مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-06-2002, 05:54 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

بالطبع سأضيف رأيي الشخصي حول الموضوع بعد سماع المزيد من وجهات النظر وخاصة من العزيز سلاف والعزيز ناجي علوش لو أمكن ولكني هنا أضيف مقالاً له ارتباط بالموضوع وربما يضيف لما أفادنا به الأستاذ محمد :

الشعر بين النظم و الصورة الفنية
بقلم :جعفر حسن
عضو اتحاد الأدباء في البحرين

يبدو للدارس لتاريخ الأدب العربي ، إن هناك تياران متنازعان في النقد الأدبي القديم لتعريف الشعر عند نقادنا القدماء من (أهل اللغة) ، وقد كانا يتجاذبان الساحة الأدبية حتى وقت قريب ، وكان التيار الأول هو الذي يعرف الشعر على انه ذلك "الكلام الموزون المقفى ، الذي يدل على معنى" ، كما نتبين من تعريف قدامة بن جعفر . وهو تيار جعل النقاد القدماء يركزون على الشكل الإيقاعي الناظم للعبارة الشعرية بشكل اكبر من مدلول ذلك الكلام ، ونتبين بوضوح ثنائية المعنى و المبنى في العبارة السابقة ، تلك الثنائية التي تلتزم الثنائية الارسطية ، حيث أن المعنى عندهم يقع في النفس بينما ينحصر المبنى بالجسد الذي يخرج أصوات الكلام المنطوق .. الخ . و قد أنتجت هذا الاتجاه كثير من النقد لم يكن ذا طائل يذكر مثل الموازنة بين شاعرين أو نظرية السرقات الأدبية التي تحيل إلى فكرة السرقة و هو حكم أخلاقي يفسد الذائقة و يعطلها .
و لعل العقلية الجبارة التي وقفت أمام تأصل هذا الاتجاه هو العلامة الكبير الخليل بن احمد الفراهيدي ، الذي نقول بأنه أول من وضع فقها للغة مواز للفقه الشرعي ، وهي النظرة التي تركزت وسادت في تراثنا الأدبي و اكتسبت نوع من القدسية بالمشاكلة مع الفقه الشرعي ، بينما لا تنتمي تلك القدسية إلى مجال دراستها وبحثها فليس كل الشعر مقدسا ، و الكتب التي حملت عناوين مثل "فقه اللغة" هي خير دليل على ما نقول . فقد استطاع الفراهيدي بخبرته وقدراته العقلية المميزة أن يضع ميزانا لبحور الشعر نعرفها اليوم ، و في ذات الموضوع حاول تلميذه الأخفش الاستدراك عليه فيما سمي بالمستدرك ، دون أن ينتبه إلى انه إنما يتكلم عن تلك الخميرة الإيقاعية الأولى للشعرية التي تركها الخليل بن احمد .
ولكن الخليل و تلاميذه لم يقولوا يوما انهم قد استقصوا جميع بحور الشعر العربية التي قال العرب فيها أشعارهم ، ولا يمكن لهم ذلك بحكم زمانهم ، بدليل بقاء قصيدة كاملة خارج بحور الخليل بن احمد الفراهيد (اقفر من أهله محلوب فالقطيبات فالذنوب) ، وحتى تلك النظرات المفتوحة نحو أفق تطور عمود الشعر العربي الذي تمثل فيما أطلق عليه بمقلوبات بحور الشعر العربية ظلت حقيقة قاصرة عن استجلاء تطور الإيقاع القادم .
و لعلنا نشير هنا إلى أن الإيقاع كما تمثل في عمود الشعر ركز من جهة على موسيقى الشعر ، و بالتالي ركز على الشكل الفني ، مع أن التفكير في الشكل الفني ليس أمرا شكلانيا البتة ، لكن نظرية عمود الشعر لم تعبأ كثيرا بالمكونات الأخرى للشعرية العربية ، و لعلنا نشير إلى حقيقة كون موسيقى الشعر التي تتبدى هي انعكاس لحقيقة انتقال الأشعار العربية القديمة لفترة طويلة بشكل سماعي ، فأننا نجد أن حركة التنوين تتحول إلى حرف في المقياس . والموسيقى التي نحسها في الكلام و التي نسميها الإيقاع إنما هي تلك الانتقالات بين تكرار الحركة التي يقع بينها السكون ضمن نظام معين ما ، كما تظهر في حروف اللغة العربية من خلال توالي تحريك الحروف وسكونها خلال عملية القراءة أي أنها تظهر من خلال الزمن ، الذي هو زمن القراءة الإيقاعية بوصفها موسيقى .

وهي أي الموسيقى الإيقاعية منفصلة عن المعنى ، ولا توجد علاقة شرطية من أي نوع بين تلك الحركات و السكنات والمعاني ، ومن هنا نرى انه لا توجد هناك علاقة شرطية واجبة بين بحور الشعر ومعانيه ، غاياته ، و اغراضه ، كما صنف النقاد القدماء . ولعلنا واجدون أن موازين البحور خالية من المعنى كما في (فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن) .. الخ ، وذلك على اعتبار أن التأمل في الموسيقى بطبيعته هو تأمل في فن مجرد تماما كما تشير نظريات الجمال ، لذلك لا يمكن أن نقول أن البحر الفلاني يصلح لهذا الغرض في الشعر دون غيره ، كما يمكننا فهم تنوع أغراض القصيدة الجاهلية في ذات البحر لنفس السبب ، ومن هذه الملاحظة نستطيع القول أن الأقدمين فطنوا إلى أن الالتزام ببحور الشعر لا يمكن أن ينتج شعرا ، و ليس كما أشارت الفكرة القائلة بأن الشعر إذا سف يبقى شعرا ، إذ أن الخروج من الشعر ممكن مع الحفاظ على الوزن و القافية ، و في التراث العربي الكثير من الأمثلة على ذلك و يمكن أن ندلل بألفية ابن مالك المشهورة ، وباقي المنظومات التي صبت فيها العلوم العربية المختلفة ، ولكن الحفاظ على عنصر واحد من الشعرية العربية لا يجعل النص شعرا و إنما يخرج النص من الشعر إلى النظم ، و النظم لا يساوي بحال من الأحوال الشعر كما يتضح لنا .
يبقى لنا في هذه الخانة أن نستقصي الرأي الآخر الذي تميز بالتركيز على الصورة الفنية حيث يعرف الشعر بأنه كلام تخيلي أو تصوري و هو اتجاه تعمق مع الفلسفة العربية الإسلامية كما طرح من قبل ابن سينا و الفارابي ، على أن هذا التيار له أصول تمتد حتى الجاحظ ، وهو تيار يركز على جوهر من جواهر الشعرية العربية التي تعتبر ذات علاقة مباشرة بالمبنى ، و نظرية التصوير ربما كانت في الثقافة العربية متنحية إلى زمن ليس بالقصير ، حيث نجد طغيان الاتجاه الفقهي للغة العربية ، وليس أمرا طارئا أن يكون كبار فقهاء اللغة هم أنفسهم كبار الفقهاء و القضاة وبالتالي كبار رجالات الدولة .
و لكن الأمر لم يخلو من تشذيب شهدته تلك العقلية التي كانت تعتمد على التصوير الفني ، فنجد أن من تكلم في البلاغة العربية قد ركز على التشبيه ، كما نعرفه بأركانه الأربع (المشبه و المشبه به و أداة التشبيه و وجه الشبه ) ، ثم انطلق التنظير النقدي نحو الاستعارة التي كانت الشعرية تحلق بها ، و تم استقصاء وجهيها التصريحي و المكني ، و يمكننا تفهم الاتجاه نحو الاستعارة خصوصا حينما ندرك كيف كانت العبارة تغدو موحية اكثر كلما سقط منها ركن من أركان التشبيه الأربعة . على أن هناك أنواع من الإبداع في التصوير لم تكن خاضعة للتشبيه بأنواعه المتعددة كما يتمثل الموضوع في البيت القائل (كأنك الليل الذي هو مدركي .. .. .. وان خلت أن المنتأى عنك واسع) . و قد شهدت حركة التجديد الفني سقوط المجاز المرسل وموته ، على اعتبارات متعددة تراجعت نظرية النظم باعتبارها القانون الأوحد لموسيقى الشعر ، و تراجعت نظرية البلاغة القديمة لتفسح المجال أمام حساسية جديدة متقاربة مع العصر ، وعند انفجار عمود الشعر العربي على أعتاب القرن العشرين ، وبدخول العرب في ما سمي بعصر النهضة ، و قد استخدام شعراء العربية نواتج شظاياه و أنويته الإيقاعية تلك في صياغة إيقاعية جديدة ، وقد أعطت صورتها الأولى بما تمثل في التنظيرات الباكرة على الإبداعات في قصيدة التفعيلة كما تستوضحها كتابات نازك الملائكة ، و قد تزاوجت تفعيلات البحور المختلفة في البنية الإيقاعية الجديدة ، وقد استقصى بعض تحولاتها الدكتور علوي الهاشمي في دارسته الهامة السكون المتحرك ، و استطاع أن يكتشف ما اسماه بالمفصل الإيقاعي باعتباره قانونا بنيويا في تحول البنية الإيقاعية لشعراء البحرين المعاصرين ، وتنوعت النظريات النقدية التي باتت تحاول إحلال بديل كمي مكان التفعيلة كما حاول كمال أبو ذيب .
و لم تعد الثقافة العربية الإسلامية معزولة كما في عصر الاستعمار التركي أو الاستيطاني ، وإنما باتت تتفاعل مع ما يحدث حولها من تطورات في الآداب و المناهج العالمية .. الخ ، مع معرفتنا انه لاوجود لثقافة خالصة نقية بعيدة عن التأثر و التأثير . أننا اليوم نعيش الإسلام باعتبارنا نعيش في هوية تحددها الثقافة العربية الإسلامية ، وبالتالي كل من يعيش ضمن مجتمعاتنا هذه و يحمل هويتها إنما يعيش الثقافة العربية الإسلامية التي تفاعلت مع الشعرية العربية بكثير من روح التسامح في فترة إنتاجها العقلي و نهوضه ، وباتت اليوم في طور تستعيد فيه و تجتر ما أنجزه العقل المكون للامة في غابر ازمانها ، و لنا أن نسجل تلك المواقف المتسامحة و الشجاعة بحق لجل علمائنا مما سمح للأدب العربي أن ينقل لنا التراث ، الذي سنجد أن بعض جوانبه مليء بالألفاظ البذيئة كما هو حال ديوان البحتري أو مجون أبو نواس في نصوصه المحرمة ، أو من إغراق في التأملات الذاتية و التوحد مع الذات القدسية كما في شعر المتصوفة و ذهابهم إلى ابعد حدود في التعامل مع لفظ الجلالة ، ولم يجد علمائنا ولا فقهائنا غضاضة في نقل ذلك التراث ، و لكننا اليوم نشهد حساسية مفرطة تجاه الألفاظ مع معرفتنا بمدلولاتها المتنوعة في التراكيب الخارجة عن التداولية اليومية .. الخ .
من هنا أقول أن التشبيه بين القصيدة بلا وزن ولا قافية مثل فلسطين بلا جليل ولا نقب ، هو القول بأن فلسطين كلها ليست إلا الجليل و النقب ، أن التخفي وراء جلال الموضوعات و مكانتها في القلب لن يوسع خرق العمى لكي لا نرى تلك المصادرة على المطلوب من تلك التشبيهات و كبر رقعة ما يسمي عند الفلاسفة بالاغاليط المنطقية في القياس ، فلا تطابق بين الموضوعين (الشعرية العربية و قضيتنا الكبرى فلسطين) فليستا من نفس النوع ولا تنطبق عليهما ذات الأحكام و المعايير ، و هناك التفاف حاد بالأسلوب تخفيها كلمة (كمن يقول) و المصادرة تكمن في فرضية أن الآخر هو الذي يقول ، أو هو كمن يقول ، و هو هنا يشركه في النتيجة ، دون أن يقول فعلا بما يفترضه الموضوع ، و بالتالي لا نعرف من هو الذي يقول بما تقول ، أنت أم الحداثيون ، أن الأمر يتم دون التدقيق في ما صدق المفهوم ، فهل مناصرة الكيان العنصري قضية مساوية و تشبه قضية مناصرة حرية الإبداع ؟؟ إن استخدام هذا النوع من السجال قد يكشف عن رغبة في جعل الآخر يقول ما نعتقده عنه و بالتالي مصادرة رأيه ، ولكن التأمل سيحيلنا إلى أن هناك ما هو اكثر من الجليل و النقب في فلسطين . كذلك هو تشبيهك للقصيدة الحديثة (قصيدة النثر) .
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م