أخواني بارك الله بكم جميعاً 
عبارة اتق الله أن غضب منها احدكم فأنا لا أغضب بل جزا الله خيراً من قالها لي خوفاً علي . 
فصل _الرد على النصارى في احتجاجهم بآية سورة الحديد على مدح الرهبانية_  
المرجع_ الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح .شيخ الإسلام ابن تيمية.الجزء الثاني_ ص188-200. 
وسيتم الاقتباس لبعض ما ورد فيه. 
بعد ذكر الآية الكريمة..فهو حق كما قال- تعالى-وليس في ذلك مدح للرهبانية ولا لمن بدل دين المسيح،وإنما فيه مدح لمن اتبعه بما جعل الله في قلوبهم من الرحمة والرأفة حيث يقول{وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة}. 
ثم قال : {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم}. أي وابتدعوا رهبانية ما كتبناها عليهم((وهذه الرهبانية لم يشرعها الله ولم يجعلها مشروعة لهم، بل نفى جعله عنها كما نفى ذلك عما ابتدعه المشركون بقوله: {ما جعل الله من بحيرة .}وهذا الجعل المنفي عن البدع هو الجعل الذي أثبته للمشروع بقوله تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا}...فالرهبانية ابتدعوها لم يشرعها الله في قوله: {ورهبانية}.وللناس في قوله : {ورهبانية}قولان:أحدهما: أنها منصوبة: يعني ابتدعوها إما بفعل مضمر يفسره مابعده،أويقال هذا الفعل عمل في المضمر والمظهركما هو قول الكوفيين..وعلى هذا القول، فلا تكون الرهبانية معطوفة على الرأفة ،والرحمة. 
والقول الثاني: إنها معطوفة عليها فيكون الله قد جعل في قلوبهم الرأفة والرهبانية المبتدعة، ويكون هذا جعلاً خلقياً كونياً والجعل الكوني يتناول الخير والشر كقوله-تعلى-: {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار..}وعلى هذا القول :  
فلا مدح للرهبانية بجعلها في القلوب، فثبت على التقديرين أنه ليس في القرآن مدح للرهبانية.ثم قال: {إلا ابتغاء رضوان الله} ، وابتغاء رضوان الله بفعل ما أمر به لا بما يبتدع، وهذا يسمى استثناء منقطعاً. 
..فإن قيل :قوله تعالى_: {فما رعوها حق رعايتها}يدل على أنهم لو رعوها حق رعايتها لكانوا ممدوحين.قيل ليس في الكلام ما يدل على ذلك ، بل يدل على أنهم-مع عدم الرعاية يستحقون من الذم ما لا يستحقونه بدون ذلك،فيكون ذم من ابتدع البدعة ولم يرعها حق رعايتها أعظم من ذم من رعاها،وأن لم يكن واحد منهما محموداً، بل مذموماً... 
 
		
	
		
		
		
		
		
	
		
			
			
			
			
			
			
			
		 
		
	
	
	 |