عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 22-04-2006, 02:54 PM
لظاهر بيبرس لظاهر بيبرس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 285
إفتراضي

فلسطين في عيني!

وهي العين التي أشار باصبعه عليها عندما جاءه وفد فلسطين عام 1947 طالباً قطع البترول عن الغرب والصهاينة للضغط على أمريكا!، وقال عبد العزيز قولته المشهورة (انني أحافظ على فلسطين في عيني.. ولن تضيع فلسطين إلاّ إذا ضاعت عيني هذه!) وضاعت فلسطين كما ضاعت عين عبد العزيز.. وعندما قيل لعبد العزيز بعد ضياع فلسطين، لقد ضاعت فلسطين التي تعهدتها بعينك، قال: لن أكون أول من أضاع فلسطين ولا آخرهم.. أما عن المرأة الشمرية التي أضاعت عين الطاغية عبد العزيز، فلم يجرؤ هذا الطاغية على أن يمسسها بسوء لشعوره بالذنب والجريمة ولخشيته من تسرب الخبر. وقد اعتبرها إهانة له في هذا اليوم "من امرأة عربية شمرية" أرادت الأخذ بثأر رجالها عندما خانهم بعض الرجال بقصد ساذج أو خبيث، بل أشاع هذا الطاغية ان ما حدث لعينه لم يكن إلا (نظرة من عين حسود أصابته بعينه لهذا الإنتصار!!)، فسرح المرأة فوراً ولا أقول طلقها لأنه ليس بينه وبينها عقد زواج كما هو الحال في كل زيجات آل سعود (ألا يجوز أن يقال أنهم بهذا اولاد زنا؟)..

أما عن أهمية سقوط حائل بيد الاحتلال الانكلو سعودي، فقد قال السير برسي كوكس (لقد انتهى عهد الرعب وشغلنا الشاغل، انتهت حائل وقبائل اسمها شمر لم نحس قبل سقوطها بالإطمئنان.. حقاً لقد كان عبد العزيز المتعب الرشيد مستهتراً حينما قال له بعض أصدقائه بعد أن استولى ابن سعود على القصيم: دعنا نقاتل ابن سعود ونهاجمه فنحن قوة وابن سعود لا زال ضعيفاً قبل أن يمده الإنكليز ويصبح في عيونهم شيئاً. فكان رد عبد العزيز ابن رشيد ساخراً من الناصحين بقوله ـ ابن سعود رنب مجحره ـ ابن سعود لا يمكن أن يفلت من يدي أي ان ابن سعود أرنب في جحرها، وما دامت الارنب في جحرها، فهي مضمونة للصياد وسأصطادها متى شئت!.. وكان قد اصطاده ابن سعود)..


بعض الاسماء من آلاف الشهداء



وها هي الآن أسماء بعض الآلاف الذين استشهدوا في مجازر النيصيّة والجثمانية والصفيح والوقيد وضواحي حائل وسهالها، وراحوا ضحية الواجب الوطني والغدر الإنكليزي السعودي الآثم، ومنهم: الشهيد فهد سليمان العيسى، والشهيد فهد العبده، والشهيد صالح العيد، والشهيد عبد الله العيسى السعيد، وعيسى العيسى السعيد (رصاصة حطمت فخذه وتوفي منها فيما بعد بالعراق)، والشهيد حمد العلي السعيد، وسليمان السعيد، وعنبر العنبر، وسليمان النودلي، ومجول العيد الزويميل، وشائغ الملق وعبده الفائز، ودعسان الهمزاني، وسعود المطيلق، ومرجان بلال المرجان (أشعلوا فيه النار هو وسبعين شخصاً معه)، وصالح الضبعان (ورفاقه ثلاثون شخصاً مثلوا بهم) ومهدي البلال، (والعودي وأولاده ـ وجماعته وعددهم 47 شهيداً جمعوه وأحرقوهم بالنار)، والشهداء دعيع وطاهر، ومهدي أبو شرين، وسلامة وشقيقه ناصر العنبر، وجابر الشعلان، وحماد الشعلان، وعثمان المشاري، ومسفر المتعب، ومنديل المهوس، وفهيد المنيع، وفالح الحيص،وعامر وغانم الكوش، ومرشد المسلط، وعبد المحسن الشومر (وجماعته مائة وستون أحرقوهم بالنار أحياء) وإبراهيم العريفي (ومائتان وثلاثة وأربعون معه قتلوهم وسرقوا ثيابهم وأحرقوهم). هؤلاء ممن استشهدوا في مجزرة النيصية، أما الذين استشهدوا في مجزرة الجثامية فمنهم الشهداء: عارف الغلث، وفرج السعود، وساطي المسيعيد،وثاري البجيدي، وعلي العايد، وفهد السعيد، وسلام الطالب، وفهد الهشال، وجروان الأحمد، وسليمان المهدوس، وفرج الجيش، وإبراهيم السهيل، وعلي الجميعة، وإبراهيم الصلحاني، وخلف النعيم، وعبد الله البريط، وغيرهم من اللاف الذين سيكتب الشعب أسماءهم العربية في سجل الصديقين والخلود مع (400 ألف شهيد) من أبنائه في كافة أنحاء الجزيرة العربية، قتلهم الآثمون السعوديون والإنكليز في معارك تربة والطائف والجوف والحفر والحجاز ونجد ومن معظم القبائل..


كما شردوا من شعب الجزيرة العربية ما يزيد عن المليون ونصف مليون مواطن إلى أنحاء آسيا وافريقيا وكافة البلاد العربية، وهناك بطولة استشهاد لا ينساها شعبنا، تلك هي بطولة استشهاد القائد البطل ضاري بن طواله رئيس عشيرة (الأسلم) من قبيلة شمر.. لقد نزح ضاري بن طوالة مع من نزحوا من عشائر شمر عن حائر لخلاف بينه وبين سعود آل رشيد، ولكن ضاري بن طوالة ما أن علم بحصار حائل من قبل السعوديين حتى توجه من الكويت إلى حائل رغم ما بينه وبين آل رشيد من خلاف، جعل ابن الرشيد يهدد ضاري بن طوالة بالقتل.. توجه البطل ضاري بن طوالة ليدافع عن حائل، وأخذ واخوته يحارب كل من في طريقة من السعوديين وأتباعهم حتى وصل إلى ياطب (30 كم تقريباً شرقي حائل) وهو يقاتل الخونة بشدة. وفي ياطب أطلق عليه أحد عملاء الإنكليز السعوديين الذي رافقوه رصاصة غادرة أردته قتيلاً.. ولم ينس حتى وهو يلفظ أنفاسه الطاهرة أن يوصي قومه بمواصلة القتال في سبيل الوطن..

وكانت آخر كلمات هتف بها البطل واختلطت بحشرجات روحه الطاهرة قوله المأثور: (هذا هو عذري منك يا حائل. هل تقبلين بهذا العذر؟ إنني مت دفاعاً عنك ولم أخونك ولم أتركك وحيدة، ولو لم يقتلني هذا الشقي اليوم في حماك لكتب لي الموت غداً في جوفك، فوالله لن أقف على قدم من بعد سقوطك، ولن أحيا بعد أن يتسلمك الأعداء، وإن تركتك غضباً على حاكمك فلم أتركك غضباً عليك) فلتعش يا ضاري بن طوالة البطل مع الشهداء والصديقين خالداً شهيداً..

ولم تكن قصة هذا البطل هي الفريدة من نوعها على أبناء شعبنا، فكم من جندي باسل شجاع استشهد.. أما من نجا من المجاهدين في حائل، فلم يستسلموا للطغيان السعودي، بل ذهبوا إلى الحجاز ليشاركوا شعبنا هناك شرف الجهاد، ونذكر منهم البطل الشهيد صالح السعد الله، الذي لم يستسلم للسعوديين فهرب من حائل إلى الحجاز، ليشن هجمات فدائية على مخيمات ومدافع الإنكليز وابن سعود في الرغامة بجدة، حتى استشهد البطل هناك بعد أن شن هجمة من هجماته المتعددة على مخيم ابن سعود نهاراً، حينما ألقى القنيلة من يده على شخص اسمه صالح الذعيت، كان زميلاً لصالح السعد الله في الجهاد وهرب مع الأمير عبد الله المتعب الرشيد قبل سقوط حائل، فبقي مع ابن سعود وقد اتهمه صالح العبد الله أن الذعيت قد أصبح يحارب مع ابن سعود ضد شعبنا في الحجاز، رغم أن الذعيت هو الذي سبق له قطع رأس الكابتن شكسبير قائد جيش الأخوان السعوديين..

فهجم صالح السعد الله على صالح الذعيت مقتحماً تحصينات الإنكليز وابن سعود، وتحدث مع الذعيت وجهاً لوجه بقوله: (أنا صالح السعد الله يا لذعيت: هل تذكر جهادك الأول، هل تذكر أنك أنت الذي هجمت بسيفك على مدفع الإنكليزي شكسبير قائد جيش ابن سعود وذبحته في معركة جراب التي هزمنا فيها جيش العدو الإنكليزي عبد العزيز بن سعود؟.. أخس يا لذعيت يا بياع بلاده.. ولكن خذها ثمناً لخيانتك يا لذعيت)، فألقى عليه قنبلة مزقت أحشاءه، ثم راح البطل صالح السعد الله يهرول ويحمي مؤخرته بعض رفاقه، ولكن رصاصة سعودية غادرة لحقت به من الخلف فأردته قتيلاً، واستشهد البطل ولم ترفع جثته من الارض التي سقطت عليها مدة تزيد على شهر، حتى أنها تيبست دون أن تدور أو تلحق بها عفونة.. أما قبائل شمر المجاهدة فقد هاجر منها قرابة الخمسين ألفاً إلى العراق وسوريا والأردن.. وأما ابن سعود فقد خان كل عهوده ومواثيقه "ولحس" تلك المعاهدة التي وقعها هو والمتآمرين معه بقصد أو غير قصد.. ولكنه وضع الشيخ إبراهيم السالم السبهان حاكماً على حائل إلى حين.


وخان عبد العزيز آل سعود عهده ومعاهداته


بعد أن قال عبد العزيز آل سعود في كلمة ألقاها في حشد من أهل حائل: (أنا لا أريد أن أنصب عليكم من لا ترضونه ـ يا أهل حائل وشمر ـ وقد قال لي البعض نصب علينا أحد أفراد أسرتك، لكني أقسمت أن لا يحكمكم أحد من أفراد أسرتي، لأنني غير آمن أن أولي عليكم أحداً منا، والسبب قد لا تستطيعون شكواه إلينا فيما لو ظلمكم وأخل بهذه الشروط بيننا وبينكم، أو ارتكب أي ذنب لأننا ندّعي أننا أخذناكم بالسيف، فالحقيقة أنه لو ما تفاهم عقلاؤكم لطالت الحرب بيننا وبينكم، وربما ننجح بدخول حائل وربما لا ننجح، ولكن هذه إرادة الله!.. وقد وافقنا على كل طلباتكم وهذا هو إبراهيم السالم منكم وفيكم، اطلبوا منه ما تريدون وما ترونه نافع وهو سيوصل الأمر إلينا)! الخ، فلا تعجب لهذه الحيل والخداع السعودي، فالاحتلال السعودي ما قام إلاّ على الحيل والخداع وما زال الخداع شريعته.
وفجر عبد العزيز بقسمه ونقض اتفاقيته مع أهل حائل وتبعته ذريته من بعده
وما هي إلا مدة قصيرة جداً حتى عزل ـ ابن سعود ـ "صاحبه الحائلي" ابراهيم السالم السبهان واستبدله بابن عمه جزار منطقة حائل الشهير عبد العزيز بن مساعد الجلوي، الذي أخذ يسوم الشعب وقبائل شمر والمواطنين سوء العذاب والارهاب، ويسرق خيرات الأرض وحقوق الفلاحين والبادية والمواطنين ويعتبر أن الأرض كلها ملكه قد أقطعه إياها ابن عمه عبد العزيز آل سعود، وكذلك البراري كلها حماه لا ترعى بها إلاّ أغنامه وإبله وخيوله التي صادرها من القبائل والمواطنين، والويل لمن يمر من البشر في هذه الأرض التي سماها "حماه".. وخابت آمال الذين ادخلوا ابن سعود إلى حائل ظانين انه سيورثهم الأرض ومن عليها!.. وقد نلتمس العذر لهؤلاء "الرجال" الذين سلموا "أمهم" حائل لابن سعود وعلوجه بغفلة من أهل حائل. وقد زعم هؤلاء الذين "قادوا" ابن سعود (انه سيبدل صحاريها بجنات تجري من تحتها الانهار..)، ولكن حائل لا زالت كما كانت عليه من ظلم وتأخر وأمراض وابن مساعد وآل سعود. وقد أثبت التاريخ أنّ الشعب في حائل لم يرضخ لطغيان عائلة آل سعود، فكم مرة ثار وثارت قبائله ثورات هزمت قوائم عرش الظلم رغم أنه لم يكتب لها النجاح، لأنها لم تتجاوب معها بقية الأقاليم والقبائل.



ثورة غريب العفري
من هذه الثورات، ثورة الشهيد البطل غريب العفري الشمري، الذي أعجز الطغيان السعودي، وجزاره عبد العزيز مساعد الجلوي مدة من الزمن، رغم أنه لم يكن مع هذا البطل إلا شقيقه ذغيليب وخمسة من ثوار شمر الأحرار، وقد وقع في كمين نصبه له عدد كبير من خدم ابن مساعد فشدوا وثاقه وساروا به ليلاً حتى شارفوا على مدينة حائل، وعندها اطمأنوا فناموا وتركوا البطل الذي لم ينم، وبينما هم يغطون في نومهم لحق بهم شقيقه ذغيليب العفري الذي كان يرقبهم، ويتتبع خطاهم، وقطع قيد أخيه وقاما معه بتجميع سلاح خدم ابن مساعد، ولما انتهيا من تجميع السلاح كله صرخ فيهم "غريب" قائلاً: (أنتم تنامون لأنكم لا تذكرون لكم بلداً يحتلها آل سعود.. وتنامون لأنكم خدم للمعتدين آل سعود.. أما أنا فلا أنام، وإن نمت أحلم ببلادي وأفيق على هذا الحلم الذي يفزعني، ولهذا أصبحت شجاعاً أستطيع أخذ أسلحتكم منكم بالإيمان القوي، أما أنتم فلا تستطيعون استعادة أسلحتكم مني وأنتم جمع غفير لأنكم خدم الأعداء كما قلت، خدم الطغاة الذين يركضون بلا هدف خلف ثائر مثلي لتسلميه لأسيادهم مقابل أجر تافه يدفعه لهم الطغاة. لهذا تنامون وان غتم فلا حلم لكم إلاّ ((بالشرهة)) والاجرة التي سيدفعها لكم ابن مساعد مقابل القائكم القبض على ثائر شريف. لكني لن أترككم تقبضون أجركم كثمن لرأسي الثمين ولن أقتلكم رغم أنكم تريدون قتلي، فاذهبوا إلى سيدكم وأخبروه.. أذهبوا بلا سلاح وبلا ابل تركبونها..).

بعد ذلك ساقهم بعيداً بعد أن طلب من كل واحد أن يربط يدي زميله إلى ظهره وتركهم.. وراح هو وشقيقه في سبيلهما الثوري.. أما الخدم فراحوا إلى الجلاد ابن مساعد الذي حلق ذقونهم، وسود وجوههم كعقاب لهم، وجلدهم وأعادهم لمطاردة الثائر مرة أخرى، مع عدد أكبر منهم بقيادة ناصر بن دوخي، ومع ذلك فلم يتمكنوا من اصطياد البطل، رغم أنهم طوقوه من كل جانب إلا بعد أن انتهى ما معه وشقيقه من ذخيرة، حيث أصيب شقيقه ذغيليب وتمكن من الهرب، أما غريب فقد أقتادوه الزبانية إلى جزار حائل ابن مساعد.