جزاك الله خيرا يا أستاذ عباس:
والأمر تماما كما قلت، جرأة على الدين تظهر فساد القلوب، وضعف العلم، وفساد المنهج الذي نسير عليه....
إننا إذا أراد أحدنا أن يبني بيتا، يذهب إلى أفضل مهندس، ليرسم له البيت ثم يبنيه له، وإذا أردنا أن نزرع أرضنا أتينا بخبراء في الزراعة، وإذا أردنا أن ننشئ نظاما للحسابات في شركة أو مصنع، أعلنا عن طلب محاسبين لا تقل خبرتهم عن عشر سنوات....أما الدين فلأنه لا قيمة له في قلوبنا، فإننا نأخذه من كل بر فاجر ومن عالم وجهال، ومن كل مهتدي ومبتدع وزنديق... ولا نضع شرطا:ألا يفتي من لم يظل عشر سنوات في تعلم العلم الشرعي، وأن يكون حافظا للقرآن والحديث والفقه، وأن يكون ذا دين في نفسه على غير معصية ظاهرة ولا بدعة مضلة.......بل الجميع يفتي والجميع يشرع.... وذلك لسبب بسيط، هو عظمة وجلال أمور الدنيا في قلوبنا، وصغر الدين عندنا، فالدنيا عظيمة جليلة مهابة تستحق السعي والاجتهاد والبحث عن الخبراء.... أما الدين فلا يستحق كل هذا، لأنه لا قيمة له في قلوبنا.... الرغبة في الدنيا وتعظيمها والزهد في الآخرة وتحقيرها، هو المرض.....في الدنيا لا نكتفي بأي رخصة أو أي عمل أو أي خبير بل نأخذ رأي أفضل الخبراء، ونأخذ بالأحوط في جميع الأمور... أما الدين فترى من في قلوبهم مرض يقولون: لماذا تأخذونه من العلماء هل هناك قدسية لهؤلاء العلماء والسلف؟... والإجابة لأننا لا نأتي ببواب كلية الهندسة ليبني بيوتنا ونقول هل أساتذة الهندسة لهم قدسية في علومهم؟....أي لا قدسية لهؤلاء ولا لهؤلاء، ولكن ليس معنى ذلك أن نأخذ علم الهندسة من بواب الجامعة أو الجنايني، فكذلك إن كان لا قدسية للعلماء فليس معناه أن ناخذ الدين من أمثال القحطاني....
__________________
أبو سعيد
|