مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-10-2004, 07:18 AM
صدّيق صدّيق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
المشاركات: 32
إفتراضي قرات لكم (1)

محمد أركون - مفهوم (الأنسنة) ومشروع (الاسلاميات التطبيقية): وقفة نقدية - د. سيّار الجميل


(بعد خمسين سنة من الاستقلال، لم نتقدم خطوة واحدة في اتجاه تفكيك التراكمات التراثية، ونشكل صورة صحيحة وعقلانية وواقعية عن تراث الامة العربية ــ الاسلامية).
محمد اركون في كتابه الجديد رفقة جوزيف مايلا (من مانهاتن الي بغداد) منحت مؤسسة (ابن رشد للفكر الحر) جائزتها للمفكر الجزائري الاصل محمد أركون (لسعيه إلي طريق التعايش السلمي للثقافات والأديان وتقديرا لدوره الريادي في البحث عن جذور عربية أصيلة في المنطق والعقلانية والتنوير). هذا ما جاء في ديباجة التكريم وأعلن مجلس أمناء المؤسسة في ألمانيا أن منح الجائزة تم بناء علي اختيار من لجنة تحكيم مستقلة يؤلفها خمسة من أبرز المثقفين العرب. ويعد اركون أحد العلماء المعاصرين في العالم العربي وهو المعارض القوي لأطروحة صراع الحضارات، وان اركون يهدف بجهوده إلي عرض التشابه بين الإسلام والغرب وليس توسيع الخلافات كما هو سائد للأسف في الموقف الراهن حيث يري أركون أن الغرب خلق صورة للثقافات الإسلامية لم تتغير منذ القرون الوسطي. ومن أهم ما طرحه اركون ــ حسب ما جاء في كتاب التكريم ــ تنبيهه الي ان العاصمة الاسلامية بغداد كانت من أكثر المدن حداثة في الوقت الذي انطفأت فيه الأنوار في أوروبا وبينما كانت المجتمعات الإسلامية قد تطورت وبدأت تعرف مفهوم الأنسنة (Humanism) كان هناك احتدام محاكم التفتيش. ويري اركون أن المجتمع الاسلامي لم تتوفر له الفرصة لممارسة تنويره الخاص والذي هو بحاجة ماسة له ولتنوير(المدونة النصية الرسمية المغلقة.
مواصفات كاتب
اثار محمد اركون جملة هائلة من العواصف ضده من قبل العرب والفرنسيين ليس بسبب نقداته القوية اللاذعة، بل لأسباب عديدة اخري، فهو صاحب مشروع سماه (الاسلاميات التطبيقية)، واسلوبه معقد جدا في الكتابة، حتي يكاد لا يفهم كله مطلقا سواء في الفرنسية ام العربية وقد تجّرد احد طلبته المخلصين منذ العام 1978 بترجمة العديد من اعماله وكتبه الي العربية، وهو الدكتور هاشم صالح سوري الاصل والمقيم بباريس، ناهيكم عن انتقادات اركون اللاذعة التي كرسها ضد اولئك الذين اختلف عن تفكيرهم ومناهجهم من المستشرقين الفرنسيين. لقد اشتهر اركون وعرف في فرنسا قبل ان تعرفه الثقافة العربية بسبب فرانكفونيته وعدم تسويق نفسه عربيا الي ان ترجم له اول كتاب الي العربية بعنوان: (تاريخية الفكر العربي الاسلامي). كان في بداية الامر يعرفه الجزائريون بحكم جزائريته ولكن لم يكن لا في كتاباته ولا في محاضراته يتداول بالعربية ابدا. لقاءاتي مع اركون
ولد محمد اركون في الجزائر العام 1928 ونشأ وترعرع فيها ايام العهد الفرنسي ودرس في جامعة الجزائر، ومن ثم رحل الي فرنسا واكمل فيها دراساته واستقر بها ودّرس في السوربون وما زال يعمل فيها وقد نشر عشرات الاعمال والبحوث والكتب بالفرنسية في الفكر العربي الاسلامي..التقيت بالاستاذ محمد اركون مرتين في الجزائر عندما كنت اقيم فيها في عقد الثمانينيات.. كانت المرة الاولي علي ما اظن في واحد من مؤتمرات الفكر الاسلامي الذي انعقد عام 1983، وكانت المرة الثانية عندما القي واحدة من محاضراته في مركز بحوث اوراسك بجامعة وهران في العام 1987 والتي كنت اعمل فيها. وكان في المؤتمر الاول قد صب عليه المؤتمرون جام غضبهم واتهموه بشتي التهم ومنهم من اعتبرها مناسبة ممتازة لتصفية الحساب معه باعتباره مخربا للاسلام وتصنيفه من تلاميذ المستشرقين.. وعبثا ذهبت محاولاته في افهام اولئك الذين هاجموه انه باحث له منهج معين في دراساته الاسلامية ! اما عندما القي محاضرته في جامعة وهران، فقد حظي بمحاورات علمية جادة وخصوصا عندما تطرق الي مفهوم الانسنة والعلمنة في الاسلام.. وكانت لي فرصة سانحة لمناقشته والرد علي بعض افكاره واحكامه وخصوصا تلك التي تتعلق بالمسألة التاريخية والمنهج التاريخي وما ردده من معلومات غير صائبة في التاريخ العثماني والعلمنة الكمالية، ثم دار جدل علمي ساخن بيني وبينه اذ واجهته بحقائق ومعلومات تاريخية كمؤرخ لم يستطع ادراكها، او هكذا اشعر الاخرين، في حين انه لم يكن مطّلعا عليها بحكم تخصصه البعيد عن التاريخ الحديث وتعقيداته المعاصرة.. وهذه مشكلة لا يعاني منها اركون فقط، بل يعاني منها العديد من اشهر الكتاب والمفكرين العرب الذين يدخلون انفسهم في معالجات ظواهر تاريخية لم يسيطروا علي معلوماتها.
بدايات تفكير اركون
يعد محمد أركون صاحب واحد من المشروعات الفكرية واستهدف فيه فتح أفق من نوع جديد في الفكر الاسلامي في ما اسماه بـتطبيق للمنجز، واعتبره منهجا عقلانيا حديثا في دراسة الإسلام. ولقد بقي يسعي جاهدا إلي ترسيخ ذلك كونه يري بأنه السبيل الوحيد لتحقيق الفهم العلمي للواقع التاريخي المتنوع للمجتمعات الإسلامية. وينتمي محمد أركون إلي جيل فرنسي عالي المستوي في ثقافته وابداعاته ومناهجه وفلسفاته، فلقد استفاد حتما من تجارب ومنجزات ميشيل فوكو وبيير بورديو وفرانسوا فوريه وغيرهم من الذين أحدثوا ثورة ابستمولوجية ومنهاجية في الفكر الحديث، فاراد ان ينحي مثلهم في دراساته وكتاباته ولكن عن الفكر الاسلامي، وقد جعله منهجه ينفصل عن مناهج الاستشراق الكلاسيكي الذي بقي مسجونا في الدوامات الفيلولوجية، فهاجمها بشراسة متناهية وكل عناصرها ومن يدور في فلكها من المستشرقين الفرنسيين. وقام ايضا بدراسات ألسنية وتاريخية وأنثروبولوجية متنوعة وحاول تطبيق ما طبقه بعض العلماء الفرنسيين علي تراثهم اللاتيني المسيحي الأوروبي، محاولا ذلك علي تراث الاسلام وتاريخية تنوعاته.. ولكن بدايات اركون لم تكن منفصلة عن مناهج المستشرقين الفيلولوجية (= فقه اللغة) المحترفة متأثرا في البداية بريجيس بلاشير الذي علمه منهجية تحقيق وتدقيق النصوص ومقارنتها ببعضها البعض ودراستها تجريبيا علي الطريقة التاريخية الوضعية، ولكن كان يرنو منذ تلك البدايات ومن باب فضوله الثقافي بقراءات لما كان ينشره لوسيان فيفر، لاسيما منهجيته في علم التاريخ. وعليه، فقد اهتم أركون بالوقائعيات وتأثيرها علي مسار الفكر فضلا عن تضمينه السايكلوجيات والسوسيولوجيات في صناعة كل من السياسة والفكر معا. وفي ستينيات القرن الماضي اهتم بالألسنيات.
ويصف نفسه بشجاعة التطرق إلي اللامفكر فيه في دراساته ومواقفه من الاستشراق منذ شبابه عندما كان طالبا في الجامعة الجزائرية يدرس اللغة العربية وآدابها في وضع قاس مطبوع بسيادة الثقافة الغربية الآتية إلي الجزائر لتحضيرها وإدخالها الحضارة حسب ادعاء المستعمر الغازي. وآنذاك سيطرت علي ذهنه الرغبة في الفهم والمزيد من معرفة الواقع وتمحيص الوضع، ولكنه آثر عدم الانخراط في النضال السياسي، إذ يعتبر نفسه أنه اختار الطريق الفكري للتحرير والتمرد الفكري عوض السياسي لأنه رغب في التحرير الفكري والعقلي للجزائر ولعموم العرب والمسلمين. ومنذ الستينات ايضا عندما أصبح مدرسا بجامعة السوريون اتبع منهجا يختلف جذريا لمنهج المستشرقين وشرع في محاولاته التحليلية المعتمدة علي المقارنة الواسعة سعيا للخروج من الإطارات الضيقة وهذا ما فعله مع الفكر الإسلامي، وهذا ما يجعلني اخالف بعض ادواته المنهجية وبالتالي اختلف مع الاستنتاجات التي يخلص بها ومن ثمّ يبني عليها سواء اصاب ام اخطأ.
مشروع أركون
لقد هدف إلي بناء (إسلاميات تطبيقية) وذلك بمحاولة تطبيق المنهجيات العلمية وقد أخضع النص لمحك النقد التاريخي المقارن والتحليل الألسني التفكيكي وللتأمل الفلسفي المتعلق بإنتاج المعني وتوسعاته وتحولاته. وفي هذا الصدد ركز علي ضرورة فهم المأساة التاريخية التي تتخبط فيها الشعوب الإسلامية منذ أن اصطدمت بشكل مفاجئ وعنيف بالحضارة المادية والحداثة العقلية. فلا الثورة الاشتراكية ولا الثورة الإسلامية أتيح لهما أن تحضيا بمرحلة تحضير واستعداد كاف كما حصل للثورة الفرنسية في القرن 18. إذ لم يمهد لهما عن طريق حركة ضخمة من النقد الفلسفي والعلمي للتراث، ثم لنقد الممارسة السياسية لأنظمة الثقافة الموروثة. وبذلك تراكم اللامفكر فيه في الفكر الإسلامي والعربي. في حين أن الغرب كان قد انخرط منذ زمن طويل في عملية البحث عن أشكال جديدة للحداثة وقد فعل العالم الإسلامي العكس، اذ أدار ظهره للحداثة، وانه استفاق من نومه التاريخي علي الأمجاد الغابرة وراح يعاين تخلفه عن الركب بعد اكتشافه أو إعادة اكتشافه لحجم الهوة التي تفصله عن الغرب علي صعيد التقدم المادي والصناعي والتكنولوجي وعلي صعيد الفكر والعلم وقيم المجتمع والحريات وحقوق الإنسان. واستعار النموذج القومي من اوروبا وتم إقامة دول مستقلة أصبح عليها تحمل مسؤولية مواجهة المشاكل الموروثة والتصدي للتحديات التاريخية سياسيا واقتصاديا وثقافيا. لقد دعا أركون إلي التفكير في اللامفكر فيه لدراسة ما تم ويتم إغفاله أو تغييبه لأسباب سياسية بالأساس، ويلح هنا علي استخدام الأنثروبولوجيا كعلم يعطي المفاتيح اللازمة والمناسبة لاكتشاف الثقافات الأخري والمذاهب المختلفة. إلا أن هذا العلم لا يطبق عند المسلمين. وما دام الأمر كذلك سيبقي التفكير يصاحبه دوما ما لا يمكن التفكير فيه ويتم تجاهله وعزله والانقطاع عن الاهتمام به. وهنا اقول بأنني ربما خالفت الرجل في كثير من القضايا التي عالجها ليس من الناحية الفكرية، وانما من الناحية المنهجية.واخيرا : رؤيته لأحداث 11 أيلول (سبتمبر) وصدام الحضارات ويري اركون في كتابه الجديد الذي اصدره مؤخرا رفقة جوزيف مايلا: بأن احداث (11) سبتمبر تكشف بطريقة دراماتيكية صارخة، عن ذلك الصراع الطويل الذي اندلع في حوض البحر المتوسط منذ ظهور الإسلام والعالم المسيحي الأوروبي الذي عد توسع الإسلام تم علي حسابه في ضفاف المتوسط، وقد ابتدأت الخصومة وتعمقت أكثر بسبب الحروب الصليبية فالامتدادات العثمانية فالتوسعات الاستعمارية، وانتهاء بالصراع العربي ــ الإسرائيلي فالقصة طويلة لم تولد من عدم فثمة عداء مستحكم بين الطرفين منذ قرون عديدة! وهنا يناقض احكام فرديناند بروديل ويعترض علي مفهوم (صدام الحضارات) الذي غدا ظاهرة تاريخية بعد 11 أيلول (سبتمبر) من دون ان نقدم نحن العرب والمسلمين ويا للاسف الشديد حتي يومنا هذا بدائل حقيقية لـ(حوار الحضارات) الذي نسعي لتكريسه مع العالم. (فصلة من كتاب نسوة ورجال : ذكريات شاهد الرؤية لكاتب المقال).

اعلن للملأ بان هناك صحفاً عراقية جديدة تصدر في العراق تقوم بنقل واعادة نشر مقالاتي التي انشرها في صحف عربية عدة تصدر في لندن وباريس وبيروت والامارات من دون ان تستأذن مني مع تحريف جمل وفقرات.. ولما كانت تلك الصحف العراقية الجديدة تصدرها جماعات واحزاب معينة ربما لا اتفق مع اتجاهاتها وتياراتها وسلوكياتها السياسية مع احترامي لكل من يحررها.. فانني انبه بانني لا انشر عراقيا الا مقالتي الاسبوعية في جريدة (الزمان) الغراء.

جريدة (الزمان) --- العدد 1669 --- التاريخ 2003 - 11 - 22
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م