).
ولهذا أفتى مَن وقفنا على فتاواه من العلماء بجواز اقتناء التوراة
____________
(1) المصدر السابق 4|360.
(2) دلائل النبوة 1|81.
(3) سورة الصف ، الآية 6.
(4) أي نسكب عليهما الماء الحميم ، وقيل : نجعل في وجوههما الحمة ، أي السواد.
(5) أي يحني ظهره عليها.
(6) صحيح البخاري 6|46 كتاب التفسير ، سورة آل عمران ، 9|205 كتاب المحاربين من أهل الردة والكفر ، باب الرجم في البلاط ، وصفحة 214 باب أحكام أهل الذمة. وراجع صحيح مسلم 3|1326 كتاب الحدود ، باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنا.
--------------------------------------------------------------------------------

( 40 )

والإنجيل ، بل كتب الضلال كلها لنقضها أو للاحتجاج بها على من يعتقد بها.
وعليه ، فلعل اقتناء أهل البيت عليهم السلام لهـذه الكتب كان لأجل هذه الغاية ، فلا يستخرجون شيئاً منها إلا وقت الحاجة إليه ، كما صنع الإمام عليه السلام مع بُريه.
وقد ورد ما يشهد لذلك في كتبهم ، فقد قال الشيخ محمد بن علي الصبان : إن المهدي يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية ، وأسفار التوراة من جبل بالشام ، يحاج بها اليهود ، فيسلم كثير منهم (1).
ومما ينبغي بيانه ههنا أن الكتب السماوية التي في أيدي الناس لا ريب في كونها من كتب الضلال ، بسبب ما دخلها من التحريف ، وأما ما عند أهل البيت عليهم السلام من كتب الأنبياء السابقين فهي وإن كانت منسوخة قد انتهى أمد العمل بها ، إلا أنها لا تشتمل على ضلال ، لأن الله سبحانه لا يقول إلا الحق ، ولا يُنْزل إلى الناس باطلاً .
قال صاحب الجواهر أعلى الله مقامه : ليس من كتب الضلال كتب الأنبياء السابقين ، ما لم يكن فيها تحريف ، إذ النسخ لا يُصيُرها ضلالاً ، ولذا كان بعضها عند أئمتنا عليهم السلام ، وربما أخرجوها لبعض أصحابهم ، بل ما كان منها مثل الزبور ونحوه من أحسن كتب الرشاد ، لأنها ليست إلا مواعظ ونحوها على حسب ما رأينا ، والله أعلم (2).
ولهذا قال الإمام عليه السلام في حديث الكافي الذي نحن بصدد الكلام فيه :
____________
(1) إسعاف الراغبين ص150 ، وأخرج السيوطي في كتابه « العرف الوردي في أخبار المهدي » المطبوع ضمن الحاوي للفتاوي 2|81 نقلا عن أبي عمرو الداني في سننه ، عن ابن شورب قال : إنما سمي المهدي لأنه يهدى إلى جبل من جبال الشام ، يستخرج منه أسفار التوراة ، يحاج بها اليهود فيسلم على يديه جماعة من اليهود.
(2) جواهر الكلام 22|60.
--------------------------------------------------------------------------------

( 41 )

« نقرؤها كما قرأوها ، ونقولها كما قالوا » : أي أن ما نقـرؤه منها هو عين ما كان يقرؤه الأنبياء عليهم السلام من هذه الكتب ، لا تحريف فيه ولا تغيير ، وأن ما نقوله للناس في تفسيرها وتأويلها هو عين ما يقولونه عليهم السلام من التفسير والتأويل.
وبهذا يتضح مما تقدم أن أئمة أهل البيت عليهم السلام وإن كانت كتب الأنبياء السابقين عندهم ، إلا أن ما يخصُّون شيعتهم به من العلوم الإلهية والمعارف الدينية هو مما أنزله الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله ، فعلَّمه لباب مدينة العلم ، الأُذُن الواعية لعلمه ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، الذي أفاض علومه على مَن جاء بعده من أئمة العترة النبوية الطاهرة ، ثم أفاض كل إمام ما عنده من العلوم على الإمام الذي يأتي من بعده.
وما أحسن قول الشاعر :
إذا شئتَ أن تبغــي لنفسـك مذهبــاً وتعلـمَ أن النـاس في نقـل أخبــارِ
فدَعْ عنــك قــولَ الشافعـي ومالكٍ وأحمـدَ والمروي عن كعـب أحبــارِ
ووالِ أنــاســاً قولُهـم وحديثـهـم روى جـدُّنا عـن جبرئيلَ عن الباري


( يتبع )

shaltiail 06-05-2002 10:52 AM

وأما الحديث الثاني : فهو لا يدل أيضاً على ما قاله ، بل إن أقصى ما يدل عليه الحديث أن أبا عبد الله عليه السلام كان يدعو بدعاء النبي إلياس عليه السلام.
أما أن هذا الدعاء كان مذكوراً في أحد الكتب السماوية ، أو مما رواه الصادق عليه السلام عن آبائه الطاهرين عن النبي صلى الله عليه وآله أو غير ذلك ، فهذا لم يتضح من الحديث.
وعلى كل الاحتمالات فلا دلالة في ذلك على الاستغناء عن كتاب الله العزيز ، فإن مجرد الدعاء بمثل ما دعا به أحد الأنبياء عليهم السلام لا يدل على


--------------------------------------------------------------------------------

( 42 )

الرغبة عما جاء به النبي صلى الله عليه وآله كما هو واضح.
ولو سلمنا أن ما دعا به أبو عبد الله عليه السلام كان قد أخذه من أحد الكتب السماوية ، فإن التحديث عن تلك الكتب التي لم تصل إليها يد التحريف ولا سيما في الدعاء وما شابهه جائز ، وهو أولى من التحديث عن اليهود والنصارى الذي جوّزه علماء أهل السنَّة .
فقد أخـرج البخاري والترمذي وأحمد بن حنبل ـ واللفظ لهم ـ وأبو داود وغيرهم عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وآله قال : بلّغوا عني ولو آية ، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار (1).
قال ابن حجر العسقلاني في شرح الحديث : أي لا ضيق عليكم في الحديث عنهم ، لأنه كان قد تقدم منه صلى الله عليه وآله الزجر عن الأخذ عنهم والنظر في كتبهم ، ثم حصل التوسع في ذلك. وكأن النهي قد وقع قبل استقرار الأحكام الإسلامية والقواعد الدينية خشية الفتنة ، ثم لما زال المحذور وقع الإذن في ذلك ، لما في سماع الأخبار التي كانت في زمانهم من الاعتبار.
وقال الشافعي : من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وآله لا يجيز التحدث بالكذب ، فالمعنى حدِّثوا عن بني اسرائيل بما لا تعلمون كذبه ، وأما ما تجوِّزونه فلا حرج عليكم في التحدث به عنهم (2).
وقال المناوي : « حدِّثوا عن بني إسرائيل » أي بلِّغوا عنهم قصصهم
____________
(1) صحيح البخاري 4|207 كتاب الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل. سنن أبي داود 3|322. مسند أحمد بن حنبل 2|159 ، 202 ، 474 ، 502 ، 3|46. سنن الدارمي 1|136. سنن الترمذي 5|40. صحيح سنن أبي داود 2|697. صحيح الجامع الصغير 2|600. الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8|50 ـ 51. الجامع الصغير 1|570.
(2) فتح الباري 6|388.
--------------------------------------------------------------------------------

( 43 )

ومواعظهم ونحو ذلك مما اتَّضح معناه ، فإن في ذلك عبرة لأولي الأبصار ، « ولا حرج » عليكم في التحديث عنهم ولو بغير سند ، لتعذِّره بطول الأمد ، فيكفي غلبة الظن بأنه عنهم ، إنما الحرج فيما لم يتَّضح معناه (1).
وقول الجزائري :
وكيف تجوز قراءة تلك الكتب المنسوخة المحرَّفة والرسول صلى الله عليه وآله يرى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي يده ورقة من التوراة فينتهره قائلاً : ألم آتيكم بها بيضاء نقية ؟!
جوابه : أن ما عند أئمة أهل البيت عليهم السلام من كتب الأنبياء السابقين لم تصل إليها يد التحريف كما مر ، وحينئذ يجوز التحديث عنها وإن كانت منسوخة ، ولا سيما فيما يتعلق بالدعاء والمواعظ ونحوهما.
وأما نهر النبي صلى الله عليه وآله لعمر فلعله كان في بداية الدعوة ، ثم رُفع المنع منه لما استقرت الأحكام كما تقدم في كلام ابن حجر.
أو لعل النبي صلى الله عليه وآله علم أن عمر أراد أن يأخذ بما حوَتْه تلـك الورقـة من عقـائد فاسدة وأحكام باطلة أو منسوخة لا يجوز العمل بها ، لا مثل الدعاء والمواعظ التي لا بأس بالنظر فيها.
أو أن النبي صلى الله عليه وآله خشي أن يُعنى المسلمون بما يجدونه بأيدي أهل الكتاب من التوراة والإنجيل ، فيأخـذون ما لا يصح ، ويعملون بما لا يجوز ، فنهى عمرَ عن ذلك سدًّا لهذا الباب الذي يأتي منه الفساد.
وقوله : إن اعتقاد امرئ الاستغناء عن القرآن أو عن بعضه بأي حال من الأحوال هو ردة عن الإسلام ومروق منه.
جوابه : أنه لا نزاع بيننا في أنه لا يجوز لمسلم أن يهجر كتاب الله العزيز أو يعتقد الاستغناء عنه بغيره ، وإنما الكلام في أن الشيعة الإمامية هل يعتقدون جواز الاستغناء عن القرآن بالتوراة والإنجيل كما زعم الجزائري أم لا ؟
____________
(1) فيض القدير 3|377.
--------------------------------------------------------------------------------

( 44 )

والذي أقوله : إن عقيدة الشيعة الإمامية في كتاب الله العزيز أشهر من أن نتكلف بيانها ، أو نتجشَّم إيضاحها ، إلا أنا نذكر شيئاً مما قاله بعض علمائنا الأعلام في بيان عقيدة الإمامية في القرآن ، قطعاً لشغب المشاغبين ، وتشويش المشوِّشين ، فنقول :
1ـ قال أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه المعروف بالصدوق ( ت 381هـ ) : اعتقادنا في القرآن أنه كلام الله ووحيه وتنزيله وقوله وكتابه ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم عليم ، وأنه القصص الحق ، وأنه لقول فصل وما هو بالهزل ، وأن الله تبارك وتعالى محدِثه ومنزله وربّه وحافظه والمتكلم به (1).
2ـ وقال الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء قدس سره : يعتقد الشيعة الإمامية... أن الكتاب الموجود في أيدي المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله إليه ـ يعني النبي صلى الله عليه وآله ـ للإعجاز والتحدّي ولتعليم الأحكام وتمييز الحلال من الحرام ، وأنه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة ، وعلى هذا إجماعهم (2).
3ـ وقال الشيخ محمد رضا المظفر قدس سره : نعتقد أن القرآن هو الوحي الإلهي المنزل من الله تعالى على لسان نبيه الأكرم ، فيه تبيان لكل شيء ، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة وفيما حوى من حقائق ومعارف عالية ، لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف ، وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي ، ومن ادّعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه ، وكلهم على غير هدى ، فإنه كلام الله الذي ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من
____________
(1) عقائد الصدوق ، ص30.
(2) أصل الشيعة وأصولها ، ص132.
--------------------------------------------------------------------------------

( 45 )

خلفه ) (1).
ومن الغريب أن الجزائري قد اختار هذين الحديثين ، وزعم أنهما يدلان على أن أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم قد استغنوا عن القرآن الكريم بالتوراة والإنجيل المحرَّفين ، ليصل إلى النتيجة التي يريدها ، وهي أن كل من اعتقد الاستغناء عن كتاب الله فهو كافر ، والشيعة يعتقدون ذلك ، فهم كفار مارقون من الدين ، مرتدون عن الإسلام.
فأقدم على تكفير الشيعة بهذين الحديثين الضعيفين ، اللذين حمَّلهما من المعاني ما لا يحتملانه ، وأعرض عن الأحاديث الكثيرة الصحيحة التي أخرجها الكليني في « الكافي » في فضل القرآن ، وفضل قراءته والعمل به.
ومن راجع كتاب الكافي يجد أن الكليني رحمه الله جعل للقرآن كتاباً كاملاً ، أسماه « كتاب فضل القرآن » ، وذكر فيه 124 حديثاً ، رتَّبها في أبواب مختلفة ، منها :
ـ باب فضل حامل القرآن.
ـ باب من يتعلم القرآن بمشقة.
ـ باب من حفظ القرآن ثم نسيه.
ـ باب في قراءته.
ـ باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن.
ـ باب ثواب قراءة القرآن.
ـ باب قراءة القرآن في المصحف.
ـ باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن.
ـ باب فيمن يظهر الغشية عند قراءة القرآن.
____________
(1) عقائد الإمامية ، ص95.
--------------------------------------------------------------------------------

( 46 )

ـ باب في كم يُقرأ القرآن ويُختم.
ـ باب في أن القرآن يُرفع كما أُنزل.
ـ باب فضل القرآن (1).
فمما ورد في فضل العامل بالقرآن الحافظ له ما رواه الفضيل بن يسار في الصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : الحافظ للقرآن العامل به مع السفَرة الكرام البررة (2).
ومما ورد في الحث على قراءته ما رواه حريز في الصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : القرآن عهد الله إلى خلقه ، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده ، وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية (3).
ومما ورد في ثواب قراءته ما رواه الفضيل بن يسار في الصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : ما يمنع التاجر منكم المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن ، فتُكتب له مكان كل آية يقرؤها عشر حسنات ، ويمحى عنه عشر سيئات (4).
هذا مع أن الكليني رحمه الله قد روى في « الكافي » في باب الرد إلى الكتاب والسنة ما يدل على أنه ليس شيء من الحلال والحرام وما يحتاج إليه الناس إلا وقد جاء في كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وآله.
ومن ذلك صحيحة حمَّاد عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : سمعته يقول : ما من شيء إلا وفيه كتاب أو سنة (5).
____________
(1) راجع الجزء الثاني من أصول الكافي من ص596 إلى ص634.
(2) أصول الكافي 2|603.
(3) المصدر السابق 2|609.
(4) المصدر السابق 2|611.
(5) المصدر السابق 1|59.
--------------------------------------------------------------------------------

( 47 )

وفي موثَّقة سماعة ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، قال : أّكُلُّ شيء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ؟ أو تقولون فيه ؟ قـال : بل كل شيء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله (1).
وروى رحمه الله أيضاً في باب الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب ما يدل على لزوم الأخذ بما وافق الكتاب من الأحاديث المروية ، وطرح ما خالفه.
ومن ذلك صحيحة أيوب بن الحر ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كـل شيء مـردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف (2).
وخبر هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : خطب النبي صلى الله عليه وآله بمنى ، فقال : أيها الناس ، ما جاءكم عني يوافـق كتـاب الله فـأنا قلـته ، وما جـاءكم يخـالف كتاب الله فلم أقله (3).
وهذا كله يدل على أن مَن يعتقد ذلك في كتاب الله العزيز لا يتّجه منه اعتقاد الاستغناء عن القرآن الكريم بغيره من كتب الأنبياء السابقين عليهم السلام وإن كانت غير محرفة.
والحاصل أن تمسُّك العترة النبوية الطاهرة وشيعتهم بكتاب الله المجيد واحتجاجهم به وتعويلهم عليه مما لا يخفى على أحد ، وإنكار ذلك مكابرة ظاهرة وسفسطة واضحة.
____________
(1) المصدر السابق 1|62.
(2) المصدر السابق 1|69.
(3) المصدر السابق 1|69.

(يتبع )

shaltiail 06-05-2002 10:53 AM

كشف
الحقيقة الثانية


--------------------------------------------------------------------------------

( 50 )



--------------------------------------------------------------------------------

( 51 )
قال الجزائري :


الحقيقة الثانية
اعتقاد أن القرآن الكريم لم يجمعه ولم يحفظه أحد من أصحاب
النبي صلى الله عليه وآله إلا علي والأئمة من آل البيت

هذا الاعتقاد أثبتَه صاحب كتاب « الكافي » جازماً به مستدلاً عليه بقوله : عن جابر قال : سمعتُ أبا جعفر عليه السلام يقول : ما ادّعى أحد من الناس أنه جَمَع القرآن كله إلا كذاب ، وما جمعه وحفظه كما نُزِّل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده.

وأقول :
أخرج الكليني رحمه الله طائفة من الأحاديث في باب « أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة عليهم السلام ، وأنهم يعلمون علمه كله » (1) ، ومنها الحديث الذي ذكره الجزائري في حقيقته هذه ، وفي سنده عمرو بن أبي المقدام ، وهو مختلف في وثاقته.
قال المولى المجلسي قدس سره : الحديث الأول [ في سنده ] مختلف فيه (2).
____________
(1) أصول الكافي 1|228.
(2) مرآة العقول 3|30.
--------------------------------------------------------------------------------

( 52 )

والذي يظهر من كلمات الأعلام أن الأكثر ذهب إلى تضعيفه (1).
وكيف كان فالرجل لم تثبت وثاقته بدليل معتمد ، ولا سيما مع اضطراب كلام العلماء فيه ، فإن ابن الغضائري وثَّقه في أحد قوليه ، وضعَّفه في قوله الآخر ، وذكره العلاّمة قدس سـره مرة في القسم الأول من خلاصته في الثقات ، وذكره مرة ثانية في القسم الثاني منها في الضعفاء (2) ، وكذلك صنع ابن داود في رجاله (3). وعليه فالرجل لا يُعتمد حديثه لجهالته.
وأما الحديث الثاني فقد رواه الكليني عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بـن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن المنخَّل ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : ما يستطيع أحد أن يدّعي أن عنده جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأصياء.
وهذا الحديث ضعيف السند أيضاً ، وحسبك أن من جملة رواته محمد بن سنان والمنخَّل.
أما محمد بن سنان فقد مرَّ بيان حاله ، وأما المنخَّل فهو المنخل بن جميل الأسدي ، وهو ضعيف جداً.
قال فيه النجاشي : ضعيف فاسد الرواية (4).
وقال ابن الغضائري : ضعيف ، في مذهبه غلو (5).
وقال العلاّمة : كان كوفياً ضعيفاً ، وفي مذهبه غلو وارتفاع. قال محمد بن مسعود : سألت علي بن الحسين عن المنخل بن جميل ، فقال : هو
____________
(1) راجع تنقيح المقال 2|324 ، رجال العلامة ، ص241.
(2) رجال العلامة ، ص120 ، 241.
(3) راجع تنقيح المقال 2|324.
(4) رجال النجاشي 2|372.
(5) راجع تنقيح المقال 3|247.
--------------------------------------------------------------------------------

( 53 )

لا شيء ، متَّهم (1).
وقال المامقاني : كأن الكل متفقون على ضعفه (2).
وأما باقي أحاديث الباب فكلها تدل على أن الأئمة عليهم السلام عندهم علم الكتاب كله.
ومنها : رواية سلمة بن محرز ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن مِن علْم ما أُوتينا تفسير القرآن وأحكامه ، وعلم تغيير الزمان وحدثانه... ثم قال : ولو وجدنا أوعية أو مستراحاً لقلنا (3) ، والله المستعان.
ومنها : رواية عبد الأعلى مولى آل سام ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : والله إني لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفّي ، فيه خبر السماء وخبر الأرض ، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن ، قال الله عز وجل ( فيه تبيان كل شيء ).
ومنها : رواية عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : وعندنا والله علم الكتاب كله.
ومنها : حسنة أو صحيحة بريد بن معاوية ، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : ( قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) قال : إيانا عنى ، وعليٌّ أوَّلنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله.
ومعرفة الأئمة عليهم السلام بعلم الكتاب لا كلام لنا فيه الآن ، فإن الجزائري لم يذكره ، فلنكتفِ بمناقشته فيما عَنْوَن به حقيقته ، ومناقشته في دلالة
____________
(1) رجال العلامة ، ص261.
(2) تنقيح المقال 3|247.
(3) قال المجلسي في مرآة العقول 3|32 ـ 33 : « الأوعية » جمع وعاء ... أي قلوبا كاتمة للأسرار حافظة لها ، « أو مستراحاً » أي من لم يكن قابلاً لفهم الأسرار وحفظها كما ينبغي ، لكن لا يفشيها ولا يذيعها ، ولا يترتب ضرر على اطلاعه عليها فتستريح النفس بذلك.
--------------------------------------------------------------------------------

( 54 )

الحديثين الأولين اللذين استخلص منهما حقيقته هذه ، فنقول :

مناقشة الجزائري في دلالة الحديثين
قال : إن اعتقاداً كهذا ـ وهو عدم وجود مَن جمع القرآن وحفظه من المسلمين إلا الأئمة من آل البيت ـ اعتقاد فاسد وباطل ، القصد منه عند واضعه هو تكفير المسلمين من غير آل البيت وشيعتهم ، وكفى بذلك فساداً وباطلاً [ كذا ] وشراً.

أقول :
ليس المراد بجمع القرآن وحفظه من الحديثين هو جمع سوره وآياته في مصحف كما ظن الجزائري ، بل المراد بجمعه أحد معنيين :
المعنى الاول : هو العلم بتفسيره ومعرفة ما فيه من أحكام ومعارف.
ويدل على ذلك قوله عليه السلام في الحديث الثاني : « ما يستطيع أحد أن يدّعي أن عنده جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء ».
فإنه ظاهر فيما قلناه ، وإلا لو كان المراد بجمع القرآن في الحديث جمع ألفاظه في مصحف لكان أكثر هذه الأمّة يدّعون أن عندهم جميع القرآن كلّه . أما ادّعاء العلم بالقرآن وفهم آياته ومعانيه الظاهرة والباطنة كما أنزلها الله سبحانه فهذا لم يقع من أحد من هذه الأمة إلا من أهل بيت النبوة عليهم السلام.
وقوله : « ظاهره وباطنه » يرشد إلى ذلك ، فإن ظاهر القرآن وباطنه مرتبطان بمعانيه لا بألفاظه (1) ، وجمع الظاهر والباطن يعني الإحاطة بمعاني آيات الكتاب العزيز كلها ، أو أن الظاهر هو لفظه ، والباطن معناه ، فيكون المعنى أنه لا يستطيع أحد أن يدَّعي أن عنده علماً بألفاظ القرآن
____________
(1) الظاهر : ما ظهر معناه ، والباطن : ما خفي تأويله.
--------------------------------------------------------------------------------

( 55 )

ومعانيه كاملة إلا الأوصياء عليهم السلام.
ولو كان المراد بجمع القرآن جمع ألفاظه كاملة في مصحف لما صحَّ لنا أن نقول : « إن غير علي عليه السلام من أئمة أهل البيت عليهم السلام قد جَمَعه » ، لأنه إذا كان علي علي السلام قد جمعه قبلهم ، فكيف يتأتى لهم أن يجمعوا ما كان مجموعاً ؟!
هذا مضافاً إلى أن الظاهر من أحاديث الباب أنها جاءت تؤكد حقيقة واحدة ، هي أن أئمة أهل البيت عليهم السلام علموا تفسير القرآن وفهموا معانيه كلها ، وعرفوا أحكامه كما أرادها الله سبحانه ، وأن أحداً من هذه الأمة لا يستطيع أن يدّعي أنه يعلم ذلك إلا هُم. وأما مسألة جمع القرآن بالمعنى الذي ذكره الجزائري فلم يكن مراداً بالحديثين الأولين ، ولم تحـمْ حوله باقي الأحـاديث الأُخـر المذكورة في هذا الباب.

( يتبع )

shaltiail 06-05-2002 10:55 AM

المعنى الثاني : أن المراد بجمع القرآن كما أُنزل هو جمعه في مصحف رُتِّب فيه المنسوخ قبل الناسخ ، والمكّي قبل المدني ، والسابق نزولاً قبل اللاحق ، وهكذا.
وجمع القرآن بهذا النحو لم يتأتَّ لأحد من هذه الأمّة إلا لعليٍّ بن أبي طالب علي السلام.
فقد أخرج ابن سعد وابن أبي داود وغيرهما عن محمد بن سيرين ، قال : لمَّا توفي النبي صلى الله عليه وآله أبطأ عـلي عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر فقال : أكرهت إمارتي ؟ فقال : لا ، ولكن آليت أن لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة حتى أجمع القرآن. فزعموا أنه كتبه على تنزيله. فقال محمد : لو أصيب ذلك الكتاب كان فيه العلم (1).
____________
(1) الطبقات الكبرى 2|238 ، المصاحف ص16 ، وراجع تاريخ الخلفاء ، ص173 ، الإتقان في علوم القرآن 1|127 ، كنز العمال 2|558 ، حلية الأولياء 1|67 ، الفهرست لابن النديم ، ص41.
--------------------------------------------------------------------------------

( 56 )

و قال السيوطي : وأخرجه ابن أشته في المصاحف من وجه آخر عن ابن سيرين ، وفيه أنه ـ يعني عليًّا عليه السلام ـ كتَب في مصحفه الناسخ والمنسوخ ، وأن ابن سيرين قال : تطلَّبتُ ذلك الكتاب ، وكتبتُ فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه (1).


* * * * *

وقول الجزائري : « والقصد منه عند واضعه هو تكفير المسلمين من غير آل البيت وشيعتهم ».
يردّه أن القول بأن أهل البيت عليهم السلام جمعوا القرآن كله ظاهره وباطنه ـ أي علموا تفسيره وفهموا معانيه وأحكامه كما أرادها الله سبحانه ، وأن غيرهم ليس كذلك ـ لا يلزم منه تكفير أحد من أهل القبلة ، بل إن ذلك من تمام نعم الله على هذه الأمة أن جعل فيهم أئمة يهدون إلى الحق وبه يعدلون.
بل حتى لو قلنا : إن المراد بجمع القرآن هنا هو جمع ألفاظه كما ظن الجزائري ، فإن ذلك لا يستلزم تكفير أحد من المسلمين الذين تلقَّوا القرآن من غيرهم ناقصاً قد سقطت بعض آياته أو كلماته ، لأنه يحتمل أن يكون الناقص مما لا يجب الاعتقاد به ، ولا يضر جهله بجاهله ، إذ ليس كل ما في القرآن يجب على كافة المسلمين أن يعرفوه ويعتقدوا به ، وإلا كان واجباً على كل مسلم أن يكون جامعاً لعلوم القرآن وأحكامه ، وعارفاً بمعانيه ، ومعتقداً بمضامينه ، وهذا لا يقول به أحد.


* * * * *

ثم إن الجزائري قد ذكر ما يستلزمه اعتقاد أن أهل البيت عليهم السلام هم
____________
(1) الإتقان في علوم القرآن 1|127.
--------------------------------------------------------------------------------

( 57 )

الذين جمعوا ألفاظ القرآن كله دون غيرهم ، وحيث إنَّا قد أوضحنا أن ما فهمه من معنى جمع القرآن غير صحيح ، فإن اللوازم التي ذكرها لا نحتاج إلى تكلّف ردّها ، إلا أنا سنذكرها مع ذلك لبيان فسادها في نفسها ، فنقول :
قال : [ يلزم من ذلك ] تكذيب كل من ادّعى حفظ كتاب الله وجمعه في صدره أو في مصحفه كعثمان وأُبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود وغيرهم من مئات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله.

والجواب :
لقد نص الحديث على كذب كل من ادَّعى العلم بأحكام القرآن وفهم معانيه الظاهرة والباطنة كما أرادها الله تعالى من غير أئمة أهل البيت عليهم السلام.
أما تكذيب من ادّعى حفظه عن ظهر قلب أو في مصحف فغير مراد بالحديث كما أوضحنا ، بل إن حفظه بهذا المعنى لا يتَّجه إنكاره البتة ، بسبب وقوعه من كثير من الناس حتى الصِّبْية الذين لم يبلغوا الحلم.
اللهم إلا إذا قلنا : إن مَن جمعه في مصحف أو حفظه لم يجمعه كما أُنـزل ، أي مـرتباً على حسب النزول ، بأنْ جَمَع المنسوخ منه قبل الناسخ ، والمكي قبل المدني ، والسابق نزولاً قبل اللاحق ، فحينئذ يصح لنا أن نكذّب كل مَن ادّعى جمعه أو حفظه بهذا النحو.
ومن الواضح أن معرفة تفسير القرآن وفهم معانيه كما أرادها الله سبحانه لم تُدّعَ لأحد من علماء الصحابة وغيرهم إلا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
فقد أخرج أبو نعيم الأصفهاني وابن عساكر وغيرهما عن عبد الله بن مسعود ، أنه قال : إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف ، ما منها حرف إلا له


--------------------------------------------------------------------------------

( 58 )

ظهر وبطن ، وإن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن (1).
وكان أمير المؤمنين عليه السلام يخبر بذلك مراراً ، كما أخرج ابن سعد وأبو نعيم وغيرهما عن علي عليه السلام أنه قال : والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت ، وأين نزلت ، وعلى من نزلت ، إن ربي وهب لي قلباً عقولاً ، ولساناً صادقاً ناطقاً (2).
وأخرج ابن سعد وغيره عن علي عليه السلام ، قال : سلوني عن كتاب الله ، فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار ، في سهل أم في جبل (3).


* * * * *

قال الجزائري : [ ويلزم ] ضلال عامة المسلمين ما عدا شيعة آل البيت ، وذلك أن من عمل ببعض القرآن دون البعض لا شك في كفره وضلاله ، إذ من المحتمل أن يكون بعض القرآن الذي لم يحصل عليه المسلمون مشتملاً على العقائد والعبادات والآداب والأحكام.

وأقول :
لقد أوضحنا المراد بالحديث ، ومعنى الحديث لا يستلزم ما ذكره من ضلال أو كفر عامة المسلمين ، بل حتى لو كان معنى الحديث ما زعمه هو فلا يجوز تكفير أحد من أهل القبلة تلقّى القرآن ناقصاً كما مرَّ آنفاً.
وقوله : « إن من عمل ببعض القرآن دون البعض لا شك في كفره وضلاله » غير صحيح ، لأن مَن تلقى القرآن ناقصاً وعمل بما عنده من كتاب الله لا يجوز تكفيره ما لم ينكر شيئاً عُلِم بالضرورة أنه من الدين .
وقوله : « لأنه لم يعبد الله تعالى بكل ما شرع » غير صحيح ، لأن ما
____________
(1) حلية الأولياء 1|65 ، ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق 3|32.
(2) حلية الأولياء 1|68 ، الطبقات الكبرى 2|338.
(3) الطبقات الكبرى 2|338.
--------------------------------------------------------------------------------

( 59 )

يُفترض أنه سقط من القرآن يُحتمل أن لا يكون من الواجبات العبادية ، وعلى فرض كونه منها فقد يكون موضَّحاً في السنّة النبوية الشريفة ، ثم إن مَن لم يأتِ ببعض التكاليف لعذر كالجهل ونحوه لا يوصف بالكفر أو الضلال.
وقال : إذ من المحتمل أن يكون بعض القرآن الذي لم يحصل عليه المسلمون مشتملاً على العقائد والعبادات والآداب والأحكام.
وجوابه : أن احتمال ذلك لا يرفع احتمال عدمه ، فلعل ما يُفترض أنه ساقط من القرآن هو من الآداب والسُنن ، لا من الأصول التي يجب اعتقادها.
ولو سلّمنا بأن ما يفترض سقوطه من كتاب الله هو من العقائد التي يجب اعتقادها ، فلا يلزم من ذلك الحكم بكفر أحد ، إذ يُحتمَل أن تلك المعتقدات كانت موضّحة أيضاً في سنة النبي صلى الله عليه وآله المتواترة التي أخذ بها المسلمون وحفظوها.


* * * * *

قال : هذا الاعتقاد لازمه تكذيب الله في قوله ( إنا نحن نزَّلنا الذكر وإنَّا له لحافظون ) وتكذيب الله تعالى كفر ، وأي كفر.

وأقول :
إن الاعتقاد بأن الله سبحانه قد اختص أهل البيت عليهم السلام بفهم معاني القرآن الظاهرة والباطنة ، ومعرفة أحكامه كلها ، لا يستلزم تكذيباً لله تعالى ولا لنبيه صلى الله عليه وآله كما هو واضح.
بل حتى لو قلنا : إن القرآن الكريم لم يجمعه أحد من هذه الأمة كما أُنزل إلا أئمة أهل البيت عليهم السلام ، فإن هذا القول لا ينافي الآية المباركة ، لأن المحصَّل حينئذ أن الله سبحانه حفظ الذِّكْر بأئمة الحق عليهم السلام.


--------------------------------------------------------------------------------

( 60 )

وإذا كان هذا الحديث الضعيف المروي في كتاب « الكافي » الدال على أن أهل البيت عليهم السلام جمعوا القرآن بالمعنى الذي بيَّنَّاه ، يستلزم تكذيب قول الله تعالى ( إنا نحن نزَّلنا الذكر وإنَّا له لحافظون ) ، فما بالك بالأحاديث الكثيرة التي رواها أهل السنة وصحَّحوها ، التي تدل على سقوط كلمات بل آيات بل سوَر من القرآن الكريم ؟!
ألا يدل ذلك على تكذيب الله عز وجل في حفظ كتابه العزيز ، ولا سيّما أن أهل السنة لا يرون أن أحداً من هذه الأمة عنده قرآن غير هذا القرآن الذي هو في أيدي الناس.
وإذا أردت قارئي العزيز أن تطّلع على بعض تلك الأحاديث فإنّا نسوق لك شيئاً منها ، ونقسِّم ما نورده لك إلى طوائف :


( يتبع )

shaltiail 06-05-2002 10:57 AM

الطائفة الأولى : تدل على ذهاب سُوَر من كتاب الله.
ومن ذلك ما أخرجه مسلم وغيره عن أبي الأسود ، قال : بعث أبو موسى الأشعري إلى قرَّاء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن ، فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقرَّاؤهم ، فاتلوه ولا يطولَنَّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنّا كنا نقرأ سورة ، كنا نشبِّهها في الطول والشدة ببراءة ، فأُنسيتها غير أني حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة كنا نشبّهها بإحدى المسبِّحات (1) فأُنسيتها ، غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لمَ تقـولون مـا لا تفعلون ، فتُكتب شهادةً في أعناقكم فتُسألون عنها يوم القيامة (2).
____________
(1) هي السور التي افتتحت بسبحان وسبَّح ويسبَِح وسبِّح.
(2) صحيح مسلم 2|726 كتاب الزكوة ، باب (39) لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً.
--------------------------------------------------------------------------------

الطائفة الثانية : تدل على نقصان سورة براءة والأحزاب.
ومن ذلك ما أخرجه الحاكم والهيثمي وغيرهما عن حذيفة رضي الله عنه ، قال : ما تقرأون ربعها ، وإنكم تسمُّونها سورة التوبة ، وهي سورة العذاب (1).
وأخرج الحاكم وصحَّحه وأحمد ـ واللفظ له ـ والسيوطي والبيهقي والطيالسي وغيرهم ، عن زر بن حبيش قال : قال لي أُبَي بن كعب : كائن تقرأ سورة الأحزاب ؟ أو كائن تعدُّها ؟ قال : قلت : ثلاثاً وسبعين آية. فقال : قط ؟ لقد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة ، ولقد قرأنا فيها : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عليم حكيم (2).
وفي لفظ آخر له : قال : كم تقرأون سورة الأحزاب ؟ قال : بضعاً وسبعين آية. قال : لقد قرأتُها مع رسول الله صلى الله عليه وآله مثل البقرة أو أكثر ، وإن فيها آية الرجم (3).
الطائفة الثالثة : تدل على ذهاب آيات من القرآن ، منها :
1 ـ آية الرجْم : أخرج البخاري ومسلم ـ واللفظ له ـ والترمذي وأبو
____________
(1) المستدرك 2|331. وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. مجمع الزوائد 7|28. وقال : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. الدر المنثور 4|120.
(2) المستدرك 4|359 وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. مسند أحمد 5|132. السنن الكبرى 8|211. كنز العمال 2|480. مسند أبي داود الطيالسي، ص73. الدر المنثور 6|558 عن عبدالرزاق في المصنف والطيالسي وسعيد بن منصور وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن منيع والنسائي وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف والدار قطني في الأفراد والحاكم وابن مردويه والضياء في المختارة.
(3) مسند أحمد 5|132.
--------------------------------------------------------------------------------

( 62 )

داود وابن ماجة ومالك وأحمد والحاكم والبيهقي والهيثمي وغيرهم ، عن عبد الله بن عباس ، قال عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه آية الرجْم ، قرأناها ووعيناها وعقلناها ، فرجَم رسول الله ورجَمْنا بعـده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : « ما نجد الرجم في كتاب الله » فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ... (1)
وفي رواية أبي داود ، قال : وأيم الله لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله عز وجل لكتبتُها (2).
وفي رواية الموطأ ، قال : إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم ، يقول قـائل : « لا نجد حدَّين في كتاب الله » ، فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وآله ورجمنا ، والذي نفسي بيده لولا يقول الناس : « زاد عمر في كتاب الله » لكتبتها : « الشيخ والشيخة فارجموهما البتة » فإنا قد قرأناها (3).
وأخرج الحاكم عن أبي أمامة أن خالته أخبرته ، قالت : لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وآله آية الرجم : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما
____________
(1) صحيح البخاري 8|208 ـ 209 كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة ، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت. صحيح مسلم 3|1317 كتاب الحدود ، باب رجم الثيب في الزنا. سنن الترمذي 4|38 ـ 39. سنن أبي داود 4|144 ـ 145 . سنن ابن ماجة 2|359. الموطأ ، ص458 حديث 1501 ، المستدرك 4|359 وصححه ووافقه الذهبي. السنن الكبرى 8|212 ـ 213. مجمع الزوائد 6|5 ـ 6.
(2) سنن أبي داود 4|144 ـ 145 وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 3|835 وإرواء الغليل 8|3. قال الزركشي في « البرهان في علوم القرآن » 2|36 : ظاهر قوله : « لولا أن يقول الناس ... الخ » أن كتابتها جائزة لزم أن تكون ثابتة ، لأن هذا شأن المكتوب.
(3) الموطأ ، ص458.
--------------------------------------------------------------------------------

( 63 )

قضيا من اللذة (1).
2 ـ آية ثانية : ورد ذكرها في حديث طويل أخرجه البخاري عن ابن عباس ، أن عمر قال : ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله : « أن لا ترغبوا عن آبائكم ، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ، أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم » (2).
3 ـ آية ثالثة : تقدم ذكرها في الطائفة الأولى ، وهي قوله : « لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ».
وأخرج أحمد وغيره عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى عمر رحمه الله يسأله ، فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه أخرى ، هل يرى عليه من البؤس ، ثم قال له عمر : كم مالك ؟ قال : أربعون من الإبل. قال ابن عباس : قلت : صدق الله ورسوله : لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تـاب . فقال عمر : مـا هذا ؟ قلت : هكذا أقرأنيها أُبيّ. قال : فمُرْ بنا إليه. قال : فجاء إلى أُبي ، فقال : ما يقول هذا ؟ قال أُبي : هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله. قال : أفأثبتُها في المصحف ؟ قال : نعم (3).
وأخرج الترمذي ـ واللفظ له ـ وأحمد والطيالسي والحاكم والسيوطي والهيثمي وغيرهم عن أُبي بن كعب ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال له : إن الله أمرني أن أقرأ عليك. فقرأ عليه : ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب )
____________
(1) المستدرك 4|359 وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه بهذه السياقة. ووافقه الذهبي.
(2) صحيح البخاري 8|210 كتاب المحاربين أهل من الكفر والردة ، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت.
(3) عن مجمع الزوائد 7|141 وقال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
--------------------------------------------------------------------------------

( 64 )

فقرأ فيها : إن ذات الدين عند الله الحنيفية المسلمة ، لا اليهودية ولا النصرانية ، مَن يعمل خيراً فلن يكفره. وقرأ عليه : ولو أن لابن آدم وادياً من مال لابتغى إليه ثـانياً ، ولو كـان له ثانياً لابتغى إليه ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب (1).
الطائفة الرابعة : تدل على سقوط كلمات من بعض آيات القرآن أو زيادتها.
ومن ذلك ما أخرجه البخاري أن أبا الدرداء سأل علقمة ( راوي الحديث ) ، قال : كيف كان عبد الله (2) يقرأ ( والليل إذا يغشى * والنـهار إذا تجلى ). قلت : ( والذكر والأنثى ). قال : ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستزلوني عن شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله (3).
وفي رواية أخرى : فقرأت ( والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى * والذكر والأنثى ). قال : أقرأنيها النبي صلى الله عليه وآله فاه إلى فيَّ ، فما زال هؤلاء حتى كادوا يَردُّوني (4).
ومنه ما أخرجه الحاكم وغيره عن علي رضي الله عنه ، أنه قرأ :
____________
(1) سنن الترمذي 5|665 ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح. مسند أحمد 5|132. مسند أبي داود الطيالسي ، ص73. المستدرك 2|224 ، 531 ، وقال الحاكم في الموضعين : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. مجمع الزوائد 7|140. الدر المنثور 8|586 ـ 588. تفسير القرآن العظيم 4|536.
(2) يعني ابن مسعود.
(3) صحيح البخاري 5|31 كتاب فضائل أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، باب مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما.
(4) المصدر السابق 5|35 كتاب فضائل أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، باب مناقب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
--------------------------------------------------------------------------------

( 65 )

والعصر ونوائب الدهر إن الإنسان لفي خسر (1).
وأخرج مسلم وغيره عن أبي يونس مولى عائشة ، أنه قال : أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً ، وقالت : إذا بلغتَ هذه الآية فآذنِّي : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ). فلما بلغتُها آذنتُها ، فأملَتْ عليَّ : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين. قالت عائشة : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله (2).
الطائفة الخامسة : تدل على أن المعوذتين ليستا من القرآن.
ومن ذلك ما أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، قـال : كان عبد الله ـ يعني ابن مسعود ـ يَحُكّ المعوذتين من مصاحفه ويقول : إنهما ليستا من كتاب الله (3).
قال السيوطي : أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طُرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان يَحُك المعوذتين من المصحف ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس منه ، إنهما ليستا من كتاب الله ، إنما أُمر النبي صلى الله عليه وآله أن يتعوذ بهما ، وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما (4).
هذا مع أنهم رووا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : مَن أحبّ أن يقرأ القرآن
____________
(1) المستدرك 2|534 وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. الدر المنثور 8|621. تفسير الطبري 30|187 وزاد : وإنه فيه : إلى آخر الدهر.
(2) صحيح مسلم 1|437 كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب رقم 36. سنن الترمذي 5|217. سنن النسائي 1|236. سنن أبي داود 1|112.
(3) مسند أحمد بن حنبل 5| 129 ـ 130. وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 7|149 وقال : رواه عبدالله بن أحمد والطبراني ، ورجال عبدالله رجال صحيح ، ورجال الطبراني ثقات.
(4) الدر المنثور 8|683. وراجع مجمع الزوائد 7|149. قال الهيثمي : رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات.
--------------------------------------------------------------------------------

( 66 )

غضاً كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد (1) ـ يعني ابن مسعود.
ورووا عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام كل عام مرة ، فلما العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين ، وكان آخر القراءة قراءة عبد الله (2).
ورووا عن مسروق أنه قال : ذُكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو فقال : ذلك رجل لا أزال أُحبه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خذوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود ـ فبدأ به ـ وسالم مولى أبي حذيفة ومعاد بن جبل وأُبي بن كعب (3).
قال الفخر الرازي : إن قلنا إن كونهما من القرآن كان متواتراً في عصر ابن مسعود لزم تكفير من أنكرهما ، وإن قلنا إن كونهما من القـرآن كان لم يتواتر في عصر ابن مسعود لزم أن بعض القرآن لم يتواتر .
قال : وهذا عقدة عصبة (4).


* * * * *

( يتبع )

shaltiail 06-05-2002 10:59 AM

هذا غيض من فيض ، ولو شئنا أن نذكر كل ما وقفنا عليه من هذه
____________
(1) سنن ابن ماجة 1|49. مسند أحمد 1|7 ، 26 ، 38 ، 445 ، 454. المستدرك 3|227 ، 318 وصححه الحاكم على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي. مجمع الزوائد 9|287 أخرجه بطرق رجاله بعضها ثقات. وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 1|29 وسلسلة الأحاديث الصحيحة 5|379.
(2) مجمع الزوائد 9|288 قال الهيثمي : رواه أحمد والبزار ، ورجال أحمد رجال الصحيح.
(3) صحيح البخاري 5|45 باب مناقب أبي بن كعب ، ص34 باب مناقب بن مسعود. صحيح مسلم 4|1913 كتاب فضائل الصحابة ، باب 22. سنن الترمذي 5|674. المستدرك 3|225 ، 527.
(4) فتح الباري 8|604.
--------------------------------------------------------------------------------

( 67 )

الأحاديث لطال بنا المقام ، وخرجنا عن موضوع الكتاب.
وهنا نسأل الجزائري : ألا تدل هذه الأحاديث الصحيحة على تكذيب قول الله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ؟
فإن أجاب : بأن هذه الأحاديث وأمثالها تدل على أن من آيات القرآن الكريم ما نُسخت تلاوته ، بمعنى أن آية الرجم وغيرها كانت مما أُنزل من القرآن على النبي صلى الله عليه وآله ، إلا أنها نُسخت ، فأمر النبي صلى الله عليه وآله بإزالتها من المصاحف ونهى عن التعبد بتلاوتها.
قلنا له : إن ظاهر كثير من الأحاديث يدفع هذا التخريج ، فإن قول عمر : « لولا أن يقول الناس : زاد عمر في كتاب الله لكتبتُها » دال ـ كما تقدّم عن الزركشي ـ على أن هذه الآية كانت ثابتة في كتاب الله ، إلا أن خوف عمر من الناس منعه عن كتابتها في المصحف .
كما أن جواب أُبيّ بن كعب بـ « نعم » ، لما سأله عمر عن إثبات « لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب » في المصحف ، دال بوضوح على أنها من القرآن ، ولم تُنسخ تلاوتها ، وإلا لما جاز إثباتها في المصحف.
وقول أبي الدرداء : « ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستزلّوني عن شيء سمعته من رسول الله » ظاهر في أن ( وما خلق الذكر والأنثى ) ليست من القرآن المنزل على النبي ، وإنما هو شيء أثبته القوم من عند أنفسهم.
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة الدالة على ما قلناه.
هذا مضافاً إلى أن هناك أحاديث أُخر تصرِّح بأن التحريف وقع بعد زمان النبي صلى الله عليه وآله :
منها : ما أخرجه مسلم ومالك والترمذي وأبوداود والنسائي وغيرهم عن عائشة ، أنها قالت : كان فيما أُنزل من القرآن « عَشر رضعات معلومات


--------------------------------------------------------------------------------

( 68 )

يُحرِّمن » ثم نُسخن بـ « خمس معلومات » ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وآله وهن فيما يُقرأ من القرآن (1).
ومنها : ما أخرجه ابن ماجة وأحمد والدارقطني وغيرهم عن عائشة ، قالت : لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً. ولقد كان في صحيفة تحت سريري ، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وتشاغلنا بموته دخَل داجن (2) فأكلها (3).
ومنها : ما أخرجه السيوطي عن عائشة ، قالت : كانت سورة الأحزاب تُقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم مائتي آية ، فلما كتب عثمان المصاحف لم يُقْدَر منها إلا على ما هو الآن (4).
وأخرج عن حميدة بنت أبي يونس ، قالت : قرأ عليَّ أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة « إن الله وملائكته يصلون على النبي ، يا أيها الذين آمنوا صلُّوا عليه وسلموا تسليماً وعلى الذين يصَلّون في الصفوف الأُوَل ». قالت : قبل أن يغير عثمان المصاحف (5).
وعن ابن عمر ، قال : لَيقولنَّ أحدكم : « قد أخذتُ القرآن
____________
(1) صحيح مسلم 2|1075 كتاب الرضاع ، باب 6. الموطأ ، ص324 كتاب الرضاعة ، باب 3. سنن الترمذي 3|456. سنن أبي داود 2|223 ـ 224. سنن النسائي 6|100. صحيح سنن أبي داود 2|389. صحيح سنن النسائي 2|696. إرواء الغليل 7|218. سنن الدارمي 2|157. السنن الكبرى 7|454. كتاب الأم 5|26.
(2) الداجن : هي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم ، وقد يطلق على غير الشاة مما يألف البيوت كالطير وغيرها.
(3) سنن ابن ماجة 1|625 ـ 626. مسند أحمد 6|269. سنن الدارقطني 4|179. الدر المنثور 2|471 في تفسيره الآية 23 من سورة النساء. صحيح سنن ابن ماجة 1|328.
(4) الدر المنثور 6|560. الإتقان في علوم القرآن 2|52 ـ 53.
(5) الإتقان في علوك القرآن 2|53.
--------------------------------------------------------------------------------

( 69 )

كلّه » ، وما يدريه ما كلّه ، قد ذهب منه قرآن كثير ، ولكن ليقُل : قد أخذتُ منه ما ظهر (1).
وثانياً : أن ما ذكروه من آية الرجم وغيرها لا يشبه أُسلوبها الأُسلوب القرآني ولا يدانيه ، بل هو كلام ألفاظه ركيكة ، ومعانيه ضعيفة ، لا يصح نسبة مثله إلى الله جل شأنه.
والحاصل أن دلالة هذه الأحاديث على التحريف ثابتة ، لا تندفع بما قالوه من نسخ التلاوة وغيره من الوجوه التي لا يخفى ضعفها.


* * * * *

قال الجزائري : هل يجوز لأهل البيت أن يستأثروا بكتاب الله تعالى وحدهم دون المسلمين إلا من شاؤوا من شيعتهم ؟!

أقول :
أما كتاب الله العزيز فهو بين أيدي المسلمين ، لم يرفعه الله تعالى منذ أن أنزله على نبيه الكريم صلى الله عليه وآله. وأما فهم معانيه الظاهرة والباطنه ومعرفة أحكامه فهو مما اختص الله به أئمة أهل البيت عليهم السلام.
وأهل البيت عليهم السلام لم يألوا جهداً في هداية الناس وإرشادهم والنصح لهم ، إلا أن كثيراً من الناس أعرضوا عنهم ورغبوا عما عندهم ، وقدموا غيرهم عليهم.
وقوله : « أليس هذا احتكاراً لرحمة الله واغتصاباً لها ، يُنَزَّه أهل البيت عنه » كلام ركيك المعنى ، إذ كيف يتحقق احتكار الرحمة واغتصابها حتى يُنزَّه أهل البيت عليهم السلام عنها ؟!
إن رحمة الله سبحانه واسعة كما قال الله في كتابه العزيز
____________
(1) المصدر السابق 2|52.
--------------------------------------------------------------------------------

( 70 )

( ورحمتي وسعت كل شيء ) (1) ، إلا أنه تعالى قد يختص بعض عباده برحمة منه كما قال ( والله يختص برحمته من يشـاء والله ذو الفضل العظيم ) (2) ، وقال ( نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ) (3).
وفهْم أهل البيت عليهم السلام معاني القرآن ومعرفة أحكامه رحمة اختصهم الله سبحانه وتعالى بها فيما اختصّهم به ، وهذا لا محذور فيه.


* * * * *

قال : اللهم إنا لنعلم أن آل بيت رسولك بُرَآء من هذا الكذب ، فالعن اللهم من كذب عليهم وافترى.

أقول :
لقد أوضحنا فيما تقدم أنا لم نقُل إن كل إمام من أئمة العترة النبوية الطاهرة جمع ألفاظ القرآن الكريم في مصحف ، فإنا قد بيَّنا فساده.
بل الذي ذهب إليه مَن وقفنا على قوله من علماء الشيعة الأبرار أن القرآن كان مجموعاً في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله غير متفرق.
فقد ذكر أمين الإسلام الطبرسي رضوان الله عليه ( ت 548هـ ) ما أفاده السيد المرتضى رحمه الله في هذه المسألة إذ قال :
وذكر [ في أجوبة المسائل الطرابلسيات ] أيضاً أن القرآن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله مجموعاً مؤلَّفاً على ما هو عليه الآن ، واستدل على ذلك بأن القرآن كان يُدرَس ويُحفظ جميعه في ذلك الزمان ، حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له ، وأنه كان يُعرَض على النبي صلى الله عليه وآله ويُتلَى عليه ، وأن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأُبَي بن كعب
____________
(1) سورة الاعراف ، الآية 156.
(2) سورة البقرة ، الآية 105.
(3) سورة يوسف ، الآية 56.
--------------------------------------------------------------------------------

( 71 )

وغيرهما ختموا القرآن على النبي صلى الله عليه وآله عدة ختمات ، وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعاً مرتَّباً غير مبتور ولا مبثوث. وذكَر أن مَن خالف في ذلك من الإمامية والحشوية لا يُعتَد بخلافهم ، فإن الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخباراً ضعيفة ظنّوا صحَّتها ، لا يُرجَع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته (1).
وقال السيد شرف الدين قدس سره : إن القرآن عندنا كان مجموعاً على عهد الوحي والنبوة ، مؤلَّفاً على ما هو عليه الآن ، وقد عرَضه الصحابة على النبي صلى الله عليه وآله وتَلَوه عليه من أوله إلى آخره ، وكان جبرئيل عليه السلام يعارضه صلى الله عليه وآله بالقرآن في كل عام مرة ، وقد عارضه به عام وفاته مرتين ، وهذا كله من الأمور الضرورية لدى المحقّقين من علماء الإمامية ، ولا عبرة ببعض الجامدين منهم ، كما لا عبرة بالحشوية من أهل السنة القائلين بتحريف القرآن والعياذ بالله ، فإنهم لا يفقهون (2).
وهذا ما دلَّت عليه الأحاديث الصحيحة عند أهل السنة ، فقد أخرج البخاري ومسلم والترمذي وأحمد والطيالسي وغيرهم ، عن أنس رضي الله عنه أنه قال : جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله أربعة كلهم من الأنصار : أُبَيّ ومعاذ بن جبل وأبو زيد وزيد بن ثابت (3).

* * * * *

( يتبع )

shaltiail 06-05-2002 11:01 AM

قال الجزائري : لازم هذا الاعتقاد أن طائفة الشيعة هم وحدهم
____________
(1) مجمع البيان 1|15.
(2) أجوبة مسائل جار الله ، ص30.
(3) صحيح البخاري 5|45 كتاب مناقب الأنصار ، باب مناقب زيد بن ثابت. صحيح مسلم 4|1914 ، 1915 كتاب فضائل الصحابة ، باب رقم 23. سنن الترمذي 5|666. مسند أحمد 3|233 ، 277. مسند أبي داود الطيالسي ، ص270.
--------------------------------------------------------------------------------

( 72 )

أهل الحق والقائمون عليه ، لأنهم هم الذين بأيديهم كتاب الله كاملاً غير منقوص ، فهم يعبدون الله بكل ما شرع. وأما من عداهم من المسلمين فهم ضالون لحرمانهم من كثير من كتاب الله تعالى وهدايته فيه .

أقول :
كل طائفة من طوائف هذه الأمة تعتقد أو تدَّعي بأنها هي الطائفة المحقِّة والفرقة الناجية ، أهل السنة والشيعة في ذلك سواء.
والشيعة الإمامية يعتقدون بأنهم هم أهل الحق ، لأنهم تأمَّلوا المذاهب ، ونظروا في قول النبي صلى الله عليه وآله : « ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة » (1) ، ورأوا أن النبي قد عيَّن هذه الفرقة في أحاديث
____________
(1) أخرجه الترمذي في سننه 5|25 ، 26 ، وأبو داود في سننه 4|197 ، 198 ، وابن ماجة كذلك 2|1321 ، 1322 ، والدارمي كذلك 2|241 ، واحمد في المسند 2|32 ، 3|120 ، 145 ، والحاكم في المستدرك 1|6 ، 128 ، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8|258 ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة 1|7 ، 25 ، 32 ، 33 ، والسيوطي في الجامع الصغير 1|184 ، والدر المنثور 2|289 ، والبيهقي في السنن الكبرى 10|208 ، والبغوي في شرح السنة 1|213 ، والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 1|61 ، وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية 3|86 ، 87 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 7|258 ، 260. وصححه الترمذي والحاكم والذهبي والبغوي والسيوطي فيما تقدم من كتبهم ، والبوصيري في مصباح الزجاجة 3|239 ، والسخاوي في المقاصد الحسنة ، ص158 ، والشاطبي في الاعتصام 2|189 ، والسفاريني في لوامع الأنوار البهية 1|93 ، والزين العراقي في المغني عن حمل الأسفار في الأسفار 3|230 ، وابن تيمية في كتاب المسائل كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1|359 ، والألباني في سلسلته الصحيحة 1|356 ، 358 ، وصحيح الجامع الصغير 1|245 ، 516 ، وصحيح سنن أبي داود 3|869. وصحيح سنن ابن ماجة 2|364 ، بل ادعى السيوطي تواتره كما في فيض القدير 2|21 ، وكذلك الكتاني في نظم المتناثر ، ص57.
--------------------------------------------------------------------------------

( 73 )

صحيحة ، منها قوله صلى الله عليه وآله : « إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما فلن تضلُّوا بعدي أبداً » (1) ، وكَشَف المراد بأهل بيته في أحاديث أخر ، حيث قال : « اللهم هؤلاء أهلي » أو «... أهل بيتي » (2) ، يعني علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
وعيَّن صلى الله عليه وآله عدد أئمة الحق بقوله : « لا يزال الاسلام عزيزاً إلى اثني
____________
(1) أخرجه الترمذي في سننه 5|662 ، 663 ، وأحمد في المسند 3|14 ، 17 ، 26 ، 59 ، 5|181 ، 189 ، والحاكم في المستدرك 3|109 ـ 110 ، وابن سعد في الطبقات الكبرى 2|194 ، وابن ابي عاصم في كتاب السنة ، ص629 ـ 630 ، والسيوطي في الجامع الصغير 1|402 والدر المنثور 7|349 في تفسير الآية 23 من سورة الشورى ، وفي إحياء الميت ، ص 28 ، 29 ، 39 ، 40 ، 48 ، 55 ، 56 ، وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية 4|65 ، والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 3|1735 ، أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء 1|335 ، والبغوي في شرح السنة 14|119 ، والنسائي في خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ص96 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 1|170 ، 9|162 وما بعدها ، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم 4|113 ، وفي البداية والنهاية 5|184. وصححه الترمذي والحاكم والذهبي والسيوطي وابن حجر العسقلاني والهيثمي وابن كثير فيما تقدم من كتبهم . وصححه كذلك ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ، ص45 ، 228 ، والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 4|355 وصحيح الجامع الصغير 1|482.
(2) قال صلى الله عليه وآله ذلك في أحاديث كثيرة ، مها حديث المباهلة وحديث الكساء. راجع صحيح مسلم 4|1871 ، 1883 ، وسنن الترمذي 5|225 ، 352 ، والمستدرك 3|108 ـ 109 ، 133 ، 146 ، 147 ، 150 ، 158 ، ومجمع الزوائد 9|166 ، وما بعدها ، ومسند أحمد 1|185 ، 330 ـ 331 ، 4|107 ، 6|292 ، 323 ، والاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 9|61 ، والسنن الكبرى 2|149 ، ومسند أبي داود الطيالسي ، ص274 ، وكتاب السنة ، ص588 ـ 589 ، ومشكاة المصابيح 3|1731 ، والدر المنثور 6|603 وما بعدها في تفسير آية التطهير ، وتاريخ بغداد 10|278 ، وخصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ص 30 ـ 7 ، 47 ـ 49 ، 73.
--------------------------------------------------------------------------------

( 74 )

عشر خليفة... كلهم من قريش » (1). ورأوا أن أئمة أهل البيت الاثني عشر قد اتفقت الأمة على نجاتهم ونجاة أتباعهم.
فلما رأوا كل ذلك اتبَّعوهم ، فصاروا بذلك هم الناجين دون غيرهم (2).
أما أن الشيعة رأوا أنهم هم أهل الحق لما قاله الجزائري فهذا غير صحيح ، وقد أوضحنا ذلك فيما تقَّدم ، فلا نعيده.


* * * * *

قال الجزائري : أرأيت لو قيل لهذا القائل : أرِنا هذا القرآن الذي خَصَّ به آل البيت شيعتهم ، أرنا منه سورة أو سوراً ـ يتحداه في ذلك ، فماذا يكون موقفه ؟
____________
(1) أخرج حديث الخلفاء الاثني عشر باختلاف ألفاظه : البخاري في صحيحه 9|101 كتاب الأحكام ، باب 51 ، ومسلم في صحيحه 3|1452 ـ 1454 كتاب الإمارة ، باب 1 بتسعة طرق ، والترمذي في سننه 4|501 بطريقين صححهما ، وأبو داود في مسنده 4|106. بثلاثة طرق صحّحها الألباني في صحيح سنن أبي داود 3|807 . وأخرجه أحمد في مسنده 1|398 ، 5|86 ـ 90 ، 92 ـ 101 ، 106 ـ 108 ، والحاكم في المستدرك 3|617 ، 618 ، وأبو داود الطيالسي في مسنده ، ص180 ، وأبو نعيم الأصفهاني في حلية الاولياء 4|333 ، وأبو عوانة في مسنده 4|396 ـ 399 ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة 2|518 ، 534 ، 544 ، 549 ، والبيهقي في دلائل النبوة 6|519 ـ 523 والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 2|126 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 5|190 ، 191 ، وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية 2|197 ، وابن حبان في صحيحه كما في الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8|226 ، 229 ، 230 ، والبغوي في شرح السنة 15|30 ، 31 والألباني في صحيح ابن الجامع الصغير 2|1274 ، وسلسلة الأحاديث الصحيحة 1|651 رقم 376 ، 2|690 رقم 964.
(2) راجع كتابنا دليل المتحيرين ، فإنا ذكرنا فيه مزيداً من الأدلة الدالة على ان الفرقة الناجية هم الشيعة الإمامية دون غيرهم.
--------------------------------------------------------------------------------

( 75 )

أقول :
إن أئمة أهل البيت عليهم السلام لم يخصُّوا شيعتهم بقرآن غير هذا القرآن الذي يتداوله الناس ، ولو كان عندهم قرآن آخر لأظهروه ولما خافوا في الله لومة لائم ، وكل مَن نسب إليهم غير هذا فهو كاذب مفترٍ عليهم ، وقد أوضح ذلك أعلام المذهب في مصنفاتهم المعروفة ، وأثبتوا أن ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله هو ما بين الدفتين ، لم يُزَد فيه ولم يُنقَص منه.
قال الشيخ الصدوق : إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ، ليس بأكثر من ذلك ، ومبلغ سُوَره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة... ومَـن نسب إلينا أنا نقول : « إنه أكثر من ذلك » فهو كاذب (1).
وقال أمين الاسلام الطبرسي ( ت 548 هـ ) : الكلام في زيادة القرآن ونقصانه... لا يليق بالتفسير ، فأما الزيادة فيه فمُجمَع على بطلانها ، وأما النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أن في القرآن تغييراً ونقصاناً ، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه ، وهو الذي نصره المرتضى قدس الله روحه واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء (2).
وقال شيخ الطائفة الشيخ الطوسي ( ت 460 هـ ) : الكلام في زيادته ونقصانه... الزيادة فيه مجمع على بطلانها ، والنقصان منه فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه ، وهـو الأليق بالصحيح من مذهبنا ، وهو الذي نصره المرتضى رحمه الله ، وهو الظاهر في الروايات (3).
وقال الشيخ المفيد أعلى الله مقامه : أما النقصان فإن العقول لا تحيله ولا تمنع منه... وقد قال جماعة من أهل الإمامة : إنه لم ينقص من
____________
(1) الاعتقادات ، ص74 ـ 75.
(2) مجمع البيان 1|15.
(3) التبيان في تفسير القرآن 1|3.
--------------------------------------------------------------------------------

( 76 )

كلِمِه ولا من آيِهِ ولا من سورِه ، ولكن حُذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله...
وقد يسمَّى تأويل القرآن قرآناً... وعندي أن هذا القول أشبه مِن مقال مَن ادَّعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل ، وإليه أميل.
وقال : وأما الزيادة فمقطوع على فسادها (1).
وقال السيد رضي الدين ابن طاووس ( ت 664 هـ ) : كان القرآن مصوناً من الزيادة والنقصان كما يقتضيه العقل والشرع (2).
وقال الميرزا محمد حسن الإشتياني قدس سره : المشهور بين المجتهدين والأصوليين ، بل أكثر المحدثين عدم وقوع التغيير مطلقاً ، بل ادّعى غير واحد الإجماع على ذلك (3).
والحاصل أن القول بسلامة القرآن من التحريف بالزيادة أو النقصان هو الذي عليه عامة علماء الشيعة الإمامية قديماً وحديثاً ، ومن ذهب إلى غير هذا القول فهو شاذ لا يعتد به ولا يعول عليه.
____________
(1) أوائل المقالات ، ص91 ـ 92.
(2) سعد السعود ، ص193 ـ 194.
(3) بحر الفوائد ، ص99.

shaltiail 06-05-2002 11:11 AM

إوخوتي الكرام

الرد على النصيحة طويل ... ومن يريد إكمال الرد فهو على الرابط التالي



http://masder.domainvalet.com/book10/book10001.zip

نشكر الأخ khatm على تبليغه كما نشكر الشيخ الجزائري على نصيحته

والسلام عليكم ورحمة الله


khatm 06-05-2002 02:57 PM

الاخ العزيز / shaltiail بعد التحية


كلي شكر وتقدير على الجهد الجبار الذي بذلته في هذه النصيحه

اسأل الله ان يجعلها في ميزان حسناتك يوم تلقاه

المهم ((((( اين الشيعه الذين يطلعون ويفهمون النصيحه )))))) هداهم الله
اخوك

khatm

نور العين 06-05-2002 03:44 PM

اخي
khatm


الاخ شالتيايل الذي قام بتكملة موضوعك شيعي على مذهب اهل البيت الكرام ;)

khatm 06-05-2002 05:10 PM

الاحت
"" نور العين""

انا لست بهذا الغباء لتخبريني دين صاحبنا .

ثانيا على الاقل اخ : shaltiail
قام واطلع وجاء ببيان مالدية في طرح موضوعي ولم يهذوا باقوال من هنا او من هناك

ان طرح المواضيع للنقاش ولفائده سوى كان الكاتب سني او شيعي المهم نصل الى جنه عرضها السماوات والارض .

وسيكون لي تعقيب انشاء الله .


khatm

shaltiail 06-05-2002 05:14 PM

السلام عليكم ورحمة الله

ونحن بإنتظار تعقيبك يا أخ khatm

RRRRR 07-05-2002 12:22 AM

السلام عليكم

الاخ shaltiail

ان ما ادعاه الكاتب الذي رد على الجزائري ينطبق على ما فعله محمد التيجاني والذي كتبه موجودة في كل موقع شيعي,ولقد تم الرد على التيجاني وبين العلماء زيف ما يقوله.ان اعتماد علمائكم على عدم ترك اي حديث ضعيف الا واستعملوه كما فعل المطهر الحلي ورد عليه ابن تيمية وبين كذبه وكما فعل عبد الحسين الموسوي في كتابه المزعوم المراجعات وبين محمود الزغبي بطلانه,وكما فعل صاحب كتاب ليالي بيشاور,وهذا الكتاب بالذات لم يدع حديثا ضعيفا وموضوعا الا وكان مادة دسمة له,حتى انه استعمل احاديث لا هي في الصحاح ولا في الضعاف ايضا.

مثال على الكذب والتدجيل:
كتاب بعنوان (نقض الصواعق المحرقة )تأليف أمير محمد كاظم القزويني قال هذا المؤلف : ( وقت تواترت عنه ص انه قال للحسين :هذا إمام ابن إمام أبو أئمة تسعة تاسعـهم قائمهم 000)وبعـد أن أورد الحـديث قال ص 154 الطـبعة الثانية من الكتاب المـذكور : ( وقـد أعـترف ابن تيمية في ص 210 من منهاجه من جزئه الرابع بصحـته وتواتره 00) .
إن هذا القول من أعـظم الكذب والافـتراء عـلى الله ورسوله فابن تيميه لم يعـترف بصحة هذا الحـديث بل حكم بوضعه وانه مكذوب عـلى رسـول الله صلى الله عـليه وسلم فـفي منهاج السنة ج4 ص210 رد هذا الحـديث من أثـني عـشر وجهـا فعـندما زعم ابن المطهر الرافضي ان الشيعة توارثت هذا الحديث في البلاد المتباعـدة خلفا عن سلف رد عـليه ابن تيمية رحمه الله بقوله : ( أهل السنة وعـلماؤهم أضعاف أضعاف الشيعة كلهـم يعلمون أن هذا كذب عـلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عـلما يقينا لا يخالطه الريب ويـباهـلون الشيعـة على ذلك 000) .
هذا هو حكم ابن تيمية على هذا الحديث بأنه كذب على رسول الله صلة الله عليه وسلم فأين اعتراف ابن تيميه الذي يدعيه هذا الرافضي أيـن ؟!!
رسـالة بعـنـوان ( المسح على الأرجل أو غسلها في الوضوء )لعبد الحجسين شرف الموسوي الرافضي لجأ فيها إلى المراوغة والتضليل وكتم الحقيقة فقد أورد (ص12) ما رواه ابن ماجه عن طريق أبي اسحاق عن أبي حية قال : رأيت عليا توضأ فغسل قدميه إلى الكعـبين ثم قال : أردت أن أريكم طهور نبيكم صلى الله عليه وسلم ونقل الرافضي قول السندي ( هذا رد بليغ على الشيعة القائلين بالمسح على الرجلين حيث الغـسل من رواية علي ) ثم تعـقبه الرافضي بقوله : (هذا كلامه بلفظه عفا الله عنه أما الإمام ابن ماجه وسائر عـلماء الجـمهور فأنهم يعلمون سقوط هذا الحديث بسقوط سنده من عدة جهات :

(1) إن إباحية راوي هذا الحديث نكره من أبهم النكرات وقد أورده الذهبي في الكني من ميزانه فنص على انه لا يعرف 000

(2) إن هذا الحديث تفرد به أبو اسحاق وقد شاخ ونسى وأختلط 00) .

تحقيق الحديث و بيان صحته :

(1) عـن أبي حية قال : رأيت عـليا توضأ فغـسل كفـيه حتى أنقاهـما ثم تمضمض ثلاثـا واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا ذراعيه ثلاثا ومسح رأسه مرة ثم غسل رجليه إلى الكعبين الحديث أخرجه الترمذي عن هناد و قتيبة كلاهما عن الأحوص عن أبي اسحق به (1– 37) وأبو داود وأبو توبة الربيع بن نافع وعمرو بن عون ثلاثتهم عن أبي الأحوص عن أبي اسحق عنه به (1 – 43) وأخرجه النسائي عن قتيبه عنه به (1 – 70 ) وعن محمد بن آدم عن يحيى بن زكريا عن أبي زائدة عن أبيه وغيره عن أبي اسحق وذكر الحافظ رحمه الله تعالى إن البزاز أخرجه أيضا ولفظه ثم أدخل يده في الإناء فملأ فمه فمضمض ثم استنشق ونثر بيده اليسرى ثلاث مرات تلخيص الجيد (1 – 90) قال الشيخ أحمد شاكر إسناده صحيح (الترمذي تحقيق أحمد شاكر ) .

(2) عـن زر بن حـبـيش : انه سمع عـليا سئل عـن وضـوء رسول الله صـلى الله عليه وسلم وذكر الحـديـث وهـو قـريب من لفـظ الحـديث السابق إلا انه قال فيه ثم غـسل رجـله اليـمنى ثلاثا ورجله اليسرى ثلاثا أخـرجه أبو داود من حـديث عـثمان أبي شيبة ثنا أبو نعـيم ربيعة الكناني عـن المنهال بن عـمرو عـنه به (1- 43 ) قال ابن القـطان : لا أعـلم لهذا الحـديث عـلة ( عـون المعـبود 1- 43) .

(3) عـن عـبد خير عـن عـلي أتى بإناء فيه ماء وطـست فأفرغ من الإناء عـلى يمينه فغـسـل يديه ثلاثـا ثم تمضمض ونثر من الكـف يأخذ فـيه ثم غـسل وجهه ثلاثـا وغـسل يده اليمنى ثلاثـا وغـسل يده الشمال ثلاثـا ثم مسح برأسه مرة ثم غـسل رجله اليمنى ثلاثـا ورجله الشمال ثلاثـا أخـرجه أبو داود في الطهارة (1- 42 ) عـن مسـدد عـن أبي عـوانه عـن الحـلواني عـن أبـن عـلي عـن زائدة كلاهـما عن خـالد بـن عـلقـمة عـنه به وعـن محـمد بن المثـنى (1- 40 ) عن محـمد بن جعـفـر عـن شعـبة عـن خـالد بن عـرفـطـه عـنه نحـوه وقـد جعـل أبـو داود رواية شعـبة عـن مالك بن عـرفطه وَهْـما وقال انما هـو مالـك بن عـلقـمة وقـد رد هـذا الشيخ أحـمد شاكر في تعـليقه عـلى سنن الترمذي وبيـن انها روايتان وأخـرجه التـرمذي عن قـتيبة وهـناد وكلاهـما عـن أبي الأحـوص عـن أبي إسحاق عـن عـبد خير نحـوه (1- 35 ) وأخرجه النسائي عـن قـتيـبة عـن أبي عـوانه عـن خـالد بن عـلقـمه به (1- 68 ) وأخـرج الحـديث أيضا البزاز وابن حـبان قال الشيخ عـبد القـادر الأرناؤوط حديث صحـيح ( جامع الأصول 7- 154 ) وقال الأعـظـمي في تعـليقه على صحيح ابن خزيمة اسناده صحيح (1- 76 ) .

(4) قال ابن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي اسحاق عن الحارث عن علي غسل القدمين إلى الكعبين فيه نظر للكلام في الحارث الأعور .

وبهذا يتبين لك خبث هـذا الرافضي في تصـديه لرد رواية عـلي في وصـف وضوء النبي صلى الله عـليه وسلم وأنه غسل قدميه .









انا لست بصدد ما كتبه الجزائري ولا ما كتب الذي رد عليه.لقد بين الاخوة في مواضيع كثيرة اراء علمائكم بالكافي وسوف اضيف التالي لتعرف ان هذا الكتاب هو عمدة كتبكم والذي تاخذون منه كل شئ.

(1) الكافي تأليف محمد بن يعـقوب الكليني :

قال فيه محمد صادق الصدر : ( أول الكتب الأربعة تأليفا ومؤلفه ثقة الإسلام حمد بن يعقوب بن اسحق الكليني أكثر علماء الامامية في عصره 000) .

وقال فيه: (00 ويحكى ان الكافي عرض على المهدي ع فقال عنه كاف لشيعتنا 000)

ثم يمدح الكتاب فيقول : ( 000ويعتبر كتابه هذا عند الشيعة أوثق الكتب الأربعة لذكره تمام سلسلة السند بينه وبين المعـصوم مما لم يجد نظيره في الكتب الأخرى ) .

ويقول عبد الحسين شرف الموسوي عن الكتب الأربعة :

(هي الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقـنها )


وانظر لماذا لا تسمون كتبكم بالصحاح...ليس لوجود احاديث ضعيفة بل:

وعن الكتب الأربعة قال السيد محمد صادق الصدر :

(والذي يجدر بالمطالعة أن يقف عليه هو إن الشيعة وإن كانت مجمعة على اعتبار الكتب الأربعة وقائله بصحة كل ما فيها من روايات غير إنها لا تطلق عليها اسم الصحاح كما فعل ذلك إخوانهم أهل السنة إذ إن الصحيح عندهم باصطلاح أهل الحديث ما كان سلسلة رجال الحديث كلهم إماميون وعدول ومع هذا اللحاظ لا يمكننا أن نعبر عن الكتب الأربعة بالصحاح لأن فيها الصحيح وفيها الحسن وفيها الموثق

من هذا القول نلاحظ :

(1) إن هذه الكتب خالية عندهم من الضعيف والموضوع بدليل ان أحاديثها تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي الصحيح والحسن والموثق على حد قول الصدر .

اطلب منك ان تورد لنا لو سمحت ما هي وكيف نستطيع ان نجد احاديثكم الصحيحة لكي يستطيع الانسان طالب الحق ان يعرف فعلا ماذا قال رسول الله(ص) ام علي ان اسال علامة في كل مرة اريد ان اعرف صحة الحديث؟؟؟؟؟

khatm 08-05-2002 04:34 PM

جزاك الله خير يا اخي ( RRRRR )

وفيت وكفيت ...

اخوك
khatm

RRRRR 08-05-2002 11:36 PM

السلام عليكم

اعاننا الله اخي khatm على عمل الواجب.وشكرا لك.

شيعي امامي 11-05-2002 01:45 AM

السلام عليكم..
ادلتك كلها ضعيفة وبعضها او معظمها غير صحيح...وانا الان عندي امتحانات وما عندي وقت للرد عليك حيث انني استطيع ان انسف كل ما جئت به....
اول ملاحظة لاحظتها في الحقيقة الاولى كيف استدليت بالرواية...حيث قلت وقصد المؤلف من هذه الرواية كذا وكذا...
هل تستطيع ان تعرف ما بنفوس الناس..اشلون تفسر ما يقوله الناس على ما تشتهي انت ...و اذا اردت المزيد ...استطيع ان انقض كل كلمة قلتها..زبس ما عندي وقت عليي امتحانات....

shaltiail 11-05-2002 02:54 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الفاضل RRRRR

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: إن كان لديك إنتقاد لكتاب كشف الحقائق فهاته بارك الله فيك ،، أما بقية كلامك حول دعوى الكذب فلم أنظر فيه لأنه ليس موضوعنا ،،


ثانيا: كتبت توضيحا لك حول الكافي وغيره ولكني آثرت تأجيله لغاية في نفسي. ( سأضع ماكتبته لاحقا )

بالنسبة للأقوال التي سردتها للشهيد محمد صادق الصدر فينبغي لك أن توثقها من مصادرها أولا ،، لأننا لم نجده

فأرجو أن تذكر لنا أسم الكتاب كاملا ومكان وتاريخ طبعته ليتم التحقق من ذلك وسنكون لك من الشاكرين ،، ( أرجو أن لا تقتصر على أسم الكتاب فقط فقد نقل لنا غيرك نفس الكلام وقال من كتاب أسمه الشيعة ولم نجده )

والسلام عليكم ورحمة الله ،،

RRRRR 11-05-2002 06:06 AM

السلام عليكم

الشيعي الامامي

ارجو ان تورد العبارة التي علقت عليها لكي ارد عليك.لكن لي تعليق بسيط وهو انكم اخر ناس يحق لكم فيه ان تتكلموا عن النفوس,لانكم ولمثال بسيط تنفون محبة الرسول لاصحابه وكانكم دخلتم في نفسه وتقولون بانه اراد ان يكتب كتابا لعي ومنعه الصحابة,قل لي من اين عرفت بانه اراد كتابة هذا الكتاب لعلي بالامامة.واذا اردت استطيع ام اؤالف لك مجلدا عن معتقداتكم التي بنيتوها على الظن فقط.

shaltiail 12-05-2002 03:26 AM

للرفع ،،، والإنتظار


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.