[اليمامة]

الفتن والنجاة 00 وانقشاع الغيوم
=================


إن الفتن تجرى على يد الدجال في ذيلها أي اعتقاد ممسوخ . هزيل حتى ولو كان هذا الاعتقاد قديم . من قبل نوح عليه السلام . فكل من بنى داراً على اعتقاد واه سيجد أصول داره في خزينة الدجال . ليلهث وراءه آخر الزمان . فإذا جاء الدجال ووجد أن صاحب الدار قد مات . باركه الدجال وهو في قبره لأنه آمن به قبل أن يموت . وشيد داره على هوى يحمل الدجال أصوله في قلبه !! ( 1) .
● واليهود هم أساتذة النصارى . فرغوا منهج النصارى من كل محتوى . حتى يكون القرار قرارهم . وهيأوهم حتى يخدموا غايتهم التي هي ( أمير السلام ) الدجال . فطرحوا على عقولهم عقيدة الدجال فطرحوا على عقولهم عقيدة المسيح الإله ( 2 ) . وألقوا بهم على طريق الأمم لتتأكد النظرية بالتجربة ( 3) . فتشربت نفوسهم العقيدة الجديدة وسار وا بها على أهداف اليهود في القديم وفي الحديث ( 4 ) .
" وقالت النصارى المسيح ابن الله " ( 5) .
لهذا كانت العقول التي تظن بأن لله ولداً . لجديرة بأن يستخف بها الدجال . وأن الإفهام التي قال أصحابها " أن الله فقير ونحن أغنياء " ( 6 ) لجديرة بالسقوط أمام الدجال الذي تجرى معه الكنوز وأن الإفهام التي اتخذت القرآن مهجوراً لجديرة بأن يضربها الدجال على وجوهها بحذائه . ويأمرهم أن يضحكوا وهم يضربونا ( 7) .
[ وقالت اليهود عزيز ابن الله ] ( 8 ) .
إن الإفهام المريضة . التي لم ترتفع يوماً أمام منطق رسلهم . كما قال تعالى : [ وقالت رسلهم : أفي الله شك ؟ ! فاطر السماوات والأرض ! ] ( 9 ) لكنهم فضلوا السقوط . وعندما أراد الرسل عليهم السلام أن ينتشلونهم من دوائر المادية التي تصوروا عليها الإله و أن يرسوا في إفهامهم هذا الاعتقاد السامي :
[ .. ليس كمثله شئ . وهو السميع البصير ..] ( 10 )
أصروا على السقوط . وارتضوا لأنفسهم آلهة متبولة ! فجاءتهم الآلهة المتبولة تجرهم وراءها على وجوههم .
● لقد جاءهم الدجال
يقول علماء الإسلام :
[ ليس على أهل القدر حديث أشد من حديث الدجال ( 11) إنه شخص ابتلى الله به عباده وأقدره على أشياء من مقدورات الله سبحانه وتعالى ( 12 ) فيظهر على يد الدجال من الآيات . من إنزال المطر . والخضب على من صدقه والجدب على من يكذبه وإتباع الكنوز له ( 13 ) حتى إن من رآه افتتن به , فيكشفها الله للمؤمن حتى يعتقد كذبها وبطلانها . وكلما قوى الإيمان في القلب . قوى انكشاف الأمور له . وعرف حـقائــقها من بواطنها . بخلاف القلب الخراب المظلم ] ( 14 ) .
● فماذا مع الدجال !
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ي الفتن :
● [ كيف بكم . إذا ابتليتم بعبد . قد سخرت له أنهار الأرض . وثمارها . فمن اتبعه أطعمه وأكفره .. ] ( 15 )
وفي عصرنا الحديث يعمل أتباع الدجال على هذه السياسة فهم يلوحون في وجه الذي لا يتبعهم بسياسات التخويف والتجويع . ومن سار على ضلالهم أطعموه وأكفروه .
● [ يبرئ الأكمة والأبرص ويحيى الموتى . ويقول للناس أنا ربكم ( !! ) ] ( 16 ) .
إن عيسى عليه السلام كان يبرئ الأكمة والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله . والدجال سيفعل هذه الخوارق . فيعتبره النصارى أنه المسيح . فإذا قال لهم المسيح ( الدجال ) أنا ربكم آمنوا بصدقة . لأن اليهود أعدوهم لهذه المهمة بهذه العقيدة ( 17 ) .
● [ .. يبعث الله معه شياطين تكلم الناس . ومعه فتنة عظيمة . يأمر السماء فتمطر . فيما يرى الناس .. ويقتل نفساً ثم يحييها فيما يرى الناس . لا يسلط على غيرها ( * ) ..] ( 18 )
● [ .. من فتنته أن يقول للأعرابي . أرأيت أن بعث لك أباك وأمك . أن تشهد أنى ربك فيقول : نعم . فيتمثل له شيطانان . على صورة أبيه وأمه . فيقولان . يابنى اتبعه فإنه ربك .. ] ( 19 ) .
======================================

( 1 ) راجع تمهيد .
( 2 ) راجع العنكبوت .
( 3 ) راجع الأصنام .
( 4 ) راجع عاد .
( 5 ) التوبة 30 .
( 6 ) آل عمران 181 .
( 7 ) راجع حجر الضب .
( 8 ) التوبة 30 .
( 9 ) إبراهيم 10 .
( 10 ) الشورى 11 .
( 11 ) العنبري في كتاب السنة لابن عاصم ص 173 / 1 .
( 12 ) النووي شرح مسلم 58 / 18 .
( 13 ) أبو بكر بن العربي ( التواتر تحقيق أبو غدة 105 ) .
( 14 ) ابن تيميه الفتاوى الكبرى 20 / 456 ( التواتر ص 368 ) .
( 15 ) والطبراني ( الزوائد 346 / 7 ) .
( 16 ) أحمد و والطبراني ( كنز 38795 ) ( الزوائد 336 / 7 ) .
( 17 ) راجع المدخل .
( * ) هو من أهل المدينة المنورة .
( 18 ) أحمد وابن خزيمة والحاكم وأبو يعلى ( كنز ( 38819 ) الزوائد ( 344 / 7 ) .
( 19 ) ابن خزيمة والحاكم ( كنز 38742 ) وأحمد و والطبراني ( الزوائد 345 / 7 ) .