6- ومن علامة حبّ النبي صلى الله عليه وسلم الحرص على التمسّك بهديه، وتحمُّل الأذى في سبيله:
أ) وقد قال البدر العيني في شرحلا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين): "المراد من الحديث بذلُ النفس دونه صلى الله عليه وسلم".
ب) وقال القسطلاني رحمه الله:"من علامات هذه المحبّة: نصرُ دين الإسلام بالقول والفعل، والذبّ عن الشريعة المقدَّسة، والتخلّق بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في الجود والإيثار والحلم والصبر والتواضع؛ فمن جاهد نفسَه في ذلك وجد حلاوةَ الإيمان؛ ومن وجدها استلذّ الطاعات، وتحمّل في الدّين المشقّات؛ بل ربّما يلتذّ بكثيرٍ من المؤلمات!"
ت) وما أحسنَ ما قيل في هذا المعنى:
ما الحُبُّ إلا لقومٍ يُعرَفُون بِه قد مارسوا الحُبَّ حتى هانَ مُعْظمُهُ!
عَذابُهُ عِنْدَهُمْ عَذْبٌ وظُلْمتُهُ نُورٌ ومَغْرَمُهُ ـ بالراءِ ـ مَغْنَمُهُ!
ث) ورحم الله أمَّنا عائشة حبيبةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى عروة بن الزبير(أنّ حسّان بن ثابت كان ممّن كثّر على عائشة؛ فسببتُه؛ فقالتْ: يا ابنَ أختي لقد كان يُنافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)، قال النووي: "أي يُدافع ويُناضل". وفي روايةٍ: (كان يذبّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)!
ح) وروى البخاري في كتاب الاعتصام عن شيبان بن عثمان بن طلحة أن عمر قال له: (هممتُ أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين المسلمين، قلت: ما أنت بفاعلٍ، قال: "لـمَ؟ قلت: لم يفعله صاحباك! قال: هما المرآن يُقتدى بهما!).
د) وكذلك شأن أنس رضي الله عنه كما قال أبو أمامة بن سهل في الصحيحين: صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر، ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه يصلى العصر؛ فقلت: يا عمّ! ما هذه الصلاة التي صليت؟ قال: "العصر، وهذه صلاة رسول الله التي كنا نصلي معه".
وقد روى البخاري في (مواقيت الصلاة) باب (تضييع الصلاة عن وقتها) عن الزهري قالدخلتُ على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلتُ له: ما يُبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئاً مما أدركتُ إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضُيِّعتْ).
7- ومن علامات حبّ النبي صلى الله عليه وسلم النصح لأمة محمد صلى الله عليه وسلم. أ) قال عياض رحمه الله: "ومن علامة حبِّه شفقتُه على أمّته، ونصحُه لهم، وسعيُه في مصالحهم، ورفعُ المضارّ عنهم؛ كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوفاً رحيما!"
ب) وقال النووي رحمه الله في شرح حديث(الدّين النصيحة): "وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فتصديقه على الرسالة، والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه، ونصرته حيّاً وميتا، ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه، وإعظام حقّه وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته، وبثّ دعوته، ونشر شريعته، ونفي التهمة عنها، واستثارة علومها، والتفقه في معانيها، والدعاء إليها، والتلطف في تعلمها وتعليمها، وإعظامها وإجلالها، والتأدب عند قراءتها، والإمساك عن الكلام فيها بغــــــير علم، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها، والتخلّق بأخلاقه، والتأدب بآدابه، ومحبّة أهل بيته وأصحابه، ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرّض لأحد من أصحابه ونحو ذلك".
ث) وروى مسلم قولَ الزهري لعروة: "ما بال عائشة تتم في السفر؟" قال: "إنها تأولت كما تأول عثمان"، قال النووي: "رأيا القصر جائزاً والإتمام جائزاً؛ فأخذا بأحد الجائزين".
8- ومن علامة محبّة النبي صلى الله عليه وسلم"زهدُ مدّعيها في الدنيا".
أدِرْ أحاديثَ سَلْعٍ والحِمى أدِر والْهَجْ بذِكْرِ اللِّوى أو بانِهِ العطِرِ!
واذْكُرْ نسيمَ المُنْحَنى سَحَرا لمّا يمُرُّ على الأزهارِ والغُدُرِ!
ويا سحائبُ أغنى عنكِ نائلُهُ فاسقِ المواطرَ حيّاً من بني المطرِ!
ما سرتُ إلا وطَيْفٌ منكَ يصحبُني سُرًى أمامي وتثويباً على أثَرِي!
منقول باختصار يسير
وصل اللهم وسلم وبارك على خاتم أنبيائك محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وأبدا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
|