الشّحَوِيّ
 

هذه أبيات جاءت عفو الخاطر في تبادل على المسنجر مع صديق منه الأكثر ومني الأقل،
وأود أن أقدمه لكم فهو شيخ، شاعر - رغم أنه ينفي ذلك - نحوي
لا يدخل المنتديات، ولكني سأواصل نقل ما أستطيع من حواراتي معه، ومما يتفضل به علي من قراح علمه، ما لم يعترض.
وسأدعوه الشحوي تركيبا من الشاعر النحوي. وسأدعو هذه المشاركة باسمه إنصافا له، فله فيها أكبر الفضل.
كم تذكرني هذه الأبيات بأخي مجدي، كأنه قائلها
وأستبق تعليق أخي جمال لأقول نعم اجتثت أبيات في المقدمة وأخرى في الخاتمة (أحمد )، مع تصريع أحد الأبيات كمطلع، أتوقع أن تكون هذه الأبيات مفتاحا للعديد من المعارضات. والتنكيت وربما التبكيت، وهذا ينسجم مع شخصية الشحوي الرائعة.


موْ تي بقلبك يا حبيب جميل

................نعم الصبوح به ونعم مقيلُ

إن شئت تطردني فأنت محكم

......................لكن حبي شافعٌ وسبيلُ
:
بالله خذني وضعني حيثما أمرت

.................أوامر الحب لا قالٌ ولا قيلُ

أكن إذا شئت منديلا يعطره

.................نفح الشذى فلديه منك تقبيل

وإن أردت قميصا تلك مرتبة

................فيها الحبيبان حضّانٌ ومشمولُ

مع ملاحظة أن أول بيتين جاءا من الكامل والبقية من البسيط، ولعل هذا راجع إلى القرابة الشديدة بينهماحيث يمكن أن يعبر عن تفاعيل
الكامل بالوزن: مستفعلن فعِلُن مُتَفْعِلُ فعْلُنْ
والبسيط بالوزن:مستفعلن فعِلن متفعلُن فعْلُن

وتكاد الأذن لا تنكر هذا التجانس. وقد كان هذا آنيا عبر المسنجر فآثرت إبقاءه على حاله.

بعد كتابة المشاركة الآنفة خطر ببالي أن أعرف معنى الشحوي فرجعت إلى لسان العرب وإلى المجرد شحا فيه ،راجيا من صديقي الشحوي أن يحمل لقبه على أفضل ما فيه. ورأيت أن أبسط ذلك هنا إتماما للفائدة: http://lexicons.sakhr.com/explainlis...=6&letterid=13

شَحا-لسان العرب


شحا

شَحا فاهُ يَشْحوه و يَشْحاه شَحْواً فتَحه . وشَحا فُوهُ يَشْحُو انفَتَحَ ، يَتعدَّى ولا يتَعدَّى . ابن الأَعرابي : شَحا فاهُ وشَحا فُوهُ و أَشْحى فاهُ و شَحَّى فُوه ، ولا يقال أَشْحى فُوهُ . ويقال : شَحا فاهُ يَشْحاهُ شَحْياً فتَحه ، وهو بالواو أَعرف . واللجامُ يَشْحى فمَ الفرس شَحْياً ؛ وأَنشد : كأَن فاها ، واللِّجامُ شاحِيهْ ،

جَنْبا غَبِيطٍ سَلِسٍ نَواحِيهْ

وجاءت الخيلُ شَواحِيَ و شاحِياتٍ فاتَحاتٍ أَفواهَها . وشَحا الرجلُ يَشْحُو شَحْواً : باعَد ما بينَ خُطاهُ . و الشَّحْوةُ الخَطْوةُ . ويقال للفرس إذا كان واسِعَ الذَّرْعِ : إنه لرَغِيب الشَّحْوةِ . وفي حديث علي ، ذكرَ فِتْنةً فقال لعمّارٍ : واللهِ لتَشْحُوَن فيها شَحْواً لا يُدْرِكُك الرجلُ السريعُ ؛ الشَّحْوُ سَعَةُ الخَطْوِ ، يريد بذلك تَسْعى فيها وتتَقَدَّم ؛ ومنه حديث كعب يصف فتنة قال : ويَكونُ فيها فَتىً من قُرَيْشٍ يَشْحُو فيها شَحْواً كَثيراً أَي يُمْعِنُ فيها ويتَوسَّعُ . ويقال : ناقةٌ شَحْوى أَي واسِعَةُ الخَطْو ؛ ومنه : أَنه كان للنبي ، فرس يقال لها الشَّحَاءُ كذا رُوي بالمدِّ وفُسِّرَ بالواسِعِ الخَطْوَة . وفرسٌ رَغِيبُ الشَّحْوةِ كثيرُ الأَخْذِ من الأَرض وفرسٌ بعيدُ الشَّحْوةِ أََي بعِيدُ الخَطْو . وجاءَنا شاحِياً أَي في غير حاجة ، وشاحِياً خاطِياً من الخَطْوة . وبيْرُ واسِعة الشَّحْوَة وضَيِّقَتُها أَي الفَمِ . و تَشَحَّى الرجلُ في السَّوْمِ : اسْتامَ بسِلْعَته وتَباعَدَ عن الحقِّ . أَبو سعيد : تَشَحَّى فلان على فلان إذا بَسَط لسانَهُ فيه ، وأَصله التَّوَسُّع في كلِّ شيءٍ . و شَحاةُ ماءٌ ، وكذلك شَحا ؛ قال : ساقي شَحا يميلُ مَيْلَ السَّكْرانْ

وقد قيل : إنما هو وَشْحى ، فاحتاج الشاعر فغَيَّره . الأَزهري : الفراء شَحا ماءَةٌ لبعض العرب ، يُكْتَب بالياء وإن شئتَ بالأَلف ، لأَنه يقال شَحَوْت و شحَيْت ولا تُجْرِيها ، تقول هذه شَحى ، فاعلم . قال ابن الأَعرابي : سَجا ، بالسين والجيم ، اسم بئرٍ ، قال : وماءَةٌ أُخرى يقال لها وَشْحى ، بفتح الواو وتسكين الشين ؛ قال الراجز : صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحى قَلِيباً سُكَّا

وقال ابن بري : شَحى اسم بئرٍ ؛ وأَنشد : ساقي شَحى يَميل مَيْلَ المَخْمُورْ

قال : وهذا قول الفراء ، قال : وقال ابن جني سُميت شَحى لأَنها كفَمٍ مَشْحُوٍّ قال ابن بري : وأَما ابن الأَعرابي فقال : هي سَجا بالسين والجيم ، قال : وهو الصحيح ، وقول الفراء غلط . و أَشْحى اسم موضع ؛ قال معن بن أَوس : قعْرِيَّة أَكَلَتْ أَشْحى ، ومَدْفَعُه

أَكْنافُ أَشْحى ، ولم تُعْقَلْ بأَقْيادِ

لله دركما .. أمتعانا

كتاب شعر فأحظى منكِ مرتبة
................ فوق السلاف وفضل السبق مجزول
ليَ التصافح والإمعان في نظرٍ
.................... أما القميص فحضان ومغسول
لي القراءة مِن فيها ولي أرب
.................. بالقطر من ريقها فالريق معسول
تـُلاعب الكفُّ أوراقي فإن وجدت
.................. شعر ابن غيث يزيد الفضلَ تقبيل

لله درّ ابن قطْرٍ في ترفّـعه
...............وذاك طبعٌ على الخيراتِ مجبولُ
قد جانسته من الأشياءِ رقّـتُها
..................ريقٌ وكفُّ ولم يخطئهُ تقبيلُ

لويت ذراعي يا سلاف، أنا أقول: "أما القميص فحضان ومغسول"، وأنت تقول: "على الخيرات مجبول"، ماذا أفعل الآن وقد كنت أعلنت الحرب.

إخواني الشعراء،

يقول السلاف:

بالله خذني وضعني حيثما أمرت

.................أوامر الحب لا قالٌ ولا قيلُ

أكن إذا شئت منديلا يعطره

.................نفح الشذى فلديه منك تقبيل

وإن أردت قميصا تلك مرتبة

................فيها الحبيبان حضّانٌ ومشمولُ


وقلنا:

كتاب شعر فأحظى منكِ مرتبة
................ فوق السلاف وفضل السبق مجزول
ليَ التصافح والإمعان في نظرٍ
.................... أما القميص فحضان ومغسول
لي القراءة مِن فيها ولي أرب
.................. بالقطر من ريقها فالريق معسول
تـُلاعب الكفُّ أوراقي فإن وجدت
.................. شعر ابن غيث يزيد الفضلَ تقبيل

فلو أن كل واحد منكم أتى فسطر ما يتمنى أن يكونه بين يدي الحبيبة، لانتهينا بصور جد رائعة، فما رأيكم؟