السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
بالطبع لا أختي الكريمة لن نحاسب عما كانوا يعملون ،، ولكننا سنحاسب على موقفنا تجاههم ،،
فكلام الإمام مالك ( إن صح ) واضح ،،،
((... اِنْتَزَعَ الْإِمَام مَالِكٌ رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ فِي رِوَايَة عَنْهُ بِتَكْفِيرِ الرَّوَافِض الَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ قَالَ لِأَنَّهُمْ يَغِيظُونَهُمْ وَمَنْ غَاظَ الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ فَهُوَ كَافِرٌ... ))
ولا شك بأن الكثير من الصحابة يغيضهم الإمام علي عليه السلام ،،،
فهم بالتالي مشمولين بقول الإمام مالك ،،،
هذا لا يعني أختي الكريمة أني مع رأي الإمام مالك ولكني أريد أن أنبه إلى خطأ الإستنتاج ،،،
فالآية في الواقع (لا تدل على أن كل من اغتاظ من واحد من الصحابة فهو كافر ، وإلا لحكمنا بكفر جمع من الصحابة كانوا يحملون على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ويبغضونه ، أمثال معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وبسر بن أرطأة ، وآخرين لا نود ذكرهم كانوا لا يستطيعون إخفاء بغضهم له عليه السلام حتى في محضر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ما تريدون من علي ؟ إن عليًّا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي.
بل ظاهر الآية أن صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ بنحو العموم المجموعي ـ يغيظ الله بهم الكفار ، لا بنحو العموم الأفرادي ، يعني أن الله سبحانه قد أغاظ الكفار بصحابته صلى الله عليه وآله وسلم بما هم مجموع ، لا بكل فرد منهم ، فإن بعضهم كما هو معلوم لم يُغظ واحداً من الكفار ، ولا سيما بعض من صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد فتح مكة. ولو سلَّمنا أن الآية تدل على هذا المعنى ، فهي لا تدل على أن كل من أغاظوه أو اغتاظ منهم فهو كافر ، وهذا واضح لا يحتاج إلى مزيد بيان.)
والسلام عليكم ،،