مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 30-03-2006, 04:33 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

تركيا ومعاهدتي سيفر و لوزان

تعتبر معاهدة سيفر التي تم توقيعها في 10/8/1920 من أقسى المعاهدات في التاريخ ، بين دول منتصرة ودولة مهزومة .. فقد شملت المعاهدة 13 فصلا و433 بندا .. و أهم فصولها الثاني والثالث اللذان يحددان في بنودهما حدود تركيا ووضعها السياسي ..

وقد أريد من تلك المعاهدة التي أوضحت مطامع الإمبريالية منها بشكل كامل ، خصوصا اذا عرفنا أنها جاءت بعد اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت معظم ولايات الدولة العثمانية فيما بين فرنسا وبريطانيا .. بل وفوق ذلك أرادت تمزيق تركيا نفسها ، وأبقت استانبول العاصمة تحت إدارة دولية مع قبول كل شروط الحلفاء ، وتدويل كل الأراضي المجاورة لاستانبول ..

وقد ذكرت المعاهدة بثلاث بنود هي ( 62، 63، 64) المسألة الكردية بخبث شديد ، فبعد أن نالت بريطانيا السيطرة على كردستان العراق ، من ضمن الاتفاقية ، اذ جاء بالبند (64) أنه اذا مر عام على هذه الاتفاقية و أراد الأكراد من خلال استفتاء أن يستقلوا فلهم ذلك ، على أن يكونوا تحت وصاية دولية !

أما فيما يخص إدارة اليونانيين لأزمير ، فقد تقرر عمل استفتاء لتقرير مصيرها بعد خمس سنوات . وتضمنت المعاهدة تنازل تركيا عن بعض الأراضي والجزر لليونان وايطاليا .. وعلى اعلان أرمينيا دولة مستقلة ، و إقرار تركيا بالانتدابات على سوريا وفلسطين والعراق ، وقبولها باستقلال العراق ومصر والحجاز .. وتنازلها عن حقوقها في قبرص ومراكش وتونس وليبيا ..

هذا وان كانت تلك المعاهدة قد وافقت عليها الدولة العثمانية .. فقد رفضتها جبهة عريضة من الأتراك (عاصمتها أنقرة) .. وبادروا للاتصال بالاتحاد السوفييتي ووقعوا معه اتفاق عسكري في 12/3/1921 ، ضمنت حكومة أنقرة الاطمئنان من الجبهة الشمالية ، كما تدفقت الأسلحة السوفييتية لها .. وهذا جعل الفرنسيين يسارعوا لعقد اتفاق مع أنقرة تنازلت فيه فرنسا عن المنطقة الشرقية ، ديار بكر وكليكية وماردين وطرسوس والاسكندرونة ومساحات لا بأس بها .

لقد كانت قضية التسابق للتنازلات لصالح تركيا ، وعقد الاتفاقيات معها ، ينبع من منافسات شديدة بين الدول الاستعمارية ، حتى لا يقوى طرف ضد آخر .. وقد استغلت حكومة أنقرة تلك التناقضات استغلالا جيدا مما جعلها تخوض حربا ضد اليونان منفردا ، كسبتها في النهاية تركيا .. و أفضت كل تلك التطورات الى معاهدة لوزان الشهيرة التي تم الاعتراف فيها بتركيا دولة جمهورية مستقلة وذلك في 24/3/1923 في لوزان بسويسرا .. مقابل اعتراف تركيا بعدم مطالبتها بكل ولاياتها السابقة .. والتنازل عن العراق وفلسطين وغيرهما ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 13-04-2006, 07:02 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

إعلان الجمهورية التركية :

بعد دخول القوات التركية استانبول في 6/10/1923 ، اجتمع المجلس الوطني الكبير و اصدر قانونا ، جعل بمقتضاه أنقرة عاصمة لتركيا بدلا من استانبول التي تحمل ذكريات الدولة العثمانية ..

وفي 29/10/1923 ، اجتمع المجلس الوطني ، وقرر إعلان الجمهورية التركية ، وفي مساء اليوم نفسه انتخب مصطفى كمال أتاتورك ، كأول رئيس جمهورية ، والذي بدوره كلف رفيقه عصمت باشا ( اينونو ) برئاسة الوزراء .

وفي 3/3/1924 اجتمع المجلس الوطني الكبير ، وألغى الخلافة الاسلامية ، وقرر نفي الخليفة ( عبد المجيد أفندي ابن السلطان عبد العزيز ) الذي كان قد عينه المجلس خلفا للسلطان ( محمد السادس) الذي هرب ، وكان ذلك في 19/11/1922 .. وكان قد منح عبد المجيد لقب ( خليفة المسلمين وخادم الحرمين الشريفين ) ..

وفي 20/4/1924 أصدر المجلس الوطني الكبير دستورا مكونا من (105) مواد ، وكان يشبه الدساتير الليبرالية التي كانت سائدة في أوروبا بالقرن التاسع عشر .. ويؤكد بمواده (3 ، 4 ، 5) أن أعلى سلطة هي الشعب ممثلا بالمجلس الوطني الكبير ( البرلمان ) ويحقق المجلس الوطني السلطة التشريعية .. أما السلطة التنفيذية فتكون عن طريق رئيس الجمهورية ( مادة 7) .. و قد أعطي رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة ، فهو القائد العام للقوات المسلحة ، وهو الذي يوافق على الوزراء الذي اختارهم رئيس الوزراء المعين منه .. وهو الذي يوقع على نشاطات الحكومة ..

وقد اختيرت نصوص الدستور بعناية ليبرالية فائقة ، فقد منع الدستور رئيس الجمهورية من حل البرلمان تحت أي ظرف ، ولكن ترك للبرلمان حل نفسه في ظروف خاصة جدا .. ومما يلفت النظر أن السلطات الثلاث توحدت في سلطة البرلمان ، ولم يستطع أتاتورك تعديل مادة بالدستور ، رغم تجاوزات نصوصه في كثير من الأحيان .. ولم ترد في نصوص الدستور أي إشارة الى المسألة الدينية ، سوى أن الدين الرسمي للدولة هو الاسلام ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 30-04-2006, 05:26 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

تأسيس حزب الشعب :

في خضم الصراع المتعدد الاتجاهات الذي خاضه مصطفى كمال ، ففي حين كان يواجه تهديد تفتيت الدولة واقتسامها على أيدي المنتصرين ، وبالذات اليونانيين والفرنسيين والإنجليز .. ومن ناحية أخرى ملاحقة ما تبقى من آثار للعهد العثماني ، والذي كانت بقاياه ماثلة في استانبول ، وحيث أن مرحلة حمل السلاح شارفت على نهايتها من قبله هو وأتباعه ، كان لا بد له من تشكيل جيش عقائدي يتزعمه هو ويقوده هو ، فكان تأسيس حزب الشعب التركي ( خلق فرقة سي ) ..

لقد كان للحزب ، والذي وضعت أهدافه قبل الانتهاء من عهد الخلافة ، ركيزتان فقهيتان ، الأولى أن يكون الشعب هو من يحكم نفسه ، والثانية أن أفراد الشعب متساوون في الحقوق والواجبات أمام القانون !

وخاض الانتخابات الأولى على هذا الأساس ، وجمع أتباعه ومريديه على هذا الأساس ، ثم أصبحت الركائز لهذا الحزب ستة في مؤتمره الأول الذي عقد في 15/10/1927 وهي (الجمهورية ، الملية ، الشعبية ، العلمانية ، الدولية ) وقد شرح محمد عزة دروزة تلك الكلمات في كتابه ( تركيا الحديثة ) ..فقال :

الجمهورية :

وهو شكل الحكم الملائم لتركيا ..

الملية :

وهي مأخوذة من الملة ، ويقصد بها أن من يتكلم التركية ، هو أخ للأتراك حتى لو كان يعيش تحت حكم غير تركي ، ومن يتكلم التركية ويعيش تحت حكم الأتراك هو أخ للأتراك بغض النظر عن دينه وعرقه ..

الشعبية :

هي تساوي أفراد الشعب التركي ، ودون طبقية في الحقوق والواجبات ، وايجاد الانسجام بين العاملين على أساس تبادل المنافع ، فلا مصالح عائلية ولا مصالح إقليمية ، ولا مصالح قومية ..

الدولية :

وهي وجوب وصول تركيا لمصاف الدول الراقية في فترة قصيرة !

العلمانية :

اعتبر الحزب أن صيانة الأمة التركية ، تستوجب التخلص من كل روافدها المؤثرة بها ، وهي الدين و أثره على لغة وحروف و مفردات الأمة !
فقد أوضحت المنطلقات النظرية ، أن القوانين التي تسن للشعب ، مستوحاة من العلم والفن .. والدين مصان طالما أنه لا يتعارض مع تلك القوانين ..

الانقلابية :

وهي فكرة ترفض التدرج بالنمو والرقي ، بل تحث على انطلاقة القوى المغيرة ، دفعة واحدة ، ودون وضع مقتربات مع الماضي ..

وسنتطرق في المرة القادمة لأثر هذا الخطاب ، وما كتب وقيل عنه داخل تركيا .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 20-05-2006, 09:24 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

النظرة الداخلية لحزب الشعب التركي :

كان الفلاحون و سكان الأرياف يشكلون 80% من سكان تركيا ، ولم يستحسنوا ، بل عارضوا بشدة فكرة العلمانية و فكرة تنصل تركيا من ماضيها ، لكن الصوت الذي طفا على السطح هو صوت الليبراليين والعسكريين المريدين لمصطفى كمال .. فكانت كتاباتهم و كلامهم ودعواتهم تدور في حول المحور العام لفكر مصطفى كمال ، فصنعت معارضة مدجنة وحليفة لمصطفى كمال .

فكان الكتاب المعارضون (شكليا) يشرحوا فكر مصطفى كمال ، بل ويزايدوا عليه في الذهاب الى أبعد مما نوى الذهاب اليه ..وقد تم تأسيس حزبين معارضين لحزب الشعب هما : حزب الترقي الجمهوري ، والحزب الحر الجمهوري .

أما حزب الترقي الجمهوري فأسسه اثنان من كبار الضباط المتقاعدين ، وهما : كاظم قرة بكر باشا و علي فؤاد باشا في 10/11/1924 وقد تم حله بعد أحداث الأناضول باعتباره خرج عن الخط الأحمر !

أما الحزب الثاني فهو الحزب الحر الجمهوري الذي أسسه (علي فتحي أوكيار) وكانت أخت مصطفى كمال (مقبولة) أحد مؤسسيه ، وصدر له صحيفة باسمه Yarin أي (الغد ) .. وعندما كثرت الاعتراضات به ، طلب مؤسسه من وزير الداخلية بحله في 17/11/1930 !

لقد نظر عموم الشعب التركي الى الحزب وقيادته بأنها تمثل ديكتاتورية شاملة ولكن لا حول لهم ولا قوة .. وأما مصطفى كمال الذي كان يزهو بفكرة أنه هو من خلص تركيا من تبعيات هزيمتها في الحرب العالمية الأولى ، والتي كان مصيرها الى الزوال لولا جهوده .. فقد منحه أتباعه لقب (أتاتورك ) أي أبا الأتراك .. ومنحوا رفيق دربه (عصمت باشا) لقب (عصمت إينونو) وإينونو هي قرية عصمت القريبة من مدينة (إسكيشهر) التي دارت فيها أهم معارك التخلص من المحتلين وكانت تلك المعركة بقيادة (عصمت إينونو) ..

لقد استغل مصطفى كمال مسموعيته استغلالا هائلا في التخلص من ماضي تركيا العثماني رغم استياء الشعب فقام بما يلي :

1 ـ في 2/3/1924 ألغى وزارة الأوقاف وتحويل أموالها الى الخزانة العامة .

2ـ في 8/4/1924 ألغى المحاكم الشرعية .. وأغلق التكايا وزوايا الدراويش وحرمت جميع الطرق الصوفية وقد أشرف هو بنفسه على مهاجمة تلك الزوايا .

3 ـ في عام 1926 حلت القوانين السويسرية محل القوانين السائدة والتي كانت معروفة ب (مجلة) الأحكام الشرعية . وصدر قانون يمنع بتعدد الزوجات .
وألغي التأريخ الهجري وحل محله التقويم الميلادي .


4ـ في 10/4/1928 ألغي القانون الذي يعتبر دين الدولة الاسلام .. واستبدل الطربوش التركي بالبرنيطة الغربية ..وتم إلغاء الحروف العربية واستبدلت باللاتينية ..

5 ـ في 29/10/1934 تم نبذ الألقاب القديمة ( باشا أفندي بيك خانم ) والتي كانت تدلل على المكانة الاجتماعية

6 ـ في حزيران (يونيو ) 1935 تم إلغاء العطلة من يوم الجمعة ، واستبدالها من الساعة الواحدة ظهر السبت حتى صباح يوم الاثنين .

لم تغير كل تلك التغييرات التي كانت ترمي للتقرب من الغرب ، من المجتمع التركي الذي بقي يعاني الفقر ، والمديونية العالية وعدم ثبات العملة .. فنظر ولا يزال ينظر لها بعين من الشكوك وعدم الرضا ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
المراجع :
عبد الجبار قادر غفور .. تاريخ تركيا المعاصر 1918ـ 1988 الموصل 1988
ابراهيم خليل أحمد و آخرون ، تركيا المعاصرة الموصل 1988
ابراهيم خليل أحمد وخليل علي مراد ( إيران وتركيا ) الموصل 1992
سيار الجميل تكوين العرب الحديث / دار الشروق الأردن عمان 1997
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 05-06-2006, 04:59 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

علاقات تركيا الخارجية :

بعد أن أقيمت الجمهورية التركية ، تم إعادة تشكيل العلاقات الدبلوماسية ، وحل المشاكل العالقة والتي كانت تشكل بعض المتاعب لتركيا مثل :

1 ـ حل مشكلة الموصل مع الحكومة العراقية ، حيث تنازلت تركيا في معاهدة 5/6/1926 ، عن ادعاءاتها بالمطالبة بالموصل ، مقابل حصة تساوي 10% من نفط العراق لمدة 25 سنة .

2 ـ وقعت تركيا مع الاتحاد السوفييتي معاهدة عام 1925 استفادت تركيا من خلالها ، بقرض 8 مليون دولار ذهبي ، تصدر صناعتها فيها ، كما استفادت من إعطاء نفسها طمأنينة تجاه حدودها الشمالية ..

3 ـ في 18/7/1932 قبلت تركيا كعضو بعصبة الأمم المتحدة ، ودخلت حلف البلقان عام 1934 ، آخذة التقرب من بريطانيا و فرنسا ، والابتعاد عن ألمانيا و إيطاليا .. ثم بينت تركيا لبريطانيا رغبتها بالدخول بأحلاف عسكرية في منطقة الشرق الأوسط .. وهي إبداء رغبة واضحة في الدخول بسياسات بريطانيا ..

4 ـ في 8/7/1938 وقعت تركيا على ميثاق ( سعد آباد ) [قصر بطهران ] ، وأطراف الاتفاق ، هي إفغانستان و إيران و العراق إضافة لتركيا ، تحرم الدول على نفسها التدخل بالشؤون الداخلية لأطراف الميثاق ..

5 ـ في 3/7/1938 ، تم وضع اتفاقية مع فرنسا ، تنص على خضوع لواء الاسكندرونة لحكم فرنسي ـ تركي مشترك ، علما بأن فرنسا كانت قد توصلت مع السوريين الى وعد باستقلال سوريا بما فيها لواء الاسكندرونة وذلك في عام 1936 .. وبعد تعقد المسألة عرضت على عصبة الأمم المتحدة التي منحت الاستقلال للواء الاسكندرونة باسم جمهورية ( هاتاي ) في 2/9/1938 .

وقد طلبت هذه الجمهورية المفبركة ، الانضمام لتركيا ، مما حدا بفرنسا الموافقة على ذلك ، وكان جيشها لا يزال في اللواء !

لقد تسارعت الأمور قبيل الحرب العالمية الثانية ، فانهالت القروض البريطانية والفرنسية على تركيا مكافأة لتقربها من معسكرهما ، أو على الأقل حيادها .. لكن أمرا كبيرا قد أقلق الأتراك ، وهو الميثاق الذي تم توقيعه بين الألمان والسوفييت في 23/8/1939 .. حيث استشعرت تركيا الخطر من جارها الشمالي الذي أصبح قاب قوسين من التحالف مع الألمان ..

دخل مصطفى كمال أتاتورك بغيبوبة شديدة ، وتوفي عن عمر 57 سنة ، وتم انتخاب رفيقه ( عصمت إينونو) رئيسا للجمهورية و الحزب مدى الحياة .. وذلك في 11/11/1938 ..

ــــــــــــــ
المراجع :
• فاضل حسين ، مشكلة الموصل ، بغداد 1967 ص 242
• جورج لشوفسكي ، الشرق الأوسط في الشؤون العالمية ، ترجمة جعفر الخياط بغداد 1964 ص 183
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 26-06-2006, 03:18 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

حياد تركيا خلال الحرب العالمية الثانية :

كان حرص تركيا على وقوفها محايدة في الحرب العالمية الثانية واضحا ، وقد كلفها حيادها أثمانا غالية ، كما أفادها من جانب آخر ..

لقد أحس الأتراك بالخطر الضخم من المفاوضات السوفييتية الألمانية التي سبقت الحرب العالمية الثانية ، والتي نتج عنها ميثاق 23/8/1939 ، والذي لو تم تنفيذه ، وتحالف السوفييت مع الألمان ، لكان أثر ذلك ليس واضحا على تركيا فحسب بل يمكن أن يتغير معه كل أنظمة العالم !

إن هذا جعل الأتراك يفضلون الحياد ، وعدم المجاهرة فيما بعد بنصرة الحلفاء (بريطانيا وفرنسا و روسيا ) ضد دول المحور ( ألمانيا و إيطاليا و اليابان ) ..

وما أن حل حزيران (يونيو) 1941 حتى وجدت تركيا نفسها مطوقة ببلاد تحتلها ألمانيا أو تسيطر عليها سياسيا .. فقد كانت رومانيا وبلغاريا تدوران بفلك الألمان ، كما احتلت إيطاليا (حليفة ألمانيا) اليونان .. وحتى سوريا وكريت وقبرص ويوغسلافيا ، كلها كانت تحت حكم الألمان بشكل مباشر أو غير مباشر ، كما نجح سفير ألمانيا في تركيا ( فون باين) بإقناع تركيا في الدخول بمفاوضات لتطوير العلاقات ، وقد ساعده في ذلك تعاطف بعض كبار الضباط في الجيش التركي مع ألمانيا ..

كما عقدت اتفاقية مع ألمانيا في 5/10/1941 أمدها عشرة سنوات ، تتعهد الدولتان بعدم الاعتداء وعدم التدخل بشؤون الدولة الأخرى ، كما تم بموجب تلك الإتفاقية تصدير 90 ألف طن من الكروم التركي الى ألمانيا ، مقابل حصول تركيا على أسلحة ومعدات حربية ألمانية بقيمة 100 مليون ليرة تركي ..

وبعد دخول الولايات المتحدة الحرب الى جانب بريطانيا ، زار روزفلت وتشرشل ، تركيا عام 1943 وطلبا من (عصمت إينونو) الدخول الى جانبهم في الحرب وذلك في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1943 ..والابتداء بخطوة استخدام القواعد التركية من قبل جيوش الحلفاء ، فاشترط الأتراك الحصول مقابل ذلك على المال والسلاح ..

وبقي الأتراك مترددين في قبولهم الإنضمام لأي طرف ، حتى بدت علامات الهزيمة لألمانيا تلوح في الأفق ، فأعلنوا أنهم الى جانب الحلفاء في الحرب ضد ألمانيا في الأول من آذار (مارس ) عام 1945 .

لم تدخل تركيا الحرب فعليا ضد ألمانيا ، ولكنها ضمنت الجلوس مع المنتصرين ، ورغم عدم دخولها الحرب فقد تكلف اقتصادها الشيء الكثير من الخسائر أثناء الحرب العالمية الثانية ، فانخفضت وارداتها عام 1942 الى ثلث ما كانت عليه قبل الحرب ، كما ارتفعت الضرائب ، وأعلنت الأحكام العرفية .. وتم مصادرة حبوب المزارعين بأثمان منخفضة .. وتكونت في تلك الفترة طبقة اقتصادية أثرت ولا تزال تؤثر على طبيعة الحياة السياسية والاقتصادية في تركيا ..

ــــ
المراجع :

• جورج لشوفسكي ، الشرق الأوسط في الشؤون العالمية ، ترجمة جعفر الخياط بغداد 1964 ص 189

عبد الجبار قادر غفور .. تاريخ تركيا المعاصر 1918ـ 1988 الموصل 1988
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 11-07-2006, 02:44 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الحياة السياسية لتركيا بين عامي 1945 و 1960

التعددية الحزبية :

كان من أبرز تأثيرات الحرب العالمية الثانية ، هو تبرم الناس من فكرة الحزب الواحد .. فاشتدت المطالبات الشعبية والسياسية بالمطالبة بإطلاق الحريات و إنشاء الأحزاب ، وكان من نتيجة المذكرة التي رفعت في 7/6/1945 من قبل السياسيين أن استجابت القيادات الحاكمة في تركيا لذلك ..

وكان لانهيار فكرة الحزب الواحد في كل من ألمانيا و إيطاليا ، بعد هزيمتهما بالحرب ، إضافة الى دخول تركيا وتوقيعها على ميثاق الأمم المتحدة ، أن ساد تفكير و مزاج في تأسيس النقابات و الجمعيات والأحزاب ، و إطلاق حرية الصحافة ..كما أن الضغط السوفييتي على تركيا من أجل استخلاص بعض المواقع على البحر الأسود ، جعلها تستجيب للمطالب الغربية في إطلاق الحريات مقابل الوقوف الى جانبها بوجه الاتحاد السوفييتي .

وبعد أن أخذ التقرير المسمى بتقرير ( الأربعة ) .. والذي وقعه أربعة من كبار أعضاء الحزب الجمهوري الحاكم ، في إطلاق الحريات وهم : ( عدنان مندريس ، وجلال بايار ، و رفيق كور آلتان ، و فؤاد كوبرلو ) والذين صدر بحقهم طرد من الحزب ، إلا أن ( عصمت إينونو ) عاد ووافق على مطالبهم في تشرين الأول /أكتوبر 1945 في تأسيس الأحزاب .

تأسيس الحزب الديمقراطي :

بعد استقالته من رئاسة الوزراء ، وانسحابه من الحزب الجمهوري الحاكم ، أنشأ ( جلال بايار ) الحزب الديمقراطي مع كل من عدنان مندريس ، وفؤاد كوبرلو ، و رفيق كور آلتان ، وكان نسخة شبيهة بالحزب الجمهوري ، إذ ضم بين أعضاءه 67% من كبار الملاكين والأعيان ، وفقط 6% من المثقفين ، وكان ذلك في 7/1/1946 . وقد غمز الناس بطرف إنشاء هذا الحزب ، إذ اعتبروا تأسيسه ، هو محاولة لصناعة معارضة مبتذلة ، وفق القواعد الليبرالية الغربية ..

لقد ظهرت في تلك الفترة تعديلات بالقوانين ، فبدل من الانتخاب غير المباشر لرئيس الجمهورية أصبح الانتخاب مباشرا ، كما تم السماح بإنشاء الأحزاب وظهر بالفترة بين 1946 و 1951 مجموعة من الأحزاب الصغيرة الى جانب الحزبين الكبيرين ( الجمهوري و الديمقراطي ) ومن تلك الأحزاب نذكر :

1 ـ الحزب الاشتراكي التركي :

أسسه في 14/5/1946 ( أسعد عادل مستجاب أوغلو ) في استانبول ، وظهرت له صحيفة باسم ( الحقيقة ) .. وقد تم إغلاقه بحجة التبشير بالشيوعية عام 1952 .

2 ـ حزب العمال والفلاحين :

أسسه الدكتور ( شفيق حسني دمير ) السكرتير العام للحزب الشيوعي التركي السري ، في 20/6/1946 ، وصدر باسمه صحيفتان ( النقابة ) و ( الجمهور) وقد أغلق الحزب بتهمة الترويج للشيوعية ..

3 ـ حزب الأمة :

أسسه المارشال ( فوزي جاقماق ) وقد كان يدعو للوحدة الوطنية واحترام المقدسات الدينية مع الإبقاء على فكرة الأتاتوركية ، وقد تعرض لعدة إيقافات ، لكنه أوقف عام 1980 كما سنرى فيما بعد .

هذا وظهر العديد من الأحزاب الصغيرة الأخرى ، التي تلاشت أو اندمجت مع غيرها . كما ظهر العديد من الصحف وبقي منها الى يومنا هذا صحيفة ( ميلليت ) و ( حريات ) .

ــــ
المرجع : ظاهرة التعدد الحزبي في تركيا 1945ـ 1980/ احمد نوري النعيمي بغداد 1989
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م