مسيرة شعبية في قلب القاهرة لدعم المقاومة الفلسطينية ضد العدوان الصهيوني الأمريكي

[عساس العساس]

اختطاف متظاهرين بمسيرة النكبة بمصر.
http://www.islamonline.net/Arabic/ne...rticle98.shtml

القاهرة - حمدي الحسيني – إسلام أون لاين.نت/ 15-5-2002


المصريات في مسيرة يوم النكبة.

تدفق آلاف المواطنين المصريين إلى ميدان التحرير -أكبر وأشهر ميادين العاصمة المصرية- لإحياء ذكرى النكبة التي توافق الأربعاء 15-5-2002؛ حيث دعت المنظمات الشعبية والنقابات وبعض الأحزاب السياسية والشخصيات العامة إلى إقامة مسيرة سلمية أمام مجمع التحرير للاحتفال بهذه المناسبة.

وضمت المسيرة عدة آلاف من نشطاء العمل السياسي وأعضاء نقابة المحامين والصحفيين والطلاب، وأيضا أساتذة الجامعة، بالإضافة إلى مئات من طالبات المعاهد والجامعات والمدارس الثانوية، وقد رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية واللافتات المؤيدة للقضية الفلسطينية والمعادية للصهيونية والولايات المتحدة، منها: "لا لإسرائيل العنصرية بيننا"، "معانا معانا حتى النصر"، "إسرائيل وأمريكا هما محور الشر في العالم"، و"الأقصى يناديكم"، "القدس لنا.. فلسطين عربية".

وحرص معظم المشاركين في المسيرة على وضع شارة سوداء على جباههم مكتوب عليها "فلسطين عربية" تعبيرا عن الحداد بهذه المناسبة.

وانضم للمتظاهرين أعداد كبيرة من طلاب الجامعة الأمريكية، وبعد محاولات من رجال الأمن لمنعهم من الانضمام قرروا التظاهر بجوار المسيرة والتنديد بالأمن؛ مما أدى إلى الموافقة على ضمهم إلى باقي المشاركين بعد وصول عشرات الطلاب من جامعة القاهرة للمشاركة في المسيرة.

وبالرغم من عدم اعتراض السلطات المصرية على إجراء المسيرة، فإنه تم اتخاذ إجراءات أمنية لم يسبق لها مثيل حتى تحول هذا الميدان إلى ثكنة أمنية، وخلا من زحام السيارات المعهود، بينما امتلأ بسيارات الأمن المصفحة وأفراد الأجهزة الأمنية المختلفة الذين أحاطوا بتجمع المتظاهرين، وفرضوا عليهم طوقا أمنيا حال دون مشاركة المزيد من المواطنين في المسيرة.

وقام أحد رجال الأمن -كان يرتدي زيا مدنيا- باقتحام الصفوف واختطاف أحد المتظاهرين الملتحمين، وقد اشتعلت المظاهرة التي بدأت توجه تنديداتها ضد رجال الأمن مطالبين بالإفراج عن المختطف الذي تبين بعد ذلك أنه ليس الوحيد الذي تعرض لهذا الموقف، وتعالت الصيحات منددة أيضا بقمة شرم الشيخ الثلاثية ومقرراتها.

وهكذا بدأت سلسلة من التجاوزات الشائنة من بعض رجال الأمن ضد المتظاهرين الذين كانوا قد طالبوا بالسماح للتوجه إلى مقر السفارة الأمريكية القريبة من ميدان التحرير، ولكن هذا الطلب قوبل بالرفض الشديد من جانب الأمن؛ الأمر الذي جعل القيادات الأمنية تكثف من التواجد الأمني بصورة أدهشت المارة من الميدان الذين لم يدركوا حقيقة ما يجري.

ويقول د. "أشرف البيومي" -أحد قادة المسيرة، الأستاذ الجامعي-: إن التواجد الأمني بهذا الشكل أمر مؤسف، ويجب على الدول أن تتراجع عن هذا الأسلوب الذي يسيء إلى سمعة مصر ونظامها السياسي عندما يخرج عدة آلاف ليعبروا عن مأساة فلسطين بصورة ديمقراطية شرعية، ويأتون لهم بجيش جرار من أجهزة الأمن المختلفة، وأشار إلى أن ذلك يكسر الثقة الباقية لدى المواطن العادي تجاه الشرطة والنظام السياسي بشكل عام.

ودخل البيومي في مفاوضات مع رجال الأمن للإفراج عن المختطفين مقابل إنهاء المسيرة، واستمرت المفاوضات عدة ساعات انتهت بتحقيق مطالب المتظاهرين بعد أن تأخر موعد إنهائها إلى الرابعة عصرا.

ومن الأسباب التي أدت إلى الإفراج عن المختطفين أن بعض موظفي المجمع - أعداداهم تصل إلى 20 ألفا - بدءوا في الخروج، وكانت الشرطة تخشى من انضمامهم للمسيرة، بالرغم من منح معظم الإدارات الحكومية إجازة من العمل في هذا اليوم لأسباب أمنية.

أما د. "عادل سعيد" - الأستاذ بعلوم القاهرة - فقال: حرصت على المشاركة الشخصية في هذه المناسبة، ولاحظت وجود بعض الزملاء من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة هنا، ولكن بدون تنسيق، والكل جاءوا بمبادرة شخصية منهم.


تحدى رجال الأمن وطاف ميدان التحرير بعلم فلسطين.

وأضاف: إن المسيرة كانت ناجحة بكل المقاييس رغم التخويف الأمني، ومنع الآلاف من الانضمام إليها، ولكنها لأول مرة تعقد في مكان مفتوح، وفي أكبر ميادين القاهرة، وأمام أجهزة الإعلام، وبالتالي فهي فرصة لبداية المشاركة الشعبية في اتخاذ وصنع القرار وتوفير نموذج لمشاركة المواطنين العاديين على التجاوب مع القضايا القومية العليا؛ لأنه كان معروفا أن الشعب المصري دائما يحتج في حالة تعطيله عن العمل، أو رفع الأسعار، ولكن عندما ترى شبابا لديهم هذا الحماس لدعم الشعب الفلسطيني فهذا أمر مطمئن على مستقبل بلادنا.

ويقول "سامح السعيد" -طالب في السنة الخامسة في طب القاهرة-: "كنت بالمصادفة في زيارة لمجموعة من زملائي في الجامعة الأمريكية، وعندما تابعنا المسيرة قررنا جميعا الانضمام.. ليس لشيء سوى أن نساهم بأي جزء ولو معنويا لإخواننا في فلسطين، ومناصرة لقضية الأقصى الذي يمثل رمزا دينيا غاليا علينا جميعا، وكنا نود أن نرى أجهزة الأمن أقل تحرشا بنا؛ لأن ما جرى أساء للجميع".

وبجانب المتظاهرين وقفت "منال" طالبة في السنة الثالثة من المرحلة الثانوية بمدرسة "أسماء بنت أبي بكر"، وقالت في حزن: كنت أتمنى المشاركة في المسيرة، ولكن الضابط منعني، ولا أدرى لماذا حرمني من هذا العمل بالرغم من أنني كنت بالصدفة أشتري كتبًا من وسط البلد؟ وعندما شاهدت المسيرة، وعرفت سببها حاولت المشاركة، واتصلت بأسرتي وأبلغتهم بأنني سوف أتأخر لهذا السبب.

ونفس الشيء تكرر مع "حسن" الطالب في الصف الثاني بمعهد التعاون - 20 عامًا -، وهو من أسيوط بصعيد مصر؛ فقد حاول المشاركة في المسيرة، ولكن تم منعه من جانب الأمن، وقال: الأوضاع التي نراها من حولنا تصيبنا باليأس؛ فمجرد المشاركة في مسيرة نعبر فيها عن غضبنا وحزننا بهذه المناسبة حرمنا الأمن منها ماذا ننتظر بعد ذلك؟

وأضاف حسن: لقد فكرت جديا في تأسيس حزب لنفسي لا ينضم له سواي، أبحث من خلاله عن الحقيقة؛ لأن الصحف ووسائل الإعلام الرسمية تتحدث عن أن مصر بلد الحريات والديمقراطية، بينما عمليا أنا الآن محروم من المشاركة في مسيرة لدعم النضال الفلسطيني وليست مظاهرة ضد الفساد والمحسوبية للبلد.

===============
انتهى النص.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نقلهُ راجي عفو ربهِ.
أخوكم المُحب في الله تعالى / أبو محمد ؛ عساس بن عبد الله العساس.