أقوال أهل العلم في قاعدة المنار الذهبية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، نبـينا محمد وعلى آله وصحبه الطيـبين الطاهرين ، أما بعد : فهذه أقوال بعض أهل العلم في قاعدة المنار الذهبية
فضيلة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نعم ؛ يجب أن نتعاون فيما اتفقنا عليه من نصر الحق ، والدعوة إليه ، والتحذير مما نهى الله عنه ورسوله ، أما عذر بعضنا لبعض فيما اختلفنا فيه ؛ فليس على إطلاقه ، بل هو محل تفصيل ؛ فما كان من مسائل الاجتهاد التي يخفى دليلها ؛ فالواجب عدم الإنكار فيها من بعضنا على بعض ، أما ما خالف النص من الكتاب والسنَّة ؛ فالواجب الإنكار على
من خالف النص بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي هي أحسن ، عملاً بقوله تعالى : * وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرّ وَالتّقْوَىَ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }( ) ، وقوله سبحانه : * وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ } ، وقوله عز وجل : * ادْعُ إِلِىَ سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ، وقول النبي ص : (( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع ؛ فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان )) ، وقوله ص : (( من دلّ على خير ، فله أجر فاعله )) ، أخرجهما مسلم في صحيحه ، والآيات والأحاديث في هذا كثيرة .
( مجموع الفتاوى 3 / 58-59 ) جمع د. محمد الشويعر ، نقلا من ( زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون ) ص 128 .
فضيلة الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني
قال -رحمه الله- منتقداً روَّاد قاعدة المنار الذهبية
هُم أول من يخالف هذه الفقرة ، ونحن لا نشك بأن شطراً من هذه الكلمة صواب ، وهو ( نتعاون على ما اتفقنا عليه ) .
الجملة الأولى هي طبعاً مقتبسة من قوله تعالى : * وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرّ وَالتّقْوَىَ } ، أمَّا الجملة الأخرى : ( يعذر بعضنا بعضاً ) ؛ لا بد من تقييدها .. متى ؟ حينما نتناصح ، ونقول لمن أخطأ : أخطأت ، والدليل كذا وكذا ، فإذا رأيناه ما اقتنع ، ورأيناه مخلصاً ، فندعه وشأنه ، فنتعاون معه فيما اتفقنا عليه ، أمَّا إذا رأيناه عاند واستكبر وولَّى مدبراً ، فحينئذ لا تصح هذه العبارة ولا يعذر بعضنا بعضاً فيما إختلفنا فيه . مجلة ( الفرقان ) الكويتيه ، عدد : 77 / ص 22 ، نقلا من ( زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون ) ص 130 .
فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
رأينا في هذه الكلمة أن فيها إجمالا :
أمَّا ( نجتمع فيما اتفقنا فيه ) ؛ فهذا حق .
وأما قولهم : ( ويعذر بعضنا بعضاً فيما إختلفنا فيه ) ؛ فهذا فيه تفصيل :
فما كان الاجتهاد فيه سائغاً ؛ فإنه يعذر بعضنا بعضاً فيه ، ولكن لا يجوز أن تختلف القلوب من أجل هذا الخلاف .
وأما إن كان الاجتهاد غير سائغ ؛ فإننا لا نعذر من خالف فيه ، ويجب عليه أن يخضع للحق . فأول العبارة صحيح ، وأما آخرها فيحتاج إلى تفصيل . ( الصحوة الإسلامية : ضوابط وتوجيهات ) ص 171 ، نقلا من ( القرضاوي في الميزان ) ص 308 .
|