الطريق إلى النقد الهادف ( الجزء الأول )

[مراكشي]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

عنوان مشاركتي (( الطريق إلى النقد الهادف ))

الجزء الأول

المقدمة : إن الأمة والمجتمع الذى لا يعرف النقد أقرب إلى الخطأ من الصواب
ان النقد مهم للأمة والمجتمع والفرد حتى يصل الجميع إلى مراتب النجاح والتقدم

- يظن البعض عند ذكر النقد أنه مجرد أظهار للأخطاء والزلات والعيوب أمام الناس
وهذا فهم خاطئ لمفهوم النقد ومعنا ليس بصحيح

وعندما لا يعرف الأفراد والمجتمع النقد الهادف أو المفهوم الصحيح له تعم
الأخطاء وتتدنى المستويات الفكرية والعملية والأجتماعية

النقد ينقسم إلى قسمين

01النقد الهادم 02النقد الهادف

النقد الهادم : هو الذى لا يعرف إلا ذكر العيوب والأخطاء فيبرزها للملاء بقصد إسقاط صاحبها أمام المجتمع

النقد الهادف : هو النقد الذى يبني ولا يهدم وهو الذى يصحح المسيرة لا أن يوقفه وهو الذى يظهر الجيد من الردئ . والحسنات والسيئات

هذا النوع من النقد ينبغي أن تتسع صدورنا له وتفتح له الأبواب وهو موضوع مشركتي 0

حتى يكون النقد هادفاً لابد أن يقوم على ثلاثة ركائز إذا أختل أحدها فسد النقد وهي كما يلي:

الركيزة الأولي: تتعلق بالناقد نفسه :
فليس كل أحد يصلح للنقد سواء فى المجالات العلمية أو الدعوية أو الأدارية أو الإجتماعية
ولا بد من وجود ثلاث صفات فى من يرد أن يتصدر للنقد وأن يكون نقده هادفاً 0

1) أن يكون ثقة فى دينه عدلاً فى نفسه مؤمن فى قوله .
يقول العلامة الخطيب البغدادي فى كتابه الكفاية : أن أهل العلم أجمعوا أن الخبر لا يقبل إلا من العامل الصادق المؤمن على ما يخبر به 0

2) أن يكون على علم .
لأن العلم هو الذى تقوم عليه الأحكام . لذلك لا يأخذ النقد من أنصاف المتعلمين ولا من الجهلة فأن هؤلاء لا يقبل منهم ولا يسمع لهم فى باب النقد 0
بل النقد يأخذ من العلماء كل حسب تخصصه .

العلم المراد هنا أمران :
01العلم بالشرع أو المسائل التى يراد أن تنقد والعلوم المرتبطة بالنقد 0
02العلم بطريقة النقد – وسوف يأتي الكلام مفصل عن طريق النقد الهادف .

3) أن يكون صاحب إنصاف وعدل فى تصرفاته وأقواله .
يقول ابن تيميه أن كلام النقد فيمن دون الصحابة من المملوك والعلماء فلا بد أن يكون مبنى علم علم وعدل لا على جهل وظلم 0

قال تعالي "ولا يجر منكم شنئان قوم على إلا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوي"
هذه هي صفات الناقد الذى يقبل نقده ويكون معتبراً

الركيزة الثانية في منهجية النقد الهادف : تتعلق بالشيء المنقود
هناك شرطان إذا اجتمعا جاز للناقد أن ينقد الشئ المفقود 0

الشرط الأول : أن يكون الشئ المفقود شئ يدخله الخطأ 0
أما إذا كان هذا الشئ مبرئ من الخطأ فلا يجوز نقده 0
مثل : القران الكريم بإجماع المسلمين لا يجوز نقده 0

الشرط الثاني : أن يكون الشئ المنقود جائز فى الشرع نقده 0
أما إذا لا يجوز نقده فلا يصح النقد . مثل : نقد الأنبياء والصحابة 0
فلا بد من هذين الشرطين حتى يكون نقدك صحيح وفى منزلة 0

الركيزة الثالثة في منهجية النقد الهادف:تتعلق بطريقة النقد الهادف وطريقة النقد الهادف تقوم على ثلاث قواعد وهي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التكملة في الجزء الثاني
محبكم في الله عباس رحيم

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته