مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 28-04-2004, 07:43 PM
عباس رحيم عباس رحيم غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: المملكة العربية السعودية - ينبع الصناعية ص ب : 30449
المشاركات: 113
إفتراضي عندما تحول الجنرال إلى ذئب !!

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع : عندما تحول الجنرال إلى ذئب !!


ترك عبد العزيز المقرن سلاحه لدى أصحابه.. وأخذ يمشي على ضوء القمر الذابل..
كان الجبل الذي اختبئوا بين صخوره يظهر موحشاً .. ولم تكن أضواء القمر الواهنة تستطيع أن تسفر عن جميع النتوآت والشقوق التي يكتض بها ذلك الجبل الشاهق!!

وبعد دقائق من مسيرته .. توقف .. وأسند ظهره المنهك على صخرة صماء.. شعر أن صوت نَفَسِه يملأ المكان.. انحنى.. وأمسك بحجرة ضم أصابعه عليها ليتأكد من قوتها! بدأ ينحت بها على تلك الصخرة.. كان خطه جميلاً.. عندما أكمل كتابة لقبه المشهور" الجنرال"..

تأمله.. شعر بكره شديد لهذا اللقب!! وكأنه نزل فجأة على قلبه الواهن..

أصغى لحظة للكون.. كان صامتاً.. حتى أصوات أصحابه.. تلاشت في ظلمة الليل..

تسائل بصوت مسموع وكأنه يريد أن ينفي الوحشة التي اخترقته:

_ الظاهر انهم ناموا!!

رمى الحجر .. وعاد ليسند ظهره للصخرة.. قال بصوت مليء بالذكريات:

أنا الجنرال..

شعر أن الكلمة لم تملأ الثقب الذي في نفسه فأردف بعدها:

أنا المجاهد الكبير..

خرجت كلمة الكبير.. وكأنه صب عليها ذنوباً من الافتخار بالنفس..

بدأت تلوح لمخيلته صورته وهو في أفغانسان.. قبل ما يزيد على عشر سنوات.. وهو حاسر الرأس وشعره يصل إلى كتفيه.. وهو يتعاون مع رفاقه في تخليص إطارات السيارة الجيب من أكوام الثلج التي غطتها.. تذكر وجه صاحبه أبي سليمان وهو يحثه على العمل.. والعرق يتصبب من وجهه في ذلك الصباح الشديد البرودة.. بدأ لحن ذلك النشيد الجماعي يغزو خياله :

لبيك إسلام البطولة كلنا نفدي الحمى...

لبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلما...

تذكر الفرحة التي غمرتهم عندما تحركت السيارة.. وخرجت من بين الثلج المتراكم.. وتكبير أبي سليمان بصوته المبحوح يكاد يذيب جبال الجليد..

تسللت منه آهة.. قال بعدها في شبه حسره:

رحمك الله يا أبا سليمان..

تأمل السحابة التي غطت وجه القمر.. أحس برغبة شديدة في أن تنقشع.. تذكر الفلم الكرتوني القديم " سنان" عندما كان سنان يرى في القمر وجه أمه .. تملكته غصة .. وهو يتراءى وجه أمه.. وهي تمد يديها في الليل وتدعو الله تعالى أن يوفق ابنها ..

تأمل فيما حوله.. وتسائل بينه وبين نفسه عن السبب الذي يحول بينه وبين البكاء.. وكأن هذا التساؤل هو الإذن الذي سمح لدمعتين كبيرتين أن تعبرا حاجز الوهم.. شقتا طريقاً على الوجه المغبر.. المليء بالقوة..

تسللت خيوط القمر من بين شقوق الغيوم.. رأى على ضوئها قدميه الحافيتين.. استغل الفرصة.. فانحنى ودقق النظر في الجرح الذي اعترض ساقه.. جراء احتكاكها بإحدى الصخور الحادة..

زادت الأضواء.. تأكد أن الغيوم قد انقشعت تماماً عن القمر.. رفع رأسه.. ليذهل عندما رأى ذلك الوجه الجميل متوسطاً هالات القمر ..

أحس بزيادة في نبضات قلبه..

لم يكن ذلك الوجه هو وجه أمه الحبيبه!!

إنه وجه طفولي برئ.. ملئ بالآمال البريئة..

أغمض عينيه بقوة ثم فتحهما.. ولكن ما زال الوجه خاشعاً.. تزيده الهالات المنبعثة من حوله جلالاً..

إنه وجه الطفلة وجدان!!

قال بصوت عالٍ وكأنه يجيب نفسه الثائرة عليه:

ولكن شيخ الإسلام أجاز قتل الكافر المتترس بالمسلم. حتى لو مات المسلم معه..

وما إن قال تلك العبارة حتى تلاشى وجه وجدان.. وعاد " الجنرال" إلى وعيه.. سمع صوت عواء يأتي من طرف الوادي.. تسائل بصوت منخفض:

ليه العمارية مليانه ذياب؟؟

شعر بخوف ممزوج بحزن شديد.. انحنى ليلتقط حجرة .. وأدار ظهرة فرأى كلمة " الجنرال" التي نحتها قبل قليل.. ففكر في أن يضبطها بالشكل.. ليغدو الخط أكثر جمالاً.. وقبل أن تلمس الحجرة الصخرة.. سمع صوتاً يأتي من جهة القمر يقول بطفولية :

كان الجدار ثقيل مرررة!!!

التفت الجنرال إلى القمر .. فرأى وجه وجدان.. ولكنه ملطخ هذه المرة بالدم!!

ضغطت يده على الحجرة بقوة..

وصل إليه صوت الشخير المنبعث من الجهة التي يرقد فيها أصحابه..

قالت وجدان:

والله ما أسامحكم يوم القيامة..

شعر بأشياء تختلط في داخله.. ازداد ضغطه على الحجرة حتى بدأت قطرات الدم .. تتناثر على الحجار الصغيرة..

قالت وجدان:

والله إني مسلمة.. توي مصليه الظهر..

لم يعد الجنرال يقوى على النظر إلى القمر.. نظر لكلمة الجنرال التي كتبها .. أخذ يشطبها بالحجرة.. وصوت أنين خافت ينبعث من القمر.. مع صوت عواء يأتي من طرف الوادي..

لم ينتبه إلا وقد كتب أسفل من كلمة " الجنرال" التي شطبها.. كلمة " الذئب"..

أحس بتغيرات تحدث.. ورأى قطرات الدم تسيل من القمر.. وتتجمع في صحراء العمارية.. لم يعد يسمع شخير أصحابة.. لا يدري لماذا سقط على الأرض.. حاول أن يقوم .. فلم يستطع.. رأى الشعر الكثيف يغزو يديه ورجليه.. بدأ بالمشي على أربع.. أراد أن يصرخ حتى ينقذه زملائه مما هو فيه.. هاله صوته المرعب.. عندما خرج.. لم يكن صوتاً طبيعياً..

كان صوتاً.. موحشاً..

كان عواءً واضحاً...


منقول
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________


abbasraheem200@msn.com
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 29-04-2004, 09:41 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

أخي الكريم

جزاك الله خيراً على هذه المشاركة الأدبية القيمة للغاية ...
__________________
معين بن محمد
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م