الأخ العلوي هذا هو تعليقي على نقاطكم الساخنة

[أحمد علوي]

-
**أخي العزيز / جمــال …. السلام عليكم ورحمة الله
قرأت ردك الملتهب هذا الصباح ، وآثرت أن لا أكتب إليك مباشرة ، حتى لا يظهر انفعالي جلياً كما ظهر في المرة السابقة .. بل قررت أن لا أرد بالكلية ، كأني لا سمعت ولا رأيت ..! وليغفر الله لي ولك وللجميع .. غير أني بعد أن هدأت أعصابي _ فيما يبدو _ أقول وبالله المستعان :

أولاً : كنت والله أظنك أكبر من هذا كله ، ولم أتخيل يوماً أن أديباً مثلك يجرفه الغضب على هذه الشاكلة حتى خارج حدود الدائرة ، فإذا بك تجتهد أن تحرف الكلم عن مواضعه ..
لقد كان حسن ظني بك ، أن تحمل الكلام على أحسن المحامل ، ،
بل وأكثر من هذا : أن تقبل السيئة بالحسنة ، وان لا تقبل الخطأ _ على افتراض أنه خطأ _ بمثله ، فقد قاولوا : غاضب في مواجهة غاصب شيطانان ..والعياذ بالله ..
ولكن اتضح لي الآن أن حبال صبرك قصيرة للغاية ..( أمزح ) !

ولأضع يدك على مواضع تحريف الكلام تابعني بتروٍ :

 حكاية الصعيدي هذه ..!!
ارجع إلى ما قلته ، ستجد أنك تجنيت عليّ فيها بوضوح ، وإلا فقد جرى عرف أكثر الناس ، أنهم إذا رأوا واحداً منهم متصلباً في رأيه في لحظة ما ، قالوا له : يبدو أنك صعيدي ..!! مع أنه ليس مصرياً أصلاً .. ولكنها دعابة أصدقاء مع بعضهم بعضاً .. وهذا ما ذكرته لك حيث أردتها دعابة في معرض الجد .. وإلا فالصعايدة من أطيب خلق الله قلباً ، وأصفاهم نفسا ً ولا يملك من عاشرهم إلا أن يحبهم ، ويقدرهم .. وكذلك تجدني أشرت إلى هذا أيضاً .. ولكنك أبيت إلا أن تقلب الطاولة على رأسي ..! ربما .. ربما لتبدو مظلوماً ، وأنت الظالم ..!

 تزعم أني أشرت إلى تكفيرك ..
أعوذ بالله من غضبه ..
أنت أعرف مني أن أسلوب التهكم أحد أساليب العربية .. فلم أكن إلا متهكماً بقناعتك ، لعلي بهذا أستثير فيك عاطفة معينة ، أو أستدعي منك تأملاً ووعياً ، ونحو هذا ..
لأني أدركت من حملتك هذه أن حشد النصوص في ثنايا موضوع ما تزعجك __ لا لأنك غير مسلم ، حاشا ، ولكن لقناعة متأصلة عندك أن موضوعها ليس هنا ___ فأردت أن ألمس هذا الجانب عند كل نقطة احتجت فيها إلى إيراد نص وشاهد لأقول لك _ بطريقة غير مباشرة _ : أنه لابد من نصوص ما دامت أنفاسنا إسلامية ..
ولكنك أبيت أيضاً إلا أن تغيّر مواضع الكلم لتبدو الصورة على غير حقيقتها ..!!


 تزعم أنني اتهمتك بشرب المسكر ..
أعوذ بالله من غضبه ..
أين تخريج الكلام على أحسن محامله أيها الشاعر الأديب ..!؟
على كل حال بين يدي مجموعة من نصوص قرآنية ، أثبتُ لك فيها أن وصف إنسان بعدم العقل ، ليس معناه بالضرورة أنه شرب مسكراً .!
وأذكر أنني منذ سنوات قرأت لأحد المفكرين نظرية يثبت فيها أن هذه الحضارة الغربية أنجزت ما أنجزت من روائع ( بنصف عقل ) فقط .. فهل يعني ذلك أنها أنجزت ما أنجزت وهي في حالة سكر ..!؟


 تقول أنك فعلت وفعلت ، وأنجزت ، وقدمت ..وتسألني ماذا قدمت أنا ..!؟
أقول لك من كل قلبي والله : بارك الله فيك ، وتقبل الله منك ، وحفظك الله من كل سوء ومكروه ، وأسأله سبحانه أن لا يحبط لك عملاً من حيث لا تشعر …
أما أنا فنكرة … وهل يمكن أن تفعل النكرة شيئاً يذكر ..!؟
ولهذا ( لأني لا أملك شيئاً البته ) تجدني متعلقاً بمحبة الصالحين _ وأحسبك منهم _ ،، وظني أن الشافعي رحمه الله إنما قال أبياته المشهورة على لساني أنا وحدي دون العالمين ، حيث قال _ أعني قلت _
أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أن أنالَ بهم شفاعه
وأكرهُ من تجارتهُ المعاصي *** ,عن كنا سوياً في البضاعه
و لا تحسبن أني أقول ذلك من باب التواضع ، فوالله إنها لحقيقة مستقرة في قاع قلبي .. أسأل الله أن يرحمني _ وإياك _ برحمته الواسعة .



 استعداؤك الآخرين عليّ ..
أيضاً لا يصب هذا في صالحك .. وهو دليل على أنك كتبت ما كتبت في لحظة انفعال شديدة ، أسأل الله أن يغفر أن أوصلتك إلى مثلها ..


أما بقية النقاط فإني أضرب عنها صفحاً ..
غير أني أقول لك كلمة موجزة في ختام هذه الجعجعة _ التي يبدو أنه لن نخرج بطحن منها _ أقول كلمة جامعة موجزة :
غفر الله لي إن كنت أخطأت في حقك .
وغفر الله لك إن كنت أخطأت في حقي ..
هذا وتقبل تحياتي ووافر سلامي … وفي أمان الله أيها العزيز .