أخي محمد
حبا وكرامة
أولا أود أن أقول بأن الأبيات التي ذكرتها عن أحمد فؤاد نجم تكون على اللحن
أو الوزن الصخري لأنها تأتي على بحر الوافر أما اللحن الهلالي فيوافق البحر الطويل كما يقول الأستاذ خشان على هذا الرابط
http://hewar.khayma.com/showthread.php?threadid=18801
وأود أن أشير بأن ما سأكتبه هنا إعتمادا على على كتاب الموسوعة النبطية الكاملة لمؤلفه طلال السعيد
الشعر النبطي أو العامي لبادية الجزيرة مر بمراحل عديدة من التطور حتى
وصل إلى صورته الحالية المعروفة وأول ما عرف من هذا الشعر بقصائد بني هلال
في رحلتهم المشهورة إلى بلاد المغرب وقد أثبت ذلك المؤرخ ابن خلدون وسجل
بعضا من قصائدهم.
وعلى ذلك تكون القصائد الهلالية والموافقة لبحر الطويل وأيضا تكتب
على قافية واحدة في نهاية العجز هي أقدم ما وصل وسجل عن الشعر النبطي وقد
بحث مؤلف الموسوعة في أصل كلمة هلال اللغوي وأراد أن يستخرج عدة أسباب
لهذه التسمية بالرجوع إلى الإشتقاقات اللغوية لها وإن كنت أرى أن في ذلك
نوعا من التكلف فأول من عرف بقول هذا اللحن بني هلال ولهم ترجع التسمية
باللحن الهلالي .وونسوق بعض الأمثلة على اللحن الهلالي:
تقول عليا الهلالية
أبازيد تنساني وتنسى جمايلي.......الله واكبر يا نكور الجمايل
أبا زيد تنسا يوم ترشح لذبلي......كما يرشح العطشان باقي البلايل
نسيت يومن عرق الأرطات بيننا.......يومن جعدي فوق متنيك مايل
ويقول أبو زيد:
أبا العلا قد بي مع الدرب ناقتي.....بحسناك وإلا نادلي من يقودها
يقولون عليا نشاشٍ دقاقة............وأنا أقول رويانٍ من الغي عودها
أما اللحن الصخري فيأتي ترتيبه بعد الهلالي من حيث القدم وقد أراد مؤلف
الموسوعة إستخراج التسمية بالبحث اللغوي وخرج بما يلي
(1-هو بحر كالصخر في قوته وشدته لأن الصخور تمتاز بهذه الخاصية
2- هو بحر يصخر السامع للإنصات إليه لما فيه من حزن وبكاء
3-تسميته في بعض بلدان الخليج(الفراقي) لا تخرجه عن اسمه فالناقة الفارق
هي المخاض التي تفارق الإبل وهي التي تتألم لحظة الفراق والتسمية بدوية
ثم يقول :والبحر يحمل ملامح نفسية ووجدانية ترتبط بصخور الصحراء ورحــيل
العربان وألم المخاض ولهذا تكون أنغامه دامعة باكية تذكر بمفارقة الأهل
والأحباب وتعكس الحنين للديار.أما ما يذهب إليه بعض الناس من أنه سمي بهذا
الإسم نسبة إلى قبيلة بني صخر المعروفة في بادية الشام ومواقعها الآن الأردن
واسمهم بنو صخر وواحدهم صخري..هذا الرأي يجافي الحقيقة ولا يمكن الأخذ به
لافتقاره إلى أدلة علمية منطقية لهذا لم نحفل به)
ومن الأمثلة على اللحن الصخري
يقول بركات الشريف
يقوله إبركاتٍ والذي له..............جوادٍ ما تدنّا للمبيعه
قصيرة قينها وافي جماها.............كبيرة رأس منتجها رفيعه
معارفها كما بسلة حراير.............وذات مناخرٍ جلغٍ وسيعه
ويقول مشعان بن هذال
ألا دنوا دواتي مع اقلامي........أبكتب ما طرالي من كلامي
بيوتٍ كنهن نظم الزمرد..........أو الياقوت زاهي بالنظامي
بيوتٍ ماتولف في سفاهٍ...........ولا شوقٍ زها لبس الزمامي
ثم تطور الصخري حتى أصبح ينظم على قافيتين كقول ابن لعبون
سقا غيث الحيا مزنٍ تهاما............على قبرٍ بتلعات الحجازي
يعط إبه البختري والخزامى...........وترتع فيه طفلات الجـوازي
وغنّت راعبيات الحماما...............على ذيك المشاريف النوازي
صلاة الله ربي والسلاما...............على من فيه بالغفران فازي