السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على من اصطفى سيدنا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد وعلى آله وصحبه .
أما بعد
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الجن والانس لعبادته قال الله تعالى( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ )
وجاء في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟" قلت الله ورسوله أعلم قال "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا" قال قلت يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال "لا تبشرهم فيتكلوا" رواه البخاري ومسلم،
وقد فسر شيخ الاسلام أبن تيميه رحمه الله العبادة :اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، وهذا يدل على أن العبادة تقتضي: الانقياد التام لله تعالى، أمرا ونهيا واعتقادا وقولا وعملا، وأن تكون حياة المرء قائمة على شريعة الله، يحل ما أحل الله ويحرم ما حرم الله، ويخضع في سلوكه وأعماله وتصرفاته كلها لشرع الله، متجردا من حظوظ نفسه ونوازع هواه، ليستوي في هذا الفرد والجماعة، والرجل والمرأة، فلا يكون عابدا لله من خضع لربه في بعض جوانب حياته، وخضع للمخلوقين في جوانب أخرى، وهذا المعنى يؤكده قول الله تعالى( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
وما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"
وعلى ماتقدم فأنه لايتم ايمان العبد الا إذا آمن بالله، ورضي حكمه في القليل والكثير، وتحاكم إلى شريعته وحدها في كل شأن من شئونه
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :والعبودية لله وحده والبراءة من عبادة الطاغوت والتحاكم إليه، من مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، فالله سبحانه هو رب الناس، وإلههم، وهو الذي خلقهم وهو الذي يأمرهم وينهاهم، ويحييهم ويميتهم، ويحاسبهم ويجازيهم، وهو المستحق للعبادة دون كل ما سواه قال تعالى: " أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ "فكما أنه الخالق وحده، فهو الآمر سبحانه، والواجب طاعة أمره
قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا أي الذي إذا حرم الشيء فهو الحرام، وما حلله فهو الحلال، وما شرعه اتبع، وما حكم به نفذ، لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أي تعالى وتقدس وتنزه عن الشركاء والنظراء والأعوان والأضداد، والأولاد لا إله إلا هو ولا رب سواه
هذا مالزم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
____________________________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
http://www.ansar.org/video/aiah.rm