وفي القصيدة الزينبية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يخلص من المناجاة والشكوى إلى النصيحة والعظة.
يقول:
صرمت حبالك بعد وصلك زينب *** والدهر فيه تصرم وتقلب
نشرت ذوائبها التي تزهو بها *** سودا ورأسك كالنعامة أشيب
واستنفرت لما رأتك وطالما *** كانت تحن إلى لقاك وترهب
وكذاك وصل الغانيات فإنه *** آل ببلقعة وبرق خلب
ثم يبدأ عملية التخلص:
فدع الصبا فلقد عداك زمانه *** وازهد فعمرك منه ولى الأطيب
ذهب الشباب فما له من عودة *** وأتى المشيب فأين منه المهرب
ضيف ألم إليك لم تحفل به *** فترى له أسفا ودمعا يسكب
ويخلص إلى العظة والنصح:
دع عنك ما قد فات من زمن الصبا *** واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب
واخش مناقشة الحساب فإنه *** لا بد يحصى ما جنيت ويكتب
والقصيدة من أفضل القصائد التي عرفتها في التحذير من الإغراق في الدنيا والنصح بالعمل للآخرة...
|