دربٌ بلا علامة

[يتيم الشعر]

قابلهُ بعد طول غيا ب .. للوهلة الأولى لم يعرفه فقد تغيَّر فيه كل شيئ ملابسه .. وجهه .. و وهناك أمرٌ آخر فيه تغيَّر لم يعرفه إلا بعد هذا الحوار..
لقد تغيَّر أهمُّ شيئٍ فيه .. بل قُل : مات أهمُّ شيء إيمانه !!

" دربٌ بلا علامة "


سأله : من أين أتيت أخي ؟

أجاب : لا تسأل من أين فإني
لا أعرف للدرب علامة !!
عذراً بل إني أتذكر شيئاً



قل لي ماذا تتذكَّر ؟؟

أتذكر شيخاً ينصب أصنامَه
[أعمدةً من خشبٍ
هي في كل زوايا البيت مُقامَة ..
فسقاني الشيخ وأطعمني
وأتاني آخر بثيابٍ
سوداء
تشابه هندامه ..


أتُراك خُدعت بما فعلوا
وحسبتَ التنصير شهامة !؟

بالله توقف يا هذا
لا تسمعني حرف ملامة ..
قفِل فمك
وأطعِمْ طفلاً
لم يلق فُتاتاً
فأدام صيامه
قل لي :
هل قاسمتَ الكلب طعامه ؟
هل سابقتَ الفأر
إلى كسرةِ خبزٍ
لا تكفي فرخ حمامة !!
أخبرني :
من منكم قُتِل أبوه أمامَه ؟




والدك شهيدٌ وأبيٌ
بطلٌ لم يرض استسلامه ..


بل مجنونٌ
لن يجنيَ إلا أوهامه


بل بطلٌ يفدي إسلامه

كلماتٌ لا تروي ظمأً لا تُسمنُ من جوعٍ
لا تبني بيتاً أو كوخاً
أخبرني :
هل يشرب ظمآنٌ
من ماء غمامة !؟


السحب ستمطر في يومٍ
فالغيم على المطر علامة


أوهامٌ أحلام قل لي :
من يأكل أحلامه ؟؟
من يسكن أحلامه ؟؟
مَن منا إن شَعَر بجوعٍ
يمسك طبقاً
يملأه شعر المتنبي
فتصير الأبيات طعامه !!
إن هدمَتْ يوماً
عاصفةٌ بيتي
-ولقد فعلتْ -
هل يُسكنني الشِّعر خيامَه ؟؟
أوَ ما قلتُ بأنك رجلٌ
لا يسكن إلا أوهامه ..

والأمل لماذا تنساه ؟

و الشعب أينسى آلامه !

وكرامته
هل يحيا من غير كرامة ؟


يحيا .. خيرٌ من أن يَقضي جوعاً
تتقاسم فئران الطُرق عظامه ..



يُقتل .. خيرٌ
من أن يحيا فأراً
يتبع زمَّاراً
يعزف أنغامه ..
يُقتل حُراً
خيرٌ من أن يحيا عبداً
يمسح للسيد أقدامه ..
أمران بغيرهما
الإنسان يضيِّع أيامه
دينٌ .. لا يعصي أحكامه
و طموحٌ
يُنهي أحلامه ..