[font=Arial][size=4][color=darkblue]
إلى جانب ذلك ستكون هناك حرب نفسية واسعة النطاق تستهدف إسقاط النظام من الداخل، ستستخدم فيها كل الأدوات المتاحة، من إذاعات موجهة ومنشورات، وهدف هذه الحرب هو دفع الشارع العراقي بكل فئاته إلى التحرك لإسقاط النظام. ويتوقع المراقبون أن تتركز هذه الحرب على الحرس الجمهوري الذي يشكل عصب النظام، إضافة إلى ما يعرف بفدائيي صدام. كما يتوقع أن يبدأ الحديث من الأيام الأولى عن مقتل صدام حسين لتشجيع هذه الفئات على التمرد.
هناك احتمال التحرك على نطاق مختلف دون الحاجة إلى قصف جوي طويل مثلما جرى في يوغسلافيا، فإذا نجحت الأجهزة الأميركية في الحصول على معلومات من الداخل، فقد تشن هجمات "كوماندوس" لاغتيال الرئيس العراقي، وهو الأمر الذي سيترافق أيضاً مع الحرب النفسية الواسعة التي أشرنا إليها.
الاجتياح البري هو "السيناريو" الآخر وهذا الاجتياح سيعتمد بالضرورة على الضربات الجوية والصاروخية التي تشل قدرة القوات العراقية على إحداث خسائر في القوات المهاجمة. ومن المفترض أن تتحرك تلك القوات حسب هذا السيناريو من الكويت وتركيا والأردن إذا تم ترتيب ذلك مع الأطراف المعنية.
سرعة العمليات والشارع العربي
من الواضح أن هاجس سرعة العملية يبدو حاكما إلى حد كبير في آليات التفكير فيها، ذلك أن الموقف الناقم في الشارع العربي قد يدفع نحو الانفجار إذا استمرت العملية لأسابيع طويلة بخلاف نجاحها خلال فترة محدودة. والحال أن هذا الاحتمال -أي انفجار الشارع العربي- ليس مستبعدا على الإطلاق، لا سيما وأن موقفه من العدوان يبدو موحدا إلى حد كبير خلافا لما كان عليه الحال بعد اجتياح الكويت. وقد يغدو احتمال الانفجار أكبر إذا ما نجح العراق في الصمود أمام العدوان لأسابيع، أو إذا نجح في إطلاق صواريخ على الدولة العبرية.
سيناريوهات المواجهة
ثمة قليل من الحديث في أروقة السياسة والإعلام وحتى تصريحات العسكريين عن الموقف العراقي من المواجهة القادمة، وما سيفعله الرئيس العراقي خلالها.
بداية لا بد من القول إن الرئيس العراقي يدرك تمام الإدراك أن الحرب الحالية ذات هدف معلن وحقيقي في الآن نفسه هو إسقاطه والاستبدال به نظاما تابعا للولايات المتحدة، وهو بذلك يدرك أن رأسه هو المطلوب أكثر من أي شيء آخر.
من هنا يمكن القول إن الرئيس العراقي لا بد أن يلقي بكل أوراقه في المواجهة، وإنه حال وجد نفسه أمام طريق مسدود، فسيستخدم خيار "شمشون" إن ملك القدرة على استخدامه، بيد أن المصادر العراقية والأخرى المقربة منها لازالت تتحدث عن آمال عريضة بالقدرة على صد العدوان ومنعه من تحقيق أهدافه.
إجراءات العراق للمواجهة
يتحدث المراقبون في الداخل العراقي عن جملة من الإجراءات التي سيتخذها الرئيس العراقي حال بدء الهجوم الأميركي سعيا إلى إفشاله. ومن تلك الإجراءات:
أولا: فرض حظر التجول الكامل في محافظات الجنوب خوفا من انتفاضة مشابهة لانتفاضة حرب الخليج الثانية.
ثانيا: تدميرالسدود المائية في محافظات الشمال (السليمانية، دهوك، أربيل) وهي المحافظات التي لا يسيطر عليها الجيش العراقي، وذلك بهدف إعاقة تحرك القوات الأميركية المسنودة من القوات التركية والكردية باتجاه الموصل وكركوك.
ثالثا: إعادة توزيع القوات العسكرية على شكل وحدات صغيرة في جميع المناطق، مع نشر مئات المنصات الجاهزة لإطلاق الصواريخ على المحافظات الشمالية التي ستنطلق منها القوات الغازية.
”
في قراءة "سيناريو" الحرب الأكثر تداولا يبرز "سيناريو" ميلوسوفيتش كما يطلق عليه بعض المراقبين، وهو القائم على الضربات الجوية المكثفة، والتي تبدأ بقصور صدام، ومن ثم معسكرات الجيش مع التركيز على الحرس الجمهوري، إلى جانب المنشآت الحيوية المساندة للعمليات الحربية العراقية
”
إن قدرة القوات العسكرية العراقية هي من النوع الذي لا يستهان به إذا لم يفلح الأميركيون في الدفع باتجاه حركة تمرد على الرئيس العراقي، فتعداد الحرس الجمهوري يصل نحو ربع مليون، في ما تعداد الجيش نصف مليون، إضافة إلى جيش القدس الذي يصل تعداده عدة ملايين أكثرهم من النوع المدرب.
ثم إن أحدا لا يمكنه الجزم بما لدى القوات العراقية من إمكانات، ولعل إسقاط طائرة التجسس الأميركية مؤخرا يشير إلى نقلة تكنولوجية في الصناعة العسكرية، مع أن ذلك ليس مؤكدا نظرا لعجز العراق خلال السنوات العشر الماضية عن الحصول على قطع الغيار اللازمة لمعداته.
من الواضح أن المخطط الأميركي يأخذ ذلك كله بعين الاعتبار وهو يحرص على عدم التورط في حرب مدن مع القوات العراقية، بقدر ما يحرص على إسقاط النظام من الداخل من خلال التحرك الشعبي، وهو ما تطالب به المعارضة، كما جاء على لسان قائد المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (محمد باقر الحكيم) الذي قال إن "الشعب العراقي سيستولي على السلطة إذا منع المجتمع الدولي صدام من استخدام الدمار الشامل".
تداعيات الحرب
عنوان تداعيات الحرب له صلة بالترتيبات اللاحقة لإسقاط النظام العراقي في حال نجاح المعركة أميركيا، كما له صلة باحتمال الفشل من جهة، وتداعيات النجاح اللاحقة من جهة أخرى.
على صعيد الترتيبات الداخلية لعراق ما بعد صدام، يمكن القول إن خيار السيطرة الشيعية على البلد ليس واردا ولا مسموحا به، وإذا حصل بشكل من الأشكال فإن المعركة ستتواصل، لأن الأصل هو نظام موال للولايات المتحدة وعلى استعداد للتعاون ضد إيران، ولذلك فإن الاحتمال الأرجح هو البحث عن ضابط سني لقيادة البلد، أو إعادة الملكية للعراق كما فهم المراقبون من حضور الأمير حسن بن طلال لمؤتمر الضباط العراقيين في لندن، وذلك كمدخل للإبقاء على وحدة العراق.
غير أن سؤالا حقيقيا يطرح نفسه يتصل بمدى حرص الإدارة الأميركية الفعلي على وحدة العراق، وهو سؤال لا يمكن الجزم بالإجابة عليه، لا سيما إذا تذكرنا أن الدولة العبرية تفضل خيار التقسيم، كمدخل لإعادة رسم خريطة المنطقة برمتها وفق "سايكس بيكو" جديدة.
”
إن قدرة القوات العسكرية العراقية هي من النوع الذي لا يستهان به إذا لم يفلح الأميركيون في الدفع باتجاه حركة تمرد على الرئيس العراقي، فتعداد الحرس الجمهوري يصل نحو ربع مليون، في ما تعداد الجيش نصف مليون، إضافة إلى جيش القدس الذي يصل تعداده عدة ملايين
”
قصارى القول هو أن نجاح التغيير لن يسمح له أن يفضي إلى نظام غير موالٍ للولايات المتحدة. بيد أن ذلك يدخلنا بالضرورة إلى ما بعد ذلك، وهل سيكون الاستقرار هو المسار التالي أم أن التناقضات الكثيرة داخل المجتمع العراقي ما تلبث أن تتحول إلى عبء على الوجود الأميركي والمصالح الأميركية كما حصل مع التناقضات الأفغانية.
هناك احتمال الفشل الأميركي في أحداث التغيير في العراق، وهو احتمال على ضآلته يبقى واردا، وإذا نجح فإن وضعا أفضل سيكون بانتظار الدول العربية والملف الفلسطيني، في حين سيكون إيذانا ببداية تراجع الولايات المتحدة كقوة وحيدة تتحكم بالعالم.
على الجانب الآخر، فإن نجاح التغيير الأميركي في العراق سيبشر بمرحلة إذلال للوضع العربي برمته في فلسطين والدول العربية مجتمعة، تلك التي تتهمها واشنطن بتصدير الإرهاب، وإذا تذكرنا أن مستوى الإذلال الأميركي للأمة الذي أنتج هجمات سبتمبر/ أيلول هو أقل بكثير مما يبشر به صقور البنتاغون بعد ضرب العراق، فإن المرجح هو تحول المنطقة إلى "حزب الله واحد كبير"، كما ذهب "أوري أفنيري" رئيس ما يعرف بكتلة السلام في إسرائيل، أو "قاعدة" كبيرة كما يبشر أسامة بن لادن
--- --- --- --- --- --- --- --- ---:
__________________
من روائع شعري
يمامتي
ابيحوا قتلي او طوقوا فكري سياجا
فان قتلي في دجى الليل سراجا
EMAIL=candlelights144@hotmail.com]لمراسلتي عبر الإيميل[/email]
آخر تعديل بواسطة السلفيالمحتار ، 04-03-2003 الساعة 01:51 PM.
|