بالنسبة للقول بأن الصحابة والتابعين وأتباع التابعين لم يكونوا يعرفون المجاز فغير صحيح إذ ليس شرطا أن يكتبوا ويؤلفوا حتى يثبت عنهم وأوضح دليل عليه أن أبا الأسود الدؤلي عندما ذهب إلى سيدنا علي ليبدأ كتابة النحو شرح له كيف يبدأ بقوله الكلمة اسم وفعل وحرف إلخ
فهل يقال بأن من كان قبلهم لم يكن يعرف النحو وكيف يكون ذلك والشعراء وغيرهم كانوا يرفعون الفاعل وينصبون المفعول به؟
والدليل أيضا على معرفتهم له ما رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه الجزء الأول ص 65 عن أبي عبيدة معمر بن المثنى في قوله تعالى (جدارا يريد أن ينقض فأقامه)قال أبو عبيدة: ليس للحائط إرادة ولا للموات ولكنه إذا كان في هذه الحال فهي إرادته وهذا قول العرب في غيره.انتهى
فقد ثبت القول بالمجاز عن السلف فليت صاحب الكتاب عرف كيف ينقل بل ليته نسب هذا النقص في عدم معرفة هذا العلم الجليل إلى من لا يعي ويفهم بدلا من رمي هؤلاء بهذا.
قال تعالى: ولما سكت عن موسى الغضب. والغضب لا يسكت إنما يسكت صاحبه ومعناه سكن. وغير هذا من الآيات الواضحة في إثبات نقيض ما قاله هذا المؤلف.
والحمد لله رب العالمين
|