مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-02-2002, 06:58 AM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

رائعة أخرى لوله، وكم تمنيت أن أردّ عليها ولكن قلمي يحجم منبهرا

بطلاوة أحرفها. ورغم ذلك فإني سأركب ظهر القلم وأحاول أن أقف على

بعض ما في القصيدة من جمال.

الذي يبهرنا دائما بقصائد وله هو القدرة العجيبة على الوصف، والخيال

الجامح الذي يسوق القريض كيف شاء، وأريد أن أبدأ بملاحظة وهي أن

الشاعرة استخدمت في قصيدتها مفردات تستخدم للوالي

اخلع
فعُزلتَ
ولِّيتَ
تحكم
لحصاري
للأوطان
مغرَّبٍ
الحكم شورى

وهي بذلك تصف شبها كبيرا بين العاشقين والرعية، وبين المعشوق

والوالي، في أنهما قد سلما قيادهما وغلبا على أمرهما.... ومن ثم في أنهما

يثوران على الظلم في النهاية.

والأعجب من ذلك هو أن العاشق عندما أخذ القياد أصبح يتكلم بفوقية على

المعشوق، تماما كما يفعل الشعب المظلوم عندما يأخذ القياد فيعزل واليه...

فنرى الشاعرة تقول في بداية قصيدتها:

اخلع فؤادي ,شعّ ضوء نهاري
فعُزلتَ من قلبي وعن أفكاري

وكأنها هي الآن السلطان الذي فوق الوالي فتقول له أنك وليت هذا القلب فلم

تعدل...

ولِّيتَ لم ترحم ولم تحكم بما
يرضي شريعة عالم الأسرار

وكان السلاطين في القديم يقولون للولاة: فإما اعتدلت وإما اعتزلت، ونرى

سلطان الهوى لا يترك خيارا للظالم فتقول الشاعرة... "فعُزلتَ من قلبي"

... فهو أمر تمّ لا مراجعة فيه. والسبب مذكور في البيت التالي.... وليت لم

ترحم ولم تحكم بشريعة الله.

وتستفيض الشاعرة في ذكر الأسباب في البيت التالي:

سلمتني للعجز وهو يردني
فلويت عنقي تحت جنح خماري

فما أشبه المعشوق الظالم، بالوالي الذي يسلم رعيته للفقر والجوع والعجز،

وكم هي جميلة هذه الصورة التي وصفتها الشاعرة في ليّ الأعناق، وكأن

قولها: تحت جنح خماري، يدل على أن ذلك حصل في الخفية وتحت جنح

الظلام فلم يشعر به أحد.... إلا الشاعرة طبعا.

ولا أملك إلا أن أرى الجناس بين لويت ووليت، وعلى الرغم من أنهما

ليستا في نفس البيت إلا أن الجناس بينهما واضح ربما لابتداء الشطر بهما.

كم كنت أحسب أن ثغرك باسما (باسم ٌ)
فعدوت نحوك والحري فراري

يذكرني هذا البيت بقول الشاعر:

أعدى عدوك أدنى من وثقت به
............................ فلا تظنن أن الليث يبتسمُ
وحسن ظنك بالأيام معجزة
............... أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورمُ

ثم تتساءل الشاعرة عن الأسباب:

ماذا تريد؟..فقد وهى عذر الهوى
اصدح بأسبابٍ دعت لحصاري

وكأنها تتمثل بتبريرات الولاة بـ (المصلحة العامة)، فهي تقول هنا أن

تبريراتك الدائمة بأن ذلك لأنك تحبني قد انكشفت وما عاد لها قيمة تذكر،

فاصدح بالأسباب الحقيقية التي حملت على فعلتك، وهذا يصب في باب ما

بعد الثورة وتمكن الرعية من الوالي ومساءلته.

ثم تذكر الشاعرة الأسباب التي تراها هي، وهنا تتجلى آية الإبداع في

الوصف، فهي تعطيك صورة تشعر من خلالها أنك تسكن في ذلك البيت

الصغير المتواضع، ذو النوافذ الصغيرة التي تجتذب أشعة الشمس ودفء

الحياة لتدخل البيت من خلالها.

هل كان ما أغراك أن نوافذي
فُتحت لدفء الشمس والأنوارِ؟

وكيف يدخل النسيم العليل من خلال هذه النوافذ فيتلاعب بأبواب البيت

بسذاجة، ويراقص خيوط الستائر، وكم هي صورة بريئة وجميلة تلك التي

رسمتها الشاعرة.

هل كان ما أغراك أن نوافذي
فُتحت لدفء الشمس والأنوارِ؟

عزف النسيم فصفقت أبوابها
وتراقصت جذلى خيوط ستاري

ثم تنتهي تلك البراءة باستغلال الإعصار (الوالي، المعشوق) لتلك النوافذ

الصغيرة ودخوله من خلالها إلى داخل البيت (قلب الشاعرة) ليفتك به

ويطمس على معالمه، وانظروا معي جمال المقابلة بين النسيم والإعصار.

سكن النسيم وثرت كالإعصار

وانظروا روعة تصوير البعثرة التي أخلفها الإعصار، فهل رأيتم بحياتكم

إعصارا -مهما اشتدّ- ينتزع الحبر من الورق؟؟!! وكم يكون حزن الشاعر

كبيرا إذا تبعثرت كلماته بل وأصبحت رمادا في بطن نار!

وكم يكون الإعصار عظيما إذ يفقد الشاعرة هويتها فلا تدري من هي، ولا

تكاد تتعرف على وجهها مما عانى؟ وتبدأ بالبحث عن ذاتها في ركام

الكلمات الذي خلفه الإعصار، وتعطينا الصورة مرة أخرى مشبهة بالرعية

المهجـّر والوالي الظالم والوطن الجريح، وتتعهد أن القلب المغترب سيعود

يوما، ويجد الدفء في ظل حاكم جديد أكثر عدلا، حاكم ٍ يحكم بالشورى

مع رعيته، حاكم يملك القلوب قبل الأجساد، حاكم يكون قراراه قرار

الشعب، وعندها ستعود الرعية حاملة شعارات "لا للظلم"، أما ذاك الحاكم

الظالم فسيان قلبه وعقله، كلاهما صلب، ولكنهما ضعيفان إذا ما ارتطما

ببعض سرعان ما يتفتتان فيصبحان ترابا.

النتيجة أنها قصيدة رائعة، وعرفت الشاعرة من خلالها كيف تدغدغ

مشاعر القارئ، وتضمه إلى صفها في حربها مع المعشوق الظالم، ولا

أعتقد -بعد هذه القصيدة- أن المعشوق -القديم- يملك أن يأتي بتبريرات

تفكه من حبل المشنقة الذي نصبته الشاعرة له.

وإني وإن كنت قد ألقيت على القصيدة ظلّ العلاقة بين الوالي والرعية، فلا

أعتقد أني أتيت بها جزافا، وإن كانت الشاعر لم تقصد هذه المشابهة

بحذافيرها فلا شك أن شيء في خفايا النفس العربية هذه الأيام يجعل آلامه

في الواقع تتمثل في أشعاره ووصفه لأشياء قد لا يحسبها ذات صلة.

أحسنت أيتها الشاعرة المجيدة، ولا تحرمينا من هذه الدرر.

أخوكم عمر مطر

واعذروني على أي خطأ فقد كتبت الرد في عجالة ولم يتم لي أن أنقحه.
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م