من يحمل الشكـــوى؟
من يحمل الشكوى لمن أهواهُ
:::::::::::: فإليه أشكو منه ما ألقاهُ
كم أسبلت عيني الدموع غزيرةَ
:::::::::::: تشكو ضناها علها تنساهُ
والنجم يرعاني وجفني شاخصٌ
:::::::::::: أمسى كلانا شاخصٌ جفناهُ
بي من حبيبٍ ما أكابد مرَّه
:::::::::::: وبه من الأيام ما أبلاهُ
يممتُ نحو البحر عل مياهه
:::::::::::: ترثي لحالي أو تزيل ضناه
فأخذتُ أنثر لوعتي وتحيُّري
:::::::::::: والبحر يزخر لا يصيخ رُغاهُ
كبرٌ يكلل موجه وتعجرفٌ
::::::::::::: وكأنَّ قاروناً به ربَّاه
يا أيها البحر المزمجر أرعني
:::::::::::: سمعاً لأشكو من يعز لقاه
أوَ ياتُرىعظُمت لديك شكيتي
:::::::::::::فذُهِلت منها ياترى أو ماهو؟؟
دعني إذاً أشكو الجوى لمثيره
::::::::::::: فغرام قلبي هاجعٌ لولاهُ
من أوقدت نار الهوى بجوانحي
:::::::::::: كفَّاهُ لا تطفى بكف سواه
و إذا الهموم تهافتت بفراق من
::::::::::: سكن الفؤاد فكيف لي بسلاه؟؟
ما دام يزعجه الحنين إلى اللقا
::::::::::: ويرفُّ من ذكرى الحبيب حشاهُ
يا من سكبتُ لأجله دمعي على
::::::::::: خدّيَّ حتى تاه عن مجراهُ
هذي خوافقُ صادقٌ في حُبِّه
::::::::::: خرجت معانيها تشقُّ جواهُ
الله يعلم أنها من قلبه
::::::::::صِيغت لتظهر صدق ما أخفاهُ
كنب اليراع حروفها ودموعه
::::::::::: تهراق إشفاقاً على مولاهُ
ما نكَّست فتنٌ غلاظٌ هامه
:::::::::::: حتى أتى خِلٌ فما أقساهُ
ما كنتُ أدري قبله جور الهوى
:::::::::::: حتى رمتني بالهوى عيناه
فإذا الهوى خلٌ يجرِّع خلَّه
::::::::::: مُرَّ الحياةِ وقاك منه اللهُ
يبدو كأن الزهر في جنباته
:::::::::::: والمسك ينفح من خميل رُباهُ
وكأن أنسام الجنان تجمَّعت
:::::::::::: في روضه والمزن قد حيَّاهُ
فإذا ترامى الغِرُّ في أحضانه
:::::::::::: وجد التعاسة والشجى بُرداه
وتقشَّعت تلك الظنون ولم يلح
:::::::::::: إلا الأسى و الهجر من عقباهُ
أفنيتُ عمرا يانعا في حب من
::::::::::::لم يُلقِ لي بالا لكي ألقاهُ
وهجرتُ فيه المجد لا ألوي على
:::::::::::: شيء فضاع معذبي والجاهُ
وآحسرتا والعمر يعنق راحلا
:::::::::::: والشيبُ يعقبه فما ذكراه؟
سل أرض طيبة إن مررت ببدرها
:::::::::::: عني فسوف تقول من ينساهُ؟
هذا الذي يغدو و سِفرُ العلمِ في
:::::::::::: يُمناه .. والدنيا تُجِلُّ خطاه
فيروح والأملاك تخفض ريشها
::::::::::::والحوت يعظم مثلها مسعاه
وسل المهامه في بلادك والربا
::::::::::::: وسل النجود إذا جهلت عُلاه
"صنعاء" تعرفه و"مأربُ" ربما
:::::::::::: تبكيه من ألم النوى لنواهُ
وبأرض "صعدة" قد أناخ ركابه
::::::::::: وأقام دهرا لا تخور قواهُ
وسل "الحديدة" يا مُنايَ فعندها الـ
::::::::::: ـخبرُ اليقينُ فثمَّ تمَّ بِناهُ
::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
سيريك في طيَّاته رجلا أبت
:::::::::::: في المجد أن يغشى الكرى عيناهُ
فغدا يعانق خُرَّد الأسفار في
::::::::::::: جنح الظلام وذاك كل مناهُ
أثر الفتى ينبيك عن أفعاله
::::::::::::: وجنى الغراس دليل من رباه
اللهَ أحمدُ كم أتاح لألسنٍ
::::::::::::كُثُرٍ تحدث بالذي أعطاه
وطوى المساوئ والعيوب عن الورى
:::::::::::::فاللهَ أطلب أن يزيد رضاه
فلكم تحول ذو الدراية جاهلا
::::::::::::: ولكم تهاوت في الحضيض جباه
ولكَم بنى صرح الفخار مسوَّدٌ
:::::::::::::: والدهر يسلم للخراب بناه
أين القياصرُ والملوك وأين من
:::::::::::::: عبدوا العبيد وأين "شاهنشاهُ"؟؟
أخنى الزمان عليهمو فأبادهم
:::::::::::::: وأباد مجدهمو تعالى اللهُ
يا من أكتِّم لوعتي بفراقه
:::::::::::::: وعدول عيني والسقام شفاهُ
أشعلت نار الشوق ثم تركتني
:::::::::::::: للنار تحرق فيَّ ما تلقاهُ
حيران أرمق يمنةً علي أرى
:::::::::::::: من ينقذ الملهوف من بلواه
وأناشد الليل الكئيب إذا سجى
:::::::::::::: طيف الظلوم لأستلين جفاه
فغدوتُ كالنجم المفارق للكرى
:::::::::::::: أرقاً وأجهدُ في الكرى لأراهُ
آمل أن تحوز على إعجابكم
|