عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 24-01-2007, 10:57 AM
بلوشستاني للأبد بلوشستاني للأبد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 177
إفتراضي

ثم جاء بعدهم قوم صالح وهم ثمود فسلكوا مسلك من قبلهم من الأمتين أمة نوح وأمة هود فعصوا الرسل واستكبروا عن الحق فأخذهم الله بعقاب الصيحة والرجفة حتى هلكوا عن آخرهم ولم ينج إلا من آمن بنبيه صالح عليه الصلاة والسلام .
ثم جاء بعدهم الأمم الأخرى أمة إبراهيم وأمه لوط وشعيب وأمة يعقوب وإسحاق ويوسف ، ثم جاء بعدهم موسى وهارون وداود وسليمان وغيرهم من الأنبياء كلهم دعوا الناس إلى توحيد الله كما أمروا ، قال الله تعالى : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[22] وقال الله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[23] وكلهم أدوا ما عليهم من البلاغ والبيان عليهم الصلاة والسلام ، بلغوا الرسالة وأدوا الأمانة ونصحوا الأمة وبينوا لهم معنى هذه الكلمة : " لا إله إلا الله " وبينوا أن الواجب إخلاص العبادة لله وحده وأنه هو الذي يستحق العبادة دون كل ما سواه ، وأن الأشجار والأحجار والأصنام والكواكب والجن والإنس وغيرهم من المخلوقات كلهم لا يصلحون للعبادة . لأن العبادة يجب أن تصرف لله وحده . وفرعون لما بغى وطغى وعاند موسى وخرج لقتله ساقه الله جل وعلا للبحر وأغرقه ومن معه فيه في لحظة واحدة ، وهذا عذاب معجل وهو الغرق وبعده عذاب النار ، نسأل الله العافية والسلامة .
ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام دعا الناس إلى عبادة الله وبشر بالجنة من آمن وحذر بالنار من كفر ، فآمن من آمن وهم القليل في مكة ، ثم بسبب الأذى له ولأصحابه أمره الله بالهجرة إلى المدينة ، فهاجر إليها ومن آمن معه ممن استطاع الهجرة ، فصارت المدينة دار الهجرة ، والعاصمة الأولى للمسلمين ، وانتشر فيها دين الله ، وقامت فيها سوق الجهاد بعد تعب عظيم ، وإيذاء شديد من قريش وغيرهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين معه في مكة .
كل ذلك من أجل هذه الكلمة " لا إله إلا الله " الرسل تدعو إليها ومحمد خاتمهم عليه الصلاة والسلام يدعو إلى ذلك ، يدعو إلى الإيمان بها ، واعتقاد معناها ، وتعطيل الآلهة التي عبدوها من دون الله وإنكارها وإخلاص العبادة لله وحده ، والمشركون يأبون ذلك ، ويقولون إنهم سائرون على طريقة أسلافهم ، ويقولون : {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}[24]
فأمة العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ، سلكوا مسلك من قبلهم في العناد والكفر والضلال والتكذيب ، ونبينا عليه الصلاة والسلام طيلة ثلاثة عشر سنة في مكة ، يدعوهم إلى توحيد الله ، وإلى ترك الشرك بالله ، فلم يؤمن به إلا القليل ، وهذا بعد الهجرة إلى المدينة ، استمروا في طغيانهم ، وقاتلوه يوم بدر ، ويوم أحد ، ويوم الأحزاب عنادا وكفرا وضلالا ، وساعدهم من ساعدهم من كفار العرب ، ولكن الله جلت قدرته أيد نبيه والمؤمنين وأعانهم ، وجرى ما جرى يوم بدر من الهزيمة على أعداء الله ، والنصر لأولياء الله ، ثم جرى ما جرى يوم أحد من الامتحان الذي كتبه الله على عباده ، وحصل ما حصل من الجراح والقتل على المسلمين بأسباب بينها في كتابه العظيم سبحانه وتعالى ، ثم جاءت وقعة الأحزاب بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين أهل الكفر ، فأعز الله جنده ونصر عبده وأنزل بأسه بالكفار ، فرجعوا خائبين لم ينالوا خيرا ونصر الله المسلمين ضد أعدائهم ، ثم جاءت بعد ذلك غزوة الحديبية عام ست من الهجرة ، وحصل فيها ما حصل من الصلح بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل مكة ، والمهادنة عشر سنين حتى يأمن الناس ، وحتى يتصل بعضهم ببعض ، وحتى يتأملوا دعوته عليه الصلاة والسلام وما جاء به من الهدى ، ثم نقضت قريش العهد فغزاهم النبي صلى الله عليه وسلم عام ثمان من الهجرة في رمضان ، وفتح الله عليه مكة ، ودخل الناس في دين الله أفواجا والحمد لله . فهذا الدين العظيم وهو الإسلام يحتاج من أهله إلى صبر ومصابرة وإخلاص لله ودعوة إليه وإيمان به وبرسله ، والوقوف عند حدوده وترك لما نهى عنه عز وجل ، هذا هو دين الله ، الذي بعث به رسله وأنزل به كتبه ، وهو الدين الذي بعث به نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام ، وهو توحيد الله والإخلاص له والإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، والانقياد لشريعته قولا وعملا وعقيدة ، وأصله وأساسه الشهادة أن لا إله إلا الله ، التي بعث الله بها جميع الرسل ، فلا إسلام إلا بها من عهد نوح إلى عهد محمد عليه الصلاة والسلام ، لا إسلام إلا بهذه الكلمة : " لا إله إلا الله " قولا وعملا وعقيدة ، فيقول المسلم " لا إله إلا الله " بلسانه ويصدقها بقلبه وأعماله ، فيوحد الله ، ويخصه بالعبادة ، ويتبرأ من عبادة ما سواه ، ولابد مع هذا من الشهادة للنبي بالرسالة عليه الصلاة والسلام ، لا بد من الإيمان بالله وحده وإخلاص العبادة له ، لابد من التصديق للرسل الذين بعثوا بذلك من عهد نوح إلى عهد محمد صلى الله عليه وسلم ، لابد مع الشهادة بأنه " لا إله إلا الله " والإيمان بالله : من تصديق نوح عليه الصلاة والسلام ، فلا إسلام إلا بذلك . وفي عهد هود كذلك لا إسلام إلا بتصديق هود عليه الصلاة والسلام ، مع توحيد الله والإخلاص له ، والإيمان بمعنى لا إله إلا الله ، وهكذا في عهد صالح لا إسلام إلا بذلك . . بتوحيد الله والإخلاص له ، والإيمان بصالح ، وأنه رسول الله حقا عليه الصلاة والسلام ، وهكذا من بعدهم كل نبي يبعث إلى أمته ، لابد في الإسلام من توحيد الله والإيمان بذاك الرسول الذي بعث إليهم وتصديقه ، وآخرهم عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام هو آخر أنبياء بني إسرائيل وآخر الأنبياء قبل محمد عليه الصلاة والسلام ، فلا إسلام إلا لمن آمن به واتبع ما جاء به ، ولما أنكرته اليهود وكذبوه صاروا كفارا بذلك. ثم بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وآخرهم ، وجعل الدخول في الإسلام لا يتم ولا يصح إلا بالإيمان به عليه الصلاة والسلام ، فلابد من توحيد الله والإيمان بهذه الكلمة ، وهي : " لا إله إلا الله ، واعتقاد معناها . وأن معناها توحيد الله وإفراده بالعبادة ، وتخصيصه بها دون كل ما سواه ، مع الإيمان برسوله محمد عليه الصلاة والسلام ، وأنه خاتم الأنبياء ، لا نبي بعده ، هكذا علم الرسول أمته عليه الصلاة والسلام ، وهكذا دل كتاب الله على ذلك ، قال تعالى : {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}[25] لابد من الإيمان بالنبيين جميعا وآخرهم محمد عليه الصلاة والسلام ، ولما سأل جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره فلابد مع الإسلام وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله من الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين السابقين ، والإيمان بجميع الملائكة ، والكتب المنزلة على الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام جميعا ، ولابد من الإيمان بالقدر خيره وشره والإيمان باليوم الآخر ، والبعث بعد الموت ، والجنة والنار ، وأن ذلك حق لابد منه ، ولكن أصل ذلك وأساسه الإيمان بالله وحده ، وأنه هو المستحق العبادة . هذا هو الأصل ، وهذا هو الأساس والبقية تابعة لذلك ، فمن أراد الدخول في الإسلام والاستقامة عليه والفوز بالجنة والنجاة من النار ، وأن يكون من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام الموعودين بالجنة والكرامة فإنه لا يتم له ذلك إلا بتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . فتحقيق الأولى وهي- : " لا إله إلا الله " - بإفراد الله بالعبادة ، وتخصيصه بها ، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله من أمر الجنة والنار والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر خيره وشره . وأما تحقيق الثانية- وهي شهادة أن محمدا رسول الله- فبالإيمان به صلى الله عليه وسلم ، وأنه عبد الله ورسوله أرسله الله إلى الناس كافة إلى الجن والإنس ، يدعوهم إلى توحيد الله والإيمان به ، واتباع ما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام مع الإيمان بجميع الماضين من الرسل والأنبياء ، ثم بعد ذلك الإيمان بشرائع الله التي شرعها لعباده ، على يد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، والأخذ بها والاستمساك بها من صلاة وزكاة وصوم وحج وجهاد وغير ذلك .
__________________
ان يسرقوك{بلوشستاننا} من تاريخنا
لن ينزعوك من صدورنا{ بلوشستاني... الهوية و الانتماء..حتى الممات}
{هدفنا اعادة البناء و تصحيح المسار لهذة الصحوة}
:: احرام على بلابله الدوح،حلا ل على الطير من كل جنس::http://www.peakbagger.com/map/r434.gif