أنا و الخيط و الدمىو بابا في المشمش ...عفوا في MATRIX
يحدث أن يرقص العالم الملموس على إيقاع عزف ياتيه من عالم مجرد لا يراه أحد غيرك، فيشكلا معا باليه أبطاله دمى معلقة بخيوط تحركها يد القدر.
و "القدر" كائنات أقوى من الدمى و أقوى من الخيوط التي تحرك الدمى
إذا لم تكن تنتمي الى الفئة القليلة التي باستطاعتها رؤية المشهد فتأكد أن لا خيار لك سوى أن تكون دمية أو خيط يحمل أوزارها..
قد تصفق الدمى على الدمى بعد انتهاء المشهد، و لكن من يصفق على الخيوط؟
سترمى الدمى بعد أن تؤدي دورها و تترهل الخيوط الواحد تلو الآخر و يتقطع حبل صبرها في صمت و لا مبالاة. و حين ذاك تكون قد أكملت دورة حياتها لتسقط في عالم النسيان.
وحدهم الذين يملكون مفاتيح العالمين يتمكنون من مشاهدة صور العبثية في هذا الباليه المقرف.
اذا كنت ممن فقه ما أقول يمكنني أن أرحب بك في عالم الحقيقة.
في ديناميكا الحياة كما في ديناميكا الفيزياء، تمر عليك أوقات تكون فيها أنت و الخيط الذي تتجاذبه البكرة من الأعلى و الكتلة المعلقة من الأسفل إخوة في المعاناة و الإهمال.
كلاكما مهمل الكتلة، فلا وجود لكما عمليا برغم حضوركما المادي. كلاكما يحمل الأثقال و كلاكما لقاء ذلك يعاني التوتر و الاهمال.
من مقعدك في آخر الصف تنظر أنت الى المسألة و تعيد قراءة معطياتها بتمعن ..."... وزن الكتلة المعلقة = 10 كغ ، توتر الخيط = 50 نيوتن..."و في آخر المسأله "..ملاحظة: كتلة الخيط مهملة..."
تخنقك العبارة الأخيرة .. لما الاهمال؟؟.. و لما اذن حمل الأوزار؟؟
تريد حل المسألة لكنك عاجز
و عجزك هذا يفجر في نفسك ثورة عارمه
تنظر من حولك فترى الرؤوس منحنيه
يا ناس كفوا عن هذه المهزله
هادي المسأله لا تحتاج الى أوراق و مقلمه
حلها يا معشر الدمى يحتاج الى ملحمه
سألت الأستاذ بعد أن عجزت عن الإجابة: إذا كان الخيط يحمل الأوزار، و هو مقابل ذلك يعاني التوتر.. 50 نيوتن، فلما نهمل كتلته ؟ لما نعلق جثته؟
لما نطيل حبل عنائه؟
و ما ذنبه كي تتقطع أنفاسه في انتظار أن نفهم المسألة ؟
بهت الأستاذ من السؤال... و بكيت على الخيط و لا ادر ما فعل *** فيا طول ما حزني عليه و ما وجل.
|