أبجدةُ الأحرف تعني أن الألفَ تليها الباءْ
هذه قصيدة من مجلة العربي نشرت منذ سنين، دونتها
ابنتي ونسيت قائلها، وأرى فيها رقة وجمالا مميزين، وكان
إذ ذاك حوار مع ابنتي فكتبته حاذيا حذو القصيدة.
-----------------------------
((القصيدة ))
قالت لي أمي:
يا ولدي، حاول أن تربط بين الأشياءْ.
أبجدةُ الأحرف تعني أن الألفَ تليها الباءْ
والسحب إذا ارتفعت لا تعجبْ إن سقط الماءْ
وعبير الورد يذيع السر، يقول: ربيع البهجة جاءْ
والقلب الشاعر لو صادف حباً، ازداد عطاءْ
…………..
قالت لي أمي:
يا ولدي، حاول أن تربط بين الأشياء.
دق الناقوس فأفزعها، كادت تبكي….
قالت:
يؤلمني، يفرحني،
قالت، آلاف الكلماتْ.
وضعت في راحتها وجهاً حلو القسماتْ
ومشت، ساهمة، ناسية أن تأخذ وعداً بلقاءْ
فذهبت لأمي أسألها، تفسير اللغز فقالت لي:
يا ولدي، حاول أن تربط بين الأشياء.
أعطتني دفترها، طلبت أن أكتب صفحته الأولى
فكتبت لها نصحاً أبوياً مشفوعاً (مكتوما؟)
خوفاً من عين الرقباءْ
قرأت، غضبت، ذهبت، عادت..
مزقت الصفحة ألقتها
ركعت -في رفق- تجمعها
وتلم شتات الأشياء
فذهبت لأمي، أسألها تفسير اللغز فقالت لي:
يا ولدي حاول أن تربط بين الأشياءْ
-------------------------------
((وقلت))
قالت لي بنتي:
أبتي هيا نمشي صوب الماءْ
فالماء جميل وله في الأفق رواءْ
وله الغيم السابح طُهْراً في الأجواءْ
وإذا هطل المطر استبشرت الأحياءْ
والقلب بقلب الماء يزيد عطاءْ
قالت لي بنتي :
يا أبتي هيا خذني صوب الماء
ودلفْتُ الى الصنبور فما أعجبها
قالت يا أبتي، سكتت، نظرت نظرة حبٍّ وذكاءْ
نشرت من عينيها الواسعتين جمالاً ورجاءْ
هيا نذهب يا بنتي عند فلان بركة ماءْ
ما قالت شيئاً بل بان عليها الإعياءْ
ظنت أن أباها لا يفهمها، أألـم به بعض غباء؟
البحر بعيد يا بنتي، لكنْ قلبي فيض عطاء
قلبي بحر من حب لا ينضبُ وبه صيفٌ وربيعٌ وشتاءْ
زهرتُه أنتِ ودرّتُه وسناكِ فيه ضياءْ
ابتسمت بنتي ضمتني بلّت خدي من عينيها قطرة ماء.
|