من أجل أدب جديد
أسعدني تواصلكم الموضوعي والبناء مع نصوصي الإبداعية وتفهمت بعمق ما طرحتموه من ملاحظات جادة وإليكم رؤيتي:
شعر التفعيلة ؛ الشعر النثري؛ الشعر المرسل.... هذه التصانيف الشكلية لم تعد تستوعب الثورة الوجدانية وانثيالاتها اللغوية - في رأيي - بالقدر الذي يطلبه المبدع.
ليس هناك قانون طبيعي يمنع إحداث التداخل التفاعلي بين تلك الأشكال وممارسة تجريب هذا النمط من الكتابة قد يفتح بوابات أشكال استيعابية أخرى للغة العربية ولعملية الإبداع ذاتها ... وبالتأكيد ليس هناك قانون نقدي أو أعراف أدبية تُجَرِّم المبدع أن يلج فُسَحا جديدة ليخترع أدواته الخاصة في الكتابة .
أدعوكم مخلصا وأنا مقدر لآرائكم التقييمية الجليلة ؛ أن توجدوا جنسا لما كتبته ؛ أخرجوه من دائرة الشعر وأدخلوه الجنس الذي تريدون ... سموه ما شئتم ..شعرا أو نثرا أو بين بين ..
إن ممارستي الشعرية تمتد لسنوات طويلة ؛ بدأت مع العمودي حتى امتلكت ناصيته وتمكنت من العوم في أعماق بحوره..ثم انتقلت إلى الأشكال المعاصرة والحداثية الأخرى .. حتى انتهت مركبتي الإبداعية إلى الرسوّ على شاطىء قد يكون غريبا أو طارئا ولكن قناعتي هي التعامل مع البعد الروحاني للكلمة وتحميل العمل الإبداعي أقصى ما يتحمله من شحنات وجدانية بأبعاد تحتفظ بالقيم التالية: الإنسانية ؛ الفكرية ؛ الفلسفية .
وقناعتي أن التواصل مع وجدان القارئ قبل مخاطبة عقله تتطلب إيجاد مستويات للتواصل في كل عمل إبداعي . أوظف من خلاله مازورات - نوتات موسيقية تستجيب للحالة النفسية التي أريد ابتداع طقوسها عند القارئ؛ لذلك أركب التفعيلة أو أمارس النثر أو أُعوِّل على المرسل.
مجمل القول أن اعتقادي الإبداعي يرتكز على الإبداع الوظيفي وما يستلزمه احقاق الوظيفية من أدوات..
أرجو أنكم على تمارس المقاربة الفاهمية لما أطمح إليه..
وشاكر لكم لتواصلكم المثري والبناء.
__________________
رقراق السراب
|