مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 16-11-2001, 09:19 PM
mubarrah mubarrah غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 81
إفتراضي الشيخ محمد

جلست في جوف الليل ، أراجع آيات من القرأن ، أقوم بها ، فارتادني خاطر ، جعلني أتساءل عن أول ليلة قمت بها في رمضان ، ففاضت بي الذكريات ، وجعلت عيناي تبكيان.
كنت ابن سبع سنين ، في ليلة القدر ، دعانا الشيخ محمد إلى داره للقيام ، استأذنت أمي في الذهاب ، فأذنت لي ، كنا سنقضي الليلة كلها عنده ، كانت والدتي قد اعتادت خروجي مع الشيخ ، أنا وأتراب لي من أقربائي ، فلم يكن علي ضيق في الذهاب معه.
كان الشيخ محمد في الخامسة والعشرين ، لحيته الشقراء لم تكتمل بعد ، كنت أشعر أنني أقرب تلامذته إليه ، تبين لي فيما بعد أن هذا ما كان يشعر به كل تلامذته ، وكان قد تخرج لتوه من كلية الشريعة ، كان سماء بالنسبة لي فهو أول من عرفت من حفظة القرأن ، وكنت أحلم أن أغدو يوماً مثله.
صلينا التراويح في المسجد مع الشيخ ، ثم ذهبنا معه إلى بيته في طرف مدينتنا الصغيرة ، كانت تجربة جديدة علينا ، ولكم راد بنا شيخنا دروباً جديدة ، وفتح قلوبنا الصغيرة على عوالم الخير ، بفرحاتنا بهذا الجديد.
بدأنا ليلتنا ببعض الحلوى التي أعدتها زوجته ، ولا تسل عن فرحنا بها ، كنت أشعر أنه يعاملنا كأصحاب له ، لا كتلاميذ ، يأنس بنا ، ويهش لنا ، لم أشعر أن هناك حواجز بيننا.
ثم توضأ من يريد الوضوء منا ، وقفت وكان جنبي عبدالفتاح ، وكان أسن مني ، كان في الثانوية ، فرأى كيف أن الماء لم يصل إلى كعبي ، فأخذ يدلني على الطريقة الصحيحة لغسل القدمين ، منذ تلك الليلة وأنا أبالغ في الوضوء حتى أكون من الغر المحجلين.
لم يقف الشيخ ليصلي بنا ، بل أراد أن يمرننا على الإمامة ، فكان على كل منا أن يصلي ركعتين ، آه كم هو جميل شعوري تلك الليلة ، وقد جاء دوري ، كدت أطير من الفرح ، أنا ابن السبع سنين سأصلي إماماً ، بأكثر من عشرين شخصاً ، أخذت أفكر ماذا سأقرأ ، لا بد أن أظهر قدرتي ، سأقرأ آخر ما حفظت.
قرأت سورة الشمس في الركعة الأولى ، كان صوتي يتقطع من الإثارة ، لكن كانت عندي جرأة لا تزال إلى اليوم ، تجعلني لا أهاب الجموع ، في الركعة الثانية قرأت الليل ، وكانت أصعب علي من الشمس ، فأخطأت وردني بعض صحابي ، كان ذلك جزءاً من التمرين ، لما سلمت ، نظرت إلى الشيخ ، أنتظر نظرة استحسان منه ، نزلت على قلبي برداً وسلاماً ، أنا لا أزال أثيراً لديه.
مرت أكثر من عشرين سنة على هذه الحادثة ، صليت بعدها إماماً في أكثر من مدينة ، ووقفت خطيباً في أكثر من جامع ، وما أحسب إلا أني ابن لتلك الليلة.
كانت المسابقة التي توسطت القيام لذيذة ، أحلى من كل الألعاب ، أذكر منها سؤالاً عن الصحابي الذي ذكر اسمه في القرأن ، لم نعرفه حينها ، لكني أحفظ الجواب الأن كما أحفظ ذكريات الشيخ الغالية ، بحنين ، لا أقرأ تلك الأية إلا ترحمت على الشيخ.
لكن حكايتنا مع الشيخ ككل الحكايات العربية ، يموت فيها البطل ، ولا تنطفئ الشعلة رغم العواصف ، بل تزيد توهجاً واشتعالاً ، ينقلها جيل إلى جيل ، وهل أنا إلا حسنة من حسنات الشيخ محمد.
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م