عرض مشاركة مفردة
  #24  
قديم 08-03-2007, 05:26 PM
عماد الدين زنكي عماد الدين زنكي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 350
إفتراضي

أ‌- إذا ما قيض لنا لا سمح الله أن نقاتل في سبيل الذود عن الدولة و مواطنيها فليعرفوا هم و ليعرف كل الشعب بأن الحرب فرضت علينا رغم جهود زعمائنا للبحث و استنفاذ كل سبيل ممكن لدفع السلام إلى الأمام و منع الحرب.

ب‌- زعماء إسرائيل مستعدون في كل زمان و في كل مكان لإجراء مفاوضات السلام مع جيراننا دون شروط مسبقة.

موقف القيادة الإسرائيلية من هجمة السلام للرئيس السوري يطرح علامات استفهام مقلقة حول صدق هذه الحقائق اليوم فالرئيس السوري يعود ويقترح استئناف المفاوضات السلمية مع إسرائيل بل أنه مؤخراً سحب مطلب استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها و هو مستعد لاستئنافها دون شروط مسبقة، الرئيس السوري كما يقول المثل الانكليزي: غير مستعد لن يقبل ( لا) إسرائيلية كرد و كلها كانت اسرائيل ترفض ترد أو تتملص فإنه يواظب على التمسك بعروضه.

وفضلاً عن ذلك فإنه ما أن تنازل السوريون عن الشروط المسبقة لاستئاف المفاوضات حتى طرحت القيادة الإسرائيلية بالذات شروطاًَ كهذه.

و لإسرائيل جملة من التفسيرت لرد الأسد: الحديث يدور عن مناورة تكتيكية ترمي إلى إنقاذه من أزمته و رفع الضغط الأمريكي عنه و لا يجب لإسرائيل أن تقع في شباكه.

كما أن محافل مرزية في الإدارة الأمريكية تتفق و هذا التقدير و هي لا تضغط أو تتوقع استجابة إسرائيلية، كما أنهم يفهمون المصاعب السياسية للانشغال بالأسد بالتوازي مع فك الارتباط عن قطاع غزة، لا ريب أن للخطوة السورية أهدافاً تكتيكية ذات وزن و لكن لا يوجد أي يقين في انها وحدها هي التي تحرك الأسد، صحيح أنه مأزوم و قلق جداً ويوجد ضائقة غير صغيرة و لكن أوليس وضعه هذا بالذات ربما يشجعه على التفكير بتغيير استراتيجي و ليس مجرد تحسن تكتيكي، محدود و آني ؟ أوليس لهذا الغرض ربما هو مستعد لأن يفحص بجدية امكانية تسوية سلمية مع إسرائيل و الاستثمار في تحقيقها أكثر مما هو مستعد في الماضي؟ لا مجال للسذاجة الإسرائيلية التي تتبنى التصريحات السورية على بساطتها و لكن أيضاً لا مجال لردها المطلق دون فحص جدي فالرد التام و خطى التملص بمعاذير مختلفة من شأنه أن يفسر كتخل عن الفكرة الأساس بشأن السعي الحقيقي للسلام و عدم الاستعداد لدفع الثمن الاقليمي الذي ينطوي عليه تحقيق سلام مستقل و دائم مع سورية.

مطلوب فحص حكيم للنوايا السورية، و قبل ذلك يجب العمل على تحقيق تفاهم و تأييد أمريكي لخطوة إسرائيلية، تقترح على سورية لقاءات سرية، موافقة أمريكية كهذه يمكن الحصول عليها دون صعوبة، و ابقاء الولايات المتحدة في الصورة من جانبنا سيضمن ألا تستغل سورية الاستيضاح السري لتسريبات مغرضة و انجازات تكتيكية غير راسخة، و إذا ما بين الاستيضاح استعداداً لسورية حقيقياً لمفاوضات بلا شروط مسبقة تشمل كل الجوانب اللازمة، فمن المهم أن نعرب نحن أيضاً عن وافقتنا على ذلك و لنوضح مع ذلك أنه في المرحلة الأولى من استئناف المفاوضات سنطالب بوقف النشاط السورية لدعم الإرهاب على أنواعه، و تغيير كبير في المدى الفوري كبرهان على أن وجهة سورية هو نحو السلام بالفعل، و إذا ما أظهرت المحادثات السرية بأن الخطوة السورية تكتيكية فقط يمكننا دوماً أن نكشف ذلك، هكذا نمنع عن السوريين انجازاً تكتيكياً لا مبرر له، و الأهم من ذلك سنعرف نحن أن أقوال زعمائنا تستنفذ كل سبيل لبحث السلام، برغم أنها كانت و ستبقى ذت غطاء حقيقي.



*الصفقة لن تؤثر على التوازن الاستراتيجي.

في هذه الحلقة نستعرض مجموعة من التحليلات التي أوردتها الصحف العبرية لكبار المحللين الإسرائيليين حول القضية و نبدأ بمقالة المحلل رؤوبين بدهتسور في صحيفة هآرتس التي قال فيها أن الصواريخ الروسية إلى سوريا لن تؤثر على التوازن الاستراتيجي في المنطقة و فيما يلي نص مقاله: -

لم يوقع أي اتفاق، مثل الإعلان ربما عن بيع كاسحة جليد من طراز لينين لدولة البحرين، هكذا قال ميخائيل مرغلوف سخراً و هو يعلق على الأنباء الواردة حول صفقة الصواريخ الروسية لسوريا و مرغلوف هو رئيس لجنة الخارجية في البرلمان الروسي و هو شخصية مهمة جداً في روسيا كونه مقرباً جداً من الرئيس فلاديمير بوتين.

نحن لا نجري محادثات مع سوريا حول هذه الصواريخ هكذا قال في إثره وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف خلال زيارته لواشنطن.

سيكون من الخطأ طبعاً الاستنتاج من تصريحات مرغلوف ويفانوف أن صفقة السلاح لن توقع بين موسكو و دمشق خلال زيارة بشار الأسد الى موسكو التي تمت في 24/1 إلا أن من الخطأ الأكبر من ذلك تضخيم و تعظيم التهديد الذي تشكله هذه الصواريخ التي يفترض أن تباع لسوريا و المحاولة الضارة التي لا داعي لها وعديمة الفرصة بممارسة ضغوط علنية على روسيا لإلغاء الصفقة.

بيع الصواريخ للدول في أرجاء العالم هو مصلحة اقتصادية صارخة لروسيا، لذلك فإن من يعتقد أن من الممكن ثنيهم عن بيع هذه الأسلحة باسم الصداقة لإسرائيل و لأن إسرائيل تدعي أنها تشكل تهديداً، مخطئ في ظنه، أضف إلى ذلك أن هذه المبيعات تعتبر تكريساً لمصالح استراتيجية هامة، فبعد أن فقدت روسيا مواقع نفوذها في أغلبية دول لشرق الأوسط ها هو بوتين يحاول مجدداً استعادة مكانة بلاده في المنطقة، و السلام هو وسيلة هامة لتحقيق هذه الغاية.

و لكن حتى لو بيعت الصواريخ الباليستية الروسية من طراز (اس.اس 26) لسوريا ، فإن التوازن الاستراتيجي بين سوريا و إسرائيل لن يتغير، لدى السوريين مئات الصواريخ القادرة على إصابة إسرائيل في كل نقطة كانت منذ مدة طويلة، و الكثير منها زود برؤوس كيماوية 280 كم أقصر من مدى صواريخ السكاد المنتشرة في سوريا، لن تكون تهديدياً جديداً و مغايراً في جوهره .

التزود بصواريخ أرض – جو من هذه الصواريخ18 مختلف من حيث الجوهر، هذه الصواريخ ذات قدرة اعتراضية جيدة للطائرات بصورة تفوق الصواريخ الموجودة لدى سوريا اليوم، و لكن في هذه الحالة أيضاً لا حاجة للمبالغة و الإفراط، سلاح الجو يحق أصلاً في أجواء لبنان و الأجواء السورية عند الحاجة وفقاً لمسارات تاخذ باعتبارها وجود مثل هذه الصواريخ أو أشباهها لدى التنظيمات الإرهابية.

الخوف الحقيقي و المبرر يأتي من انتقال هذه الصواريخ المضادة للطائرات لحزب الله الذي قد يستخدمها بدوره ضد الطائرات المدنية و ليس فقط التابعة للشركات الإسرائيلية.

ولكن في هذه الحالة يمكن التوضيح لسوريين بأن انتقال هذه الصواريخ إلى أيدي التنظيم الشيعي سيضطرها لدفع الثمن المترتب على ذلك.

و على وجه العموم قضية نشر الصواريخ المضادة للطائرات إلى مركز اهتمام الأسرة الدولية بقيادة الولايات المتحدة، خصوصاً بعد محاولة ضرب طائرة "اركيع" الإسرائيلية في مومباسيا في تشرين الثاني 2002 بواسطة صواريخ ستريلا ( التي يرتكز صروخ اس.آي.18 عليها ).

الخوف السائد هو أن يؤدي وصول الصواريخ الروسية و الأمريكية من هذه الشاكلة إلى أيدي الفصائل الإرهابية ( ليس معروفاً حتى اليوم مصير آلاف صواريخ ستينغر التي أرسلت للمجاهدين ابان الحرب الأفغانية ضد السوفييت، إلى تشكيل خطر على حركة الطيران المدني في أرجاء العالم.

هذا هو السبب من وراء ضرورة قيام إسرائيل بترك قضية معالجة صفقة الصواريخ الروسية لسوريا، للولايات المتحدة، الضغط على موسكو يجب أن يأتي من واشنطن و العواصم الأوروبية و ليس من إسرائيل.

وبالفعل يتبين أن وزير الخارجية كولين باول و المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قد عبرا عن قلقهما من صفقة الصواريخ المزمعة لسوريا.

كما أن أمريكا و روسيا ستوقعان على اتفاق تحديد مبيعات صواريخ أرض – جو فيما بينهما، هذا الاتفاق الذي يهدف إلى الحؤول دون تسرب هذه الصواريخ إلى التنظيمات الإرهابية، و مع ذلك يجب أن يؤدي خطر بيع هذه الصواريخ بصرف النظر عن الصفقة المعقودة مع سوريا، إلى تسريع تطوير منظوات دفاعية لتزويد الطائرات المدنية بها، و مع ذلك يبدو أن هذه المسألة لا تحظى بالأولوية المطلوبة في إسرائيل.

المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تميل بصورة ثابتة لتضخيم التهديدات من أجل تبرير زيادة ميزانية الدفاع، و لكن يبدو أن تضخيم شأن صفقة السلاح المباعة لسوريا نابع بالأساس من المستوى السياسي تحديداً في هذه المرة، حيث يسعى إلى تبرير رفضه للعرض السوري بإجراء المفاوضات السياسية مع إسرائيل فكيف حسب هذا المنطق يمكن التفاوض مع من يقوم بشراء الصواريخ، حول السلام.

هذا طرح غير جدي لأن سوريا لن تتوقف مثل أي دولة أخرى، بما فيها إسرائيل، عن التزود بالسلاح فقط لأن زعيمها يتوجه لإجراء مفاوضات سياسية.

زد على ذلك أن الطريقة الوحيدة التي يستطيع فيها الجيش السوري محاولة مواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي تكمن في التزود بصواريخ باليستية و تكثيف وتعزيز المنظومة الدفاعية الجوية، و ما الذي يتوقعه أصلاً أولئك الذين صادقوا على الطلعة الجوية التي قام بها سلاح الجو الإسرائيلي مخترقاً حاجز الصوت بطائرات الـ اف 16 فوق قصر الأسد في الصيف الماضي؟ هل توقعوا منه أن ينظر إلى السماء و أن يصفق للطيارين الإسرائيليين الماهرين؟ تعزيز المنظومة الدفاعية الجوية لسوريا هو أقل ما يمكن للرئيس السورية أن يفعله.



يجب على إسرائيل تغيير نظرتها الاستراتيجية للعرب!

من جهته كتب عوفر شيلح في صحيفة يديعوت احرنوت المقال التالي: -

الأزمة في علاقتنا مع روسيا بسبب صفقة الصواريخ الروسية – السورية الجديدة، هي شهادة أخرى على طريقة إسرائيل للنظر في شؤون الخارج و الأمن من خلال القدرات العسكرية عندنا و عند العدو، هذا هو التوجه الذي قاد إسرائيل إلى كثير من الخلل السياسي و الأمني و ما يزال لا يوجد من يحاول تغييره من الأساس.

منذ أشهر و الحكومة ترفض باحتقار مساعي سلام الرئيس الأسد بزعم أن سوريا ضعيفة و لا يوجد أي داع للحديث معها الآن، عندما يجرؤ أحد ما على الإشارة بان سوريا قد لا تظل ضعيفة الى الأبد و إن وقت الحديث مع العدو عندما تكون قوياً و يكون هو ضعيفاً أو العكس، يطرحون قوله حتى لو كان رئيس هيئة الأركان أو رئيس أمان.

في المقابل هناك من يعيش هنا كما يبدو في وهم أنه يمكن في الحقيقة منع سوريا من التقوى، يحدث أحد ما نفسه أنه بقوة الصداقة مع الولايات المتحدة أو القوة النسبية لإسرائيل أو أي سبب آخر سيكون في الإمكان أبداً، الجري مثل ولد هولندي مع ستروئيدات على مدى السد، الذي يفصل الدول العربية في حد ذاتها عن القدرات العسكرية و ان يسده في كل مكان اليوم نفجر مفاعلاً نووياً و غداً منع صفقة سلاح ويظل الفرق بيننا وبينهم دائماً على حاله بل حتى يزداد.
سوريا ستبتاع السلاح، من روسيا أو من مصدر آخر لأن السلاح أعد ليباع و ليشترى.

الصواريخ التي تقترحها روسيا عليها الآن ليست بمثابة تغيير في الوضع الاستراتيجي لإسرائيل، صحيح أنها أكثر حداثة من صواريخ سكاد القديمة التي حشدها الأسد الأب، و لكن الصواريخ القديمة موجودة بكمية لن تستطيع إسرائيل أصلاً أن تبطل فاعليتها كلها ( أو حتى القليل منها ) إنها مزودة برؤوس حربية كيميائية و بيولوجية أيضاً، كما يبدو تستطيع أن تصيب سكاناً كثيرين، من جهة السوريين إنها نوع من الوزن المعادل للامتياز العسكري الحاسم لإسرائيل استبدالها بصواريخ جديدة يغير التهديد من أساسه فقفط في نظر من لا يزال يعد أشجار الرؤوس الحربية بدل أن يدرك سعة و ماهية الغابة.

هذا وضع لا يمنع إلا إذا كان أحد ما في الحقيقة يوهم نفسه بأننا سنستطيع منع كل سلاح عن كل عربي طوال الوقت الرد على ذلك هو في ايجاد توازنات سياسية و في اقرار استراتيجية عامة تتصل بوضعنا ومكاننا في الشرق الأوسط و في ايجاد أدوات ضغط عسكرية ردعية وسياسية و أخرى تمنع الهجوم على إسرائيل و تشجع الدول العربية نحو تسوية أو على الأقل عدم قتال.