الأخ الفاضل إنسان ،، السلام عليكم
جواب سماحة الشيخ باقر الإيرواني :
( التشنيع على اتباع مدرسة اهل البيت (ع) بقضية اعارة الفروج ليس امرا جديدا، فقد كتب السيد المرتضى قدس سره قبل عشرة قرون تقريبا في كتابه الانتصار ص280 ما نصه : « ومما شنع به على الامامية تجويزهم اعارة الفروج وان الفرج يستباح بلفظ العارية » .
وكأن الحساسية والتشنيع جاء من التعبير بمصطلح الاعارة الا ان هذه نرفزة وتحسس من اللفظ ، والامامية لا تعبر بلفظ الاعارة بل بلفظ التحليل ، فكلمات فقهائهم بل وروايات ائمة اهل البيت (ع) تعبر بلفظ التحليل دون الاعارة .
وعلى هذا فاذا كانت كلمة الاعارة لا تتناسب مع الفروج فيمكن التعويض بكلمة التحليل .
اما ما هو المقصود من فكرة تحليل الفروج ؟ ان هذه الفكرة خاصة بالاماء المملوكة فقط ، فمن كان يملك امة فبإمكانه تحليلها لغيره ، وذلك بان يقول المالك : حللت لك امتي .
وينبغي ان لا يغيب علينا انه لا يحل للاخر جماعها الا بعد استبراءها بمقدار العدة ، واذا انتهت فترة التحليل فلا يحق للمالك ايضاً جماعها الا بعد استبرائها بفترة العدة . وإذا حصل في فترة التحليل ولد فهو للواطئ المحلل له .
وهناك تساؤلان في مسألة التحليل .
1 ـ ما هو المدرك لفكرة تحليل الاماء المملوكة ؟ ان المدرك لذلك روايات كثيرة وردت عن اهل البيت (ع) الذين امرنا النبي (ص) في حديث الثقلين وغيره بالتمسك بهم وأخذ احكام الشريعة منهم حيث قال : « إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي اهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابداً وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » . وهذا الحديث هو من الاحاديث المتواترة بين السنة والشيعة .
وهذه نقطة مهمة فارقة بين السنة والشيعة ، فشيعة اهل البيت (ع) يأخذون الاحكام من ائمتهم الذين أمر النبي (ص) باتباعهم في حديث الثقلين وغيره من الاحاديث الكثيرة ، فكما انه لو ورد حديث من النبي (ص) يدل على التحليل اخذنا به من دون تردد فكذلك لو ورد الحديث من الائمة (ع) اخذنا به ، فان ترك الاستناد اليه عبارة اخرى عن ترك الأخذ بأوامر النبي (ص) .
نعم غير الشيعة حيث لا يأخذون باحاديث اهل البيت (ع) الذين أمر النبي (ص) باتباعهم يتصورون ان فكرة التحليل غريبة ، والحال ان الغرابة ليست في هذا بل في ترك العمل بأوامر النبي (ص) واقواله التي طلب فيها العمل باحاديث اهل البيت (ع) ، فالخلاف خلاف في الاساس ، وإذا ما اصلحنا الاساس زالت الغرابة .
2 ـ ان فكرة تحليل الاماء المملوكة هل هي فكرة مستقلة او ترجع إلى فكرة الزواج او فكرة ملك اليمين المشار اليها في قوله تعالى : ( والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم ... )
وفي مقام الجواب نقول : إن رجوعها الى فكرة الزواج قضية وجيهة ، فكما ان الزواج يحصل بقول المولى زوجتك جاريتي كذلك يمكن ان تحصل بصيغة حللّت لك جاريتي ، انه امر وجيه وليس فيه اي بعد ، فابوحنيفة واصحابه جوّزوا الزواج بلفظ الهبة والبيع ـ كما جاء في بداية الهداية 2 : 5 وفتح الباري 9 : 164 والمبسوط للسرخسي 5 : 61 ـ واذا جاز ذلك جاز ان يقع ايضاً بصيغة حللت لك جاريتي .
اذن رجوع فكرة التحليل الى فكرة الزواج قضية وجيهة .
كما ان رجوعها الى فكرة ملك اليمين هي الاخرى قضية وجيهة ايضاً ، فان ملك اليمين قد يكون ملكاً للعين والمنفعة وقد يكون ملكاً للمنفعة فقط ، فكلاهما ملك يمين . )
ولك مني خالص تحياتي ،،
آخر تعديل بواسطة shaltiail ، 12-05-2002 الساعة 06:28 PM.
|