عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 02-10-2000, 11:00 AM
الوهاج الوهاج غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 4
Post

يا إخوان بارك الله فيكم - أنقل لكم قاعدة عند السلف الصالح نقلها ابن تيمية وغيره - وهي مفيدة في باب أسماء الله وصفاته غاية الإفادة ، ولا يحسن أن يغفل عنها من أراد النقاش في هذا الباب - أعني باب الأسماء والصفات .
والقاعدة هي في الموقف مما يقال في الأسماء والصفات ، وأن ما يذكره الناس ينقسم إلى ثلاثة أقسام:1- أن ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم نثبته .2- ما نفاه عن نفسه ننفيه . 3- ما لم يرد إثباته ولا نفيه ، فإننا لا نثبته لعدم الدليل المثبت ولا ننفيه لعدم الدليل النافي - هذا من حيث اللفظ.
فمثال ما أثبته الله لنفسه : العلو والاستواء على العرش - فإننا نثبته على ما يليق بجلال الله وعظمته - فاستواءه وعلوه لا يشابهه فيه المخلوقين .
ومثال ما نفاه الله عن نفسه : اللغوب ، والتعب ، والظلم - فنحن نفيه عن الله تعالى - كما نفاه عن نفسه .
ومثال ما لم يرد إثباته ولا نفيه : الجهة ، والمكان - ونحو ذلك لم يرد له إثبات ولا نفي - فنحن ننكر على من استعمل هذا اللفظ أصلا ، لأنه تدخل بشيء من باب الأخبار- ولم يأذن له الله بذلك ، ثم نستفصل عن المعنى المراد : فإن قال : أقصد بنفي الجهة نفي علو الله - أنكرنا عليه هذا المعنى أيضا مثلما أنكرنا عليه اللفظ ، لأنه أنكر معنى ثابت بالكتاب والسنة . وإن قال : أردت إنكار ما لا يليق بالله من الجهة مثل كونها تحصره ، أو أنه في الأسفل أو نحو ذلك - قلنا أحسنت فيما قصدته من المعنى ، وأساءت في استعمال لفظ يحتمل ، ولم يرد له نفي ولا إثبات في الكتاب والسنة .

ويا إخوان : نصيحة أخوية - لا تتجاوزوا القرآن والحديث - ولا تتركوهما لأجل تشنيع المشنعين .
فتجاوز القرآن والحديث - بالنفي أو بالإثبات - فيه قدح فيهما ، ومثله إعتقاد أنهما لم يعبرا عن المراد ، وأننا نحن الذين نستطيع التعبير عن ما أراده الله ورسوله لا هما - تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا - والنافي لما أثبته القرآن أو العكس واقع في هذا شعر أو لم يشعر.
ولا تتركوا ماجاء به القرأن والسنة لأجل تشنيع المشنعين - كقولهم هذا تجسيم أو نحو ذلك - نحن لا نتعرض للجسمية أو نحوها ومن نحن حتى نقول على الله عن نفسه ما لم يقل - على الإنسان أن يدرك حجمه ، وإنما نثبت العلو والفوقية لله دون التعرض لغيرهما مما يثيره المشنعيين لأجل نفي صفات عن الله أثبتها لنفسه .

هذا هو الكلام الذي عليه النور - نور القرآن والسنة ، وفق الله الجميع لمرضاته ،،،وعصمنا جميعا من الفتن .