تزييف الوعي واشغال الأمة عن عدوها .
أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ، يا من حججتم ببيت الله ووقفتم بابه ، ومن تهفو قلوبكــم إلى جنبــات حرمه ، ورحابه ، ويا أحبار الملة العلماء السائرين على نهج خاتم الأنبيــاء وفي ركابه ، ويامن وقفتم بالثغور مجاهدين أمام سيف العدو وحرابه ، ويا أهل القرآن الساعين لعظيم ثوابه ، ويا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم المصطفى المختار وأصحابه ..
لقد غدا دين الإسلام محاطا بأعدائه أهل الكفر والمنكرات ، يسعون لإطفاء نوره وهيهات ، ويخططون لردة المسلمين عن دينهم بشتى الوسائل والأدوات ، كما قال تعالى " ولايزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا " .
بالجيوش الغازية والاحتلال ، وببث الزنادقة ، والمنافقين ، وأهل الضلال ، وبالصد عن سبيل الله تعالى بشتى العراقيل والأغلال ،
غير أن أخطر مكرهم ، وأعظم كيدهم ، هــو إلباس الباطل لباس الحق ، ذلك أن معلمهم إبليس ، بدأ كيده لأدم بالتلبيس ، فأخذوا منه منهجه ، وساروا على طريقه ، واتبعوا مدرجه ،
وذلك بأمريــن :
أحدهما تزييف الوعي بالتلاعب في أسماء الحقائق والأشياء !
وثانيهما : إشغال الأمّة عن مقاومــة عدوّها ، بحرب أبناءها الذين ينشدون عزّهــا !
أما الأوّل فمنــه :
تسمية المجاهدين إرهابيين ، وتكفيريين ، وضالين ، ومارقين ، وما نقموا منهم إلاّ كفرهم بطاغــوت العصر أمريكــا ! وقيامهم لــردّ عدوانــهــا !
وتسمية الجهاد فتنة وإرهابا !
وتسمية حفظ دين التوحيد ، ومولاة المسلمين ، تطرفـا !
وتسمية التمسك بالوحي والإنتصار له رجعيّة وتعصــبا !
وتسمية تحريف الشريعة لإرضاء أعداءها حوارا حضاريا !
وتسمية سعي الأمة لإرجاع عزهــا تهديدا للسلم والأمن العالميين !
وتسمية التحذير من مكائد أعداء الأمّة زرعا للكراهيــة !
وتسمية البراءة من أعداء الإسلام تشــددا !
وتسمية السماح بنشر الضلال والزندقة حرية رأي !
وتسمية العدوان على ثقافة الأمة وهويتها تعدديــة !
وتسمية أعداء الله تعالى إخوة الإنسانية !
وتسمية الحملة الصليبية على الإسلام ، الحملة على الإرهاب !
وتسمية احتلال بلاد الإسلام تحريرا !
وتسمية الكيان الصهيوني دولة اسرائيل ، واسرائيل عليه السلام منهم بريء !
وتسمية موالاة الكفار على المسلمين سياسة حكيمة !
وتسمية التعصب لراية جاهلية تفرق المسلمين ، وطنية !
وتسمية من يموت تحت رايتها شهيد الوطن !
وتسمية الحكم بغير ما أنزل الله تعالى سيادة القانون !
وتسمية المجاهرة بالخروج عن شريعة خالق السموات والأرض ديمقراطية !
وتسمية التنازل عن بلاد المسلمين وحقوقهم سلاما عادلا !
وتسمية قتل الكفار للمسلمين دفاعا عن الحرية !
وتسمية دفاع المسلمين عن دينهــم وأرضهم خروجا عن النظــام الدولي !
وتسمية الربا إقتصادا ناجحــا !
وتسمية الدعوة إلى الفاحشة والعري فنــا واعلامــا ناجحــا !
وتسمية إفساد المرأة وتحويلها إلى سلعة تحريــرا !
وقـد سخّروا وسائل الإعلام ، وحثالة الزنادقة الذين يطلقون عليهم أهل الفكر ، ومراكز الثقافة المأجورة ، سخّروها لنشر هــذه الأغلوطــات ، وإشاعة هذه التلبيسات ، تأزهم أبالسة الجن والإنس على ذلك أزا ، وتلقي عليهم رجسا ورجزا ، كما قال تعالى " وكذلك جعلنا لكي نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرروا "
غير أن الله تعالى حكم وحكمه الحق ، أن الباطل مهما انتفش يوحي أنه في شاهــق ، فمصيره أن يضمحل وينكمش في ساحــق ، وقد قال الحق " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " .
هذا والعصمة من هذا التلبيس الذي هو رجز الشيطان ، بالتمسك بهداية الوحــيّ ، فهو الفصل الذِى ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله تعالى ، ومن ابتغى الهدى فِى غيره أضله الله تعالى، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذِى لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضِى عجائبه ، من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن تمسك به هدِى إلى صراط مستقيم .
وأما الثاني : فإنكم تــرون الإعلام المفسد المزيف ، قــد غــدا ، وغاية همّه ، أن يبث أخبث سمّه ، فيصوّر هذه الهجمة على بلاد الإسلام ، ودين الأمّـة ، وهويتها ، وعزها ، وكرامتها ، بأنها حماية لها ، ورفقا ورحمة بها ، وأن الكافرين المعتدين على هذه الأمة ، الغاصبين لحقها ، أحق بكل عدالــة وأهلها !
وأن من يقاومهم بالقول محرضون ، وبالفعل مجرمون ، خوارج ، ومفسدون ، فهم أحق بكل عقوبة وأهلها !
هذا مع أن المعركة تجري في عقر بلاد الإسلام ، وجيوش الكفر تعيث فيها فسادا علانية وجهارا ، والمسلمون تسفك دماؤهم ، وتغتصب نساؤهم ، وتنتهك حقوقهم ، ليلا ونهارا ، والكافر يزداد طغيانا وعنادا ، ولا يزيد مع ذلك خداعــه إلا اشتدادا !
فالحذر الحذر من هذه المكائد الشيطانية ، احذروها ، وحذروا منها ، واكشفوا باطلها ، وكذبوا قائلها .
الله الله أيها المسلمون في دينكم وأمانة نبيكم ، افيقوا وانتبهــوا ، وهبّوا لنصر دينكم ، فإن به عزكم ومجدكــم ، وثقوا بأن طريق النصر هو الجهاد لاغيره ،
وان نصر الله تعالى القائل " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " ، وعد حق ، وخبر صدق.
الشيخ حامد العلي
__________________
http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid أن المفهوم السياســي للوطن في الإعلام العربي والخطاب السياسي ـ غالبا ـ ينتهي إلى أنه الكذبة الكبرى التي اصطلح الجميع على إستعمالها للوصول إلى أطماعه الخاصة ، الحزب الحاكم يستعملها مادامت توصله إلى أطماعه ، وطبقة التجار كذلك ـ إن كانت ثمة طبقات تجار خارج السلطة التنفيذية ـ مادموا يحصلون على الصفقات الكبرى ، والأحزاب الساعية للسلطة يمتطــون هذا المفهوم للوصول إلى السلطة .
ولهذا ينكشف الأمـر عندما يتخلى الزعيم عن الأرض هاربا عندما يفقد سلطته ، وتعيش الأحزاب السياسية خارج الوطـن ، وهي تتاجر سياسيا بشعاره ، ويُخرج التجار أموالهم ليهربوا إليها عندما تتهدد مصالحهم التجارية في الوطــن ، بينما كانوا يجعلون الأرض سوقا استثماريا فحسب ، ويبقى فيها الشعب المسكين الذي كان مخدوعا بهذه الكذبة ، حبّ الوطن ، إنه حقـا زمــن الزيــف والخــداع .
=46969
|