التصوف بين ابن تيمية و ابن القيم
يا وهاب يا فاتح الباب
من الإنصاف أن نوضح لمعادين التصوف أقوال شيوخهم فيهم, فلا تتفاجئوا بما يقوله الشيوخ.
أقوال الطوائف في الصوفية و قول ابن تيميةالفصل في الحكم وتعريفه بأصناف الصوفية.
[طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة فى ذلك من الكلام ما هو معروف وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا انهم افضل الخلق واكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفى هذه الأمور ذميم والصواب أنهم مجتهدون فى طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذى هو من أهل اليمين وفى كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب او لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب اليهم طوائف من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم كالحلاج مثلا فان أكثر مشائخ الطريق انكروه واخرجوه عن الطريق مثل الجنيد بن محمد سيد الطائفة وغيره كما ذكر ذلك الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى فى طبقات الصوفية وذكره الحافظ أبو بكر الخطيب فى تاريخ بغداد فهذا أصل التصوف ثم انه بعد ذلك تشعب وتنوع وصارت الصوفية ثلاثة أصناف صوفية الحقائق وصوفية الأرزاق وصوفية الرسم فأما صوفية الحقائق فهم الذين وصفناهم وأما صوفية الأرزاق فهم الذين وقفت عليهم الوقوف كالخوانك فلا يشترط فى هؤلاء أن يكونوا من أهل الحقائق فان هذا عزيز وأكثر أهل الحقائق لا يتصفون بلزوم الخوانك ولكن يشترط فيم ثلاثة شروط أحدها العدالة الشرعية بحيث يؤدون الفرائض ويجتنبون المحارم و الثانى التأدب بآداب أهل الطريق وهى الآداب الشرعية فى غالب الأوقات وأما الآداب البدعية الوضعية فلا يلتفت إليها و الثالث ان لا يكون احدهم متمسكا بفضول الدنيا فاما من كان جماعا للمال أو كان غير متخلق بالأخلاق المحمودة ولا يتأدب بالآداب الشرعية أو كان فاسقا فانه لا يستحق ذلك وأما صوفية الرسم فهم المقتصرون على النسبة فهمهم فى اللباس والآداب الوضعية ونحو ذلك فهؤلاء فى الصوفية بمنزلة الذى يقتصر على زى أهل العلم وأهل الجهاد ونوع ما من أقوالهم وأعمالهم بحيث يظن الجاهل حقيقة امره أنه منهم وليس منهم ] فتاواه المجلد 11 صفحة 17
قوله فيمن ينسب للصوفية الدجّالين:
[المنتسبين للتصوف الذين خالفوا الكتاب والسنة والذين هم في الحقيقة ليسوا منهم وانما تقمصوا ظاهر التصوف ولم يتخلقوا بأخلاق اهلهِ .](فقه التصوف)
في ثناءه على الصوفية:
[ولهذا غلب على كلام العباد الصوفية اهل الارادة والعمل اسم الذوق والسرور والنعمة فالشهوة والارادة والمحبة والطلب ونحو ذلك من الاسماء.......الى ان قال :- ولهذا كان ائمة الهدى ممن يتكلم في العلم والكلام او في العمل والهدى والتصوف يوصون باتباع الكتاب والسنة وينهون عما خرج عن ذلك كما امرهم الله والرسول وكلامهم في ذلك كثير منتشر مثل قول سهل بن عبد الله التستري كل وجد لا يشهد له الكتاب والسنة فهو باطل ] كتابهَ الأستقامة149/2
يتبع
إسلم تسلم
|