سؤال معين كان عن النحو، وجواب أستاذنا محمد كان عن العروض والبلاغة.
بالنسبة للنحو فأرى الأسباب التالية:
1. حتى يكون النحو سليقة فيجب أن ينشأ الطفل على تكلم العربية الصحيحة دون لحن ودون تكلف. فمن من جيلنا أو حتى من جيل آبائنا نشأ على التحدث بالفصحى؟ ومن منا يرجع إلى بيته فيكلم زوجته وأبناءه بالعربية الفصحى؟
2. كان فيما مضى أناس تستسقى منهم اللغة القويمة، ويقوّم اللسان على لغتهم، وكانوا في الماضي الخطباء، وفي العصر الأحدث (بقول الشاويش) الصحفيين والمذيعين، فانظر إلى حال خطبائنا هذه الأيام تعرف السبب، وانظر إلى حال مذيعينا تضع يدك على الداء، حتى أن الفضائية اللبنانية (ولا أقصد لبنان بسوء بهذا المثل) تنقل نشرتها الإخبارية بالعامية. حتى الشعراء يلقون قصائدهم وفي كلامهم الكثير من اللحن، ولا أبرئ نفسي
هذا إذا اعتبرت شاعرا.
3. ابتعاد الناس عن طلب علوم العربية في الصغر، بل إن الناس ينتظرون حتى ينتهوا من العلوم الأخرى فإن رأوا حاجة لطلب علوم العربية، كأن يحصلوا على وظيفة صحفية، أو أن يقلدوا منصبا يحتاج إلى الخطابة، أو أن يجدوا في أنفسهم ميلا أدبيا، عندها يطلبون علوم اللغة، وعندها تكون السليقة قد عدمت. ولا خير من إخواننا الموريتانيين (ومنهم الشناقطة أدباء الدنيا وحفظة علوم اللغة) الذين ما يصل أحدهم إلى الخامسة حتى يكون قد قرأ الألفية مع شرح ابن عقيل.
4. الاهتمام باللغات الأخرى وتقديمها على اللغة العربية، ولا أحتاج أن أشرح قصدي هنا.
وشكرا للأخ معين على طرحه هذه المناقشة.