إقرأ لعمرعبيد حسنة إدخاله نقد الأخطاء بهدف معالجتها في جملة أعمال الحسبة المشروعة ،ويدفع شبهة الإضرار بالأمة من جراء النقد الهادف المشروع ،حيث يقول :" إن التستر على الأخطاء باسم المصلحة العامة ،وحفظ الكيان ،والتوهم بأن الحسبة في الدين تؤدي
إلى البلبلة والتمزق ،أمر خطير ،ومفسدة فظيعة تدفع الأمة ثمنها الدماء العزيزة ،وليس هذا فقط بل قد يؤدي هذا إلى ذهاب الريح وافتقاد الكيان أصلا ،فالأمة بدون هذه الحسبة ،وهذا التناصح ،تعيش لونا من التوحد يشبه إلى حد بعيد الورم الممرض ."
ولا يصح أن يظنن ظان أن النقد يعني إنكار الإيجابيات ، فليس من العدل في شيء أن نحوّل النقد والنصيحة إلى تجريح وفضيحة وتسفيه ،فإن وجد أحدنا في نفسه من ذلك فليمسك ،لان أحد أهم الفوارق ما بين النظام الإسلامي والديمقراطي هي النيّة الخالصة والوسيلة المشروعة ،وليست الفضيحة من الإسلام شيئا ،ولا يجوز من المسلم إيذاء المسلم بقول أو عمل ،إنما القصد الإصلاح ،وللإصلاح سبل ومقاصد مشروعة .وقد لا نوافق كثيرا على ما يطرحه البعض من اعتماد النصيحة العلنية أولا ، فالنصيحة في العلن فضيحة ،
اللهم إلا أن تكون بحكم (آخر الدواء الكي ) وضمن الضوابط الشرعية ،وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يعمم القول
حتى لا يجرح المقصود به ،وتعميم القول يعمم الفائدة بحيث يأخذ كل ذي حظّ حظّه من النصيحة أو التوجيه ،فكان من هديه صلى الله عليه وسلّم استخدام كلمات مثل : " ما بال أقوام "؟ وهو يعني شخصا أو مجموعة بذاتها .
|