الموضوع: لغتنا العربية
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 15-07-2006, 01:33 PM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

شكرا أخي علي على مرورك و الحمد لله أن نال الموضوع رضاك




خرجت في صيابة خيار و سادة أشرافٍ من أفناء قبائل العرب لا يدري أي القبائل هم ذوي هيئةٍ وشارةٍ حسنةٍ، ترتمي بنا المهارى بأكسائها هي نجائب تسبق الخيل منسوبة إلى مهرة وهو حي من قضاعة من عرب اليمن ونحن نريد الحارث بن أبي شمر الغساني ملك الشأم؛ فاخروط طال بنا السير في حمارة القيظ، حتى إذا عصبت الأفواه جفت وذبلت الشفاه، وشالت المياه قلت ، وأذكت الجوزاء المعزاء الأرض الصلبة كثيرة الحصى وذاب الصيهد السراب الجاري و شدة الحر وصر الجندب صوت الصغير من الجراد وضاف العصفور الضب وجاوره في حجره ، قال قائل: أيها الركب غوروا بنا إأتوا الغور و هو ما انحدر من الأرض في ضوج منعطف هذا الوادي وإذا وادٍ قد بدا لنا كثير الدغل ، دائم الغلل الماء الذي يجري بين الأشجار شجراؤه مغنة، وأطياره مرنة . فحططنا رحالنا بأصول دوحاتٍ كنهبلاتٍ فأصبنا من فضلات الزاد وأتبعناها الماء البارد. فإنا لنصف يومنا ومماطلته طوله و امتداده ، إذ صر أقصى الخيل أذنيه سواهما و نصبهما للاستماع ، وفحص الارض بيديه. فوالله ما لبث أن جال، ثم حمحم صوت الخيل دون الصهيل فبال، ثم فعل فعله الفرس الذي يليه واحداً فواحداً، فتضعضعت الخيل، وتكعكعت تاخرت الى الوراء الإبل، وتقهقرت البغال، فمن نافرٍ بشكاله الحبل الذي تشد به قوائم الدابة بعقاله؛ فعلمنا أن قد أتينا وأنه السبع، ففزع كل رجلٍ منا إلى سيفه فاستله من جربانه غمده ثم وقفنا له رزدقاً أي صفاً وأقبل أبو الحارث من أجمته يتظالع في مشيته من نعته كأنه مجنوب مصاد بذات جنب أو في هجارٍ معصوب حبل يشد في رسغ رجل البعير ثم يشد الى حقوه لصدره نحيط زفير ولبلاعمه غطيط ولطرفه وميض، ولأرساغه نقيض صوت كأنما يخبط هشيماً، أو يطأ صريما الحب المقطوع من الزرع وإذا هامة كالمجن الترس وخد كالمسن الحجر الذي يسن به او عليه وعينان سجراوان ان يخالط بياضها احمرار كأنهما سراجان يقدان وقصرة اصل العنق اذا غلظت ربلة اللحمة الغليظة ولهزمة عظم ناتئ تحت الاذن رهلة منتفخة وكتد ما بين الكاهل الى الظهر مغبط مرتفع و زور صدر مفرط عظيم جاوز قدره وساعد مجدول وعضد مفتول؛ وكف شئنة خشن البراثن ، إلى مخالب كالمحاجن العصا منعطفة الراس كالصولجان فضرب بيده فأرهج اثار الغبار، وكشر فأفرج، عن أنيابٍ كالمعاول مصقولة، غير مفلولة، وفم أشدق كالغار الأخرق؛ ثم تمطى فأسرع بيديه، وحفز دفع وركيه برجليه، حتى صار ظله مثليه؛ ثم أقعى جلس فاقشعر تقلص جلده و وقف شعره ، ثم مثل انتصب قائما فاكفهر كشر، ثم تجهم صار وجهه كريها فازبأر تنفش حتى ظهرت اصول وبر شعره فلا وذو الذي بيته في السماء ما اتقيناه إلا بأول أخٍ لنا من فزارة، كان ضخم الجزارة كبير الراس و اليدين و الرجلين، فوقصه دق عنقه ثم نفضه نفضةً فقضقض متنيه كسر متني ظهره فجعل يلغ في دمه. فتذمرت لمتهم و حرضتهم و حثثتهم أصحابي ، فبعد لأي ما استقدموا. فهجهجنا صحنا به و زجرناه به، فكر مقشعراً بزبرته شعر كتفي الاسد، كأن به شيهماً ما عظم شوكه من ذكور القنافذ حولياً من الحول، فاختلج انتزع رجلاً أعجر مليئا ذا حوايا امعاء فنفضه نفضةً تزايلت منها مفاصله، ثم نهم اخرج صوتا كالانين ففرفر صاح ، ثم زفر اخرج صوتا بعد مده اياه فبربر صاح ، ثم زأر فجرجر ردد صوته في حنجرته ثم لحظ نظر بمؤخر العين يمينا و يسارا بغضب ، فوالله لخلت البرق يتطاير من تحت جفونه، من عن شماله ويمينه، فأرعشت الأيدي، واصطكت الأرجل، وأطت صوتت الاضلاع ، وارتجت الأسماع، وشخصت العيون، وتحققت الظنون، وانخزلت المتون فقال له عثمان: اسكت قطع الله لسانك! فقد أرعبت قلوب المسلمين
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية