تابع حالات الغضب
الحالة الثانية:
ماذا تفعل لو حياك شخص آخر؟ ..
المفارقة كبيرة في تصرفك وسلوكك في كلا الحالتين؛
ففي المرة الأولى تنفعل نكداً وتتقطب تجاعيد وجهك غيظاً وتفتح أبواب الشيطان فتكيل الشتيمة تلو الشتيمة وهذا ما نسميه انفعال الغيظ وهو انفعال قد يتطور إلى انفعال غضب
بينما في المرة الثانية تنفرج أسارير وجهك فتضحك وبسرعة لا إرادية ترد تحية بأفضل منها عملاً بقول الله تعالى:
{وإذا حُيِّيتم بتحية فحَيُّوا بأحسن منها أو رُدُّوها إن الله كان على كل شيء حسيباً}[النساء: 86]
وهذا ما نسميه انفعال السعادة..
والانفعالات هي ردود أفعال داخلية تظهر لا شعورياً بسبب احساسات معينة
ومن الصعب التحكم بها، وردود الفعل تتسبب في استجابات فيزيولوجية تحمي الإنسان من أجل البقاء.
ويقول الدكتور نجاتي في كتاب "القرآن وعلم النفس" :
يميل الإنسان إلى أن يستجيب لانفعال الغضب بتوجيه العدوان إلى العقبات التي تعوق إشباع دوافعه أو تحقيق أهدافه، سواء كانت هذه العقبات أشخاصاً، أو عوائق مادية، أو قيوداً اجتماعية.
غير أن كثيراً ما يحدث أن يُنقل الغضب أو يُحوّل إلى أشخاص آخرين لم يكونوا هم في الحقيقة العقبة التي حالت دون تحقيق أهداف الإنسان، أو لم يكونوا هم السبب الحقيقي في إثارة انفعال الغضب.
فقد يغضب الإنسان، مثلاً من أبيه أو أخيه {وألقى الألواح وأخَذَ برأس أخيه يَجُرُّه إليه}[الأعراف: 150].
فينقل غضبه إلى أخيه الأصغر فيضربه لأتفه الأسباب. وتعرف هذه العملية بالنقل.
وقد ورد في القرآن مثال لنقل الغضب فيما قام به موسى عليه السلام حينما غضب من قومه لعبادتهم العجل، ولكنه وجه غضبه لأول وهلة إلى أخيه هارون عليه السلام، فأمسك برأسه ولحيته يجره إليه غاضباً ولما هدأ غضبه { قال ربِّ اغْفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين} [الأعراف: 151].
وتذكروا دائما أن لا مناص لأحد من الغضب فهو غريزة جُبلنا عليها وعلى كل فرد منا أن يُسكن الغضب قدر الإمكان ويهدئ نفسه وإلا سنصبح نادمين.
تحياتي