الدرس الثاني عشر
قول النبي صلى الله عليه وسلم ( قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنّة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم ، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصّائم اطيب عند الله من ريح المسك . للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه )
الشرح :
قوله صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، دال على أن الصيام لا يدخله الرياء فيكون كله لله تعالى ، ومن هنا أخبر تعالى أنه هو الذي يجزي به فدل على عظم الأجر . قوله : الصيام جنة يريد وقاية من الوقوع في الآثام ، وورد كجنّة أحدكم من القتال أي ما يقي به المقاتل نفسه من بيضة على الرأس أو درع على الجسم ولذا قال : مالم يخرقها أي بارتكاب الذنوب كالغيبه والنميمة مثلا . وقوله في هذا الحديث : فلا يرفث ولا يخب يريد لا يبطل ثواب صومه بالرفث وهو كل كلام يدل على الغريزة الجنسية ، والصخب الصياح برفع الصوت بالضحك وغيره من الكلام الباطل المثير للفتن والشر . وقوله :- لخلوف فم الصائم : يريد رائحة فم الصائم المتغيره بسبب الإمساك عن الطعام والشراب ساعات عديدة ، وقوله : إذا افطر فرح أي بفطره وهو فرح فطريّ لا تكلف فيه . وقوله : وإذا لقي ربه فرح بصومه أي إذا مات ودخل الجنة ورأى جزاء الصيام الذي كان سبب سعادته فرح بصيامه .
إرشادات للمربي :-
1- اقرأ الحديث بتأنٍ وكرّر قراءته مرّات حتى يحفظه أكثر المستمعين .
2- اقرأ الشرح بتأنٍ وبين المعاني بشرح مناسب للمستمعين حتى يفهموها .
3- علمهم أن العبادة نفعها متوقف على إحسانها وإحسانها أن تُـخْـلَـصَ كلها لله وأن تؤدي وفق ما بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
4- ذكرهم بأن للصيام سُنناً وهي السحور وتأخيره ، وتعجيل الفطر وكونه على رطب أو تمر .
5- علمهم أن صيام الأيام البيض كصيام الدهر ، وصيام ستة من سوال كصيام الدهر كذلك ، وأن صيام عرفة يكفر ذنوب سنتين وصيام عاشوراء يكفر ذنوب سنة ، إذ كل هذا ثابت بالسنة الشريفة الثابتة في الصحاح .
وقفه :-
قال سفيان بن عيينه : سمعت اعرابيا يقول عشية عرفه :- اللهم لا تحرمنى خير ما عندك لشر ما عندي ، وإن لم تقبل تعبى ونصبي فلا تحرمني أجر المصاب على مصيبته .
الحقاق
15/2/1425 هجري