بلاغ!
بلاغ!
يا للرجال - ألم يدهش عقولكم
صوت الأرامل والأيتام إذ هانوا؟
هذا اليتيم قد انحازت مفاصله
من جلبة الجوع والظلام تخمان!
يا للرجال.. دماء المسلمين غدت
هدرا، كما عبثت بالماء صبيان
يا للرجال.. أفيقوا من سباتكم
فقد أحاط بكم بغي وعدوان
إن السيوف التي كانت لسالفكم
ما ضمها معهم رمس وأكفان
مريضة هي في الأجفان أم مرضت
قلوبكم أم نأى عنهن وجدان؟
بئس السيوف إذا حلت عواتقكم
وما بها لعتيق المجد أحزان!
لا تحجبوها إناثا في مغامدها
فإن تلك اليمانيات ذكران
فديتكم أوردوها إنها عطشت
إن كان فيكم يلاقي الري عطشان
تكاد أن تتلاشى من تحرقها
غيظا على صار، أو حزنا على كانوا!
لا تحملوها إذا كانت لزينتكم
إن الرجال بفعل السيف تزدان
أين العصائب من قحطان أجمعها
وأين من نتجت للمجد عدنان
ربوا لكم بالظبي والسمر ملتكم
وأنتم اليوم تجار ورهبان!
تمشون هونا كأن الزهد أثقلكم
وأنتم بهوان النفس ثقلان!
أقول للبعض منكم، وهو عن أسف
والحر يأسف للأحرار إن شانوا
قد كنت نخبة هذا المجد من قدم
واليوم أنت على الأبواب ذبان!
بيض العمائم لا تجدي إذا انكدرت
بيض القلوب.. وللإيمان عنوان! أبو مسلم البهلاني العماني
|