الفاضل / عمرو 1965
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أصبحنا جميعا نتيجة التحليلات المتضاربة من الطرفين المتصارعين فى حيرة من أمرنا بحيث فقدنا جميعا اتجاه البوصلة لنحدد الأولويات بين الأعداء .
أصبحنا لا نميز بين أمريكا وإسرائيل والدول الغربية ومجلس الأمن وتقاعس الدول العربية وتقاعس دولنا عن تأمين أهلها والعمل على حمايتهم من عدوهم حتى وصلنا إلى عدم التمييز بين المقاومة والإرهاب كما خطط لذلك أعداؤنا ... وللأسف نجحوا فى ذلك .
أمامنا صورتان متطابقتان لكى نقارن بينهما فقد يساعدنا ذلك على الحكم الصواب ... لبنان وفلسطين .
فلسطين أرض محتلة وميزان القوى مع العدو غير متكافئ وعدو شرس لا يرعى للإنسانية أى اعتبار ومساندة من أقوى دولة فى العالم وأسرى فى سجونه ... والمقاومة الضعيفة تعرف ذلك حق المعرفة ، ومع ذلك قامت قبل لبنان بأسر جندى إسرائيلى لتساوم عليه وتفتدى به الأطفال والنساء وكبار السن الذين يقبعون سنينا فى سجون إسرائيل ، وتقوم إسرائيل حاليا وسابقا إلى تدمير كل شئ وقتل الأطفال والشيوخ والنساء والشباب وهدم المنازل واقتلاع المزروعات وتجريف الأراضى والإفساد بكل معنى الإفساد ، ولا تتوقف عن ذلك وتساندها أمريكا والدول الغربية ومجلس الأمن وضعف الدول العربية وضعف السلطة الفلسطينية ، ومع ذلك ما زالت المقاومة لا تكل ولا تمل ، استنادا إلى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم :::
"ما ترك قوم الجهاد ؛ إلا عمهم الله بالعذاب الراوي: أبو بكر الصديق - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب"
الحديث الآخر :::
"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء فهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله وأين هم قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس
الراوي: أبو أمامة - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر" .
أليست هذه نبوءات الرسول عليه الصلاة والسلام ؟؟؟
بماذا نقيم هذا الوضع ؟؟؟ وهل نخذل المقاومة ولا نقف وراءها ؟؟؟ ونقول لها استسلمى لعدوك وارضى المهانة والذل لأن عدوك أقوى منك .
ما هو الفرق بين هذه الصورة الماثلة أمامنا وما قام به حزب الله فى لبنان ، بغض النظر عن عقائده وعن نواياه التى لا يطلع عليها إلا الله سبحانه وتعالى ، وهل جيش لبنان بوضعه الحالى قادر على حمايتها ؟؟؟ ، ولكننا لا يجب أن نحكم إلا على ما يحدث على الأرض ونراه بأعيننا ويشاهده الجميع الذى وجد فيما حدث دروسا نستفيد منها كشعوب مغلوبة وتجعلنا لا نخاف هذا العدو الغادر ونعود إلى ما نبهنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو اجتناب الوهن الذى هو حب الدنيا وكراهية الموت .
ألا تعتقد أن ما حدث يعيد الحياة فى الأمة بعد أن كادت تفقد أملها فى الكفاح والنضال من أجل حريتها المكبلة ومن أجل عزتها المهدرة ، ومرة ثانية أقول ، بغض النظر عن نظرتنا لحزب الله ، بل ما ننظر إليه نتيجة الحدث .
مرة ثانية أطلب من الجميع مقارنة الصورتين ، لبنان وفلسطين ، ليكون حكمهم فيه شئ من الصواب .
|