د.الأهدل: الإيمان هو الأساس (65) وما يعقلها إلا العالمون..
دروس في الإيمان (65)
وما يعقلها إلا العالمون.
ولقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم، مثلاً يبين به من فقَّهَهُ الله في الدين، فعرف بذلك الشريعة الكاملة، فطبقها فأحدثت فيه أثرها النافع العظيم، ومن أعرض عن ذكر الله فطبع الله على قلبه جزاء وفاقاً، فلم يهتد بهدى الله، وإنما آثر الضلال على الهدى فنال منه الضنك والشقاء..
ففي حديث أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مثل ما بعثتي الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثتي الله به، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ) [البخاري (1/28)]
فشريعة الله التي بعث الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم، كاملة وهي صالحة للتطبيق لذوي القلوب النظيفة الطاهرة التي لم تجتلها الشياطين عن فطرة الله، وبها رفعوا رؤوسهم واعتزوا بربهم ودينهم، فلم يذلوا لغير الله..
أما ذوو القلوب الجاسية الدنسة الذين اجتالتهم الشياطين، فأخرجتهم عن فطرة الله التي فطر الناس عليها - وهم القيعان التي لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ - فلم ترتفع رؤوسهم بهذه الشريعة، إذ لا هِمَمَ لهم ترفعهم إلى مستواها، فانحنت رقابهم لغير الله، وذلت نفوسهم لسواه من أهواء وشهوات وشياطين، فكانوا بذلك عبيد العبيد..
(( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون )). [العنكبوت: 43].
(( قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى )). [فصلت: 44].
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
|