إغسل اليمنى

[سلاف]

جريدة الحياة
14- 3 - 1995 العدد 11710
900 عام على الحروب الصليبية

خلال شهر رمضان من العام 1099 شهدت بغداد حدثا خارجا عن المألوف إذ قام القاضي أبو سعيد الهروي بالإفطار علنا في المسجد خلال صلاة الظهر، مسجلا سابقة توازي برأيه سقوط القدس في العام نفسه بيد الصليبيبن ولكن القاضي الذي حمل آلام من نجى من مجزرة الفرنجة داخل أزقة القدس، أراد تحطيم الصمت وربما فضح التناقض ما بين غضب الناس لإفطاره ولامبالاتهم حيال انتهاك الحرمات العامة .
إن موقف القاضي أبي سعيد مذكور في كتاب "الكامل في التاريخ" ، لابن الأثير ، ويثبت الشاعر قصيدة لأبي مظفر الأبيوردي تصف الهول الذي نقله القاضي.
-------------------------------------
إغسل اليمنى ثلاثا
.............وتمضمض في كياسَهْ
والزم المسواك دوما
.............تجتنب درب التعاسهْ
واستمع ما قال شيخٌ
..........."ليس في الدين سياسهْ"
لخواجا حاكمٍ
.............إجعل الوجهَ مداسَهْ
هو لم يكفرْ بواحاً
............بعض كفرٍ معْ نجاسهْ
فاصطبر تؤجرْ عليه
............ذاك من حق الرئاسهْ
هبْهُ قد والى عدوّاً
................فله في ذا كياسهْ
فالتمس عذرا وطاوعْ
................وتمتع (بالوناسَهْ)
والتمس للرزق بابا
..............وتجنب الانتكاسهْ
إنما الدنيا علاقا
........تٌ فدع عنك (الغلاسهْ)
والتمس لابنك بعضاً
...........من شرابٍ أو لُهاسَهْ (1)
وانس أسطورة أوطا
..........نٍ ودينٍ وحماسَهْ
كله شغلٌ وشغل الرْ
...........رَمزِ مولانا نخاسَهْ
كلهم يلعب دورا
........من دمشقَ لسِجْلِماسَهْ (2)
وعليهم صاحب المسـ
.........ـرحِ والى إمتعاسَهْ
يلعنون الرأس جهراً
.........كلهم في السرّ باسَهْ
كل من في وطن العرْ
.......بِ غدا يشرب كاسَهْ
فاستمع ما قال شيخٌ
..........وتسلّحْ بالنجاسَهْ
***
عجباً هل ثمَّ فرضٌ
...........إسمه فرض التّياسَهْ
إن للجبّار يوماً
.......فارتقب في الكفر باسَهْ
ألفُ خطّابٍ لدينا
............وهمُ أهل القداسَهْ
دولة الإسلامِ فرضٌ
.......عن رضاً أو عن (هياسَهْ).. (3)
وهي في آية (أحكُمْ)
.............لا تقولنّ قياسَهْ
-----------------------

(1)اللهاسة : القليل من الطعامْ
(2) سِجِلْماسَه : مدينة في الجزائرْ
(3) الهَيْسُ : أخذك الشيء بكره
والهياسة قياسي لا سمعي فاقتضى وضعها بين قوسين كأنها من العامي

(4) إشارة لقوله تعالى :" وأن احكم بينهم بما أنزل الله "