بيتي يا دوب أنا خارج من باب البيت هأقفله ورايا ضرب جرس التليفون رجعت ثاني أخذت جرس التليفون فهو بيقول لي أنا متأسف أنا لم أقدر.. سعد توفيق ثاني، هل ممكن تقول لي أنت هتبقى فين النهاردة تديني أي نمرة أنت فيها، قلت له شوف أنا بأتعشى في بيت الأستاذ ماهر دوس.. ماهر دوس ده ابن توفيق دوس باشا ونمرة تليفونه أنا هأديها لك، طلعتها من الدفتر اللي معي وقلت له نمرة التليفون كذا وأنا هأبقى هناك من أول الساعة تقريباً يعني بعد عشر دقائق من دلوقتي لأن بيته في الزمالك مطرح السفارة السعودية النهاردة، بيت السفير السعودي النهاردة ده كان قصر توفيق باشا دوس، يوميها على العشاء الجو طبعاً أثار ما جرى في إسكندرية الأخبار المتداولة والإشاعات اللي طالعة هي الموضوع الرئيسي، وقتها يومها كان في مين على العشاء؟ كان موجود على العشاء معانا.. قلت العشاء كان في بيت ماهر دوس، كان معنا الوزير مفوض محمود محرم حماد، كان معنا الدكتور في الجيش اسمه الدكتور أحمد شرين، كان معنا الأستاذ سيد محمد ياسين ابن الأستاذ سيد ياسين بتاع الزجاج، كان معانا ليلي دوس أخت ماهر، كان معنا مجموعة من الناس بالسلك السياسي لكن كان أغرب واحد فيهم واحد في ذلك الوقت أنا أشرت له لكن لم أكمل معه مرة قبل، اسمه وليام ليكليند.. وليام ليكليند كان ملحق في السفارة الأميركية وكنا.. كان مش ملحق كان مستشار وكنا جميعاً وكان اللي بيعرفوه أنا على الأقل ومصطفى وعلى وغيرنا من الصحفيين كثير جداً وهو كان نشيط جداً كنا دائماً نشك من نشاطه إنه على صله ما بوكالة المخابرات المركزية وتأكدنا بعد كدة إن هو كان موجود ملحق في السفارة (Undercover) ده كان موجود يوميها، الراجل ده كان راجل ظريف جداً وليام ليكليند ده كنا بنقول له بيل وكان مراته واحدة اسمها ماري جو وكانت ست ظريفة جداً لكن كان راجل نموذج تقريباً للي كتبه جراهم جرين عن ال(Quite American) الحاجة الغريبة جداً إنه زي الشخصيات الروائية كان عنده عين زجاج ولما كنا والواحد يلحظها على طول وكان وليام ليكليند ولا بيل ده كان شديد النشاط، يوميها بالليل كان عامل زي النحلة يلف من هنا لهنا ويتكلم ويسأل وعايز يعرف إيه الموجود وإيه كل اللي ممكن تساقطه من أخبار، كان عارف إن أنا جاي من إسكندرية وقف معي فترة، راح لماهر دوس باعتباره وقتها موجود في الخارجية وقعد وتقريباً كان يحاول يعصر في الناس وقتها لم يكن أحد فينا يعرف.. متأكد تماماً إنه هو بتاع ال(CIA) في السفارة لكن (Later on) أو بعد ذلك كلنا عرفنا تقريباً إنه هو فعلاً هو كان مندوب (CIA) في السفارة وإنه الصفة الدبلوماسية بالنسبة له كانت (Undercover) تحت الغطاء إنه مستشار.
[فاصل إعلاني]
أزمة محمد نجيب
محمد حسنين هيكل: يدوب دخلت أنا قعدت تقريبا يمكن قبل العشاء على أي حال قبل ميعاد العشاء يعني قبل الساعة تسعة ونص قبل عشرة يعني، جاء تليفون وجاء السفرجي في بيت ماهر دوس يقول لي فيه تليفون عشانك وأنا رحت كنت متوقع التليفون لأنه الحقيقة لما دخلت قلت لهم أنه ممكن يجيء لي تليفون عندكم هنا فطلعت لقيت سعد توفيق فقال لي ممكن جنابك تبقى موجود في البيت دلوقتي لأنه هأتصل بك بعد شوية لأنه عايز أقول لك حاجة، قلت له حاضر خد بعضي استأذنت ورحت على البيت لكن قعدت في البيات لغاية الساعة 11 وبعدين ما فيش حد بيتصل وبعدين ضرب لي تليفون ضرب تليفون بيكلمني فريد زعلوك وهو صديق مع من أيام نجيب الهلالي موجود في الدائرة المحيطة بنجيب الهلالي وأنا بأشوفه كثير جداً وهو صديق وكان زعيم الطلبة الوفديين في الوفد كذا سنة ودخل وزير مع نجيب باشا بقى وزير دولة فكلمني فريد باشا بيقول لي فيه إيه؟ فيه حاجة، حاصل حاجة، قلت له إيه اللي حصل؟ قال لي فيه كلام على أنه فيه ضباط سابوا المعسكرات وخرجوا في الشوارع وفيه أخبار جاية للوزارة ونجيب باشا قلقان وبتاع وقال لي أكلمك إذا كان عندك أي أخبار، قلت له الحقيقة ما عنديش حاجة، ما عنديش معلومات لكن أنا أيضا سمعت كلام كده غير لأن أنا لما رجعت البيت كلمت الأخبار بالطبيعة يعني فقالوا لي أن فيه دوشة وفيه حاجات غريبة وفيه المرور مش عارف متعطل فين فلما كلمني فريد باشا المسائل بدأت تربط، بقيت قاعد قلقان وبعدين أخونا سعد توفيق ما بيكلمنيش يقول لي حاجة، فأنا بدأت أقرر أني مش قادر أقعد الحقيقة يعني وأنا طبعا صحفي وطبعا الصحفي اللي باستمرار عاوز يبقى موجود في مواقع الأخبار واللي عاوز يروح ويجيء ويعمل موجود لا أستطيع أني أتخلى عنه لسوء الحظ يعني فجئت أنا طيب أعمل إيه قررت أنه وإذا يعني أقصد إيه قررت برضه دي كلمة صعبة جداً، لكن على أي حال أنا قاعد أفكر أعمل إيه؟ خطر لي أنه.. يعني أنا مش قادر انتظر خلاص بعد كده يعني وسعد توفيق ما بيتكلمش، طيب أعمل إيه؟ هأروح فين يعني؟ المنطق الطبيعي إن أنا حسيت أمام نفسي أنه الأزمة كلها تدور حول محمد نجيب فإذا كان هناك شيء فلابد أن يكون محمد نجيب على علم به وبالتالي أنا بأخذ عربيتي وجري على بيت محمد نجيب في الزيتون، أظن على حوالي الساعة مثلا ممكن أقول 11 ونصف أو تقريبا حوالي هذا الوقت أنا وصلت أمام بيت محمد نجيب، بيت نجيب كان موجود في الزيتون وعلى شارع جانبي من الطريق الرئيسي اللي طالع من كوبري القبة، البيت كان بيت فيلا صغيرة فيها درجات سلالم تطلع على باسطة وأنا شرحت قبلة أنه فيها بابين.. باب يودي على البيت على صالة البيت مباشرة حواليه كل الحجر وباب ثاني بيودي على حجرة واحدة اللي هي صالون أو بيسموها كان حجرة المسافرين زمان ومحمد نجيب كان حاطط كرسي.. كان حاطط مكتب فيها فبقت تقريبا مكتب، أنا لقيت دخلت المنطقة كلها مظلمة، المنطقة فيها الضوء العادي لكن الضوء (Dim) ضوء خافت كله ورحت بيت محمد نجيب لكن أنا ما عنديش ميعاد مع الراجل ولا هو منتظرني ولا حاجة أبدا ولا أنا عارف بيعمل إيه لكن أنا لقيت النور بتاع الحجرة شفته من بره لأنه كان فيه سور بره وفيه باب حديد والباب الحديد كان نص موارب فأنا وقفت أمام الباب لقيت فيه نور في حجرة الصالون، دخلت هنا برضه المصادفات بتلعب دور لكن المطلوب مننا أيضا نحاول نقابل مصادفات في نص الطريق يعني، فطلعت على السلالم وخبطت لقيت الباب بتاع الصالون ده مقفول طبعا يعني فخبطت على الزجاج لأنه حسيت أن فيه حركة جوه، بعد شويه فتح لي محمد نجيب ولقيته لوحده ولقيته على الصورة التالية بالظبط لابس قميص وبنطلون وبيدخن البايب بتاعه وريحة البايب صعبة جداً ويبدو أنه كان قاعد هو الآخر زيي منتظر رسالة يدخل يلبس ويعمل حاجة ثانية لكن أنا ده برضه لما دخلت محمد نجيب بيسألني كمان أنا راجل كان عندي علاقة به وبأعرفه من قبل جمال عبد الناصر بسنين وشفته كثير جداً وخصوصا الفترة اللي كان فيها في سلاح الحدود وجاء عندي في مكتبي مرات ورحت له بيته عدة مرات كان آخرها يوم 18 يوليو لما شفت محمد نجيب قاعد لما شفت جمال عبد الناصر عنده، فبقول لمحمد نجيب إيه الأخبار؟ قال لي أنا هو كان راجل وشه سمح وظريف لكن هو أيضا ما هواش سهل يعني فبيقول لي زيي زيك، مستنيين أهو وبعدين قال أهو مستنيين على باب الله يعني ما أعرفش إيه اللي هيحصل، قلت له ده فيه كلام أنا كلمني فريد زعلوك وكلمني حد ثاني قال لي أنا كمان كلموني ناس وواضح أنه فيه أولاد بيتحركوا، ما قالش.. أولاد بيتحركوا أو بيعملوا حاجة وأنا مش عارف إيه لسه لكن يعني أهو شوف بقى اللي هيحصل وبتاع، قعدت أتكلم.. بنتكلم وإحنا بنتكلم ضرب جرس التليفون عنده واللي بيتكلم هو مرتضى المراغي..
"
__________________
السيد عبد الرازق
|