الأسرة الإسلامية بين الأصالة و التطور :
ليست الحكمة في مجابهة التحديات و بالانغلاق المستعصم و لا بالانفتاح المستسلم و لكن في المنهجية الواعية التي تميز بين الأصول و المقاصد الثابتة و بين التطورات الحضارية الحتمية
اما المقاصد و الأصول الثابتة :
فتكمن في العامل العقيدي و الأخلاقي الذي يثبت بثبوت سنة الله في الكون و شريعته في الأرض:
1 - سنة الله في الكون :
تتمثل في العامل الطبيعي الغريزي الذي يقتضي أن الفطرة الجنسية و التناسلية هي أساس الوجود البشري في الارض كما تقره الاية : (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا و نساء ..)) سورة النساء الاية 1
و المساس بهذا العامل الطبيعي المتكامل في ظواهره و أهدافه يؤدي الى افساد النسل أو انقطاعه كما يحدث عند فصل الشهوة عن ثمرتها و رفض الانجاب باستعمال وسائل التحديد و التعقيم و الاجهاض من دون مبرر مشروع كما هو سائد اليوم في كثير من البلدان الغربية مع النتائج المعروفة التي هي رفض الزواج و ضمور الاسرة و نقص الانجاب و تكاثر عدد الاطفال اللقطاء و هرم البنية السكانية و تناقص القوة العاملة المنتجة.
2 – شريعة الله في الارض :
ان الغريزة الجنسية و التناسلية تخضع لقانون المسؤولية الامنية الواعية التي تحدد للزوجين حقوقهم المتبادلة و الواجبات كما تعين للأسرة وظيفتها الاجتماعية كخلية أساسية تضمن حياة الافراد و تربيتهم و سعادتهم الوجودية داخل الاسرة و خارجها.
هذه الشرعية المقررة و هاته المقاييس الاخلاقية و القانونية الثابتة لا تمنع التعديلات الظرفية في الروابط العضوية و المادية ما دامت تلك التعديلات لا تقطع صلة الرحم و لا تخون مقاييس الاحسان و المودة و الرحمة و التعاضد.
و أما المتغيرات فغالبا ما ترجع الى العاملين الاقتصادي و الثقافي :
1- أما الاقتصادي فقد راينا كيف يؤثر في بنية الاسرة و حجمها و نوعية العلاقات بين افرادها و لا شك ان التقدم التكنولوجي الهائل و التحول الجذري في كيفيات و اساليب ووسائل الانتاج و التوزيع و الاستهلاك سيكون لها تأثيرا عميق في نظام الاسرة و نوعية روابطها . و من المستحيل أن يرجع الاقتصاد في المجتمعات الاسلامية الى ما كان عليه سابقا في المجتمعات البدوية و الريفية و الحضرية القديمة التي كانت مبنية على الانتاج المنزلي و العائلي و الحرفي و على المعاملات التجارية قصيرة المدى .
مهما كانت الانتماءات العقائدية و النظامية التي ينتسب اليها و يسير فيها الاقتصاد فان آفاق الاسرة تقع في عهد تسود فيه التكنولوجيا المتقدمة و تختص فيه الكفاءات و الخبرات العلمية و المهنية و تمتد فيه مدة التعليم و التكوين التي تشمل الذكور و الاناث سواء مما يجعل الاسرة تصوب طاقاتها البشرية و التقنية نحو المجتمع الكبير اكثر مما تستغلها لتقوية كيانها الداخلي و كثيرا ما يحدث أن افراد الأسرة يشتغلون في مرافق اقتصادية او وظيفية مختلفة و متباعدة .
الا ان هذا التباعد المهني لا يتناقض ابدا و ذلك بمقتضى الخلفيات الثابتة مع واجبات القرابة من صلة و تعاضد و احسان كما لا يتناقض مع وظيفة الاسرة كبيئة طبيعية و روحية و نفسية ينبت فيها الطفل و يترعرع و تتبادل فيها العواطف الودية و الخدمات المختلفة بين الصغار و الكبار و الاتراب . هذا ما تتميز به الاسرة الاسلامية مهما تغيرت علاقاتها المادة و مهما تطورت النظم الاقتصادية من حولها .
2- اما الثقافة :
في معناها الكامل الذي يجمع بين العلم و الثقافة العامة فلا بد لها ان تتغير مع التطور الحضاري و أن تؤثر في أحوال الاسرة و معنوياتها
__________________
مابعرف شو بدي قول الطاسة ضايعة
|