بسم الله و الصلاة و السلام على مصطفاه و آله وصحبه ومن والاه
الفكر الصوفى عند الشيخ بن تيمية رحمه الله
عن الحب والتتيم والغرام والعشق للخالق عند الشيخ بن تيميه رحمه الله
يقول:
))لكن العبادة المأمور تتضمن معنى الذل ومعنى الحب فهى تتضمن غاية الذل لله بغاية المحبة له فإن آخر مراتب الحب هو التتيم واوله ( العلاقة ) لتعلق القلب بالمحبوب ثم ( الصبابة ) لا نصباب القلب اليه ثم ( الغرام ) وهو الحب اللازم للقلب ثم ( العشق ) وآخرها ( التتيم ) يقال تيم الله أى عبد الله فالمتيم المعبد لمحبوبه
ومن خضع لانسان مع بعضه له لايكون عابدا له ولو أحب شيئا ولم يخضع له لم يكن عابدا له كما قد يحب ولده وصديقه ولهذا لا يكفى أحدهما فى عبادة الله تعالى بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شئ وأن يكون الله أعظم عنده من كل شئ بل لا يستحق المحبة والذل )) اهـ .
( مجموع الفتاوي – الأداب و التصوف – كتاب علم السلوك – مسالة معنى العباده و فروعها و حقيقة العبودية - 149 )
_________________________________________________
الحب والمحبوب عند بن تيمية رحمه الله
سئل عن رجل يحب رجلا عالما فاذا التقيا ثم افترقا حصل لذلك الرجل شبه الغشى من أجل الافتراق وإذا كان الرجل العالم مشغولا بحيث لا يلتفت إليه لم يحصل له هذا الحال فهل هذا من الرجل المحب أم هو تأثير الرجل العالم ..
فأجاب :
)) الحمد لله ، سببه من هذا ومن هذا، مثل الماء إذا شربه العطشان حصل له لذة وطيب وسببها عطشه وبرد الماء، وكذلك النار إذا وقعت فى القطن سببه منها ومن القطن، والعالم المقبل على الطالب يحصل له لذة وطيب وسرور بسبب إقبال هذا ( أي الطالب ) وتوجهه ( أي العالم ) وهذا حال المحب مع المحبوب ((
) مجموع الفتاوي – الأداب و التصوف – كتاب التصوف – مسالة يحب رجلا عالما فاذا التقيا ثم افترقا حصل لذلك الرجل شبه الغشى – 394 (
_____________________________________________
رؤية الله في المنام بحسب حال الرائي
)) من رأى اللّه ـ عز وجل ـ في المنام فإنه يراه في صورة من الصور بحسب حال الرائي، إن كان صالحًا رآه في صورة حسنة؛ ولهذا رآه النبي صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة. )) اهـ
مشاهدات العارفين في اليقظة لله ... وخرافة المثال العلمي
)) و[المشاهدات] التي قد تحصل لبعض العارفين
في اليقظة، كقول ابن عمر لابن الزبيرـ لما خطب إليه ابنته في الطواف ـ: أتحدثني في النساء ونحن نتراءى اللّه ـ عز وجل ـ في طوافنا؟ ! وأمثال ذلك، إنما يتعلق بالمثال العلمي المشهود، لكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه فيها كلام ليس هذا موضعه؛ فإن ابن عباس قال: رآه بفؤاده مرتين. فالنبي صلى الله عليه وسلم مخصوص بما لم يشركه فيه غيره.
وهذا المثال العلمي يتنوع في القلوب بحسب المعرفة باللّه والمحبة له تنوعًا لا ينحصر؛ بل الخلق في إيمانهم باللّه و كتابه و رسوله متنوعون، / فلكل منهم في قلبه للكتاب والرسول مثال علمي بحسب معرفته مع اشتراكهم في الإيمان باللّه وبكتابه وبرسوله ـ فهم متنوعون في ذلك متفاضلون.)) اهـ
الناس يخبرون بالغيب
))وكذلك إيمانهم بالمعاد والجنة والنار وغير ذلك من أمور الغيب. وكذلك
ما يخبر به الناس بعضهم بعضًا من أمور الغيب هو كذلك، بل يشاهدون الأمور ويسمعون الأصوات، وهم متنوعون في الرؤية والسماع، فالواحد منهم يتبين له من حال المشهود ما لم يتبين للآخر، حتى قد يختلفون فيثبت هذا ما لا يثبت الآخر،
فكيف فيما أخبروا به من الغيب؟! )) اهـ
( مجموع الفتاوي - كتاب الأسماء و الصفات الجزء الأول – فصل فى قرب الرب من قلوب المؤمنين و قربهم منه)
__________________________________________________ _______
الشيخ بن تيمية يعتقد بأن الله يرى في صفو قلوب أرباب التجلي
يتمثل الشيخ بن تيمية بهذا :
))إذا سكن الغدير على صفاء وجنب أن يحركه النسيـم
بدت فيه السماء بلا امتراء كذاك الشمس تبدو والنجوم
كذاك قلوب أرباب التجلي يرى في صفوها الله العظيم ((
) مجموع الفتاوي - كتاب الأسماء و الصفات الجزء الأول – فصل فى قرب الرب من قلوب المؤمنين و قربهم منه (
__________________________________________________ ________
الكشف
ويقول أيضاً مبيناً اعتقاده بـ ( كشوف العارفين ( و يعتبرها دليل يستدل به:
((وقد دلَّ الكتاب والسنة وما رُوي عن الأنبياء المتقدِّمين – عليهم السلام – مع ما عُلم بالحس والعقل
وكشوف العارفين، أنَّ الخلق والأمر ابتداءً من مكة أم القرى، فهي أمُّ الخلق، وفيها ابتدأت الرسالة المحمدية التي طبق نورها الأرض، وهي جعلها الله قياماً للناس، إليها يصلون ويحجون، ويقوم بها ما شاء الله من مصالح دينهم ودنياهم، فكان الإسلام في الزمان الأول ظهوره بالحجاز أعظم، ودلَّت الدلائل المذكورة على أن " ملك النبوة " بالشام، والحشر إليها، فإلى بيت المقدس وما حوله يعود الخلق والأمر، وهناك يُحشر الخلق، والإسلام في آخر الزمان يكون أظهر بالشام، وكما أن مكة أفضل من بيت المقدس، فأول الأمة خير من آخرها، كما أنه في آخر الزمان يعود الأمر إلى الشام كما أسرى النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ". ((
( مجموع الفتاوى – الفقه – الزياره – مسألة هل تفضل الإقامه فى الشام على غيره من البلاد)
__________________________________________________ _____
مكاشفات الأولياء وقدراتهم وتأثيراتهم
ويقول أيضا :
))ومن أصول أهل السنة
التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات ، وأنواع القدرة والتأثيرات .. )) اهـ
( مجموع الفتاوى – العقيده - كتاب مجمل إعتقاد السلف – مسألة إعتقاد أهل السنه - فصل فى مذهب أهل السنه فى الصحابه – 129 )
__________________________________________________ _____
أعطى الله بعض الأولياء أعظم مما أعطى جبريل وهذا عام في كل الأشياء
))واذا تبين هذا ان العلم مقسوم من الله ليس كما زعم هذا ال بأنه لا يكون الا بأيدى الملائكة على الاطلاق وهو قول بلا علم بل الذى يدل عليه القرآن ان الله تعالى اختص آدم بعلم لم يكن عند الملائكة وهو علم الاسماء الذى هو اشرف العلوم وحكم بفضله عليهم لمزيد العلم فأين العدول عن هذا الموضع الى بنيات الطريق ومنها القدرة
وزعم بعضهم أن الملك اقوى وأقدر وذكر قصة جبرائيل بأنه شديد القوى وانه حمل قرية قوم لوط على ريشة من جناحه فقد آتى الله بعض عباده اعظم من ذلك فأغرق جميع أهل الارض بدعوة نوح وقال النبى ( ان من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ورب أشعت أغبر مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لأبره )
وهذا عام فى كل الاشياء)) اهـ
( مجموع الفتاوي – العقيده – كتاب مفصل إعتقاد السلف – فصل فى التفضيل بين الملائكة و الناس)
__________________________________________________ _________
الولي يقول للشيء كن فيكون
))وجاء تفسير ذلك فى آثار ان من عباد الله من لو اقسم على الله أن يزيل جبلا أو الجبال عن أماكنها لأزالها وان لا يقيم القيامة لما اقامها وهذا مبالغة ، ولا يقال إن ذلك بفضل بقوة خلقت فيه وهذا بدعوة يدعوها لأنهما فى الحقيقة يؤولان الى واحد هو مقصود القدرة ومطلوب القوة وما من أجله يفضل القوى على الضعيف ثم هب ان هذا فى الدنيا فكيف تصنعون فى الآخرة وقد جاء فى الاثر ( ياعبدى أنا أقول للشىء كن فيكون أطعنى أجعلك تقول للشىء كن فيكون يا عبدى انا الحى الذى لا يموت أطعنى أجعلك حيا لا تموت ) وفى أثر ( أن المؤمن تأتيه التحف من الله من الحى الذى لا يموت الى الحى الذى لا يموت ) فهذه غاية ليس وراءها مرمى كيف لا وهو بالله يسمع وبه يبصر وبه يبطش وبه يمشى فلا يقوم لقوته قوة )) اهـ .
( مجموع الفتاوي – العقيده – كتاب مفصل إعتقاد السلف – فصل فى التفضيل بين الملائكة و الناس )
__________________________________________________ _____________
عذاب القبر يمكن سماعه
))إمكانية رؤية أو سماع عذاب القبر حاصلة ، فإن روحه تقعد وتجلس وتسأل وتنعم وتعذب وتصيح وذلك متصل ببدنه ، مع كونه مضطجعا في قبره )) اهـ .
الميت يخرج من القبر ويمشي
))وقد يقوى الأمر حتى يظهر ذلك في بدنه ،
وقد يرى خارجا من قبره والعذاب عليه وملائكة العذاب موكلة به ، فيتحرك ببدنه ويمشى
ويخرج من قبره ، وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم ، وقد
شوهد من يخرج من قبره وهو معذب ، ومن يقعد بدنه أيضا إذا قوى الأمر ، لكن هذا ليس لازما في حق كل ميت ، كما أن قعود بدن النائم لما يراه ليس لازما لكل نائم ، بل هو بحسب قوة الأمور ..)) اهـ .
(مجموع الفتاوي – العقيده – الأسماء و الصفات الجزء الأول – مسالة هل يثبت نزول الله إلى السماء الدنيا – فصل فى تنزيه الرب عن صفات النقص مطلقاً – 321 )
__________________________________________________ _____
بن تيمية رحمه الله يخبر بما في اللوح المحفوظ ، وله كراماته
يقول بن كثير فى مدارج السالكين 2/510 ] متحدثا عن الشيخ بن تيميه ما نصه :
)) ولقد شاهدت من فراسة بن تيمية أموار عجيبة ، وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم ،
أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة ، وأن جيوش المسلمين تكسر ، وأن دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبي عام ، وأن كلَبَ الجيش وحدته في الأموال ، وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة ! ثم
أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام : أن الدائرة والهزيمة عليهم ، وأن الظفر والنصر للمسلمين وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا . فيقال له : قل إن شاء الله . فيقول : إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا . وسمعته بعد ذلك يقول : لما أكثروا علي قلت : لا تكثروا ،
كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام ! قال : وأطعمت بعض الأمراء والعساكر حلاوة النصر قبل خروجهم للقاء العدو ..... ولما تولى عدوه الملقب بالجاشنكير الملك أخبروه بذلك ، وقالوا : الآن بلغ مراده منك ، فسجد لله شكرا وأطال . فقيل له : ما سبب هذه السجدة ؟ قال : هذا بداية ذله ومفارقة عزه من الآن ، وقرب زوال أمره . فقيل : متى هذا ؟
قال : لا تربط خيول الجند على القرط حتى تغلب دولته ، فوقع الأمر مثلما أخبر به ، سمعت ذلك منه .
وقال مرة : يدخل عليّ أصحابي وغيرهم ، فأرى في وجوههم وأعينهم أمورا لا أذكرها لهم .... وأخبرني غير مرة بأمور باطنة تخص بي مما عزمت عليه ، ولم ينطق به لساني !
وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل ، ولم يعين أوقاتها ، وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها " )) اهـ
_________________________________________
كل يؤخذ من كلامه ويردإلا...
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته