أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   المبتدأ والخبر - شرح ألفية ابن مالك (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=8867)

عمر مطر 06-12-2000 03:07 PM

المبتدأ والخبر - شرح ألفية ابن مالك
 
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا شرح لباب من أبواب ألفية ابن مالك، التي نظمها في النحو، وكان هناك الكثير ممن شرحها؛ كأمثال ابن عقيل وابن هشام، والباب الذي سنتناوله اليوم هو باب المبتدأ والخبر، وندع المقدمات الطويلة إلى ما فيه الفائدة.

يقول ابن مالك -رحمه الله- في ألفيته:
مبتدأ زيدُ، وعاذرٌ خبرْ ....... أن قلت "زيدٌ عاذرٌ من اعتذرْ"
وأولٌ مبتدأ والثاني ............ فاعلٌ اغنى في "أسارٍ ذانِ"
وقس، وكاستفهامٍ النفي، وقدْ ... يجوز نحو "فائزٌ أولو الرشدْ"

1. المبتدأ: حقيقته وعامله:

المبتدأ على قسمين: مبتدأ له خبر، ومبتدأ له فاعل سدّ مسدّ الخبر.

فما له خبر كقولك: "زيدٌ عاذر من اعتذر"، وما له فاعل سدّ مسدّ الخبر كقولك:" أسارٍ ذانِ"، رأيت هنا أن أبدأ بأمثلة المؤلف، وإن لم تكن أكثر الأمثلة وضوحا.

لا شك أننا عندما نتحدث عن المبتدأ والخبر، فإن أول ما يخطر في بالنا "الولدُ طويلٌ" و " البنتُ نشيطةٌ" كما تعلمنا في الابتدائية، فيقول البعض: "أين ما تعلمنا من أمثلة الناظم؟"، فأقول أن هناك بعض الملاحظات التي سأذكرها هنا تجمع لنا بين ما نعلم وما نريد أن نتعلم.

وأول ملاحظاتي هي أن الاسم في اللغة قد يكون عاملا في غيره أو لا يكون عاملا، وأقرب مثال على ذلك اسم الفاعل، فهو مما يعمل في غيره، فنقول في الجملة المعتادة: "إني سأفعلُ الشيءَ غداً"، وليس هناك بأس من أن تقول: " إني فاعلٌ الشيءَ غداً"، تقول: "ما الفرق بين الجملتين؟"، فأقول: " إن الأولى فيها فعل عَمِلَ في فاعله ومفعوله، أما الثانية، فإن فيها اسما (اسم فاعل وهو فاعلٌ) وقد عمل أيضا في فاعله ومفعوله". الخلاصة أن هناك أسماء تعمل عمل الفعل ومنها اسم الفاعل.

الآن نطبق الملاحظة أعلاه على المبتدأ والخبر، فنقول أن المبتدأ إما أن يكون اسما عاملا أو غير عامل، وكذلك الخبر يكون اسما عاملا أو غير عامل، فإذا كان الخبر عاملا، كقولك: " الرجلُ رافعٌ رأسَهُ"، فإن (الرجل) مبتدأ، و(رافعٌ) خبره.

أما إذا كان المبتدأ عاملا كقولك: " أراجعٌ أنت؟"، فإن (راجع) تكون المبتدأ، و(أنت) تكون فاعلا لاسم الفاعل (راجع)، وتكون قد سدّت مسدّ الخبر، هل اتضح الامر؟

نعود إلى مثال ابن مالك رحمه الله فنرى أن النوع الاول الذي هو مبتدأ له خبر فقال: " زيدٌ عاذرٌ من اعتذر" وهو شبيه بمثالنا (الرجل رافع رأسه)، ونجد أن ابن مالك ترك المثال البديهي وهو أن يكون المبتدأ والخبر غير عاملين، كقولك: " البيتُ كبيرٌ"، وذلك لأنه ذكر المثال الخاص –الذي فيه الخبر عامل- وهذا يجزئ عن المثال العام.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله المثال الثاني؛ وهو أن يكون الخبر عاملا، فقال: "أسارٍ ذانِ؟"، فالهمزة للاستفهام كالتي في قولنا: "أراجعٌ أنت؟"، ثم (سارٍ) هي اسم الفاعل من سرى، وهي عاملة فيما بعدها، وذان اسم إشارة للمثنى، حذفت منه هاء التنبيه وأصلها (هذان)، فهل تبين الآن أن (أسارٍ ذان؟) هي نفسها (أراجعٌ أنت؟).

ويجدر بالذكر أن نقول هنا – وهو ما قاله المؤلف في البيت الثالث- أن كون المبتدأ عاملا لا يصح إلا في الاستفهام –كما سبق-، وفي النفي، كقولك: "ليس قائمٌ الزيدانِ"، وقولك: " غيرُ قائمٍ الزيدان"، وذهب الاخفش والكوفيين إلى جواز ذلك في غير النفي والاستفهام، كأن تقول: "قائم الزيدان".

وقد استشهد الكوفيون بقول الشاعر:

فخيرٌ نحنُ عندَ الناسِ منكمْ
............. إذا الداعي المثوّب قال: يا لا

وسأشرح لكم البيت وأعربه في المرة القادمة إن شاء الله.

وإن كان هناك أسئلة، فأرجو أن توجهوها لمجدي
أو كان هناك تصويب لأي خطأ كان مني فأرجو أن نتحاور فيه هنا، والله من وراء القصد.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

عمر مطر

جمال حمدان 06-12-2000 09:11 PM

بارك الله بكم أخي أبي الغيث على هذا المجهود الطيب والمبارك إن شاء الله وإلى المزيد .....


خرنق 06-12-2000 09:28 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد...
أخي الحبيب عمر:
السلام عليكم ورحمة الله...
هذا شأنك أخي كما تعودنا منك وعرفناك، صاحب إبداعات جديدة متميزة دائما، بارك الله فيك، وكم أنا سعيد لمشاهدتي طرح بعض الموضوعات الهادفة والمتنوعة مثل هذا الموضوع وشبيهه في الإسلامية، "شرح الورقات" لأخينا الفاروق- جزاه الله عنا خيرا-، لدي بعض التعليقات والاقتراحات، والتي أرجو أن تتلقاها بصدر رحب مني -إن شاء الله-:
1- جزاك الله خيرا على الدخول في المفيد مباشرة تاركا المقدمات والمطولات والتعريفات التي لا يعرف أولها من آخرها، فقد حصلت الفائدة بسرعة وآتت أكلها .

2- كان من تقدير الله بأنني أتدارس الألفية حاليا مع أستاذي في النحو والصرف، وقد قطعنا شوطا لا بأس به؛ إلا أننا لا نزال في البداية، وأعتمد في الشرح مع أستاذي كتاب أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك لابن هشام، والتسهيل في شرح ابن عقيل، ونحن في باب قريب من باب المبتدأ والخبر، فأحببت أن أضيف بعض ما أعتقد فيه النفع، -إن لم تمانع- .

3- جزاك الله خيرا على ترتيب الأفكار واستخدام علامات الترقيم، الأمر الذي يسهل القراءة والفهم للمقصود،كما أعجبني سلاسة أسلوب شرحك -الذي أضفيته- وسهولة الألفاظ، وهذا أمر طيب لرواد للخيمة مثلي ذوي علم بسيط.. .

4- أحببت الاستفسار أكثر عن العامل الذي ذكرته في شرحك، أرجو منك إعطاء أمثلة أكثر على "العامل" غير "اسم الفاعل"، وإن كان خارجا عن موضوع الدرس، فلا أزال على إشكال مع هذا العامل مذ بدأت دراسة الألفية إلى يومي هذا.

5- فهمت تركيبة الجملة "أسار ذان؟" النحوية، لكني ما فهمتها معنى، فهلا أوضحت... وهل "سار" مفرد، و"ذان" مثنى؟

6- أحببت أن اضيف بعض الشواهد من شرح ابن هشام على:
(أ):اشتراط كون المبتدأ عاملا بتقدم الاستفهام كما في قولهم:
أقاطن قوم سلمى أم نووا ظعنا... إن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا
(ب):اشتراط كون المبتدأ عاملا بتقدم النفي كما في قولهم:
خليلي ما واف بعهدي أنتما ... إذا لم تكونا لي على من أقاطع

7- أود أخي الكريم الاستمرار وإن كان قليلا على هذا الشرح الوافي والفرصة على التناقش مع من هم أهل للعلم أمثالكم، وأقترح بأن يكون يوم للدرس كاليوم، ويوم لحفظ الأبيات وشرح الشروح وإعرابها والنقاش، ثم استئناف الدرس في اليوم الذي يليه، جزاك الله خيرا، وفي انتظار لرد ما تطرقت إليه.. .

والسلام عليكم


عمر مطر 06-12-2000 11:11 PM

السلام عليكم

جمال
وفيك بارك

أخي الخرنق

سيكون من سعدي أن تشارك معنا في هذا الحوار، وأن تذكر لنا ما استطعت من الشواهد، فتكون بذلك لي معينا.

أما جملة (أسارٍ ذانِ)، فهي من حيث المعنى كسؤالك: "هل هذان ساريان؟"، وقد استبقت السؤال إذ سألت عن الإفراد والتثنية، حيث أنني سأتكلم عن ذلك في الأيام القادمة إن شاء الله، فإن للمطابقة بين المبتدأ والخبر - من حيث الإفراد والتثنية والجمع - شروط في تقدم الخبر أو تأخره، فلا تعجل

مع العلم أن الشاهد الذي ذكرته يدخل في الباب الذي تسأل عنه من حيث عدم المطابقة بين المبتدأ والخبر في الإفراد، فقلت: "ما واف بعهدي أنتما ".

أما بالنسبة للعوامل فربما نخصص لها يوما، واعلم أن لها أبوابا في الألفية، وسوف يأتي ذكرها بالتأكيد.

بارك الله فيك

عمر المطر

سلاف 06-12-2000 11:22 PM

أخي عمر
شكرا شكرا، وأرجو أن تستمر، وأتوقع لأخينا مجدي أن يلتحق بك في هذا الباب لنبوغه فيه.
ما كنت أحسب أن هناك فرقا بين (أراجع أنت) و (أأنت راجع) بل كنت أعتبر أن أنت هي المبتدأ في الحالين، إن كان ثمة اختلافا في المعنى فأرجو أن تجلوه مشكورا.

عمر مطر 07-12-2000 03:10 PM

أخي السلاف

الأخ مجدي سيدي وأستاذي، ولولا أن سمح لي ما كنت لأطرق هذا الباب بوجوده.

أما قولك في (أراجع أنت؟) فهو صحيح، ولكن هناك استثناءات تتعلق بحالة المبتدأ والخبر من حيث الإفراد والتثنية والجمع، سيأتي ذكرها في الدرس القادم -إن شاء الله-.


نعود الآن إلي الشرح، وقد وعدت أن أشرح الشاهد وأعربه، فإليكم:

فخيرٌ نحنُ عندَ الناسِ منكمْ
...... إذا الداعي المثوّب قال: يا لا

الشاهد:

بحره:
الوافر.

صاحبه:
زهير بن مسعود الضبّيّ.

مفرداته:
المثوّب؛ أي الداعي المشير بثوبه، قال يا لا؛ أي قال يا لفلان، وحذف الشاعر المستغاث به وأبقى اللام للدلالة على الاستغاثة.

معناه:
يقول: إننا خير منكم عند الناس إذا أراد المستغيث أن يستغيث بنا.

إعرابه:
فخيرٌ: الفاء حسب ما قبلها، و "خير" مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضم.
نحن: فاعل "خير" سدّ مسدّ الخبر.
عند: ظرف مكان منصوب متعلق ب"خير" وهو مضاف.
الناس: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسر.
منكم: جار ومجرور متعلق بـ"خير".
إذا: ظرف زمان يتضمّن معنى الشرط، مضاف إلى فعله متعلق بجوابه، وجواب مستقى من سياق الكلام.
الداعي: فاعل لفعل محذوف، يفسره الفعل الظاهر (قال) مرفوع وعلامة رفعه الضم المقدر على الياء للاستثقال، و الجملة الفعلية (قال الداعي) في محل جر بالإضافة.
المثوب: نعت لـ"الداعي" مرفوع.
قال: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر تقديره "هو"، والجملة تفسيرية.
يا: حرف نداء للاستغاثة.
لا: أي لفلان: اللام حرف جر زائد، وفلان منصوب محلا على أنه المنادى، والكلام مقول القول.

شهادته: في قوله " فخير نحن" حيث أتى الوصف مبتدأ من غير أن يسبقه نفي أو استفهام؛ وقد أجاز ذلك بعضهم وزعموا أن سيبويه أجازه على ضعف، والأصل نحن خير عند الناس منكم.

فائدة: "خير" اسم تفضل يأخذ فاعلا: أي أنه من العوامل، وأصل "خير" اسم التفضيل "أخير" ولكن لكثرة استخدامها، اسقطت الهمزة، فاصبحت "خير"، وكذلك "شر" فهي أيضا اسم تفضيل.

أرجو أن أكون قد وفقت لشرح وإعراب البيت على وجه بسيط يفهمه الجميع.

والسلام عليكم

خرنق 08-12-2000 02:15 AM

جزاك الله خيرا
عندي سؤال بسيط وهو:
- كنت أعتقد دائما بأن ، الضمة والفتحة والكسرة هي حركات أو علامات الإعراب، وأن الضم والفتح والكسر هي حالات، بمعنى: أنني أقول مثلا: تنوين الضم، والفتح،والكسر، لكني أقول:
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة، أو مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة، واسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة، فهل ثمة فرق بين الضمةوالضم، والفتحة والفتح، والكسرة والكسر؟
وعذرا على هذا السؤال البسيط؟

عمر مطر 10-12-2000 08:30 PM

يقول ابن مالك -رحمه الله- في ألفيته:

والثانِ مبتداً، وذا الوصفُ خبرْ..... إن في سوى الإفراد طبقا استقرْ


الشرح:

للعامل (الوصف) مع الفاعل حالتان؛ إما أن يتطابقا في الإفراد أو التثنية أو الجمع، أو لا يتطابقا.

فإن تطابقا:
1. إفراداً؛ نحو "أراجع أنت؟"، جاز فيه وجهان؛ الأول: أن يكون العامل (الوصف) مبتدأ، وما بعده فاعل سد مسد الخبر، والثاني: أن يكون ما بعده مبتدأ مؤخرا، ويكون الوصف خبرا مقدما.

مثال ذلك قوله –تعالى-: "أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم" (سورة مريم:46) فيجوز أن يكون "أراغب" مبتدأ، و"أنت" فاعل سد مسد الخبر، ويحتمل أن يكون "أنت" مبتدأ مؤخرا، و"أراغب" خبرا مقدما، ولكن الأول أولى حيث أن قوله -تعالى-: "عن آلهتي" معمول لـ "راغب" ولا يلزم الفصل بين العامل والمعمول.

2. تثنية؛ نحو "أقائمان الزيدان؟"، أو جمعا؛ نحو "أقائمون الزيدون؟" وهذا قصد المؤلف حين قال: "إن في سوى الإفراد طبقا استقر"، وعندها يتقدم الخبر على المبتدأ.

فإن لم يتطابقا ففيه قسمان؛ ممنوع وجائز، أما الممنوع فهو نحو "أقائمان زيد؟" أو "أقائمون زيد؟"، وأما الجائز فهو نحو "أقائم الزيدان؟" و "أقائم الزيدون؟"، وعندها يكون الوصف (العامل) مبتدأ، وما بعده فاعل سد مسد الخبر.

********
أخي الخرنق

لا فرق بين قولنا مرفوع بالضم أو بالضمة، كما أننا نقول تنوين الضم أو تنوين الضمة.

أخي السلاف

أرجو أن يكون تبين لك جواب سؤالك، واعلم أن هذه الحالة في الاستفهام والنفي فقط على الغالب، وأقول على الغالب لأن المؤلف قال: "وقد....يجوز نحو فائز أولو الرشد".

عمر مطر

خرنق 11-12-2000 05:04 AM

بارك الله فيك أخي....
1- ما السبب في عدم مجئ الوصف مبتدأ، في حال التطابق في غير الإفراد؟
2- وما السبب في عدم مجئ الوصف خبرا، في حال عدم التطابق الجائز بين الوصف والفاعل؟

-تمرين للإعراب :
" والملائكة بعد ذلك ظهير"
سورة التحريم: 4
والسلام عليكم

عمر مطر 12-12-2000 04:01 AM

أخي الخرنق

- السبب في عدم مجئ الوصف مبتدأٌ في حال التطابق في غير الإفراد: هو أن العامل في الفاعل لا تتصل به علامة تثنية ولا جمع على الفصيح من لغات العرب، نحو: " أقائمون إخوانك؟"، فلو كانت "قائمون" مبتدأُ، لتعين عليها التجرد من علامة الجمع، وهي الواو والنون في هذه الحال، أما أنها اتصلت بعلامات الجمع، فهذا يخبر أنها أتت خبرا مقدما، لا وصفا عاملا في فاعله.

- أما السبب في عدم مجئ الوصف خبرا في حال عدم التطابق الجائز بين الوصف والفاعل: فهو أنه لايجوز الإخبار بالمفرد عن المثنى والجمع، نحو: " أقائم الزيدان؟"، فإن "قائم"إذا كانت خبرا مقدما، يتعين عليها أن تتصل بعلامة الجمع، فنقول: "قائمون".

- أما بالنسبة للآية " والملائكة بعد ذلك ظهير" ، فسأتيك إعرابها وحكم الاستشهاد بها.

عمر مطر

خرنق 12-12-2000 04:07 AM

جزاك الله خيرا أخي، وبانتظار الرد على أحر من الجمر....

عمر مطر 12-12-2000 02:52 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الخرنق

كنت أتمنى أن يكون بين يدي شرحا (شرحي سابقا) ابن عقيل وابن هشام حتى أوثق نقلي عنهما، ولكني في العمل الآن، ولا يسعفني إلا ذاكرتي

كما قلنا سابقا فإن العامل (الوصف) لا يكون مبتدأ إلا في الاستفهام والنفي، نحو "أقائم الزيدان؟" و "غير قائم الزيدان"، وذكرنا أن ابن مالك أشار إلى الجواز في قوله: "يجوز نحو فائزٌ أولو الرشد"، وبهذا فقد نقل رأي الأخفش والكوفيين الذين استشهدوا بالبيت التالي:

خبيرٌ بنو لِهبٍ فلا تكُ ملغيا ... مقالة لهبيٍ إذا الطير مرتِ

وهنا يبدو لنا أن العامل (خبير) قد أتي خبرا، ولولا أنه كان عاملا لكان لزاما علينا أن نقول (خبيرون بنو لهب)، وهذا شاهدهم على الجواز الذي نقله ابن عقيل.

إلا أن ابن هشام أنكر هذا الشاهد بقوله أن خبير هنا ليست عاملا، ولكنها مصدر على وزن فعيل، والمصدر ليس عاملا فلا يجمع في مثل هذا الموقع.

وأتى ابن هشام بشاهد على مثل هذا؛ أي أن يكون المصدر خبرا، قوله تعالى: "والملائكة بعد ذلك ظهير"، فلو كان اسم فاعل أو ما سد مسده (أي صيغة مبالغة) لكانت (ظهير) جمعا؛ أي الملائكة ظهيرون.

وهذا ما استشهد به ابن هشام ، أما إعراب الآية فهو كالتالي؛ (الملائكة) مبتدأ، و(بعد) ظرف زمان وهو مضاف، (ذلك) مضاف إليه، والمضاف والمضاف إليه متعلقان بـ(الملائكة)، و(ظهير) خبر الملائكة.

عمر مطر

عمر مطر 13-12-2000 04:01 AM

ثم قال ابن مالك:

ورفعوا مبتدأ بالابتدا .... كذاك رفع خبرٍ بالمبتدا

الشرح:

ذكر المؤلف أن سبب رفع المبتدأ هو الابتداء، وهذا عامل معنوي.
ويرفع الخبر بالمبتدأ، فالعامل هنا لفظي.

وقيل: المبتدأ والخبر مرفوعان بالابتداء، وقيل: المبتدأ والخبر ترافعا؛ أي رفع كل منهما الآخر، والخلاف مما لا ظائل فيه.

عمر مطر

atef 13-12-2000 09:19 AM

أخي عمر، أليس الصواب أن نقول مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة، وليس مرفوعًا بالضمة؛ لأني قرأت في ردك على أخينا خزنق قلت "مرفوع بالضمة"؟ وأرجو المعذرة.

عمر مطر 13-12-2000 02:32 PM

جزاك الله خيرا أخ عاطف

الصواب أن نقول: "مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة"، ولكننا كثيرا ما نختصر فنقول: "مبتدأ مرفوع بالضمة".

عمر مطر

خرنق 16-12-2000 04:24 AM

الأخ الكريم عمر مطر.... :
أين أنت يا أخي؟ أتحفنا بدرس من الألفية فنحن بانتظاره، جزاك الله خيرا... .

سلاف 16-12-2000 11:28 AM

أخ عمر:
كنت أتمنى أن يكون بين يدي شرحي (شرحا )ابن عقيل وابن هشام حتى أوثق نقلي عنهما، ولكني في العمل الآن، ولا يسعفني إلا ذاكرتي !!



عمر مطر 18-12-2000 03:47 AM


3. الخبر: حقيقته ونوعاه:

يقول ابن مالك -رحمه الله-:

والخبرُ: الجزءُ المتمُّ الفائدَه،
.......................... كاللهُ برٌّ، والأيادي شاهِدَه

يقول المؤلف أن الخبر هو الجزء المكمل للفائدة، والأصح أن الخبر هو الجزء الذي حصلت به -مع المبتدأ- الفائدة، وبذلك يخرج فاعل الفعل من التعريف حيث أنه –وإن تمت به الفائدة- لا يجمع مع المبتدأ ليتم الفائدة.

ثم قال:

ومفرداً يأتي، ويأتي جُملهْ
....................... حاويةً معنى الذي سيقت لهْ
وإن تكن إياه معنىً اكتفى
...................... بها: كنطقي اللهُ حسبي وكفى

ينقسم الخبر إلى: مفرد، وجملة، وسيأتي الكلام عن المفرد في الأبيات القادمة.

أما الجملة فإما أن تكون هي المبتدأ بالمعنى ؛ نحو "هو الله أحد"، أو لا تكون.

فإن لم تكن، وجب عليها أن تحتوي معنى المبتدأ؛ وذلك قول المؤلف: "حاوية معنى الذي سيقت له"، ويكون ذلك إما بإعادة المبتدأ بلفظه؛ نحو قوله تعالى: "الحاقة، ما الحاقة"، أو بضمير يرجع إلى المبتدأ؛ نحو "زيد قائم أبوه"، أو بضمير مقدر، نحو " السمن منوان بدرهم"، بتقدير منوان منه بدرهم، أو باسم إشارة إلى المبتدأ، نحو "ولباسُ التقوى ذلك خير" بقراءة من رفع "لباس"، أو بذكر عموم يدخل تحته المبتدأ، نحو "زيدٌ نعم الرجل"، أو أن تكون الجملة فيها معنى المبتدأ، نحو "والذين يمسِّكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين"، ذلك أن المصلحين في المعنى، هم الذين يمسكون بالكتاب.

ملاحظة: سوف ألخص الحوار الذي يدور في هذا الشرح بشكل مبسط جدا حالما ننتهي من الباب قبل أن نبدأ الباب التالي -إن شاء الله-.

تمرين:
قال تعالى: "إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا"، هذه الآية تدخل تحت باب الإخبار بالجملة، فأي أنواع الإخبار هي؟

خرنق 21-12-2000 12:37 AM

الجواب:
الخبر هنا:{إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا}
نوعه: جملة فيها معنى المبتدأ، وذلك لأن "من أحسن عملا" في المعنى هم الذين آمنوا. والله أعلم.


شاهد على ما شرح سابقا:

يقول ابن ميادة، الرَّماح بن أبرد:
ألا ليت شعري هل إلى أم جحدر.... سبيل؟ فأما الصبرُ عنها فلا صبرا

فـ (الصبرُ) هنا مبتدأ
وجملة (لا صبرا): في محل رفع خبر المبتدأ "الصبر".


جزاك الله خيرا يا أخي عمر، وعذرا على فترة الانقطاع الماضية فأنت أدرى بالوقت في رمضان، ونسأل الله أن يبارك لنا في أوقاتنا، آمين

عموما نحن في انتظار المزيد... .
والسلام عليكم.

جمان 30-12-2000 12:40 AM

السلام عليكم
الجمان ضيف جديد عليكم وعسى الا يكون ثقيلا..
في البداية أود أن أسلم على الجميع وأبارك لكم بالعيد
فكل عام وانتم بخير
اطلعت مؤخرا على حوار الخيمة الأدبي فجزاكم الله خيرا على جهودكم
ثانيا: اشكر الاخ عمر مطر على مجهوده في شرح الألفية...
ولكن لدي فيما قرأت بعض الإشكالات..
أولا:في قولك أن كلمة(خبير)في جملة (خبير بنو لهب)فهل هي عاملة أم لا؟؟؟؟ وإذا كانت ليست عاملة فما إعراب (بنو)..
كذلك بالنسبة لكلمة ظهير..
وإذا أخذنا بالرأي الذي يقول بأن المشتقات اشتقت عن الفعل،،فإنه يجوز أن يبدأبالفعل مذكرا أو مؤنثا
كقولنا:حضر النساء،،،،،،وحضرت النساء
وقولنا:جاء الرجال،،،،ولا نقول جاءوا الرجال
فكيف نقول:خبيرون بني لهب؟؟؟
وشكرا جزيلا

عمر مطر 05-01-2001 04:14 PM

الأخ جمان -حفظه الله-:

أعتذر عن الانقطاع، ولكن الظروف أشغلتني قليلا، وها أنا أعود لأتابع شرح الألفية.

أما خبير وظهير فهما صيغتا مبالغة من اسمي الفاعل خابر وظاهر، وبذلك فهما يعملان عمل اسمي الفاعل.

يَقُولُ سيبويه: تأتي المبالغة من اسم الفاعل بصيغة "فَعُول" و "فعَّال" و "مفْعَال" و "فعِل" وقد جَاء "فَعِيل" كَرحِيم، وعَلِيم، وقَدِير، وسَمِيع، وبَصِير، و "فعِل" أَقَلُّ مِنْ "فَعِيل" بكثير. مثل: "دَرَّاك" و "سأّر" من أدْرَكَ وأَسْأَرَ، و "معْطاء" و "مهْوَان" من أعْطَى، وأَهانَ، و "سمِيع" و "نذير" من أَسْمَعَ وأَنْذَرَ، فما أتى على هذه الصِّيغِ تَعْمَلُ عَملَ اسمِ الفاعِلِ.


يتبع ...

جمان 05-01-2001 05:52 PM

السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله عنا خيرا يا أخ عمر ..وها أنا انتظر بفارغ الصبر بقية الموضوع
كما أريد أن أضيف استفسارا بخصوص تقديم الخبر على المبتدأوجواز ذلك وجوابه وضوابطه..ولا أريد سبق الأحداث فلربما كان بنيتك التحدث عن ذلك مستقبلا..
على كل السؤال هو:شرح البيت القائل:
ولا يجوز الابتدا بالنكرة ما لم تفد كعند زيد نمرة
واذا كنت ستتحدث عن ذلك فأرجو منك السماح على العجلة..ولكني ظننت أنه من المناسب التحدث في هذا الموضوع

وشكرا جزيلا لك على افادتك لنا وعلى سبقك في هذا الموضوع على الانترنت


majdi 05-01-2001 07:55 PM

بقي من صيغ المبالغة فُعَلَة كرُحَلَة لكثير الترحال وجُلَسَة لكثير الجلوس والكثيرون يقعون في الخطأ فيقرءونها ر ِحْلة.

عمر مطر 05-01-2001 10:35 PM

أخي مجدي

بما أنك ذكرت فعلة، فلم لا نذكر باقي صيغ المبالغة.

صِيَغ لمبالغة الفَاعل قَليلة الاستعمال:
(1) فَاعُول كـ "فارُوق".
(2) فِعِّيل كـ "صِدّيق".
(3) فَعَّالَة كـ "عَلاَّمَة" و "فهَّامة".
(4) فُعَلَة كـ "ضُحكَة" و "ضجَعَة"، أو كما قال الأخ مجدي "رُحَلة".
(5) مِفْعِيل كـ "مِعْطِير"

وأعتقد أن هذه الأخيرة لا تعمل عمل الفاعل، أليس كذلك أخي مجدي؟

الأخ جمان
لم نصل بعد للابتداء بالنكرة، وهو ما أنوي التحدث عنه قريبا -إن شاء الله-.


majdi 06-01-2001 12:03 AM

نعم صحيح, ولم أقصد الحصر بل نبهت على ما بقي من المهمات للشاعر ليس لطالب النحو.
بل ما زال هناك ما لم يذكره صاحب معجم القواعد مثلا: فُعال= كُبار وبالتشديد أيضا فعّال=كُبّار, قال تعالى: ومكروا مكرا كبّارا وقيل بقراءة من غير تشديد قراءة مجاهد وغيره. فهاتان للمبالغة من أسماء الفاعلين, ومما زيدت فيه الهاء للمبالغة فاعلة كرجل راوية وفعولة كرجل لجوجة ومفعالة كرجل مجذامة إن كان سريع القطع للمودة وغيرها ومعزابة تأتي لعدة معان. وغير هذه


جمان 06-01-2001 10:04 AM

السلام عليكم مجددا ..أشكر الأخ عمر على ما أوضحه لي من أوزان صيغ المبالغة المختلفة..لكن حتى الآن لم أفهم الجواب لماذا لم تأت (خبير)مبتدأ و(بنو)فاعل سد مسد الخبر إذا كانت عاملة...فلماذا قلت أخي أنها خبر مقدم مع عدم وجود حاجة لذلك..
,إذا كانت خبرا و(بنو)مبتدأ فكان الأولى أن نقول(كما شرحت سابقا للأخ خرنق)خبيرون بنو لهب..وبما أن هذه الحالة لا تستقيم في العربية فلا أرى وجه الاستشهاد بإعرابهم لها أنها خبر مقدم..بل الأولى كما أسلفت أن نعربها مبتدأ...
وفي قولك (خبيرون بني لهب) على أي أساس ختمت كلمة(بني )بالياء وأرجح أنك اعتبرتها مضافأإليه..فالصحيح أن نقول(خبيرو بني لهب)لأن النون تحذف عند الإضافة...وإذا كان لديكم تفسير آخر لها فأفيدونا جزاكم الله خيرا..
عذرا على ثقل الدم لكن قد يكون فهمي أثقل من فهمكم بحكم السن..فلربما أني أصغر من أحدكم بخمس سنوات على الأقل وسامحونا
وأرجو مراعاة ذلك
وتقبلوا فائق التحايا من أخيكم الصغير:جمان

جمان 06-01-2001 10:12 AM

السلام عليكم ..لو سمحتم لي بسؤال ربمايكون سخيفاوبسيطا...
هل بالإمكان أن توضح لي أخي عمر ماذا قصدت بقولك(معمولا)في إعراب الىية الكريمة(أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم)..فقد ذكرت أن (عن آلهتي )جاءت معمولا لكلمة(راغب)فهل يأتي المعمول جارا ومجرورا(شبه جملة) فالذي أعرفه أن المعمول يأتي عادة اسما ظاهرا أو مضمرا أويأتي مصدرا صريحا أو مؤولا...هذا طبعا في حال إعراب (أنت ) مبتدأم}خرا ..وليس في حال إعرابها فاعل لاسم الفاعل (راغب).
أرجو منكم الإفادة وشكر الله جهودكم وسعة صدركم..
أخوكم جمان

عمر مطر 08-01-2001 04:06 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي جمان:

قد تكون أصغر من أحدنا بخمس سنوات على الأقل، ولكن هذا لا يمنع أن تكون اليلمعي الذي يظهر على الخوافي.

أما بالنسبة لجملة "خبير بني لهب" التي انفردت بالجر، فقد سقطت سهوا، والصحيح "خبير بنو لهب"، فشكرا.

نقول أن الوصف (العامل) لا يكون مبتدأ إلا في الاستفهام والنفي، وقد أجاز الأخفش والكوفيون الابتداء بالوصف دون نفي أو استفهام، كما أشار ابن مالك بقوله: "فائز أولو الرشد"، وقد استدلوا على ذلك ببيت "خبير بنو لهب"، فتكون خبير مبتدأ، و"بنو" فاعل سد مسد الخبر، ذلك على أن تكون خبير مبالغة اسم الفاعل، ولولا كونها مبتدأ -وهي عاملة- لوجب علينا جمعها، فنقول: "خبيرون بنو لهب"، لأن الخبر تابع للمبتدأ.

ثم ذكرنا أن الاستدال على ما ذهبوا إليه بهذا البيت لا يستقيم عند مخالفيهم، وأن ابن هشام -في شرحه للألفية- ذكر أن "خبير" هنا هي مصدر وليست مبالغة اسم الفاعل التي يعدها كذلك من استدل بالبيت، ثم أتى بالأية الكريمة -والملائكة بعد ذلك ظهير- استدلالا على كون "خبير" في هذا السياق مصدرا لا اسم فاعل، ومن هنا أعربوها خبرا، و"بنو" مبتدأ مؤخرا.

ونحن في هذا الشرح لا نتعدى أن نذكر الآراء المختلفة، أما إن كان سؤالك عن سبب عدم جواز الابتداء بالوصف من دون نفي أو استفهام، أو حتى سبب إجازة سيبويه لها على ضعف، فإن ذلك ما جرى عليه كلام العرب، واختلاف المدرستين على جوازه دليل على أنه ليس في النحو ما يمنعه إلا أن يكون مما لم يجري في كلام العرب، والله أعلم.

عمر مطر

عمر مطر 10-01-2001 03:00 AM

أخي جمان:

ربما كان علي أن أذكر في تعليلي السابق أنه لا يجوز الابتداء بنكرة إلا إذا أفادت، وحيث أننا لم نتكلم عن الابتداء بنكرة فإنني لن أتوسع هنا، فالنية أن يكون الدرس بعد القادم عنها -إن شاء الله-، فلعلك تستعين بهذه القاعدة في فهمك لسبب عدم جواز كون "خبير" مبتدأ عند البصريين.

للعلم فقط، فإني أشتم فيك رائحة اليمن، فلا أعلم غير أهل اليمن يقول: تقبلوا التحايا.

عمر مطر

عمر مطر 10-01-2001 04:16 AM

ثم يقول ابن مالك:

والمفردُ الجامدُ فارغٌ، وإنْ
....................... يشتقَّ فهْو ذو ضميرٍ مُستكِنّْ

تحدثنا في الدرس السابق عن المفرد إذا كان جملة، وأما المفرد فهو نوعان: جامد ومشتق.

والمقصود بالمشتق الذي يجري مجرى الفعل: كاسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، واسم التفضيل، ولا يقصد بها باقي المشتقات التي لا تجري مجرى الفعل: كاسمي الزمان والمكان، واسم الآلة.

فإن كان مشتقا بهذا المفهوم فإنه يتحمل ضميرا: والمقصود بالتحمل للضمير هنا أي أنه يرفع ضميرا مستترا، إن لم يرفع ظاهرا، حيث أنه إذا رفع ظاهرا لم يكن هناك سبب لتقدير الضمير، نحو "زيدٌ قائمٌ" فيتحمل المشتق "قائم" ضميرا تقديره "هو"، حيث أنه لم يرفع ظاهرا.

أما المفرد الجامد، أي غير الجاري مجرى الفعل، فلا يتحمل ضميرا، نحو "زيدٌ أخوك" ، فلا نقدر ضميرا ونقول "زيدٌ أخوك هو"، ونحو "هذا مرمى زيد"، فمرمى مشتق لكنه لا يجري مجرى الفعل، فلذلك لا نقدر له ضميرا.

ثم نقول أن المشتق يتحمل ضميرا إذا لم يرفع ظاهرا، فإن هو رفع ظاهرا فلا يتحمل، نحو "زيدٌ قائم غلاماه"، حيث المشتق رفع فاعلا –غلاماه- فلم يتحمل ضميرا.

عمر مطر

خرنق 11-01-2001 03:16 AM

الأخ الكريم جمان:
حياك الله ضيفا جديدا بيننا وأخا متميزا بأسئلتك ليست السهلة والمتجددة دائما، وجزاك الله خيرا فقد فتحت لنا آفاقا لم تكن قد تعمقت بعد، ولم أكن لأفهمها بشكل جيد، وقد كنت متابعا للحوار، فواصل أخي بارك الله فيك ...

الأخ عمر مطر:
جزاك الله خيرا على توضيحك لما مضى، وإن كنت أنتظر المزيد من المادة العلمية من الألفية، فمتى ستواصل؟؟؟
أمر آخر وهو أنني أود أن تركز الأفكار في نقاط مرتبة مركزة أكثر حتى يتسنى لنا مراجعة الفكرة بشكل واضح وميسر، وجزاكم الله خيرا....

أخوكم خرنق

جمان 14-01-2001 10:54 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعا ورحمة الله..
الأخ الفاضل :عمر مطر
جزاك الله خيرا على توضيحك وشرحك ..وبذلك هذا المجهود في خدمة نحونا العربي ..
كما أني أشهد لك بأنك لماح وتلقطها على الطاير(كما يقولون)
فأنا يمني وأعتز بذلك فكماجاء في الخبر العلم شامي أو يماني)
وحياك الله أخي خرنق وشكرا على طيب ملاقاتك..


في جملة الأخ عمر الشلرحة التي تقول أما المفرد الجامد الجاري مجرى الفعل).زيوجد بها لبس أو أظنها سقطت سهوا ..فقد قلت أخي في تعريف المشتق:أنه يجري مجرى الفعل،،ثم ذكرت ذلك مجددا في تعريف الجامد..فأظنط تريد القول:الذي لا يجري مجرى الفعل..
فأرجو توضيح هذا الإشكال وجزاكم الله خيرا..
وهناك سؤال آخر:هل سيكون هناك وقت محدد لحفظ الابيات فأحب شخصيا أن يشاركني أحد في الحفظ أو أن نتعاهد على حفظها...
كما أني سعيد جدا بمشاركتكم والتواصل معكم..
وتقبلوا(فائق التحايا)من:جمان
والسلام عليكم

جمان 14-01-2001 11:01 AM

عفوا فأنا لم أقصد وضع الوجه الحزين وإنما قصدت وضع النقطتين الراسيتين ثم أفتح بعدهما قوسا ...ونسيت وضع مسافة بينهما

عذرا عذرا..وجعل الله أيامكم كلها سعادة

جمان 03-02-2001 09:08 AM

السلام عليكم..
أخي عمر..أتحفنا بالمزيد ..فنحن ننتظر على أحر من الجمر
وكما قيل : قليل دائم خير من كثير منقطع..


بانتظار دروسك يا شيخنا الفاضل
تلميذك:جمان

عمر مطر 03-02-2001 01:16 PM

أعتذر يا جمان عن هذا التقصير، وسوف يأتيك شرح الإخبار بالظرف والجار والمجرور في السويعات القليلة القادمة إن شاء الله.

أما الجامد فهو الذي لا يجري مجرى الفعل ( سقطت سهوا).

بارك الله فيك على التذكير.

عمر مطر

عمر مطر 03-02-2001 02:27 PM

الإخبار بالظرف أو بالجار والمجرور

يقول ابن مالك - رحمه الله-:

وأخبروا بظرف أو بحرف جر
....................... ناوين معنى "كائن" أو "استقر"

تكلم الناظم عن الإخبار بالمفرد، ثم عن الإخبار بالجملة، وهو الآن وصل إلى الإخبار بالظرف و الجار والمجرور، وفي هذا الباب تقدير محذوف واجب الحذف هو "كائن" أو "استقر"، فإن قدّر "كائن" أو "مستقر" كانا من باب الإخبار بالمفرد، وإن قدر "استقر" أو "يستقر" فهما من باب الإخبار بالجملة.

وقد يظهر المقدر شذوذا، نحو قول الشاعر:

لك العزُّ إن مولاك عزّ، وإن يهن ..... فأنت لدى بحبوحةِ العيشِ كائنُ

ملاحظة: وجوب حذف عامل الظرف والجار والمجرور لا تقتصر على الخبر، وإنما تكون أيضا في الصفة والحال، نحو "مررت بزيد في الدار" وتقدير المحذوف هنا "مررت بزيد مستقرا في الدار"، وفي الصلة، نحو "جاء الذي في الدار"، والمحذوف في الصلة لا يقدر إلا بفعل فنقول: "جاء الذي استقر في الدار".

ثم قال ابن مالك:

ولا يكون اسم زمان خبرا
..................... عن جثة، وإن يفد فأخبرا

معروف أن ظرف المكان يفيد الإخبار عن الجثة (الذات)، نحو "زيد عندك"، أو عن المعنى، نحو "القتال عندك"، أما ظرف الزمان فلا يخبر به إلا عن المعنى فيكون منصوبا أو مجرورا بفي، فلا نقول: "زيد الليلة"، إلا أن تفيد الجثة معنى بإحدى الجوازات التالية:

1. أن يتخصص ظرف الزمان:
أ- بنعت، نحو "نحن في شهر كريم"،
ب- أو بالإضافة، نحو "نحن في شهر الخير"،
ت- أو بالعلمية، نحو "نحن في رمضان"،
ويلزم في هذه الثلاثة جر ظرف الزمان بفي.
2. أن يكون المبتدأ الجثة مما يتجدد مع الوقت أو أن يظهر بأوقات دون أوقات، فيحمل بذلك معنى إضافة لذاته، نحو "البرتقال شهور الشتاء".
3. أن يكون المبتدأ الجثة صالحا لتقدير مضاف قبله تدل عليه القرائن، بحيث يكون المضاف أمرا معنويا مناسبا، كأن يلزم الرجل بيته للراحة، فيعرض له صديق الذهاب إلى السوق، فيقول: " البيت اليوم، والسوق غدا"، وإنما أراد "لزوم البيت اليوم، والذهاب إلى السوق غدا".

خرنق 04-02-2001 03:11 AM

جزاك الله خيرا
قرأت في شرح ابن هشام لهذا الباب جملة لم أفهمها، وبحثت بين سطور شرحك ... علي أجد توضيحا لها لكني لم أجد، وسأوافيك بها، وحبذا لو وافيتني بشرحها وإيضاحها، وجزاك الله خيرا.....

يقول ابن هشام في باب المبتدأ والخبر: وقوع الخبر جملة:

ويقع الخبر ظرفا، نحو: {والركب أسفل منكم}، ومجرورا نحو: {الحمد للهْْ}،والصحيح أن الخبر في الحقيقة متعلقهما المحذوف، تقديره كائن أو مستقر، وأن الضمير الذي كان فيه انتقل إلى الظرف والمجرور كقوله:

فإن يك جثماني بأرض سواكم ,,,, فإن فؤادي عندك الدهر أجمع

والحقيقة لم أفهم الجملة الأخيرة: "وأن الضمير ..... إلخ "، فهلا أفدتني ؟؟؟
جزاك الله خيرا

جمان 04-02-2001 09:27 PM

السلام عليكم..
أخي عمر وأخي خرنق ..جزاكما الله كل خير على جهودكما وعطائكما..ولو تفضلتما وسمحتما لي بإضافة ..ألا وهي:
أنه ليس في كل الحالات يكون الجار والمجرور أو الظرف متعلقين بخبر محذوف ..وإنماهناك حالة أخرى وذلك كما في قولنا مثلا:
زيد في اجتهاد..فإننا نستطيع هنا أن نقدر الكلام بقولنا:زيد مجتهد..فتعرب مجتهد خبرا.
هذه الحالة لا تأتي إلا إذا استطعنا أن نقدر الجار والمجرور أو الخبر..لأنه لا يستقيم المعنى بقولنا زيد كائن في اجتهاد.....
أما إذا لم نستطع التتقدير كقولنا: زيد في الصف مثلا..فإننا نعربه جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف وجوبا تقديره كائن أو مستقر كما أسلفتم..

أنتظر الرد للتأكد من صحة معلوماتي..
مع الشكر الجزيل


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.