الموضوع: جيران العرب 2
عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 30-03-2006, 04:33 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

تركيا ومعاهدتي سيفر و لوزان

تعتبر معاهدة سيفر التي تم توقيعها في 10/8/1920 من أقسى المعاهدات في التاريخ ، بين دول منتصرة ودولة مهزومة .. فقد شملت المعاهدة 13 فصلا و433 بندا .. و أهم فصولها الثاني والثالث اللذان يحددان في بنودهما حدود تركيا ووضعها السياسي ..

وقد أريد من تلك المعاهدة التي أوضحت مطامع الإمبريالية منها بشكل كامل ، خصوصا اذا عرفنا أنها جاءت بعد اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت معظم ولايات الدولة العثمانية فيما بين فرنسا وبريطانيا .. بل وفوق ذلك أرادت تمزيق تركيا نفسها ، وأبقت استانبول العاصمة تحت إدارة دولية مع قبول كل شروط الحلفاء ، وتدويل كل الأراضي المجاورة لاستانبول ..

وقد ذكرت المعاهدة بثلاث بنود هي ( 62، 63، 64) المسألة الكردية بخبث شديد ، فبعد أن نالت بريطانيا السيطرة على كردستان العراق ، من ضمن الاتفاقية ، اذ جاء بالبند (64) أنه اذا مر عام على هذه الاتفاقية و أراد الأكراد من خلال استفتاء أن يستقلوا فلهم ذلك ، على أن يكونوا تحت وصاية دولية !

أما فيما يخص إدارة اليونانيين لأزمير ، فقد تقرر عمل استفتاء لتقرير مصيرها بعد خمس سنوات . وتضمنت المعاهدة تنازل تركيا عن بعض الأراضي والجزر لليونان وايطاليا .. وعلى اعلان أرمينيا دولة مستقلة ، و إقرار تركيا بالانتدابات على سوريا وفلسطين والعراق ، وقبولها باستقلال العراق ومصر والحجاز .. وتنازلها عن حقوقها في قبرص ومراكش وتونس وليبيا ..

هذا وان كانت تلك المعاهدة قد وافقت عليها الدولة العثمانية .. فقد رفضتها جبهة عريضة من الأتراك (عاصمتها أنقرة) .. وبادروا للاتصال بالاتحاد السوفييتي ووقعوا معه اتفاق عسكري في 12/3/1921 ، ضمنت حكومة أنقرة الاطمئنان من الجبهة الشمالية ، كما تدفقت الأسلحة السوفييتية لها .. وهذا جعل الفرنسيين يسارعوا لعقد اتفاق مع أنقرة تنازلت فيه فرنسا عن المنطقة الشرقية ، ديار بكر وكليكية وماردين وطرسوس والاسكندرونة ومساحات لا بأس بها .

لقد كانت قضية التسابق للتنازلات لصالح تركيا ، وعقد الاتفاقيات معها ، ينبع من منافسات شديدة بين الدول الاستعمارية ، حتى لا يقوى طرف ضد آخر .. وقد استغلت حكومة أنقرة تلك التناقضات استغلالا جيدا مما جعلها تخوض حربا ضد اليونان منفردا ، كسبتها في النهاية تركيا .. و أفضت كل تلك التطورات الى معاهدة لوزان الشهيرة التي تم الاعتراف فيها بتركيا دولة جمهورية مستقلة وذلك في 24/3/1923 في لوزان بسويسرا .. مقابل اعتراف تركيا بعدم مطالبتها بكل ولاياتها السابقة .. والتنازل عن العراق وفلسطين وغيرهما ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس